النتائج 1 إلى 15 من 15
- 02-10-2009, 11:59 PM #1
_ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
اولا نبدأ ::.
أمة الإسلام
أبو العلاء محمد حسين يعقوب
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}آل عمران- آية:102.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}النساء- آية:1.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}الأحزاب - آية: (70،71).
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد،
فإخوتي في الله ،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله. (وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا)
أحبتي في الله ،،،
ها قد انتهت الاحتفالات المبتدعة بالمولد النبي، و أجدني مضطرا لأعيد نفس الخلاصة بنفس الجملة: "لقد انفض المولد، وخرجت الأمة من المولد بلا حمص". عاشت الأمة شهرًا ترقص وتغني للنبي، وتأكل حلويات المولد، وتذبح البط والخرفان لتمتلئ البطون.
ولكن..
بمَ خرجت الأمة؟.. ماذا استفادت؟.. ماذا تعلمت؟.. ماذا عرفت؟.. بم أثّر المولد؟
لنا أيها الإخوة.. لنا أكثر من عشرين سنة ونحن نقول إن: "الموالد حرام.. الموالد بدعة.. الموالد تضر ولا تنفع.. الموالد تُذبح فيها الفضائل والأخلاق.. الموالد زنى، خمر، مخدرات، سرقة، نصب، اختلاط، موسيقى وغناء..".
يا أيها الناس ،،، يا قومنا ،،،
اتبعـــــوا
لو كان في ذلك الاحتفال خير لفعله محمد صلى الله عليه وسلم!
لو كان فيه خير لأوصى به النبي أصحابه..!
ألستم تؤمنون به وتعتقدون قوله: "ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به" رواه الطبراني بإسناد صحيح ..؟؟
هذه البدع هي التي تُفرق ولا تجمع، و تُبعد عن الله ولا تقرب، و تزيد الغفلة.
مضى المولد، وإنني -وقد ذكرتها كثيرًا- تأملت وتخيلت: لو سار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شوارع المسلمين اليوم، بالله عليك وأستحلفك أن تصدق: أكان يعرف أنّ هؤلاء أتباعه؟!!
إنني أريد أن أسألك شخصيًا.. أنت شخصيًا.. أنت وأنت وأنت..
كل منكم أسأله بشخصه ولنفسه كي يجيب: هل سيعرفك النبي محمد؟
وأنت في هذه الدنيا لو لقيَك النبي صلى الله عليه وسلم حليق اللحية وبقميصك الغربي والتزامك المغشوش؛ هل سيعرفك؟. إنني عندما أتكلم عن الالتزام الصوري المغشوش أعني بعض ما يجري في الواقع؛ فما أكثر من يلتحي اليوم وهو لا يمت للسنة بِصِلَة، فلا يعرف شيئًا أبدًا عن النبي محمد، وصارت الأمور أكثرها مظاهر. ولا أخفيكم أن كثيرا من الشباب لم يستطيعوا الحصول على الدنيا بالدنيا، ويحاولون الحصول على الدنيا بالدين.. وهذه هي المصيبة..!!، ولا بد أن نتصارح ونكشف الحقيقة لكي لا يغتر الناس بمظاهر تسيء للدين، وتضيع الدين، ثم يحاكموننا بها ويقولون: هذا هو الإسلام!!. لا.. الدين بريء من كل من يجهله.
نعم.. أيها الإخوة ،،،
إني والله أحبكم في الله، ولكن أرأيت لو لقيك النبي محمد.. دخل بيتك.. تعامل معك.. هل سيعرف أنك من أتباعه؟!
أرأيت أخي لو جئته في الآخرة، أتَرِدَ حوضه؟! (اللهم ارزقنا حسن الخاتمة، اللهم لا تتوفنا إلا وأنت راض عنا، اللهم احشرنا في زمرة النبي محمد)
لك أن تتخيل القيامة - وأريد ألا تفارقك كلَّ عمرك هذه الصورة- : خرجت من قبرك معك سائق وشهيد، يقودانك إلى أرض المحشر، وذنوبك مرصوصة أكوامًا على شفير القبر، فحملتها على ظهرك وأنت تسمع قول ربك: {وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} فاطر-آية:18.
أبوك.. لن يحمل معك..!
أمك.. لــن تحمل معك..!
أخوك.. لــن يحمل معك..!
أختك.. لــــن تحمل معك..!
زوجتك.. أولادك.. أصدقاؤك.. مشايخك.. أحبابك.. معارفك.. لن يحمل أحد شيئا معك!
وحدك تحمل ذنوبك على ظهرك!!
الشمس تدنو من الرؤوس، والازدحام كبير، والعرق يلجم الناس إلجامًا..! (اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك)
تَحمل ذنوبك، يسوقك سائق وشهيد، وأنت تمشي إلى أرض المحشر حافيًا.. عريانًا.. عطشان.. وحيدًا.. شريدًا.. ليس معك أحد: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} مريم- آية: ( 93_95).
ستموت وحدك، وتبعث وحدك، وتأتي اللهَ وحدك: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ} الحاقة- آية: (28، 29).
لا نقود.. ولا أتباع.. ولا مناصب.. ولا رتب .. ولا خدم .. ولا مساعدين
وحدك تأتي إلى الله.. وأنت تسير إذا بحوض يلمع؛ لونه أبيض من الماء، ريحه أطيب من المسك، برودته أكثر من الثلج، طعمه أحلى من العسل، كيزانه عدد نجوم السماء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قائم.
إنه حوض الكوثر في أرض المحشر، نظرت من بعيد فإذا النبي.. حبيبي.. وجريت إليه، يومها هل يعرفك؟.. سيعرفك حينها بعلامة الصلاة: "غرا محجلين من آثار الوضوء" متفق عليه. (اللهم اجعلنا من مقيمي الصلاة وأزواجنا وذرياتنا)
عرفك ولكن: هل ستسمح لك الملائكة أن تصافحه.. أن تقبّله.. أن تشرب من يده؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا على حوضي أنتظر من يرد علي ، فيؤخذبناس من دوني" رواه البخاري.
إنني أريدك أن تعيش هذا المشهد.. انتقل بعقلك الآن إلى الآخرة، وتصور الحوض ورسول الله عليه قائم، والناس يحيطون به، يحتضنونه، يقبّلونه ويشربون من يده. وتأتي أنت إلى الحوض، فتردّك الملائكة التي تحرسه، وتصرخ: "يا رسول الله.. يا حبيبي.." فيقول: "يا رب أصحابي!"، فتقول الملائكة: "إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"رواه البخاري.
نعم.. هذه هي القضية: هل سيعرفك رسول الله؟ هل سيُقبل عليك؟ هل سيُسمح لك بلقائه؟
أخي،،،
إن أردته فاستمسك بسنته. فبمنتهى البساطة والحسم، كل ما فعله رسول الله أو قاله أو أقرّه فعلى العين والرأس، وكل ما لم يرد عنه فضعه تحت الحذاء، وانتهت القضية .
إيه إخوتاه ،،،
إني أشتهي أن أرى للإسلام أمة.. أين امة الإسلام؟.. أين هي..؟!
أشيروا علي.. قولوا: هذه هي أمة الإسلام.. أين هي..؟!
"أشتهي أن أرى للإسلام أمة "كالبنيان يشد بعضه بعضًا" ثم شبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم متفق عليه.
أشتهي.. أتمنى.. أحلم.. أن أرى للإسلام أمة كالجسد الواحد: "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
أشتهي.. أتمنى.. أحلم.. أدعو.. أرغب.. أبتهل.. أن أرى للإسلام أمة على قلب رجل واحد.
يا حسرتاه على الأمة..!
أمة عندها كل مقومات الوحدة: تعبد ربًا واحدًا.. تتجه إلى قبلة واحدة.. تصوم شهرًا واحدًا.. تحج لبيت واحد.. تملك لغة واحدة.. لها مصحف واحد؛ فلم هذه الفرقة..؟! لم هذا الشتات..؟! لم هذا العداء..؟! لم هذا التنكر..؟!
لقد بات المسلم اليوم يعيش في جزيرة مستقلة وحده:
- أهم شيء عنده أن ينام، ولتخرب الدنيا بأسرها.
- أهم شيء عنده أن يأكل، ويملأ بطنه، ويستمتع، و يستريح.. وليكن ما يكون.
- المهم هو أن يعيش، وليَمُت الآخرون.. وليُقتلوا.. وليشتعلوا.. وليُطحنوا.. وليذهبوا للجحيم.ا
- المهم .. هو .. مزاجه.. راحته.. نقوده.. نفسه.. فقط.
أهذا هو الإسلام ؟!.. أعلى هذا تبنى الأمة..؟!
أشتهي .. أتمنى .. أحلم.. أن أرى للإسلام أمة.. أمة النبي محمد.
إخوتي ،،،
دعونا من البكاء والتباكي والنواح, وتعالوا لنرى..
ومع اللقاء غداً بإذن الله
و
كيف نبني للإسلام أُمَّة؟
...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آخر تعديل بواسطة EZZAT2004 ، 03-10-2009 الساعة 12:14 AM
- 04-10-2009, 12:56 AM #2
_ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
كيف نبني للإسلام أُمَّة؟
بمنتهى البساطة..
أقيموا أمَّة الإسلام في قلوبكم، تُقَم في أرضكم.
إننا نحتاج أن يقوم كل منا بصناعة وبناء أمة للإسلام في نفسه, والحال أن كلا منا اليوم ينتظر من يصنع له أمة.. من يبني له أمة.. من يقيم له أمة.. وكلنا نجلس هكذا نتفرج. بينما كلّ منا مسؤول عن الإسلام مسؤولية شخصية.
خذوا إيمان إبراهيم تنبت لكم في النار جنات النعيم؛ إنّ إبراهيم عليه السلام حين ألقوه في النار قال كلمة واحدة: "حسبي الله ونعم الوكيل" ونحن كثيرًا ما نقولها.. ولكن كيف؟.. كيف نقولها؟.. وعلى ماذا؟!
أيها الإخوة ،،،
إننا بحاجة أن يُقيم كل منا الأمَّة.
أمتي ،،، أمة الإسلام،،،
كوني أمة.. لا تكوني أفرادًا.. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدأ الدعوة للإسلام، أول عمل قام به على الإطلاق أنه آخى بين المسلمين. وهذه تغيب عن كثير منّا، فالمشهور المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وقبل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار آخى بين المسلمين في مكة.
في غزوة بدر مثلا؛ لمّا أسر أخو مصعب بن عمير، وكان يجره سلمان الفارسي، قال مصعب لسلمان: "شد يديك به، فإن أمه ذات مال"، فقال له أخوك: "أهذه وصايتك بي وأنت أخي!"، قال : "لا. سلمان أخي دونك".
"سلمان أخي دونك": هكذا صُنعت الأمَّة.. بالأخوة الحقيقية؛ فكل مسلم أخوك..أخوك من لحمك ودمك، فديننا دين اللحم والدم.. ديننا يسري في عروقنا.. في عقولنا .. في أعماقنا..ديننا أقوى الأواصر.
نعم.. أيها الإخوة ،،،
إننا بحاجة إلى إقامة صرح الأخوة في الله إذا أردنا للدول أن تجتمع. وقد اجتمعت في الغرب خمس وعشرون دولة تحت علم واحد وعملة واحدة.. سبحان الملك..!
رغم أنّ عندهم ما يفرقهم، ولكنهم اجتمعوا، ونحن المسلمون أعجز أن نجتمع رغم ما يجمعنا!!!
فلتكن هذه البداية، دعونا من كل شيء.. ولتكن البداية منك أنت، أن تكون أنت أمة.
ستقول: هل أستطيع أن أكون وحدي أمة؟!
أقول لك: نعم، قال عبد الله بن مسعود: "الجماعة أن تكون على الحق، وان كنت وحدك".
وهذه وصية رسول الله حينما سأله حذيفة: "فما تأمرني إن أدركني زمانهم؟" قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" رواه مسلم.
أنت وحدك أمة حين تكون على الحق. (اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه)
حين تكون على الحق تكون لوحدك أمة، ثمّ.. ابدأ في التعامل مع البشر.
إخوتي ،،،
- وأنا والله أحبكم في الله- أقول إن هذا الزمن صعب؛ نحن فعلا نعيش هذه الأيام أيامًا صعبة شاقة، والعيش في الزمن الصعب يحتاج إلى أصول يؤصلها الإسلام.
