المصدر: جريدية الإمارات اليوم


تراجع الدولار في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عن أعلى مستوياته منذ ثلاثة أشهر، ليغلق من دون تغيير يذكر مقابل سلة العملات الأجنبية الرئيسة، ولينهي الأسبوع قبل الأخير من العام الجاري عند مستوى .77.85

ويأتي هذا التراجع بعد بيانات صدرت الأربعاء الماضي، أظهرت تراجعاً غير متوقع في مبيعات المنازل الجديدة، التي هبطت بنسبة 11.3? خلال نوفمبر الماضي.

وأشار المحلل الاقتصادي في موقع «بال أف إكس» الإلكتروني، بندر الحريبي، إلى أن «بيانات مبيعات المنازل الجديدة أعادت التفكير في النظرة إلى التعافي الاقتصادي، وما إذا كان بإمكان الاقتصاد الأميركي تجاوز هذه الفترة من التراجع الاقتصادي». وأضاف أنه «على الرغم من ذلك، فإنه من المبكر التحول إلى النظرة السلبية، فالبيانات الإيجابية السابقة، دفعت الدولار إلى الارتفاع إلى أعلى مستوياته خلال ثلاثة أشهر، ولانزال نشهد تحسناً في العائد على السندات الأميركية، وهو ما يدفعنا للنظر إلى أنه لايزال أمام الدولار المزيد من الارتفاعات»، لافتاً إلى أن «الفترة الحالية مرحلة مؤقتة، قبل أن نعود إلى التفاعل مع الاتجاه الصاعد على المدى الطويل».

وكانت البيانات الأميركية دفعت بكل من العملة الأوروبية الموحدة «يورو»، والعملة اليابانية «الين»، إلى مستويات مرتفعة مقابل الدولار، ليتخلى الأخير عن الأرباح التي حققها بداية الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من البيانات الإيجابية الخميس الماضي، التي أظهرت تراجع أعداد شكاوى العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة إلى 452 ألف شكوى، بعد أن وصلت إلى 480 ألف شكوى في الأسبوع الماضي، وهو أدنى عدد من الشكاوى الأسبوعية يتم تسجيله منذ سبتمبر من العام الجاري، إلا أن غياب السيولة جعل من تأثير هذه البيانات محدوداً.

وأشار الحريبي إلى أن «الفترة الحالية هي فترة موسمية خاصة تتراجع فيها مستويات السيولة، نتيجة لتوجه العديد من كبار المتاجرين في إجازات أعياد الميلاد، ما يجعلنا ننظر بتحفظ إلى استخدام التحرك الحالي في الأسواق، لتحديد توجهات السوق، وسنترقب عودة السيولة بداية العام الجديد لنبدأ في رسم الخريطة الجديدة المتوقعة لتحرك الأسواق».

وتابع «تعودنا أن نشهد العديد من البيانات المهمة أسبوعياً، التي من شأنها تحريك الأسواق بقوة، لكن التداول في الأسبوع الماضي انحسر في أربعة أيام»، لافتاً إلى أن «الأسبوع الجاري لن يكون أفضل منه، فالعديد من الأسواق سيكون مغلقا، فضلاً عن غياب اللاعبين الكبار من الأسواق، ما يجعلنا نترقب تخبطاً في الأسعار خلال الأسبوع الجاري، خصوصاً أن البيانات المرتقبة التي يمكن أن تشكل فرقاً هي: بيانات ثقة المستهلكين يوم بعد غد الثلاثاء، وبيانات مؤشر مديري المشتريات في شيكاغو الأربعاء المقبل، وكلاهما من المتوقع أن يعكس تحسناً يضاف إلى رصيد العوامل الدافعة لقوة الدولار».

وأضاف أنه «وفي ظل الظروف الحالية من تراجع السيولة، فإن من الخطر التفاعل مع هذه الأخبار، ويفضل انتظار عودة السيولة للأسواق من جديد».