السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اعود و التقى بالاخوة الاعزاء بعد فترة ربما كانت من اشد المراحل التى مر عليها السوق منذ ما يقرب من اربعة اشهر و كيف لا تكون كذلك فى ظل هذا الكساد الا انها اتسمت بحدة الخروج من حيز التذبذب مما افقد الكثيرين توازنهم و منعهم من استيعاب الموقف سريعا مما اثر بالسلب على سير تجارتهم و لهم اقدم موضوع اليوم
بسم الله الرحمن الرحيم
دائما أمنت ان عنوان الموضوع ان لم يكن موافقا لمضمونه فالموضوع ناقص لعنصر مهم من عناصره لا يقل فى الاهمية عن المحتوى نفسه و لهذا فموضوعنا اليوم لا يتعلق لا بالفوركس و لا بالعملات و لكن بقانون نساه الكثيرون فى خضم حرب العملات و فتنه الفوركس, هو اساس التعامل فى كل الاسواق رغما عنها و رغم كل ما تبذله من الاعيب ضد متعامليها الا انه يظل له القول الفصل فى تحديد اى مسار قادم
انه قانون العرض و الطلب
وعلى الرغم من ان قانون العرض و الطلب هو ابسط الصيغ التى تفسر مسارات الاسواق الا انه و بمرور الوقت يتضح للجميع مدى اهميته و امكانياته المهولة فى تفسير حركات السوق الحادة و حال الاسواق فى ظل غياب السيولة الكافية و كيفية الاستفادة من كل ذلك فى عالم التداول لكن كيف ذلك؟
حقيقة و على الرغم من اسهاب الكثيرين من الاساتذة و المحللين و الاقتصاديين فى شرح ووصف قانون العرض و الطلب و علاقة ذلك باحجام التداول و المراكز المعلقة فى السوق و توصيف المناطق من مناطق دخول الى مناطق تذبذب و مناطق خروج الا ان كل هذا ربما لم يفلح مع شريحة كبيرة من المتداولين فى ايصال المعنى الحقيقى لفكرة العرض و الطلب و كيفية التطبيق باستخدامها فى اسواق المال
فى رايى الشخصى ان ما يسد هذه الثغرة فى اكمال الصورة هو التفسير النفسى لقانون العرض و الطلب و قبل ان نطرح مثالا لذلك ربما ينبغى على القارىء ادراك ان جميع انواع التحليل سواء البسيطة منها او المتقدمة, الكلاسيكية منها او الموجية كلها تصب فى النهاية الى استقراء المسار النفسى القادم (شراء ام بيع) اى انها لا تزيد عن وسائل فقط , و ربما كان هذا سببا فى زيادة اعداد الخاسرين فى اسواق المال عن الرابحين الا و هو التركيز على وسائل الربح بدون التفكير فى النتيجة (الربح او الخسارة) التى هى اساس العمل او الدخول الى السوق و ربما وضع مؤسسو الاسواق المالية فكرة المؤشرات لتعويض النقص لدى الكثيرين فى جانب الاستقراء النفسى الا ان الغرض الاساسى منها قد ضاع فى خضم استخدامها بصورة تسويقية اكثر منها علمية
نعود لموضوع العرض و الطلب و تفسيره من منظور نفسى لنجد انفسنا ببساطة نشرح فلسفة البيع و الشراء و التى تقول بان هناك حربا دائرة بين جانبين و عليك كمضارب ان تتخذ احدهما نصيرا لك لكنك لا تعلم حتى هذه اللحظة اى الفريقين سينتصر الجنوب ام الشمال و فى نفس الوقت انت مضطر الى اتخاذ احد الجانبين فقد دخلت بقدمك الى وسط هذه المعركة و لا تراجع للرجال فى المعارك فالدراسات النفسية تشير الى ان الشريحة الاكبر من المتداولين تاخذ الخسارة على محمل شخصى و كانه تم هزيمتهم هزيمة نكراء مما يدفعهم الى خوض الحرب مجددا للانتقام, هنا و ببساطة ليس امامك الا خيارين لا ثالث لهما:
** الاول ان تنتظر انتصار احدى الفريقين و تتاكد تماما من ذلك ثم تقوم بالانضمام اليه فهو يحميك من خطر غارات الفريق المعادى و خصوصا انك فرد فى مواجهة جيش باكمله و لا تعلم ما هى قدراتك الحقيقية امام هذا العدد و لا تحمل قلب قائد فى داخلك و بالتالى فانت جندى ينبغى عليه الاهتمام دائما بالانضمام للجانب الفائز طالما الخيار متاح و هو شخص بمفرده
** الثانى ان تقوم بتحليل الوضع ما بين الفريقين من جميع النواحى فانت مضطر لمعرفة اعداد القوات و تشكيلاتهم و اسلحتهم و تقنياتهم و التعامل مع كل ذلك سويا فعلى ضوء هذا القرار ستتخذ مركزك بجانب المعسكر الذى تظن انه سيربح و طالما كانت سياسة الكر و الفر مربحة فى المعارك الا انها تحتاج دائما لخطوط دفاع اقوى من خطوط و تشكيلات الهجوم
** هناك طريق ثالث لم اذكره لانه بشتى الاحوال لا ياتى باختيارك فان تكون قائدا تستطيع البدء ثم الرجوع للقتال كجندى عادى مدعما موقفك للقيادة من جديد, كل هذا ليس اختيارا بل مقدرا لك لو منحك الله هذه القدرة على استخدام ادواتك فى افضل صورة و الكمال لله وحده بالاضافة الى ان هذه الخبرة لن تاتى الا لو سرت فى احد الطريقين المذكورين لفترة من الزمن
هل رايت الان كم هى سهلة الحروب لو اجبرت على خوضها من اجل تحقيق هدف نبيل؟ فدائما لا تتحقق الرؤيا الا بتصديقها و تبقى البصيرة هى الاهم مما ترى العين المجردة
و مع ان قانون العرض و الطلب يمثل الجانب الاكبر فى حياتنا اليومية حتى فى علاقاتنا الشخصية فانت تختار من تزيد لديه طلباتك بشتى اشكالها مادية كانت او معنوية الا انك لا تعطى لهذا القانون تفسيرا واضحا عند اختلاطك باسواق المال و شهوة الربح الوفير
كمتداول عليك اختيار نمطية تداولك الصحيحة تبعا لمعارفك و مقوماتك الخاصة ففى النهاية انت تخوض الحرب بدون اى مساعدات لا من استراتيجية و لا من مؤشر و لا من حالم بالمليون و لا من اكسبيرت و لا من رحلة تدبيل و لا من و لا من و لا من .......
و حتى السوق يعمل ضدك بهذا المبدا فهو ينتقى فقط من يوفر احتياجاته الاساسية من احداث توازن و تسعير وفقا لمعايير صحيحة و يترك الباقى لمصيره المكتوب و فى خطته هذه يجعلك كمشترى محركا اساسيا لعمليات البيع و العكس بالعكس لكن هذا موضوع اخر باذن الله تعالى
شكرا جزيلا و بالتوفيق للجميع......