أصول الإسلام للعيش في الزمن الصعب
1- حسن الخلق:(اللهم حسّن أخلاقنا، اللهم ارزقنا حسن الخلق)
الإسلام أيها الإخوة دين الأخلاق، قال العلماء: "الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" صحيح_السلسلة الصحيحة، وأنا باستطاعتي الآن أن أسوق إليكم مائة حديث سردًا في أهمية حسن وفضل الخلق، ولكن؛ أنا متأكد أنكم كلكم تعرفونها، وسمعتموها قبل ذلك، فليست القضية في السرد والتكرار. لكن خذ أمثلة قليلة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم"رواه أحمد وأبو داود، وهو حديث صحيح، انظر صحيح الجامع للألباني (1621).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: "ليس شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق"إسناده صحيح_السلسلة الصحيحة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا زعيم ..ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"حسن_صحيح الترغيب.
وأصول حسن الخلق موجودة ابتداءً في القرآن:
قال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف_ آية: 199.
وقال سبحانه: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} الفرقان_آية: 63.
وقال عز وجل: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت_آية: 34.
إن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في حسن الخلق معروفة، ولكني أتساءل: بعد أن علمت الأمة.. ماذا عملت؟؟!.
إننا نرى في أيامنا سوء خلق بشكل ظاهر واضح:
- في شوارع المسلمين سوء خلق: ألفاظ قبيحة.. معاملات سيئة..تبرج...
- في معاملات المسلمين سوء خلق: أكل أموال الناس بالباطل.. الغش.. المكر.. الخداع..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق يوما، فوضع يده في طعام، فوجد بللاً. فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟"، قال: "أصابته السماء" أي المطر. قال: "هلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس!؟ من غشنا فليس منا"صحيح-غاية المرام.
ماذا تصنع وأنت تبيع سيارتك أو ساعتك أو شقتك: هل تبين ما فيها؟! أم أنك لست منا؟
إنك تجد سوءَ خلق ظاهرًا في البيوت بين المرأة وزوجها. المرأة التي قال لها رسول الله: "لو كنت آمرًا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" رواه الترمذي وقال: حديث حسن، صارت اليوم ترفع على زوجها الحذاء، وصار صوتها يرتفع، وأصبحت تهدده بالطلاق وأخذ المنزل والعيال ومقاضاته في المحاكم.. أين الأخلاق..؟!..ألم تربّ هذه في بيت مسلم؟!!
وتجد بين الوالد وولده سوءَ خلق ظاهرًا، بل لقد وصل سوء الخلق إلى المساجد..إلى بيوت الله!
نعم.. إخوتي في الله ،،،
المأساة الحقيقية أننا كمسلمين شتى، والعيب فينا وليس في أعدائنا؛ فإننا لا نلوم الرياح إذا حطمت شجرة نخرة، إنما يقع اللوم على الشجرة نفسها لأننا نخرة.
قال أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقد ذهبت أمتنا يوم ذهبت أخلاقنا. وعليه؛ فنحن في حاجة لإعادة صرح الأخلاق لإقامة الأمة.
افهم..
لإقامة الأمة لابد أن نبدأ بتحسين أخلاقنا في معاملة الخلق.
- كيف..؟
- بسرعة وباختصار شديد، يجب علينا ابتداءً تحسين خلقنا مع الخلق.. مع الخلق كافة.
- كيف؟
- أن تعرف أن هؤلاء الخلق على ظهر الأرض مربوبون.. عبيد.. مقهورون.. مربوطون بأقدارهم. ليسوا آلهة ولا أربابًا.
آذى رجل رجلاً فقال له: "إن كنت ظالما لي، فالذي سلطك عليّ ليس بظالم"
اعقل هذه الحقيقة، وإذا فعلت فاستفد من هذه المعرفة ثلاثة أشياء:
1- أمن الخلق بك حتى الكلب.
2- ونجاة الخلق بك حتى العدو.
3- وحب الخلق لك حتى الحسود.
أولاً: أمن الخلق منك حتى الكلب:
ومع اللقاء غداً بإذن الله
و
أولاً: أمن الخلق منك حتى الكلب:
...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- 05-10-2009, 11:07 PM #3
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
أولاً: أمن الخلق منك حتى الكلب:
يا إخوتي.. أمتي.. أمة الإسلام.. يا قومي.. أحبتي.. الإسلام دين السلام القلبي والسلامة القلبية. ذُكر أن رجلا بُشّر بالجنة ثلاث مرات من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة" قال ابن كثير: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال الرجل: "ليس من عملي كبير شيء، إلا أني أبيت وليس في قلبي حقد ولا غل ولا ضغينة لأحد من المسلمين".
أي سعادة أن تحمل قلبًا بهذا الصفاء وبهذا الطهر؟!
سبحان الله..!، بت ليلتي أتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قيل: من يا رسول الله؟، قال: ".. من لا يأمن جاره بوائقه" رواه مسلم.
"والله...." من الذي يُقسِم؟
رسول الله الصادق المصدوق يقول: "والله لا يؤمن.. من لا يأمن جاره بوائقه".
فتساءلت: مَنْ منا اليوم يأمن جاره بوائقه؟؟ بمعنى: هل أترك النوافذ مفتوحة وزوجتي بملابس البيت تذهب وتجيء؟ وأنا آمن يقينًا أن جاري لن ينظر إليها..! هل تأمن؟!
مَنْ المُؤمِن إذن..؟!!
أتأمن أن تبيت سيارتك مفتوحة؟؟
أتأمن اليوم أن تحفظ مالك عند جارك؟؟
إذا سافرت؛ أتترك زوجتك وأولادك يقيمون في شقة جارك؟؟
ولنعكس السؤال:
هل جارك يأمنك؟
هل يخاف منك؟
ألا يخشى أذاك؟
ألا يخشى خيانتك؟
هل يحتاط منك؟
أين هذا الأمن؟؟.. أين؟!!
أين الأمان في حياة المسلمين وفي تعاملاتهم المشتركة؟
إن اشتريت منك شيئًا؛ هل آمن أنك لم تغشني.. لم تمكر بي.. لم تزد علي السعر.. لم تحتط للمساومة والتفاوض فرفعت الثمن؟؟.. هل آمن؟؟؟
أين الأمان في حياة المسلمين مع المسلمين..؟؟!
فاحرص على أمن الخلق منك حتى الكلب!
تقي الدين السبكي قال: (كنت أجلس في الدهليز وأبي في الداخل، فدخل عليّ كلب فقلت: "اخسأ كلب بن كلب"، فنهرني والدي من الداخل).
قال: (فقلت: "سبحان الله! أليس كلبا بن كلب!!")
قال: (فقال لي والدي: "شرط الجواز عدم قصد التعيير") أي شرط جواز أن تقول له: كلب بن كلب، ألا تقصد انتقاصه وإيذاءه.
أرأيت؟؟
الكلب في دين الإسلام في أمان!!وأنتَ جارك لا يأمنك..!!
أين أمة الإسلام؟!! .. أين أمة الإسلام؟!
نريد مجتمعًا يعيش الأمان، والبداية لابد أن تكون منك:
أمن الخلق منك حتى الكلب.
- رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكة، كانوا يحاربونه ويؤذونه، وكانت أماناتهم عنده، وخلّف عليًّا بن أبي طالب ليرد الأمانات إلى أهلها.. سبحان الملك!!
- لما دخل رسول الله صلى اله عليه وسلم مكة، وصاح أحد الصحابة وهو سعد بن عبادة وقال: "اليوم يوم الملحمة، اليوم أذل الله قريشًا، اليوم تُنتهك الحُرمَة" غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزع منه الراية، ودفعها إلى ابنه قيس، وقال: " لا والله، اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظم فيه الحرمات، اليوم أعز الله قريشًا".
هذه أخلاقنا.. هذه مبادئنا.. هذه أصولنا.. هذا رسولنا.. هذا ديننا..
أين كل هذا في تصرفاتنا يا أمة الإسلام؟
إننا نريد لهذه المعاني أن تقوم فيك ابتداءً؛ فمن أساء إليك أحسن إليه: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...}
· من أصول ديننا: "صل من قطعك، وأعط من حرمك، و اعف عمن ظلمك" صحيح_صحيح الترغيب.
· من أصول ديننا أن الرجل قال: "قرابتي أصلهم ويقطعونني، واحلم عليهم ويجهلون علي، وأعطيهم ويحرمونني"، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: " لا يزال لك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك" رواه مسلم.
· الرجل الذي اشتكى جاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: "احمل متاعك، واخرج إلى الطريق، ولا تردّ عليه".
هذه أصولنا.. هذه أخلاقنا.. هذا ديننا.. فأيــن كل هذا؟؟
إننا بحاجة إلى أن يقيم كل منا أمة الإسلام في قلبه.. في نفسه.. بأن يتبنى هذه الأخلاق، فيعيش الناس منه في أمان. (أسأل الله جل جلاله أن يرزقنا حسن الخلق، وأن يعيننا على ذلك)، فالأمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة طويلة. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
ومع اللقاء غداً بإذن الله
و
ثانيًا: نجاة الخلق بك:
...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- 08-10-2009, 06:43 PM #4
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
إن الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستهديه ، أؤمن به وأتوكل عليه، أثني عليه الخير كله، أشكره ولا أكفره، وأخلع وأعادي من يفجره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صلِّ على محمد النبي, وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت آلِ إبراهيم، إنك حميد مجيد.
إخوتي في الله ،،،
إني والله أحبكم في الله.
أحبتي في الله ،،،
نُقيم الأمة بأن نحسن أخلاقنا مع الخلق. ذكرنا أولها وهي أن يأمن الخلق جانبك، فقد حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترويع المؤمن، وكان النهي بسبب؛ وذلك أن مسلمًا خبّأ سيفًا لأخيه، ففزع أخوه، فبحث عن السيف ولم يجده، فلما ضحكوا رده إليه. فنهى رسول الله عن ترويع المؤمن ولو بالضحك. قال صلى الله عليه وسلم: "من أشار لأخيه بحديدة، لازالت الملائكة تلعنه حتى يضعها"رواه مسلم.
ثانيًا: نجاة الخلق بك:
في مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر، في يوم الطائف حيث ظل شهرًا يدعوهم ولا يسمعون، ولم يسلم منهم رجل واحد، وكان قد خرج من مكة على ألا يعود إليها، بل أراد أن يقيم في الطائف دولة الدعوة، فلما لم يؤمن له أحد، أراد أن يرجع فضربوه وأهانوه - بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فداك أبي وأمي ونفسي يا رسول الله- كأني به والصبيان والأطفال يضربونه بالحجارة, والمجانين والعبيد والسفهاء كذلك، فيضع يده على رأسه فيضربونه على رجليه، فيقع في حفرة، ولا يستطيع أن يقوم.
وعندما جاءه ملك الجبال، قال له: "إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت".. أليس حريًا في رأيك أن يطبق عليهم الأخشبين؟
ولكن رسول الله قال: "لا؛ لعل الله يُخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا"متفق عليه.
(اللهم اهد قومنا فإنهم لا يعلمون)
بعد كل هذا الأذى يدعو لهم بالهداية, ويعتذر عنهم لله، ويقول: يا رب إنهم جهّال.. لا يعلمون.
سبحان الله..!
من آذاك لا يعلم.. لا يدري.. لا يقصد.. لا تدْعُ عليه، بل ادع الله أن يهديه.
انظر إليه صلى الله عليه وسلم؛ حاصر حصن ثقيف شهرًا , ولم يستطع أن يفتحه. بل آذوه صلى الله عليه وسلم، فكانوا يرمونه بالأسياخ الحديدية المحمية في النار، وقتلوا بضعة عشر من أصحابه، وجرحوا قرابة الأربعين. وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "إنا نازلون غدًا" أي راحلون غدًا، فشقّ ذلك على الصحابة، فقالوا: "ادع الله على ثقيف"، فرفع يديه إلى السماء وقال: "اللهم اهد ثقيفًا، وات بهم" رواه ابن سعد في (الطبقات) وأخرجه الترمذي في سننه.. هذه هي أخلاقنا.
