أفيقوا .......... إنها فريضة !

بسم الله نبدأ , وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..

كثيراً ما يتحدث الناس , أو يتعاملوا مع الكتب الشرعية والأشرطة العلمية و بطريقة عفوية , بمعنى أنهم يعتقدون أن هذا من الخير , وهذا شيء طيب , ولكنهم في معظمهم إلا من رحم الله لا يدركوا أن العلم الشرعي فريضة فرضها الله على عباده , مثلما فرض عليهم سائر فرائض الإسلام .
والأدهى أن المعظم لا يدرك أن عدم إتيان هذه الفريضة يوقع في الإثم ! ....

وإليك قصة حقيقية وقعت لأحد الشباب منذ أكثر من عقد من الزمن غيرت في حياته , بل في كثير ممن حوله متعلقة بهذا الأمر , والقصة بسيطة ولكنها عميقة الأثر !

فهذا الشاب بينما هو مع بعض أصدقائه , يلهون دخل عليهم شاب متدين وقور قريب من سنهم , صافحهم وسلم عليهم , وبدأ هذا الشاب الحديثة أسنانه في طلب العلم , يحدث هؤلاء الشباب عن أول ما تعلمه من أهمية العلم , وكيف أنه فريضة , وكيف أن المسلم يأثم ويصبح عاصياً لله إن لم يتعلم ما فرض عليه من علم العقيدة حتى يستطيع عبادة الله عبادة صحيحة , فكل أعماله مبنية على اعتقاده , ومعرفة الشرك وأنواعه حتى لا يحبط عمله فيحشر مع المشركين , وأن تعلم الكيفيات الصحيحة لأداء الفرائض فرض عليه يكون آثما إن لم يتعلمها ,.......

ما إن سمع الشاب هذا الكلام من هذا المتدين حتى بدا مشدوهاً !
وكان أول ما بادره به من الأسئلة أن قال : إننا نصلي فهل فرض الله علينا غير الصلاة ؟
فأجابه: نعم ؟

قال : وهل نأثم ونعصي الله بإهمالنا لطلب العلم ؟
قال : بالتأكيد , وهذا قول العلماء في هذا الأمر , وأنا أحضر محاضرات لأحد العلماء يتحدث في هذا الأمر .

قال له : وكيف أتحصل على هذه العلوم ؟
قال : بالبحث عن الكتب والأشرطة لتتعلم منها , وحضور الدروس العلمية وإليك أسماء بعض الكتيبات البسيطة تبدأ بها في العقيدة مثل كتيب العقيدة الصحيحة ونواقض الإسلام للشيخ عبد العزيز بن باز,ابدأ به وافهمه جيدا ولما تنتهي منه سأخبرك بغيره
سلم عليهم الشاب المتدين , وبدأت الأمور تدور في ذهن أخينا , وكان هذا اللقاء بداية خير له ولغيره , فقد تحول هذا الشاب إلى داعية إلى الله تعالى من خلال خوفه من الإثم والبحث عن العلم بالقراءة والدراسة الجادة على أيدي العلماء, ليحقق ما فرض الله عليه تعلمه , فانتفع ونفع الله به وأحسبه إن شاء الله في ميزان حسنات هذا الشاب المتدين الذي نبهه لهذه المسألة .

لذا يا أحبابي فاعلموا أن حكم العلم كما يلي :
انعقد الإجماع على أن من العلوم ما هو فرض عين على المسلم يأثم إن لم يتعلمه , وهو ما عرفه العلماء بما لا يسع المسلم جهله , من أمور العقيدة , كتوحيد الله , والبعد عن الشرك به والكفر به عياذا بالله , ولا يتأتى هذا إلا بدراسة التوحيد , ومعرفة أنواع الشرك , وكذا من العلوم الفرضية , تعلم الكيفيات الصحيحة لأداء العبادات المفروضة على المسلم لأن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب , وكذا تعلم المحرمات حتى يجتنبها , فكل فرض فرضه الله فتعلمه فرض , وكذا كل محرم فمعرفته فرض حتى يبتعد المسلم عنه .

فالله الله في أنفسنا , لنبدأ مسرعين بلا كسل ولا تباطؤ فعسى أن يكون التماسنا أول خيوط الطريق الصحيح , هو بداية السبيل إلى نصرة الأمة وقيامها من مرضها وعلتها .

قال تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة } [ البقرة : 63 ]
وقال { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28 ]
وقال عليه الصلاة والسلام « طلب العلم فريضة على كل مسلم »
وقال صلى الله عليه وسلم « من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين »

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك