تقوم على ملتقى الطرق العريقة للشرق الأدنى في الأردن الحديثة، لكن لم يبق سوى آثار لما كان يعتبر عاصمة عظيمة ومخطوطة عريقة اسمها “البتراء”ء وهي كلمة يونانية تعني الحجر. كانت البتراء تقع عند ملتقى العديد من الطرق التجارية مما جعلها تغدق بالثراء على كل من استوطنها واستطاع تحمل جفاف رمالها وحرارتها الخانقة. وخلافاً للمتوقع، أنشأ التجار الأثرياء المعروفون بالأنباط مجتمعاً صحراوياً مزدهراً في البتراء في القرن الأول قبل الميلاد. في منطقة لا يزيد فيها المطر عن 15 سنتيمتر سنوياً، نجح الأنباط في استغلال المطر الذي ينهمر في كل عام وتدبروا السبل لتوفير المياه لأكثر من 50.000 نسمة من السكان باستخدام نظام متقدم من الأنابيب الفخارية والشبكات الهيدروليكية المائية. ويعتبر مبنى الخزنة هو أكثر مبانيها روعة وجمالا. وهو محفور في قطعة صخرية واحدة وقد استلزم تشييد هذا البناء الساحر مهارة وسعة حيلة في الهندسة. ولكن سبب بناء النبطيين للخزنة بقي لغزاً لعدة قرون. وتبحث الاكتشافات العظيمة الآن في دلائل مهمة لمعرفة هدفها الحقيقي. تشهد آثار البتراء الفاتنة على قدرة الإنسان الخلاقة في ترويض أكثر البيئات قساوة ووحشي