كُسِرت رباعيته صلى الله عليه وسلم, وشُجّـت جبهته، وجحشت ركبتاه، ودخلت حلقات المغفر في عظام وجهه، وضرب بالسيف على عاتقه، فمازال الجرح غائرا في كتفه إلى أن مات، ومع ذلك لما غضب فقال: "كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم!؟"صحيح_صحيح الترمذي. أنزل الله عليه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} آل عمران_ آية:128.
هذا ديننا.. هذه أخلاقنا..
أمتي ،،،
أمة الإسلام عودي.. أمة الإسلام نحلم بك يومًا أن تكوني بهذه الأخلاق العالية.
أقمها يا أخي في نفسك: لا تحقد.. لا تحمل الغل في قلبك.. وإنما سلم الأمر للملك يدبّر لك.
نعم.. أخي في الله وحبيبي ,,,
انتبه .. نجاة الخلق بك..!
يؤصل العلماء أصلا: "رحم الله رجلا ذبّ الغيبة عن نفسه"، بمعنى ألا تضع نفسك موضع غيبة وموضع شبهة، فيتكلم الناس، فيهلكون بسببك. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من وضع نفسه في الشبهة فلا يلومَنّ من أساء به الظن".
لمَّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة في رمضان ليوصل زوجته إلى بيتها - وكانت قد زارته في اعتكافه - وقف بها في مكان، فمر به صحابيان، فأسرعا، فقال: "على رسلكما إنها صفية بنت حيي"، قالا: "يا رسول الله؛ سبحان الله"، قال: "إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا" متفق عليه. هذه هي : (نجاة الخلق بك).
لماذا تجعل إخوانك يهلكون بسببك؟؟ لماذا؟؟
..لا تضع نفسك في الشبهة.. واسْع إلى نجاة الخلق بك حتى الأعداء
(اللهم اهد الناس جميعًا للإسلام)
إن من أخلاقنا وأصولنا أن الأحب إلينا أن يُسلم الناس، لا أن نقتلهم، والأفضل لنا أن يدخل الناس الجنة لا أن يُعذبوا.. وهكذا ينبغي أن يكون قلبك.
ثم الأخيرة : محبة الخلق لك حتى الحسود:
الأصل في الحسود أنه لا يرضيه إلا زوال النعمة، ولكن كيف بك لو أنعمت بنعمة الله على حاسدك؟
إذا كان حاسد يحسدك على نعمة، فأنعم بها عليه،و سيحبّك، وحتى إن حسدك فسيظل على حبه لك.
أيها الإخوة ،،،
إننا بحاجة إلى أن يفشو في هذا المجتمع الحب، نحتاج أن ينتشر الحب.
كثيرا ما أقول: "ازرع الحب تحصد الحب"، "أحب الناس يحبك الناس". انشر الحب تجد الحب، فليست الكراهية إلا نار تحرق. إنَّ المسلم مهما كان فاجرًا فاسقًا ظالمًا إلا أنه يُحَب لكونه مسلمًا، ويُكرَه من جهة فسقه وفجوره. فالمسلم يُحب من وجه، ويُكره من وجه، فيظل أصل الحب قائمًا لكل المسلمين بلا استثناء.
كثيرا ما نقول: لماذا يكرهك فلان؟
فتقول : "لأنه يحسدني، وفلان يحقد علي، وفلان مغتاظ مني، وفلان لا أُعجبه , وفلان.. وفلان.."
كلهم خطأ وأنت على الصواب!!
لا يمكن .. اتهم نفسك، فقد تكون أنت السبب.
إخوتاه،،،
أحب أن تخرجوا من خطبتنا هذه بشيء واحد: إقامة الإسلام فرض عليك، والبداية أن تُحسن خُلقك مع الناس.
أمن الخلق منك حتى الكلب, ونجاة الخلق بك حتى العدو، ومحبة الخلق لك حتى الحسود.
أمتي.. أمة الإسلام .. أشتهي أن أراكِ فكوني..
- 10-10-2009, 12:44 AM #5
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
اللهم كن لنا ولا تكن علينا، وامكر لنا ولا تمكر بنا، وأعنا ولا تُعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم -يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم- صلّ على النبي محمد وسلم تسليمًا كثيرا..
اللهم اغفر ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، كفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار..
اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، تولّ أمرنا، وأحسن خلاصنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا..
يسر أمورنا، واهد قلوبنا، واشرح صدورنا..
اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وامح خطيئتنا، وارفع درجتنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا..
اللهم إنا نسألك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار..
اللهم إنا نسألك لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا..
اللهم إنا نسألك شكر نعمتك، ونسألك حسن عبادتك..
اللهم إنا نسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، فأنت علام الغيوب..
اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان..
اللهم انصر إخواننا في فلسطين..
اللهم اكشف عنهم الضر..
اللهم انتقم من اليهود المجرمين، دمرهم تدميرا، خذهم أخذ عزيز مقتدر، اكفِ المسلمين شرهم..
اللهم احفظ أعراض المسلمين، واحرس بيوت المسلمين، ورد كيد الكائدين، وادفع ظلم الظالمين، وامنع أذى المؤذين.. أنت القوي المتين لا سبيل لنا ولا قوة لنا لننتصر، فإنما نحن بك، فكن لنا ولا تكن علينا، وامكر لنا ولا تمكر بنا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وانصرنا على من بغى علينا..
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
رب اشف كل مريض مسلم، وعاف كل مبتلى، اقض الدين عن كل مدين مسلم، فرج هم المهمومين من المسلمين، واكشف كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين..
اللهم أطلق سراح المأسورين، اربط على قلوبهم، وقوّ إيمانهم، وأعنهم على ما هم فيه، وادفع عنهم يا رب العالمين.. اللهم إنا نسألك أن تنصر المستضعفين من المؤمنين في كل مكان..
اللهم انصر إخواننا في الشيشان وبورمة وتايلاند وكشمير وكل بلاد المسلمين
وصلى الله و بارك على النبي محمد وآله. والحمد لله رب العالمين)آخر تعديل بواسطة EZZAT2004 ، 10-10-2009 الساعة 12:48 AM
- 10-10-2009, 03:05 AM #6
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
أيها الأحبة في الله .. كل عام وأنتم بخير.. تقبل الله منا ومنكم
من هذا المقبول الذي أعين على الصيام والقيام؟
وعلى إصلاح وظائف الأعمال من الصلوات المكتوبات والجمعات؟
من هذا المقبول الذي أعين على وظيفة الصدقة ووظيفة تلاوة القرآن؟
وختم له رمضان بالسداد في الأعمال الصالحات ؟
من هذا المقبول فنهنيه؟
مقتضيات القبول
أولا : الانكسار لعظمة الله :
وتهنئتنا له وتهانينا إليه بفضل الله عز وجل الذي آتاه، وأن ذلك يعني منه مزيد انكسار لعظمة الله ، وعرفان بنعمة الله عز وجل ، ومزيد سعي لشكران تلك النعم .
فعن أبي عمران الشيباني : قال موسى يوم الطور : يا رب .. إن أنا صليت فمن قبلك ، وإن أنا تصدقت فمن قبلك، وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك؟
فقال الله تعالى لموسى : الآن شكرتني .
فهذا قول الكليم .. كليم الله عز وجل .. وهو قول العارف بفضل الله المقر بإحسانه ، قال : يا رب ، إن أنا صليت فمن قبلك ، لا من سعي من نفسي ، ولا من تحصيلها ، فلو وكلت إلى نفسي ، ولو وكلت النفس إلى ما فيها ، لما كان من العبد إلا العجز والتقصير ، والتواني والذنب ، والخطيئة والسيئات .
يا رب .. إن أنا صليت فمن قبلك ، وإن أنا تصدقت فمن قبلك ، فكذلك ليس المال من تحصيلي ، بل هو من رزقك وفضلك وعطائك ، ولو شئت لم أكتسب شيئا من ذلك المال ، وقد أحضرت الأنفس الشح ، وجبلت على الإمساك والبخل ، فلولا أن تجود علي بمباعدة شح نفسي ، ما كان مني صدقة ولا إنفاق .
فيا رب ، إن أنا تصدقت فمن قبلك ، فليس لي من ذلك العمل أي شيء أنسبه لنفسي .
ويا رب ، إن بلغت رسالاتك فمن قبلك ، فليس ذلك البيان ، ولا الشفقة على المكلفين ، ولا الإعانة على البلاغ، ولا إيصال ذلك إلى قلوب المكلفين ، ولا حركة المكلفين بموجب ذلك ، وليس شيء من ذلك من سعي العبد ولا من تحصيله ؛ بل كل ذلك بفضل الله عز وجل وإحسانه .
وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك ؛ فكيف أشكرك ؟
فلو كانت الصلاة شكرا ، فما هي من سعي ، والشكر فعل ينسب إلى العبد لا إلى صاحب الإنعام والإكرام .
وإن كانت الصدقة شكرا ، فهي كذلك من فضل ؛ فليس ينسب إلى العبد شيء من ذلك .
وإن كان البيان عن الله والبلاغ لرسالته شمرا ، فهو كذلك من الله عز وجل لا من المخلوقين .
ذهبت حيل السعاة في شكر الله ، وعجزوا عن شكر الله عز وجل على نعمه ، فأصبح إقرارهم بالعجز هو إعلانهم بالشكر لله عز وجل على نعمائه .
فكان جواب الكريم للكليم : الآن شكرتني .
إقرارك بعجزك عن الشكر هو حقيقة ذلك الشكر ، فإن شكر نعمة الله عز وجل يكون بنعمة أخرى من الله عز وجل وفضل وإحسان ، يستوجب شكرا آخر ، حتى يكون الشكر الآخر نعمة أخرى تستوجب شكرا آخر ، وهكذا .
فيفضي الحال إلى الإقرار بالعجز ، والإعلان بالقصور ، وأن شكر نعمة الله عز وجل هو الإعلان بالعجز عن شكره.
ثانيا : شهود منة الله :
فليت شعري من هذا المقبول فنهنيه على فضل الله الذي آتاه ؟
وأن ذلك يقتضي الإعلان بشكر نعمة الله ، والإعلان بالعجز عن القيام بذلك ، وأن ذلك يقتضي مع تلك التهنئة الالتفات للعمل والنظر إليه ، حتى يشهد منة الله عز وجل فيما كان ، وحتى يرى تقصير نفسه في كل عبادة يرى فيها أوجه عجزه وأبواب قصوره وضعفه وتوانيه وتباطئه مع فضل الله عز وجل السابق ، وإحسان الله تعالى الغالب عليه .
ثالثا : مطالعة عيب النفس والعمل :
وتهنئة المقبولين تعني التفاتاً إلى نعمة رب العالمين ، وتعني رجوعا إلى هذه الأعمال التي كانت ، بالنظر إليها ، والتفتيش في أوجه القصور والنقص فيها ، وأنه كان ينبغي أن تكون هذه الأعمال أفضل مما تأدت ، وأن حق الله عز وجل أعظم من ذلك ، وأن حق خطايا هؤلاء المقبولين وسيئاتهم يقتضي عملا أكثر ، فما يزيل أدران قلوبهم أضعاف أضعاف ما قدموا ، بل إن هذه السيئات والعيوب تقتضي منهم سعيا موصولا وعبادة غير منقطعة وشغلا دءوبا بذكر الله عز وجل ومحبته إلى الممات ، لا يقوم حق الله عز وجل بدون ذلك .
فليت شعري من المقبول ؟ ، حتى يستحق تلك التهاني ، وينال مع تلك التعاني تنبيهات على سعيه .
رابعا : استقامة القلب :
ليت شعري من هذا المقبول فتهنيه ؟ ، حتى تكون تهنئتنا له على ما نال قبله من ذل لله عز وجل وتعظيم لأمره ، وانكسار من ذلك القلب ، ورقة على الخلق ليستديم ذلك الحال ، وليتحول إلى شخص آخر بعد منحة الله عز وجل له في رمضان ، وعطائه إليه وإحسانه .
خامسا : الثبات على العمل الصالح :
ليت شعري من المقبول فنهنيه ؟ ، بأن يرجو موسم رمضان آخر بينهما عبادة موصولة ، وشغل بالله عز وجل وطاعته وخدمته ومحبته ، شغل دائم غير منقطع .
ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ؟ حتى تكون تهنئتنا له سببا لثباته على ما وفقه الله عز وجل له من العمل الصالح .
فما ينقضي مع انقضاء رمضان صيامه ..
وما يذهب مع ذهاب ليالي رمضان قيامه ..
وما يعود إلى ما كان منه من وحشة بينه وبين مصحفه وورد قرآنه ..
ليتحول إلى شخص مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان عمله ديمة
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل " [متفق عليه]، فأحب العمل أدومه وإن قل ، فيكون تهنئتنا للمقبولين سبباً لدوامهم على ما آتاهم الله عز وجل من أسباب التوفيق ، فيقتدون في ذلك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؛{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا ) [ الأحزاب : 21]
ومع اللقاء غداً بإذن الله
و
تهانينا. . . . . تهانينا
...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- 11-10-2009, 04:05 AM #7
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
- تهانينا .. تهانينا
- أيها المقبول .. تهانينا ؛ ولكن لا تغتر ، إنما قبلت بتوفيق الله ، وتسديد الله ، وفضل الله ورحمته ، وليس منك ، فليتعلق قلبك بالله شكرا لله .
- أيها المقبول .. تهانينا ؛ ولكن لا تفرح بعملك ؛ فإن الله يستحق أكثر من ذلك .
- أيها المقبول .. تهانينا ؛ ولكن احرس قلبك حتى لا تضيع لذة الطاعة التى حصلتها في رمضان .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر المشي والقعود مع البطالين والاغترار بهم .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن اعلم أن علامة القبول الازدياد كل يوم من الطاعة .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن سل نفسك : هل قوة الاندفاع للعبادة ضعفت عند أم لا ؟
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن هل لو مت الآن ستجد الله راضيا عنك ؟
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن سل نفسك : هل عملي يبلغني أعلى الجنان أم يكفي لمجرد نجاتي من النار ؟
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر الفتور والقعود عن طاعة الله .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن إذا لعبت أو لهوت بعد رمضان فهذه علامة الخسران .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر أن يعود قلبك لقساوته بعد أن أنجلي في رمضان .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر أن تهدم ما بنيته ، وتعبت فيه وسهرت من أجله .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر أن تكون رمضانيا ، تتعامل مع الله شهرا وتتركه أحد عشر .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر أن تزوغ بقلبك بعد أن ذقت وعرفت ، حتى لا تثبت على نفسك الحجة يوم القيامة .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن اعلم أن واجب الشكر لله يحتم عليك أن تشكر نعمة الطاعة التى وفقك الله إليها وأعانك عليها بالعمل ، قال تعالى : { اعملوا ءال داود شكرا وقليل من عبادي الشكور } [ سبأ : 13]
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن لا تهن نفسك بعد أن أكرمك الله بالعبودية له وحده .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر أن تعصى ربك وتهجر كلامه .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر جمود العين وسوء الأخلاق .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر تضيع الأوقات ، فكما كنت حريصا على الوقت في رمضان حافظ عليه بعده.
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن حافظ على الشحنة الإيمانية الكبيرة التى معك وزد عليها ولا تنقص .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن هل أنت حزين بانتهاء الشهر أم فرحان ؟
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن أريدك أن تقارن بين قلبين : قلبك في رمضان ، وقلبك بعد رمضان .. انظر وتأمل.
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن سل نفسك : هل أنا بعد رمضان مقبل على الدنيا بقلبي وعقلي أم أن الآخرة مازالت أكبر همي ؟
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر أن ينتهي الصيام بانتهاء رمضان .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن السعيد من استعد ليوم الوعيد .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر من الاعتماد على ما قدمت ؛ فإن من يحب مولاه يواصل السير إليه .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر الالتفات والمكر ؛ فالله معك يسمعك ويراك .
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن اعلم أن الحقيقة ، حقيقة القلب لا الظاهر فحسب ، قال تعالى : { ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا } [الإسراء : 25].
- أيها المقبول .. تهانينا؛ ولكن احذر ضياع التقوى التى حصلتها .
أيها المقبول تهانينا ؛ ولكن احذر أن يقال لك يوم القيامة: تعازينا ..
- 12-10-2009, 03:07 AM #8
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
مقتضيات الحرمان
فليت شعري كيف يستدرك ذلك ، وقد فات وذهب بذهاب أيامه وأزمانه ؟
أولا : الإقرار بظلمه لنفسه :
ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه ؟ ، وكلنا ذلك المحروم ، حتى يعلم أن ما أصابه بكسبه ومرذول عمله وسيئاته في قصده ووجهته ، وأن ذلك مع إحسان الله عز وجل وفضله غير لائق منه ، وغير مناسب لعقله وإيمانه ، وأن الله تعالى لم يظلمه شيئا ، ولكن ظلم نفسه .
قال سبحانه في الحديث القدسي " يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" [مسلم]
ثانيا : التنبيه لشؤم السيئات :
ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه ؟ ليعلم أن هذه السيئات والتفريطات إنما هي نتاج سابق السيئات والتفريطات، وأن جزاء الحسنة التوفيق لحسنة بعدها، وأن عقوبة السيئة الخذلان حتى يقع في سيئة تتلوها وتكون بعدها .
ثالثا : لزوم الوقوف بالباب :
ليت شعري من هذا المحروم حتى نعزيه ؟ ، ليكون عزاؤنا أن فضل الله عز وجل الواسع يقتضي لزوم الوقوف بالباب ، وألا يفارق العبد باب ربه مهما كان من ظلم العبد أو سوء فعله ، فلا يزال من الله عز وجل الكرم والجود ، وإن كان من العبد البخل والإمساك ، ولا يزال من الله عز وجل الإحسان والعطاء ، وإن كان من المكلفين الإساءة وسوء الفعل .
رابعا : لزوم التوبة :
ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه ؟ ، ليعلم أن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس في مغربها ، ويعلم أن باب الله عز وجل لا يزال مفتوحا ، وأن الله تعالى لا يرد توبة التائب " لله عز وجل أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم وقع على بعيره وقد أضله في أرض فلاة " [متفق عليه].
فلا تزال التوبة متاحة ما لم تبلغ روحك أيها المحروم حلقومك ، فمتى أمدك الله عز وجل وأفسح في أجلك فلا تزال مدة تراجعك قائمة ، لا يزال أمر توبتك لازما غير معفي أنت منه .
خامسا : إصلاح العمل :
ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه ؟ ، حتى يعلم أنه لابد له من أن يصلح عمله ؛ حتى يكون عمله ذلك بالنية الخالصة لرب العالمين ..
وحتى يكون عمله ذلك وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وحتى يكون عمله ذلك خاليا من آفة الغرور وآفة العجب ، فلا يرى عملا يعجب به ، بل يرى فضل الله يستوجب انكساره وذله لربه ، وإعلانه بالعجز عن شكره ، ولا يرى نفسه التي تأدي منها العمل ، بل يرى نفسه التي هي أسباب القصور في العمل والعجز عن القيام بحق الله تعالى .
سادسا : إنما يتقبل الله من المتقين :
قال علي رضي الله عنه: " كونوا لقبول العمل أشد منكم اهتماما بالعمل ، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : { إنما يتقبل الله من المتقين } .
وقال بعضهم : لأن أعلم أن الله يتقبل مني مثقال حبة من خردل أحب الي من الدنيا وما فيها ، لأن الله عز وجل يقول : { إنما يتقبل الله من المتقين } .
وقال بعضهم : كانوا يدعون الله عز وجل ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم رمضان .
كل ذلك يعني أن رمضان بذهاب أيامه لم ينقص، وأن وظائف رمضان لا تزال قائمة، وأن ما كان من عمل في رمضان فلايزال ينادي على المكلفين ويستتبع اهتمامهم بقبول ذلك العمل، بعدما وقع منهم العمل ، فقد كانوا يجتهدون في العمل الصالح ، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟ وكان خوفهم ألا يقبل منهم عملهم أشد عليهم من العمل نفسه ، فما يذهب بذهاب مواسم الطاعات الإقبال على الله عز وجل ، ولا الاهتمام بالأعمال الصالحات .
بل إذا ذهبت مواسم الطاعات ؛ بقي بعد ذلك استكمال حقوق هذه الطاعات ، واستتمام ما يكون من لوازمها، من النظر فيها . والتفتيش في آفاتها ، والحذر من إفشائها ؛ حتى تكون أبعد عن الرياء .
ومع اللقاء غداً بإذن الله
و
تعازينا .. تعازينا
...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- 16-10-2009, 09:24 AM #9
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
تعازينا .. تعازينا
أيها المحروم .. تعازينا ؛ أيها المحروم جبر الله مصيبتك ؛ ولكن لم تنته الدنيا بانتهاء رمضان ومازال في العمر بقية ، ومازال ربنا جل جلاله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، فتب وقد تاب الله عليك .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن لا تيأس : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } [النور : 22] ، إذا كان في الصوم دعوة مستجابة ؛ ففي كل ليلة ربك يقول في الثلث الآخر : " هل من سائل فأعطيه " ، ما زالت أمامك تفرصة لم تنته ، القضية أنك لن تخلك في جهنم مادمت موحدا ، مازالت أمام فرص .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن قف لتنظر من أين أتيت ، لم خذلت ، بم انتكست ، لا شك أنه من عند نفسك ، { وما ربك بظلام للبيد } [فصلت:46] ، الفرص كانت أمامك متاحة وأنت خذلن نفسك ، أنت أوكست نفسك ، { وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين } [ الزخرف : 76 ] ؛ فلذلك قف لتتخلص من النفس الأمارة بالسوء، قف لتتأمل كيف ضاع منك رمضان كما ضاع سنين، قف فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن إن كان قد ضاع منك رمضان ؛ فإن الله الحي باق معك على الدوام ، يدعوك للإقبال عليه والإنابة إليه ؛ فأقبل تقبل .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن أعلم أن أبواب الرحمات مفتوحة طوال العام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يقبل توبة العبد مالم تطلع الشمس من مغربها " [مسلم].
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن لازلت حياً تستطيع أن تستدرك ما فاتك ؛ بالتوبة والعزم على استغلال رمضان القادم ؛ فاستعد من الآن.
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن أعلم أن مواسم الطاعة متنوعة وكثيرة ، ومن فضل الله علينا أنها في كل شهر ، فبعد رمضان ست من شوال ، ثم عشر من ذى الحجة ، ثم الحج ، ثم شهر المحرم ، وهكذا مواسم وطاعات طوال العام .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن أمامك صيام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر ، وقيام إحدى عشرة ركعة يوميا ، والصدقة ، وقراءة القرآن وغير ذلك ، فهي أبواب للخير في رمضان وغيره ؛ فأقبل ولا تحزن .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن حاول أن تقوم بعمرة في الفترة القادمة ؛ لتعوض ما فاتك وتجبره .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن لا تخف ولا تحزن ؛ فالكريم سبحانه شكور يشكر على القليل ، ثم ينميه ، ولكن بشرط الإخلاص .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن اقتنص كل فرصة بعد ذلك تأتيك في طاعة الله .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، وتعلم من أخطائك حتى تتقدم بعد ذلك .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن في لحظة تستطيع أن تكون وليا حقا .. تقيا حقا، بالتوبة والإقبال على الله، والندم على ما فات ، والعزم على الإصلاح .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن لا تيأس ؛ فإنه { لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون } [يوسف : 87 ].
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن معك سلاح قوي تستطيع أن تفتح به كل مغلق وهو الدعاء ، فالزم التضرع والافتقار .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن ندمك على ما فاتك يرضي الله عنك فيرحمك ، فأبشر مادمت نادما عازما .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن أبشر فأنت مسلم موحد تصلي وتذكر الله وتحب نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم؛ فيرجى لك ومنك الخير .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن حاول مرة أخرى ، وتأس بالنمل ، المخلوق الضعيف الذي يحاول مرات ومرات ؛ حتى يسلك الطريق الذي يريده .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن أبشر ؛ فإن لك ربا هو الله ، الغني القوي الحنان المنان الملك الرحمن الرحيم الودود اللطيف يقول : " من تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا " .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن أبشر بجنة عرضها السماوات والأرض إن استقمت وعدت إلى الله .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن لازالت معك الجوهرة العظيمة ، والمعجزة الخالدة ، تراها وتمسك بيدك : القرآن الكريم ، فأسعد به واتله ليلا ونهارا .
