النتائج 1 إلى 1 من 1
- 21-02-2010, 06:08 PM #1
هل يعذَّب في قبره من تكون حسناته أكثر من سيئاته في الميزان ؟
هل يعذَّب في قبره من تكون حسناته أكثر من سيئاته في الميزان ؟
السؤال : أفهم ، وأدرك ، أن المسلم يمكن أن يُعذَّب في القبر ، لكن الذي أريد أن أعرفه هو التالي :
نعلم أن الإنسان المسلم سوف توزن أعماله يوم القيامة ، فإن رجحت الحسنات على السيئات : فإن الله عز وجل سيغفر لهذا المسلم ، أو المسلمة ، ويدخله الجنة ، سؤالي هو : عندما يكون نفس هذا الإنسان المسلم في القبر , فهل سيعذَّب في قبره على الرغم من أن الله عز وجل سيغفر له يوم القيامة ؟
وهل سنُعذب في الآخرة على الرغم من أننا سندخل الجنة ؟
الجواب : الحمد لله
أولاً ::
ثبت عذاب القبر ونعيمه عند أهل السنَّة والجماعة ، كما جاء ذلك دلت في الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وعليه أجمع سلف الأمة .
والأصل في عذاب القبر ونعيمه أنه على الروح ، وقد تتصل الروح بالبدن فيصيبه شيء من العذاب أو النعيم .
وعذاب القبر منه ما يستمر إلى قيام الساعة ، ومنه ما ينقطع .
ثانياً ::
ينبغي أن يُعْلم أن كثرة الحسنات على السيئات ليست بمنجية صاحبَها من عذاب القبر بذاتها ؛ لأن الوعيد المترتب على العذاب في البرزخ ، ليس هو الوعيد المترتب على العذاب في نار جهنم ،
وقد يأتي المسلم بسبب واحد من أسباب العذاب في قبره ، فيعذَّب عليها ، وله أمثال الجبال من الحسنات .
والميزان الذي توزن به أعمال الناس فيشقى بعده طوائف خفت موازينهم ، ويسعد آخرون ثقلت موزاينهم : إنما يكون في آخر المطاف ، بعد أن يقطع الناس أشواطاً في مراحل الدار الآخرة .
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - :
والذي تدل عليه الآي ، والأخبار : أن من ثقل ميزانه : فقد نجا وسلِم ، وبالجنة أيقن ، وعلِم أنه لا يدخل النار بعد ذلك ،
والله أعلم .
والمسلم الذي نفترض كثرة حسناته لو وضعت في الميزان بعد موته مباشرة : لا ينجو من عذاب القبر، إن شاء الله تعذيبه على بعض سيئاته تلك ،
وليتأمل الأخ السائل المسائل التالية فهي تحل الإشكال الوارد في ذهنه
1. من كثرت حسناته على سيئاته وأجاب الملَكين في القبر عن أسئلتهم : لا يعني بالضرورة أنه ينجو من عذاب القبر إذا جاء بما يستحق عليه العذاب من سيئاته تلك ، وشاء الله أن يعذبه عليها في قبره .
2. من كثرت حسناته على سيئاته ليس بالضرورة إذا رأى مقعده من الجنة في قبره ، أنه لن يعذَّب على ما شاء الله من ذنوبه ، وللعلماء في هذا قولان
الأول : أن من ارتكب سيئات وشاء الله تعذيبه في القبر ، وهو في الآخرة من أهل الجنة : أنه يرى مقعده من الجنة باعتبار مآله... والثاني : أنه يرى مقعده من النار باعتبار حاله.. وعليه
فإن زيادة حسنات العبد على سيئاته ، ليس بمانع من أن يعذب في قبره على بعض ذنوبه التي ورد الوعيد لفاعلها بالعذاب في قبره . مثل عقوبة المرابي وأنه يسبح في نهر دم ، وعقوبة الزناة والزانيات ، والعقوبة على النميمة ، والغلول من الغنائم ، والكذب ، وعدم الاستبراء من البول ، وغير ذلك مما جاءت النصوص واضحة في التنصيص على معاصٍ بعينها .
