غنج الحسناوات ينافس هوامير البورصة

[أبو مـــــاهر]

قصة واقعية

المساهمون استسلموا لـ(الو) الناعمة

غنج الحسناوات ينافس هوامير البورصة


ما أن توصلت المملكة لاتفاق للانضمام الى منظمة التجارة العالمية حتى بدأ بعض الاشخاص في استغلال ذلك الاعلان لمآرب اخرى.

هناك في أحد الشوارع الهامة بجدة حاول البعض ومن خلال مكتب مميز الترويج لممارسات مرفوضة وغير مصرح بها
ولا تدعمها اية تنظيمات اتخذوا من خبر (منظمة التجارة) غطاء لايهام الجاهلين بأن الدخول الى هذه المنظمة يعني كسر كل الحواجز
والغاء كل الانظمة, وفي مقدمة ذلك السماح بالمتاجرة بالبورصة بلا تراخيص.

ولان هناك الكثير من العطشى لـ(الثراء السريع) ارتموا في احضان ذلك المكتب ليتكرر سيناريو النصب والاحتيال .

لكنه هذه المرة من خلف ستار منظمة التجارة.

خلف الابواب الالكترونية المغلقة كانت العيون مفتوحة والحواس الاخرى لا تقل في مستوى (استشعارها) عن تلك العيون.

أما العواطف فهي مجمدة وان بدت انها تحت الطلب.. مع ان مقياس حرارة الردهات بما تحويه من ارقام
وما يتردد داخلها من (ارتفاع وانخفاض) يجعل حراراتها تفوق الوصف (فوق الصفر)..

ذلك الحال كان وصفا لما في داخل مكتب في مبنى شهير بشارع التحلية بجدة.

أما العاملون داخل المكتب فهم من فئة مميزة جدا ـ الرجال هم شريحة من جنسيات عربية, تم اختيارهم بكل عناية
مهمتهم تنحصر في الجلوس خلف الشاشات التي لا يتعدى محور ارتباطها محيط الغرفة التي تحويهم,
وعملهم يتعلق بالشرح والوضف والتفصيل ثم بضغطة على الماوس يقودونك الى العالم الخارجي, حيث قطاع المال والاستثمار.

أما النساء فهن ايضا شريحة عربية كانت اكثر حظا في الاختيار ولا يهم طولهن او عرضهن او حتى طول انوفهن
بل المهم صوتهن الشجي مهمتهن لا تنحصر في لقاء احد لكنهن يلتقين كل احد.

وعملهن لا يرتبط باقناع احد.. بل يقنعن كل احد..

ومحور دورهن يتضمن في استلام المكالمات وتسليم المعلومات لمن يريد بطريقة لا تخلو من (الغنج).

وما ان يرن هاتف الشركة حتى يأتي الرد اسرع من البرق.. ويسمع المتصل كلمة (ألو).. عندها تنقطع التساؤلات الهامة.

ولا يجد المتصل نفسه الا مساهما بكل ما يملك وبما لا يملك.

حتى النساء لهن نصيب من المشاركة مع ذلك المكتب اذ خصص لهن قسم يستقبلهن ثم يضع امامهن احلاما وردية ومستقبلا زاهراً .

وبسيناريوهات مختلفة لكل شخصية يتم وضع اليد على اموال من وصلوا طوعاً الى المكتب سواء رجالاً او نساء.

ولم يكن غريباً ان تكون قائمة الضحايا مليئة بالمعلمين والمعلمات, خاصة انها تضم ايضاً محاضرين في الجامعات
وحاصلين على درجة الدكتوراه.

جميعهم اتفقوا على ان الربح السريع هو الوسيلة المثلى للغنى.

وجميعهم اتفقوا على ان هذا المكتب في هذا الموقع هو الوسيلة المثلى لباب التجارة الخارجية.

لكن جميعهم ايضاً اقتنع بان المكتب واجهة لخوض مجال البورصة العالمية.

اما ما حفظته آذانهم وغمر عقولهم مفاده ان مساهماتهم ارتقت الى المضاربة في الاسهم الامريكية والبنوك العالمية
والعملات الاجنبية واسواق البترول والذهب والفضة.

ودللوا على اعتقادهم بما حواه المكتب من شاشات عديدة رسمت داخلها الرسوم البيانية المتشعبة التي تخيل لكل من يطالعها
انها متحركة وفي موجة متواصلة صعوداً وهبوطاً.

وفي وقت بدأت حركة اسهم ذلك المكتب (تنطلي) على الكثيرين

كانت حركة اخرى اكثر سرعة تتجه لحسم مصير تلك الشاشات.. وانهاء زيف الاسهم وضلال الاستثمارات الوهمية.

وحرصاً على عدم فرار احد تقرر ان تكون ساعة الصفر ملائمة لوجود جميع عناصر (البورصة) داخل مكاتبها.

ولضمان ذلك الامر, تسرب عنصر امني بذكاء الى الداخل, ثم حركت الابواب, حاول موظف الاستقبال استطلاع امر من هم بالخارج
من خلال كاميرات المراقبة التي وضعت باحكام..

وما ان شعر بان شيئاً ما يحاك في الخارج تراجع عن فتح الابواب الموصدة عندها ظهر العنصر الامني في الداخل
وفتح الباب الاكتروني لكافة العناصر الاخرى التي بدأت تجمع براهين الادانة الواضحة.

وفشلت كافة محاولات الهروب اوالتملص من رجال الامن.. فيما كان غياب المقيم الذي يدير المكتب وجيزاً اذ سرعان ما ظهر حاملاً سجلاً تجارياً زاعماً انه يتيح له مزاولة (النصب) الا ان السجل كان يتعلق بتجارة المواد الغذائية وليس البورصة.

اما آخر فادعى ان دخول المملكة لمنظمة التجارة العالمية يتيح العمل في هذا المجال معتقداً انه قد ينجح في اقناع رجال الامن
بمشروعية ما يقومون به مثلما نجح في استدراج المساهمين بهذه الاكذوبة.

وازاء المعلومات الواضحة بضبط كل من يشارك في التلاعب بأموال المواطنين تم القبض على الجميع

واغلق المكتب واحيل المتهمون للجهات المعنية وفي ملفاتهم الادلة والقرائن على النصب والاحتيال.




منقول من صحيفة عكاظ

[mR_NaNo]

وش اسم الشركة ؟؟؟!