أيها المحروم .. تعازينا؛ ولكن أبشر تفاءل بندمك وتوبتك وتحسرك على ما فات منك ، فتلك علامة ثحة قلبك ، وادع الله أن يبلغك الخير .
أيها المحروم ، تعازينا ؛ ولكن انتظر أن نقول لك : تهانينا .؟
ليت شعري من المحروم فنعزيه ؟ ، حتى يحبس نفسه على طاعة الله ويمنعها من مألوفاتها ومحبوباتها وشهواتها ، ويعلم أنم ذلك الحرمان إنما أصابه لاستغراقه في تحصيل شهواته ، ولتركه سنن النبي صلى الله عليه وسلمحتى قعدت به عاداته ومألوفاته عن فوز عظيم . يا حسرة على ما فاته !!..
من صام رمضان وهو يعزم إذا ذهب رمضان أن لا يعصي الله تعالى ؛ فإنه مقبول بغير حساب ولا عذاب ، ومن صام رمضان وهو يعزم إذا ذهب رمضان أن يعصي الله تعالى ، فصومه مردود عليه ، وعمله غير مقبول منه .
فليت شعري من هذا المحروم فنعزيه ؟ ، حتى يكون عزاؤنا له إلزاما له ببداية توبته واستكمال استقامته ، ويحذره من أن لا يأتيه رمضان آخر ، حتى يكون ذلك تحذيرا له من أن يأتيه الموت بغتة ، { أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرط في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين = أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين = أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين = بلى قد جاءتك ءاياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين } [الزمر : 56-59]
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم اجعلنا من المقبولين ، ولا تجعلنا من المحرومين
اللهم اجبرنا وارحمنا
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
- 20-10-2009, 01:15 AM #10
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }آل عمران- آية:102.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }النساء- آية:1.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }الأحزاب - آية: (70،71).
أما بعد،
فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله تعالى، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار. ثم أما بعد،
فأيها الإخوة في الله ,,, إني والله أحبكم في الله.
جاء ابن أحد الخلفاء إلى الإمام مالك رضي الله عنه يطلب العلم، فأملاه الإمام خمسة أحاديث، فقال الولد حين همّ بالانصراف: " يا إمام. إنها غالية. سأكتبها بالذهب". قال له الإمام: "لا تكتبها بالذهب، ولكن أعمل بها تكن أغلى".
نعم, إن القضية ليست كتابة القرآن بالذهب، ولا كتابة السنة بالذهب, ولا بناء مساجد من الذهب، إنما القضية قضية العمل، العمل بهذا الكتاب وهذه السنة وتعمير تلك المساجد. (اللهم ارزقنا العلم والعمل يا رب)
أحبتي في الله ,,,
إن الذي يمر في شوارع القاهرة في هذه الأيام، يجد شيئًا ملحوظًًا.. شيئا يدل على استعداد خطير.. كُثِفت له كل الجهود: في الشوارع.. بين التجار.. في البيوت.. في المحلات.. ما الذي يحدث؟
إنهم يستعدون للاحتفال بالنبي محمد.والشيء العجيب:
- أنهم يريدون الاحتفال بالنبي.. بعيدًا عن النبي!!
- يريدون الاحتفال بالنبي.. دون استشارة النبي!!
- يريدون الاحتفال بالنبي.. بعيدًا عن سنة النبي!!
يريدون أن يحتفلوا بالنبي زعمًا، ولكن الحقيقة أنهم يريدون الاحتفال ببطونهم، وبزيادة أموالهم. إنها قضية حلوى المولد.. قضية الزينات المعلقة في الشوارع.. اللافتات.. الأكل.. الشرب..
إنه موسم لزيادة دخل التجار في السكر والحلوى والمحلات.. زيادة دخل التجار أصحاب السرادقات و"المايكروفونات"... أما زيادة الإيمان في قلوب المسلمين فلا..، فهذا عمل لا يفيد الإيمان.
لقد تخيلت أمرًا، لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في اليوم الذي زعموا أنه يوم مولده، وخرج ورأى كل الذي يحدث..
أكان هذا يرضي رسول الله؟!!
أبدًا والله، إنه حين يدخل سرادقًا هناك عند أحد مساجد القبور.. في "الحسين" أو "السيدة" أو غيرهما
ماذا سيرى؟...
سيرى رقصا، طبولا، صخبا، اختلاطا، تناولا للمخدرات، وسرقة..
ماذا سيرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
- لا شك أن ذلك يحزنه، فالقبور التي نهى أن تعبد، صارت تعبد ويُطاف حولها
- النساء اللواتي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يتحجبن و لينفي عنهن تبرج الجاهلية الأولى، يرى منهن تبرجًا أسوأ من تبرج الجاهلية الأولى.
- الاختلاط الذي جاء ليقضي عليه هو كما كان.
- الخمر التي جاء ليحرمها فحرمها، أعادوا استحلالها بتسميتها بأسماء أخرى...
أهذا يسعد النبي محمدا؟!!
إخوتاه ،،،
ü إننا بحاجة إلى وقفة لإنقاذ الأمة من التردي في مهاوي الهلكة.
إن الناس ولا شك يعشقون المظاهر، وكل هذا الذي تراه مظاهر.. ليس لها من واقع الأمر شيء, انظر إلى قول الله جل جلاله عن قارون:{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ، وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ.. } القصص-آية:80،79.
إن أصحاب المظاهر حين رأوا زينة قارون قالوا: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ}, اعتقدوا أن حظه رائع. أما الموحدون العلماء فقالوا لهم: {ويلكم ثواب الله خير لمن آمن..},
ü إننا بحاجة إلى أن نخرج لشوارع المسلمين, ولمحلات الحلويات التي تنصب العرائس والأحصنة، ونقول:{ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} القصص-آية: 81، توبوا قبل أن يخسف بكم الله الأرض.
نعم إخوتاه ،،،
ü إننا بحاجة إلى أن نقول لهم: "إن رسول الله الذي تحتفلون به صلى الله عليه وسلم بريء مما تعملون، لأنه جاء لتكسير الأصنام وأنتم تصنعون الأصنام. أنتم تصنعونها وتحيونها".
إخوتاه ,,,
تعالوا إلى " وقفة.. لإنقاذ الأمة"
أولاً: لم يكن مولد رسول الله - صلى الله علي وسلم - في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول
لقد ولد يوم الاثنين عام الفيل. لكن في أي شهر؟ وفي أي يوم؟ هذا ما لم يُعرف تحديده.
ثانيًا: لو علم أنه في يوم 12 من ربيع الأول، فلا يجوز الاحتفال بهذا اليوم
لماذا؟ لأن رسول الله - صلى الله علي وسلم -لم يحتفل بهذا اليوم, ولم يحتفل به أصحابه من بعده.
سيقولون لك: "بل احتفل: فقد كان يصوم الاثنين"، إذن يجزئنا ما أجزأه، ويكفينا ما فعله بأن نصوم يوم الاثنين كما صام فقط.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معلمًا، قال الله : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }الأحزاب-آية:21.. أما الذي يرجو زينة الدنيا.. متاع الدنيا.. أموال الدنيا.. مظاهر الدنيا فلا علاقة له بهذا الأمر ( بأمر اتباع السنة).
إننا بحاجة إخوتاه إلى أن نتوقف وقفة صادقة و صريحة لإنقاذ الأمة من هذا التردي:
· أن يتحول الدين إلى لعب ولهو..
· أن يتحول الدين إلى موالد..
· أن يتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الحقيقة الناصعة، الدال عن الخير، القائد لعمل- إلى أسطورة خرافية.. يُغَنى له أغنية كقصة أدهم الشرقاوي أو أبي زيد الهلالي سلامة،....إلخ. فيصير رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المسلمين كهذه القصص الأسطورية.
إننا بحاجة إلى أن نعود ليكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدًا لعمل.. دليلاً على جنة.
لذلك إذا أردنا أن نحتفل -ولا يجب تخصيص الاحتفال بيوم بل السنة كلها- فليكن احتفالنا هو الاقتداء بسنته، و التمسك بشريعته، ونصر طريقته.
إن كثيرًا من المسلمين اليوم، وللأسف الشديد، لا يكلف نفسه حتى مجرد الصلاة على النبي.. للأسف الشديد. حتى مجرد الصلاة عليه عادت بعيدة عن حس المسلمين، فإنك لا تكاد تسمع مصليًا عليه إلا بعد أن تُلح عليه أن يصلي.
ومع اللقاء غداً بإذن الله
و
كيف يكون الحب؟!!
...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- 22-10-2009, 07:26 PM #11
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
كيف يكون الحب؟!!
1- أول علامة من علامات حبك للنبي - صلى الله عليه وسلم - كثرة ذكره صلى الله عليه وسلم.
كيف؟.. بأنك كلما أردت أن تتحرك حركة، تبحث كيف فعل فتفعل كما فعل. تنظر إلى سنته حين كان يدخل البيت و الدعاء الذي كان يقوله : "بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، السلام عليكم". وتعرف ماذا كان يقول حال الخروج من البيت.. حال دخول المسجد والخروج منه.. عند دخول الحمام والخروج منه، و تحفظ أذكار الصباح..أذكار المساء..أذكار الأكل.. أذكار الشرب.. وأذكار النوم..
ينبغي أن يكون لرسول الله في كل لحظة من حياتك سُنة. و تعال نبحث عن سنته صلى الله عليه و سلم لنطبقها.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"إن الله وكل ملكا علمه أسماء الخلائق يبلغني السلام عن أمتي إلا يوم الجمعة وليلة الجمعة فإنني أسمع السلام علي بنفسي".
مرت ليلة الجمعة. فكم صليت على رسول الله صلى الله عليه و سلم؟
وهذا يوم الجمعة قد انتصف. فكم مرة صليت عليه فيها يا من تزعم أنك تحبه؟؟
(اللهم صلِ على النبي محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرًا)
وليست القضية أن تهلل حال الصلاة على النبي، وإنما أن تفهم معنى الصلاة عليه...
ما معنى اللهم صلِ؟ وما معنى صلاة الله على النبي؟ وما وجه دعائك وأنت العبد المذنب الفقير؟ ومن أنت حتى تدعو للبشير النذير سيد ولد آدم ؟..
- أولاً: الصلاة على الرسول.. رحمة.
كأنك تدعو لرسول الله بأن يرحمه الله، والرحمة له بخلاف الرحمة لباقي الخلق، فالرحمة للنبي بأن يؤتيه الله الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وهي درجة لا تنبغي إلا لرجل واحد نرجو أن يكون هو نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
- ثانيًا: لماذا تدعو له و أنت المذنب المخطئ المقصر؟ كيف تدعو لرسول الله؟
قيل إن هذا الدعاء من قبيل رد الجميل، فكل خير بك ومعك إنما سببه النبي محمد، فأنت تكثر الصلاة عليه-(اللهم صلِ على النبي محمد، وسلم تسليما كثيرًا)- من باب رد الجميل، إذ هو سبب كل خير معك، تلكم الأولى من علامات محبته (كثرة ذكره وكثرة الصلاة عليه).
2- ثاني علامات المحبة: اتباعه والاقتداء به وتنفيذ أوامره.
إن من أحب أحدا قلده. هذا الذي يلبس الملابس الإفرنجية، ويحلق شعره بالطريقة الغربية, و يدندن بأغانٍ وكلمات أجنبية، لماذا يفعل هذا ؟
إنه ينشغل بتوافه أهل الكفر لأنه لا يملك شخصية، فلذلك تضخمت شخصيته الوهمية بأمور تافهة لا قيمة لها. فصار يلبس كالمغني الفلاني، ويحلق كالممثل الفلاني، ويغني ويتكلم كالممثل الفلاني.. وأين فلان؟.. أين أنت؟.. من أنت؟.. ماذا تريد؟ ماذا أنت؟.. لا شيء.
إخوتاه ,،،
إن أعلى قيمة للإنسان.. أن يكون عبدًا لله
هذه قيمتك الحقيقية.. إنك حين تقلد فلانا في لبسه أو كلامه أو حلاقته أو مشيه أو أكله أو شربه أو خروجه أو طريقة حياته.. فإنك عبد له.