ثالثاً :
ومن حكمة الله تعالى أنه لم يجعل الميزان أول موت العبد ؛ ويبدو لنا بعض الحكَم من ذلك نرجو أن تكون موافقة للصواب ::
1. أنه يُخفف حِمل السيئات على العاصي بما يصيبه من عذاب القبر ؛ تخفيفاً عنه من عذاب جهنم ، ولا شك أن ما يصيب العاصي من عذاب القبر أهون عليه مما يصيبه من نار جهنم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الآلام التي هي عذاب : فإن ذلك يُكفِّر الله به خطاياه ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزَن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله به من خطاياه ) .
قال رحمه الله ::
السبب الثامن : ما يحصل في القبر ، من الفتنة ، والضغطة ، والروعة ، فإن هذا مما يكفّر به الخطايا . "
2. أنه ليس كل مَن جاء بحسنات تبقى معه حتى يدخل بها الجنة ، ولا من جاء بسيئات تبقى معه حتى يدخل بسببها النار ، فثمة ما يُسمَّى " المقاصة " ، وهو أخذ أصحاب الحقوق من حسنات من ظلمهم ، أو إلقاء سيئاتهم عليه ، كما في حديث " المفلس " الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وهذا إنما يكون قبل الميزان
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - :
و أما المخلِّطون : فحسناتهم توضع في الكفة النيرة ، وسيئاتهم في الكفة المظلمة ، فيكون لكبائرهم ثقل ؛
فإن كانت الحسنات أثقل ، ولو بصؤابة – وهي بيضة القَمْل - : دخل الجنة
وإن كانت السيئات أثقل ، ولو بصؤابة : دخل النار ،
إلا أن يغفر الله
وإن تساويا : كان من أصحاب الأعراف ، هذا إن كانت الكبائر فيما بينه وبين الله ،
وأما إن كانت عليه تبعات ، وكانت له حسنات كثيرة : فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات ؛ لكثرة ما عليه من التبعات ، فيحمل عليه مِن أوزار مَن ظلمه ، ثم يعذب على الجميع ، هذا ما تقتضيه الأخبار .
" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ص 269 ، 270
3. أنه لم تنقطع الحسنات ، ولا السيئات بالموت ، بل ثمة " حسنات جارية " ، و " سيئات جارية " ، فالأول : كمن تصدَّق بصدقة جارية ، أو علَّم علماً نافعاً ، أو دلَّ غيره على عمل صالحٍ ، أو كان له ذرية يعملون بعد موته بطاعات ، وكل ذلك مما يجعل للميت مجالاً لزيادة الحسنات ، وأما الثاني : فهو لمن دلَّ غيره على عمل فاسد ، أو ابتدع بدعة ، وغير ذلك مما تجري سيئات أعمالهم على فاعلها ، وعلى الميت ، الذي كان سبباً في فعل تلك السيئات والبدع
وبه يُعلم أنه ليس بالموت يقف " عدَّاد " الحسنات ، والسيئات ، ولذا نرى عظيم الحكمة في عدم اعتبار الميزان أول موت المسلم ، بل لا يكون ذلك إلا في آخر المطاف ، وبعدها يكون دخول الجنة ، أو النار ،
وعندها يمكن للمسلم أن يفهم معنى قوله تعالى
( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
الأعراف/ 8
، وقوله : فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
القارعة/ 6 ، 7 .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب ::
اللهم صلي وسلم على محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال
المواضيع المتشابهه
-
طريقة سهلة وبالصور تكون قد استغفرت الله أكثر من ألف مرة باليوم!!!!!!!؟؟؟؟؟
By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 12آخر مشاركة: 03-08-2009, 12:50 PM -
30آية تشفع لصاحبها في قبره
By قحطانية كوووول in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 3آخر مشاركة: 15-09-2008, 11:14 PM -
أكذوبة الشاب الذي فتحوا قبره
By النسر الجريح in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 8آخر مشاركة: 24-07-2007, 02:27 PM -
سبع يجري أجرهن للعبد وهو في قبره
By wajdyss in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 1آخر مشاركة: 03-03-2007, 11:25 PM