فلان لاعب الكرة، أو فلان الممثل، أو فلان المغني بكم اشتراك؟ ما الثمن الذي دفعه لشرائك؟.. استعبدك مجانًا.
والله قيّمك غاليًا؛ فالله اشتراك بالجنة.. من قيّمك هذه القيمة؟ من دفع فيك هذا المقدار؟
لا أحد.. لو أعطوك ألف مليون جنيه، فهل هذه قيمتك؟
لا. فأنت أغلى؛ لأن ألف مليون جنيه يمكن أن تنفق في 24 ساعة، أو تسرق أو تموت فتتركها، أما الجنة فخلود بلا موت أبد الآبدين.
انظر كيف قيّمك الله قيمة غالية، قيمة عالية فصرت عبدًا له، إن المسلمين اليوم بحاجة -ابتداءً- أن يكونوا عبيدًا في عصر كثر فيه الكلام والدندنة حول الحرية. إننا بحاجة إلى أن ننبه المسلمين إلى العبادة.
سؤال : لماذا تحب الله؟
كثير من المسلمين إنما يحبون الله لأنه أعطاهم: أحب الله لأنه أعطاني الصحة، أعطاني المال، أعطاني الستر، أعطاني راحة البال، أعطاني زوجة، أعطاني أولادا، أعطاني أبا، أعطاني أما، أعطاني شقة، أعطاني شهادة..
يحب الله لأنه أعطاه. فإذا منعه سخط على ربه, لذلك يجب أن يُعلَّم المسلمون أننا نحب الله لأن الله أمرنا بذلك. نحبه عبادة. نحب الله لأن الله خلقنا لذلك.
- إن كثيرًا من المسلمين لا يدخنون السجائر. ولكن لماذا؟ لأنه لا يحبها، يكرهها لأن رائحتها سيئة، لأنها ضارة، لا يدخن لأنه لم يتعود على التدخين.. وكل هذا خسارة. إنني أريدك أن تترك التدخين لأن الله نهى عن ذلك.
- إن كثيرًا من المسلمين يصلون. و لكن لماذا؟... لأنه عيب أن تكون رجلا ولا تصلي. يصلون لماذا؟ لأني عندما أصلي أستريح، يصلون لماذا؟ لأسباب كثيرة. ونحن نريد أن نعيد تقييم الموقف, بأننا نصلي لأن الله أمرنا بذلك، فحتى وإن لم تسترح في الصلاة، صلِّ لأن الله أمرك أن تصلي..و هكذا
إننا بحاجة إلى إقامة قدم العبودية على الصراط المستقيم, إننا في عصر كثر الكلام فيه عن الحرية، ويعيش الشباب فيه يريدون إثبات شخصيتهم بمزاجهم والعيش على أهوائهم. ونحن نريد إقامة شرع الله بأن نعبده: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات-آية:56. لقد خُلِقت عبدًا, لتعيش عبدًا، وتموت عبدًا, وتبعث عبدًا, و لتدخل الجنة بفضل سيدك الذي عبدته. فإذا أقمنا ساق العبودية على قدم العبودية صار للعبودية قلب.
حينها، نأتي إلى الاحتفال بالمولد، فساعتها نتوقف لنسأل ربنا: يا رب هل يجوز الاحتفال بالمولد؟.. ونكون في تمام الاستعداد لطاعة ربنا.
إنه قال لنا إن أكل الحلوى في هذا اليوم بدعة لأنه اتخذ نسكًا. فالشرع لما أمر في عيد الأضحى أن نذبح أضحية, صار الذبح في يوم عيد الأضحى نسكا، فإذا جئت في يوم عيد الأضحى وأتيت بسمك بنية إقامة النسك فقد ابتدعت، وإذا أتيت في الثاني عشر من ربيع الأول وأتيت بالحلوى بنية إقامة النسك فقد ابتدعت. إنك عبد فلا تتصرف إلا بإذن السيد.. الله.
لقد أرسل لك الله تعالى بشرًا رسولا، وقال لك: هذا عبدي فاتبعه، قال الله: { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ.. } النساء-آية:80، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"متفق عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى (أبى = رفض), قيل ومن أبى؟, قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى"البخاري.
إننا بحاجة إلى أن نطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأن نتخذ سنته- صلى الله عليه وسلم- إمامًا وهدى، وقدوة وأسوة حسنة. إننا بحاجة إلى أن ننظر كيف نام؟ لننام كما نام. وكيف صلى؟ لنصلي كما صلى.
إننا إذا أردنا أن نحتفل حقيقة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم -وإن ذلك ليس محددًا في يوم بل طيلة العمر-، فتعالوا إلى دراسة جادة لسيرته.
إن الأفلام والكتب كتبت في راقصات ومغنين ولاعبين, وأنت لم تقرأ قصة النبي محمد!! عار عليك أنك لا تعرف حياته.
إننا بحاجة إلى أن نربي أولادنا على حب النبي محمد، وأن نلح على التنصيص لأولادنا أن إمامنا وقدوتنا وأستاذنا ومعلمنا ومرشدنا ومثلنا الأعلى هو رسول الله صلى الله عليه و سلم. لا بد من النَص على ذلك حتى تخرج قلوب أولادنا متعلقة بهذا المثل الأعلى (صلى الله عليه وسلم).
أيها الأحبة في الله.. إخوتي في الله..
إننا بحاجة إذا أردنا أن نحتفل أن نتبعه و نقتدي به في كل لحظة من لحظات حياتنا، فكل الطرق إلى الجنة مسدودة إلا خلف النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أيضًا إذا أردنا أن نحتفل بالنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعلينا بنصر سنته ودينه. يأتي هؤلاء المحتفلون بالمولد في هذه الأيام، وسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تتعرض لأكبر حملة نسف على صفحات الجرائد.
والله لو أن الأموال التي أنفقت على الحلوى, وأنفقت على السرادقات, وأنفقت على الزينات, وأنفقت على الأكل والراقصين والراقصات.. أنفقت على نصر السنة؛ لصار في كل بيت مسلم مجموعة كاملة لسنة النبي محمد.
بدلاً من أن تشتري علبة حلوى بخمسة جنيهات... اشترِ كتاب "رياض الصالحين" فيه ألف و خمسمئة حديث من أحاديث النبي محمد, أو كتاب "الرحيق المختوم في سيرة سيد المرسلين", بتلك الجنيهات الخمسة ، ويصير أنفع لك.
بدل من أن تكتري سرادقًا، وتقيم عرسا فيه... هذه الألف جنيه أو الألفان اشترِ بها عشرين نسخة من "صحيح البخاري", أو مائة نسخة, ووزعها على المسلمين ليعرفوا سيد المرسلين، فهذا أنفع للسنة.
إن هذه الأموال التي تنفق بالآلاف ومئات الآلاف، تخرج الأمة بعد إنفاقها كل سنة "من المولد بلا حمص". نريد أن نخرج هذه السنة ب"حُمصة" معرفة النبي، نريد أن تخرج الأمة هذه السنة وقد أحبت النبي حقيقة لا كلامًا، أن تحبه محبة اتباع. إنك حينما تزعم الحب، لابد أن تُتبع الحب بالاتباع.
3- من علامات حب النبي: نشر سنته ونصر دينه.
إن صفحات الجرائد التي تُسَود اليوم بنفي السنة ومهاجمة النبي صلى الله عليه وسلم، تحتاج إلى إقامة صفحات بل ونشر كتب للرد على هؤلاء. أما أن نزعم حب النبي بأكل حلوى "الحمصية" و"السمسمية"و "الفولية" و"الحصان" و"العروسة" فنحن لم نحتفل بالنبي، ولكن احتفلنا ببطوننا، ولم نتبع النبي وإنما اتبعنا أهواءنا. فيا من تريد حب النبي ويا من تريد اتباع النبي، ويا من تريد الاحتفال بالنبي أقم سنة الله ورسوله في نفسك وفي بيتك، تسعد بشفاعة النبي.
(اللهم أسعدنا بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين)
- 25-10-2009, 09:33 AM #12
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
إن الحمد لله، أحمده تعالى وأستعينه وأستهديه، أؤمن به وأتوكل عليه، أثني عليه الخير كله.. أشكره ولا أكفره، وأخلع وأعادي من يفجُره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صلِ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته, كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
إخوتي في الله.. أحبتي في الله..
في وسط المولد ينبغي أن نُنقذ ما يمكن إنقاذه، وينبغي جميعًا أن نبدأ بأنفسنا وبمن نعول؛ فكفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يعول. إن الذي تعوّد كل سنة بأن يأتي لأولاده بحلوى المولد والحصان و"العروسة"، يحتاج في هذه السنة ألا يأتيهم بشيء من هذا, وإنما يأتيهم بكتاب من كتب السنة؛ ليعلمهم سنة النبي محمد.. ليُربيهم عليها.. ليُفهمهم إياها.. ليُذَكرهم بمعنى السنة وبمعنى أحاديثها.. فهذا من النصر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم).
1- من علامات حب النبي: الزهد في الدنيا.
إن من علامات حبك للنبي أيضًا الزهد في الدنيا. جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقال : "يا رسول الله والله إني لأحبك"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "انظر ماذا تقول", قال: "والله إني لأحبك", قال: "إن كنت تحبني فأعِدَّ للفقر تِِجْفافًا، ، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السهل إلى منتهاه" حسن غريب _ الترمذي.
هل تحب النبي صلى الله عليه وسلم؟
إن بالإيجاب أجبت فينبغي أن تحب الفقر. إذا كنت تحب النبي فأحبَّ الفقر:لا تتكالب على الدنيا، لا تتوسع في شهواتها، لا تبحث عن الترف فيها،لا تُطالب بزينتها.. أنت تحب النبي صلى الله عليه وسلم، إذن ارضَ بما قسم الله لك، ولا تشغل كل وقتك في الدنيا، بل خُذ ما يكفيك.
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا يكفيني من الدنيا؟, قال: "ما سد جوعتك، ووارى عورتك, وإن كان لك بيت يُظلك فذاك، وإن كانت لك دابة فبخٍ بخٍ".
إن الله يعطينا ما يكفينا, ولكننا نبحث عما يُطغينا.
نعم.. إننا إذا سألنا بعضنا... كم حديثا من أحاديث رسول الله تحفظ؟ هل تحفظ الأربعين النووية؟... لا
هل تحفظ صحيح البخاري؟.. هل تحفظ صحيح مسلم؟.. هل تحفظ رياض الصالحين؟.. هل تحفظ سنن أبي داوود؟.. ماذا تحفظ من السنة؟.. لا شيء.
لماذا؟.. ستقول إنك مشغول, بماذا؟.. بعملك و بلقمة العيش.
نعم.. إننا بحاجة أن نقتطع من أعز الأوقات وقتًا نُفَرغه لله، وأن نقتطع من أعز الأموال مالًا نبذله لله.
أين منا الذي خرج من ماله كله كأبي بكر الصديق؟.. تصدق بكم؟!! بماله كله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماذا تركت لأولادك؟ قال:"تركت لهم الله ورسوله" حسن صحيح_جامع الترمذي.
إنني لا أطالبك بالجلوس في المسجد, اعمل واكسب، ولكن فرغ وقتًا غاليًا لله ولرسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن كنت تحبني فأعِدَّ للفقر تِِجْفافًا", يكفيك ما سد جوعتك، ووارى عورتك، وبيت يظلك ودابة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طوبى لمن هدي للإسلام ، وكان عيشه كفافا وقنع" صحيح_ صحيح الترغيب.
( طوبى: شجرة في الجنة يسير فيها الراكب مائة سنة بالجواد السريع. لمن هدي:هداه الله, كان عيشه كفافًا : ما يكسب مثل ما ينفق)
(اللهم اهدنا وارزقنا كفافًا وقنعنا بما آتيتنا)
أحبتي في الله ,,,
إنك بحاجة أن تحب الفقر.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أنا أول من يُحرك حلق الجنة, فيفتح الله لي فيدخلنيها ، ومعي فقراء المسلمين" غريب_سنن الترمذي.
هل أنت من فقراء المسلمين لتكون معه؟
إلى الباحثين عن المظاهر..
إلى الباحثين عن الدنيا..
إلى الباحثين عن الطغيان في هذه الدنيا..
قال الله: { كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى }طه-آية81.
كُل ولا تطغَ، واشرب ولا تطغَ، والبس ولا تطغَ، وتحرك في الدنيا ولا تطغَ، خذ ما يكفيك واترك ما يُطغيك. هذه علامة حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لو أننا نحب الفقر لما كان كل هذا الانشغال بالدنيا، فمن علامات حبه إيثار الفقر على الغنى. (اللهم إنا نسألك أن ترزقنا حب الفقر، وأن ترضينا بذلك, وأن تجعلنا من فقراء المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين)
2- من علامات حب النبي: أن تحب كل ما أحبه ومن أحبه, وأن تبغض كل ما يبغضه وما أبغضه.
من علامات حبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيضا أن تحب كل ما أحبه ومن أحبه، وأن تبغض كل ما يبغضه وما أبغضه، نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحب آل بيت النبي؛ فالحسين رضي الله عنه نحبه ونجلّه ونحمله على رؤوسنا, ولكن لا نشركه مع الله, فلا نقول: "يا حسين"، فالحسين رضي الله عنه وأرضاه ميت في قبره، وإن كان حيا حياة الشهداء، إلا أنه مات من الدنيا, فهو عند الله حي يرزق. و لكن لا نناديه، ولا نطلب منه:{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}الجن-آية:18.
نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحب آل بيته الكرام، ونحب زوجاته ونحب أصحابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية الإيمان حب الأنصار"صحيح_صحيح الجامع. فنحبهم لِحُبه، ونحب كل ما أحبه.
بل ونحب من الطعام ما كان يحب: كان يحب الماء البارد، وكان يحب العسل، وكان يحب الحلوى، وكان يحب... الخ. فنحب ما أحبه تعبدًا، لا.. لأننا نُحِب.
نحب من أحب: كان يحب عائشة لهذا نحبها، ويحب أبا بكر فنحبه.. والحسين والحسن..الخ
نحب صحابته:لأننا نحبه ..ونُجلهم ونتابعهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنه من يعش بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًَا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي عضوا عليها بالنواجذ"صحيح_صحيح الترغيب و الترهيب.
نحب القرآن لأنه أتى به.. نحب كل ما أحبه ونبغض كل ما أبغضه, لا لهوانا ولكن لحب نبينا, وللمحبة علامات أخر.. وأكتفي الآن بهذا القدر.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلي ويسلم على النبي الكريم وآله،
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمورنا, كفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار..
اللهم ارحم ضعفنا..
اللهم اجبر كسرنا..
تولّ أمرنا.. أحسن خلاصنا.. واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا..
يسر أمورنا ..
واهد قلوبنا
واشرح صدورنا..
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة..
ونعوذ بك من سخطك والنار..
وصلى الله وسلم على النبي محمد
والحمد لله رب العالمين.
- 27-10-2009, 11:47 PM #13
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد
(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) [ص/
29] { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون } [الحشر21] { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد } [الزمر23]
اخوة الاسلام السورة هي سورة المنافقون والنفاق معناه اظهار خلاف ما يبطن وهو قسمان نفاق اعتقادي ونفاق عملي اما النفاق الاعتقادي فالمراد به ان يظهر الانسان الايمان ويبطن الكفر كما قال تعالى { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } [البقرة/8] { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } [البقرة/9] { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } [البقرة10] اذ قالوا آمنا بالله وباليوم الاخر وماهم بمؤمنين فكذبوا في قولهم بالله وباليوم الاخر
واما نفاق العمل فهو ان يعمل المؤمن الصادق الذي توافق سريرته علانيته ويوافق لفظه فعله في انه مؤمن بالله واليوم الاخر ولكن يعمل عملا من اعمال المنافقين فهو مؤمن صادق الايمان ولكن يعمل عملا من اعمال المنافقين فيكون هذا العمل به نفاق عمليا كما في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال (اربع من هن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر)
ونفاق العمل لا يكفر به المؤمن بل يكون به خصلة من النفاق ولكن لا يخرج بذلك من دائرة الاسلام اما نفاق الاعتقاد فهو شر من الكفر الصريح الذي يظهر الاسلام ويبطن الكفر شر عند الله من الذي يصرح بكفره ولذلك قال الله تعالى { إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا } [النساء/140]ثم يبن ان منزلة المنافقين اسفل من منزلة الكافرين والنار دركات بعضها فوق بعض كلما علت خفت وكلما نزلت اشتدت فقال الله تعالى { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا } [النساء145]
( 1)(إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون
والله تبارك وتعالى استفتح السورة بقوله( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله)يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم
(والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)والله يشهد بانهم كاذبون في قولهم نشهد انك لرسول الله لانهم قالوها بالسنتهم ولم تؤمن بها قلوبهم وحتى لا يتوهم متوهم او يظن ظآن ان الله كذبهم في نسبة الرسالة الى رسوله فيظن ان محمد ليس برسول الله قال الله تعالى (والله يعلم إنك لرسوله)فجاءت هذه الجملة المعترضة تثبت الرسالة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن المنافقون كاذبون في قولهم نعلم او نشهد انك لرسول الله
(2)(اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون
(اتخذوا أيمانهم جنة)اي وقاية لا والله لم يحصل والله ما اردنا والله ما عملنا والله ما قصدنا والمؤمن غرٌّ كريم والكافر فاجر لئيم فالمؤمن غر كريم واي احد يحلف له يصدقه ومن شابه اباه فما ظلم ابونا آدم عليه السلام لما ابليس حلف له بالله انه اليه ناصح وانه صادق في هذه النصيحة صدقه لانه ظن ان لا احدا يحلف بالله كاذبا { وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين } (الأعراف/21)
واحد يحلف بالله انه ينصح لك فالمؤمن غر كريم يصدق فالمنافقون اتخذوا ايمانهم جنة اي وقاية يقولون الكلمة ويقولون والله لم نقل (فصدوا عن سبيل الله) يعملون العمل السئ ويفعلون الفعل القبيح ثم يحلفون بالله فيغتر بهم المؤمن الكريم فيصدقهم او ربما فعل افعالهم لظنه انهم مؤمنون وما يفعلونه من الايمان (فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون)
(ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون(3)
(ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)الطبع على القلب والختم عليه تستطيع ان تصوره بالشمع الاحمر لما بشمعوا شيئا بالشمع الاحمر معناه لا يخرج خارجا ولا يدخل داخلا فالله تبارك وتعالى طبع على قلوب المنافقين وختم عليهم فلا يخرج منها شر ولا يدخلها خير لا يخرج منها منكر ولا يدخلها معروف والسبب( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا)كما قال الله تعالى { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين } (الصف/5)
قال العلماء ضرب الله تبارك وتعالى للمنافقين في سورة البقرة مثلين مثلا ناريا ومثلا مائيا قال الله تبارك وتعالى { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون [17] صم بكم عمي فهم لا يرجعون } [البقرة/18]هذا المثل الناري ثم ذكر تعالى المثل المائي فقال تعالى { أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }(البقرة20)
قال العلماء المثل الناري ضربه الله تبارك وتعالى للذين دخلوا في الايمان ثم ارتدوا عنه فقال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا اي طلب نار من غيره ليستضئ به فلما اضاءت ما حوله وانكشف الطريق ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون فالذين آمنوا خرجوا من ظلمات الكفر الى نور الايمان فلما كفروا مرة ثانية خرجوا من نور الايمان الى ظلمات الكفر فهذا مثلهم
اما المنافقين المذبذبين كما قال تعالى { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا [142]مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } [النساء/143] مذبذبين الذين هم لم يدخل الايمان في قلوبهم قليلا يجربون من الاسلام وقليلا يجربون من الكفر هذا مثلهم المثل المائي { أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير } [البقرة20] فهم لما يجربوا من الاسلام يمشوا في النور ولما يرجعوا للكفر يرتدوا مرة اخرى في الظلمة فالمنافقون الذين معنا ذلك بانهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ختم الله على قلوبهم فلا يخرج منها شر ولا يدخل اليها خير ولا يخرج منها منكر ولا يدخلها معروف ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)
- 28-10-2009, 09:32 PM #14
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)
(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون(4)
ثم بين الله تعالى جمال صورتهم وحسن كلامهم وفساد قلوبهم الرجل طويل عريض تراه تعجبك صورته ويكلمك يعجبك كلامه لكن قلبه خالي وروحه ميتة (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم)اما قلوبهم فهي هواء وارواحهم ميتة في ابدانهم فهو صورة بلا حقيقة (كأنهم خشب مسندة )خشبة مسنودة على الحائط لا قيمة لها ولا حياة فيها لان الخشب لا يستند على الحائط الا بعد ان يموت لما تكون الشجرة خضراء قائمة على الارض فيها حياة ولما تقطع وتسند على الحائط لكي تنشف ليس فيها حياة فهذه حقيقة القوم الصورة حلوة الكلام معسول والقلوب ميتة لا روح فيها
ثم وصفهم الله تعالى تبارك بالجبن الخالع فقال (يحسبون كل صيحة عليهم)لانهم مندسين في المؤمنين وليسوا منهم فكلما يحصل شئ يخافوا { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا إن الله مخرج ما تحذرون } [التوبة64]{ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم } [محمد29]بلى سيخرجها الله تبارك وتعالى
(هم العدو فاحذرهم)فاحذرهم يا نبينا العدو الحقيقي شديد الخطر عظيم الضرر هم الذين يسمونهم المنافقون من بني جلدتنا يتكلمون بالسنتنا فهم في الظاهر محسبون علينا ومحسبون منا وهم في الباطن علينا{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون } [البقرة/14] عندما( قالوا آمنا) ليس هناك تاكيد وعندما قالوا (انا معكم انما نحن مستهزؤون) هناك تاكيد بالاستهزاء على المسلمين عندما قالوا آمنوا ولكن الله تعالى يقول { الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون }(البقرة15)
(هم العدو فاحذرهم)لان الكافر حين يصرح بكفره فهو قد صرح بعداوته فانت تحذره لانك تعرف انه عدوك يحاربك فتحاربه لكن المشكلة فالذي يدخل فيك ويزعم انه فيك ومعك وهو عليك هذا هو العو الحقيقي فاحذرهم
(قاتلهم الله أنى يؤفكون)وانى يصرفون عن الحقيقة انى يصرفون عن الهدى الى الضلال وعن الحق الى الباطل وعن الايمان الى الكفر والنفاق
(وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون(5)
اذا قيل لاحدهم تعالى الى رسول الله يستغفر لك انت اذنبت فالله تعالى قال { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [النساء/64] اذا قيل للمنافقين ظلمتم انفسكم واخطاتم عصيتم اذنبتم تعالوا الى رسول الله يستغفر لكم لووا رؤوسهم ورايتهم يصدون عنك وهم مستكبرين عن المجيئ اليك لتستغفر الله لهم
قال الله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ) [6]
(هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون[7]
(يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون [8]
هذه الايات الثلاثة نزلت في زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وكان عبد الله بن ابي قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام يتطلع الى ان يملك قومه فيسودهم وكانوا يرصعون له تاج الملك يعني كان باقي القليل ليبايعوه ملكا عليهم في يثرب قبل الهجرة فلما هاجر اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرح الله صدورهم لاتباعه الايمان به وتصديقه انصرفوا عن عبد الله بن أبي فاسرها ابن ابي في نفسه وغضب ان محمد صرف عنه الملك فلما كانت غزوة بدر ونصر الله المؤمنين على قلتهم قال عبد الله بن أبي هذا امر قد توجه يجب ان نحمي انفسنا باظهار الاسلام فاعلن اسلامه وتابعه على ذلك نفر من المشركين ومن اليهود دخلوا في الاسلام نفاقا
سبب نزول هذه الايات كما جاء في كتب السيرة ان النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة بدر مستلق نزل على مياههم فسبق اجير لعمر بن الخطاب ويسمى جهجاه الى الماء فسابقه رجل يسمى سنان الجهني كان حليفا لعمر بن عوف الخزرجي فأجير عمر يريد ان يرد الماء وسنان حليف الخزرج يريد ان يرد الماء فاختلفوا مع بعض فنادى أجير عمر يا للمهاجرين ونادى حليف الخزرج يا للانصار فسمع ذلك ابن أبي فسال فاجابوه فقال في ما معنى كلامه أنتم السبب والله ما أرى لنا ولهذه الاحابيش الا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك فانتم الذين فتحتوا لهم أبوابكم وقاسمتموهم أموالكم فتحملوا ماذا يصير لكم فلو سمعتم كلامي تمنعون عنهم اموالكم ونفقاتكم فلما يجوعوا سيتركون بلادكم ويبحثون عن بلاد اخرى (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا)هذه السياسة المعروفة بها في هذا الزمان المتاخر بسياسة التجويع والحصار الاقتصادي سياسة ليست جديدة فهي قديمة تلبس ثوبا جديدا هذ الحصار الاقتصادي فعلته قريش مع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه في مكة وهاهو ابن أبي يدعوا مرة ثانية الى تجويع المؤمنين في المدينة ومحاصرتهم محاصرة اقتصادية ومازال الى اليوم المشركون والكافرون يستعملون هذه السياسة عقوبات اقتصادية ومساكين هؤلاء الناس حين يظنون انهم بهذه العقوبات الاقتصادية يردون الناس عن دينهم ان الله سبحانه وتعالى انعم على الناس بنعم كثيرة من اعظمها انه جعل الرزق والاجل بيده سبحانه فلا يوجد احد يستطيع ان يقطع رزق احد ولا يقطع اجل احد ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (ان روح القدس نفث في روحي انه لن تموت نفس حتى تستوعب رزقها وتستوفي اجلها ) { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } [هود/6] فمسكين هذا الانسان الذي يريد ان يجوع الناس ليصدهم عن دينهم لا يعلم كما قال الله تعالى (ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون)
ثم قال ابن ابي لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعني بالاعز نفسه ويعني بالاذل رسول الله صلى الله عليه وسلم (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) سمع هذه المقالة من عبد الله ابن أبي زيد بن الأرقم رضي الله عنه وكان فتى حديث السن فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقولة ابن أبي فالنبي عليه الصلاة والسلام كتمها في نفسه ولم يرد ان يعمل فتنة فعمر رضي الله عنه قال (يا رسول الله دعني اضرب عنقه) قال (ويحك يا عمر اتريد ان يتحدث الناس ان محمد يقتل اصحابه نادي بالناس بالرحيل)فرحل في ساعة لم يكن يرحل فيها فتبعه سعد بن عبادة رضي الله عنه قال يا رسول الله رحلت في ساعة لم تكن ترحل فيها قال( اما بلغك ما قال صاحبك) قال (من صاحبي) قال( ابن ابي) قال (وماذا قال) قال (يزعم ان رجع المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل) (اذن انت تخرجه يا رسول الله انت والله العزيز وهو الذليل) قال (لا ولكن نرفق به) نتحمله ونصبر عليه عليه الصلاة والسلام ما كان اشد حلمه وما كان اعظم عفوه
فمشى بالناس طول الليل وكامل النهار لغاية ما قبل الظهر والناس قد تعبوا فناموا وقاموا وقد نسيوا المقالة وبلغ ابن أبي ان زيد بن الارقم قال للنبي عليه الصلاة والسلام ما قاله فاتى يعتذر ويحلف بالله ما قال وفي المجلس نفرمن اكابر الصحابة قالوا يارسول الله هذا ابن أبي يحلف انه لم يقل فيمكن ان زيد بن الارقم شاب صغير السن لم يفهم الكلام فعفى عنه فنزلت الايات تصدق كلام زيد بن الارثم رضي الله عنه
رجع النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة وعبد الله بن عبد الله بن ابي سبحان الله يخرج الحي من الميت فعبد الله بن ابي زعيم المنافقين كان له ولدا اسمه عبد الله كان من كبار الصحابة المؤمنين الصادقين جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقد سمع ما قال ابوه فقال يا رسول الله بلغني انك تريد قتل ابن ابي والله يا رسول الله لا تدعني نفسي انظر الى قاتل ابي يمشي بين الناس فاقتله فاقتل مؤمن بكافر فاذا اردت قتله فكلفني انا اقتله{ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } [المجادلة/22] فاذا اردت قتله لا تكلف احد من اصحابك يقتله ودعني انا من اقتله قال (لا لا تقتله ولكن نرفق به ) فيتقدم عبد الله بن عبد الله بن ابي سبق الجيش ووقف في مدخل المدينة والجيش يمر واحد وراء واحد لغاية ما جاء ابوه عبد الله بن ابي رفع السيف وقال له قف مكانك لن تدخل حتى تشهد انك الاذل ورسول الله الاعز فهذا هو الولاء والبراء الحب في الله الست انت من تقول لئن رجعنا الى المدينة لنخرجن الاعز منها الاذل والحقيقة ان الاعز هو رسول الله وانت الاذل فلن تدخل حتى تعترف بهذه الحقيقة وجاء رسول الله ووجد هذا الموقف فقال كفى يا عبد الله العفو فدخل المدينة
وقوله سبحانه وتعالى(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)حين ينظر الناس اليوم في واقع المؤمنين والمنافقين اين يرون العزة حقيقة هذه الايام المؤمنون ليسوا في عزة فاين العزة واين المجد واين الكرامة الان العولمة فرضت نفسها على العالم الدولة العظمى الوحيدة تفرض العولمة وكل شئ تريده على العالم فلذلك نقول كما نقل قال رجل لاحد العلماء اليس الله يقول (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)قال بلى قال واين عزة المؤمنين فقال العالم لا تقول اين العزة ولكن قل اين المؤمنون العزة لها شروط حين تتوفر هذه الشروط تتوفر العزة لما نكونوا مؤمنين حقا كما قال ربنا { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون } [الأنفال/2] { الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } [الأنفال/3] { أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } [الأنفال/4] المؤمنون هم الذين كما وصفهم الله عز وجل { قد أفلح المؤمنون } [المؤمنون/1] { الذين هم في صلاتهم خاشعون } [المؤمنون/2] { الذين هم في صلاتهم خاشعون } [المؤمنون/3] { والذين هم عن اللغو معرضون } [المؤمنون/4] { والذين هم للزكاة فاعلون } [المؤمنون/5] { والذين هم لفروجهم حافظون } [المؤمنون/6] { إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } [المؤمنون/7] { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } [المؤمنون/8] { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } [المؤمنون/9] { والذين هم على صلواتهم يحافظون } [المؤمنون/10] { أولئك هم الوارثون } [المؤمنون/11]الذين وعدهم الله بالعزة فاذا قصر المؤمنون في طاعة ربهم واجتروا على محارمه ولم يقوموا بما اوجب وارتكبوا ما نهى سلطت عليهم الذلة كما هو الواقع ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم الذلة لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم)اذاً اذا اردنا العزة يجب ان نرجع الى ديننا وربنا قال(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )فاذا اردنا ان نكون اعزاء علينا ان نكون مؤمنين كما كان عمر يقول في قوله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران/110]وكان عمر يقول (من اراد ان يكون من اهل هذه الاية فليفي بشرطها)والشرط هو { تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} [آل عمران/110]هذا شرط الخيرية كذلك هو شرط العزة لما نطيع الله عز وجل وناتمن بما امر وننتهي عن ما نهى عنه لما نقيم حدود الله ونطبق شرع الله حينئذ يعزنا الله بعزته { من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه } [فاطر/10] اي فليطلبها من الله فان العزة لله جميعا نسال الله تعالى ان يرد المسلمين الى دينهم ردا جميلا
- 07-11-2009, 02:36 AM #15
رد: _ موضوع كامل يناقش قضايا الأمة _ متجدد بإذن الله _ يوميا
صناعة الرجال
• صناعة الرجال صناعة انفردت بها الأمة الإسلامية قرونا طويلة-
• اصل ميزان تقييم المرء مكارم الأخلاق و الشيم.
• الدليل : ما رواه النسائي و الترمذي و احمد و غيرهم من حديث
عاصم بن أبى النجود عن بر بن حبيب قال: أتيت صفوان بن عتال و هو احد أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ،
فقال : ما جاء بك يا بر ، قلت : ابتغاء العلم ، فقال : إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب ، فقال له بر :
انه قد حاك في صدري شيئا في المسح على الخفين و كنت امرئ من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فهل
عندك منه شيء ، قال : نعم ، امرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين ألا ننزع خفافنا ثلاث أيام و لياليهن إلا من جنابة لكن من
غائط أو بول أو نوم . فقلت له : هل سمعته يذكر في الهوى شيئا ، قال : نعم ، بينما كنا في سفر إذ نادى اعرابى
بصوت جهوري : يا محمد يا محمد ، فقلت له : مه - يعنى اسكت – أو لم تنه عن ذلك ، اغضض من صوتك ، فقال
والله لا اغضض ، فناداه النبي صلى الله عليه و سلم بنحو من صوته : هاؤم – أي لبيك – فقال الرجل للنبي صلى الله عليه و سلم
المرء يحب القوم و لما يلحق بهم ، فقال عليه الصلاة و السلام المرء مع من أحب فلا يزال يحدثنا
حتى اخبرنا أن الله عز و جل فتح بابا ً للتوبة من قبل المغرب مسيرة عرضه سبعون عاما لا يغلق حتى تخرج الشمس من مغربها
من فوائد الحديث :
- تسلية للغرباء الذين يجدون أنفسهم على هامش الحياة جهلا بماضيهم المشرف من عزة أمتهم ومكانتها , فيرون انه لا نهوض لهم
- احد التابعين الثقات عندما حاك في صدره شيء عرف من يسأل فلجأ لأحد أصحاب النبي
- من اقل ما يحصله مصاحب العالم أن تقل قبائحه فضلا عما يجنيه من فوائد .
- اللجوء لأعلم أهل الأرض حتى و لو كانت مسألة جزئية .
- إجابة صفوان توضح الفرق بين إجابة العالم الحق و بين من تشبه بهؤلاء .
فقد افتتح المقال بتذكير السائل بالأجر حتى يحفزه أن يجعل كل حياته خاضعة لكلام أهل العلم , فقد وضح له إن
الملائكة تضع أجنحتها و هو دليل الحب و الرضا ، كأن الملائكة راضية عن هذا العبد بإذن ربها سبحانه و تعالى ، فأي عز أكثر من ذلك ؟
- رفع الرسول صوته مثل الأعرابى حتى يستأنس الأعرابى و هذا من حسن الخلق .
- من هديه صلى الله عليه و سلم ألا يعاتب .
- العتاب يأخذ من حكمة الرجل خصوصا لو كان في مقام المعلم و كذلك يصيب بالملل .
- اقلل من عتاب الناس تكن راشدا و يجعل الله لك من الحشمة في قلوب الناس مالا تقدر على تحصيله بالمال.
و قد تعرض الشيخ لبعض المسائل الأخرى :
- الإمام العلم الكبير سفيان بن عيينة سأله رجل عن أحب القولين إليه : ( لأن أعافى فاشكر أحب إلى من ابتلى فاصبر )
أو ( اللهم أنى رضيت لنفسي ما رضيته لي ) فأجاب سفيان انه يحب المقولة الأولى أكثر ، فلما سأله الرجل
فقال سفيان : أنى قرأت القران و تدبرته فرأيت صفة نبي الله سليمان عليه السلام مع العافية و
الملك ( نعم العبد انه أواب ) , و رأيت صفة نبي الله أيوب مع البلاء ( نعم العبد انه أواب ) ، فلما استوت الصفتان و قام
الشكر مقام الصبر , كان الشكر مع العافية أحب إلى من البلاء مع الصبر .
- يبحث الرجال عن أربع صفات في المرأة للنكاح ( الجمال – المال – الحسب – الدين ) فلو تزوج رجل من
امرأة لشوكة أهلها أذلوه ، فلا تخلو حياة من مشاكل و قد يستغل أهلها شوكتهم لتأديبه ، فأي كرامة بقيت لهذا الزوج.
- كذلك لو تزوج امرأة لمالها اختطفت منه نصف القوامة ، هذا إذا كانت ذات مال و لم تكن صالحة
- و ينصح الشيخ حفظه الله أي مقبل على الزواج ألا يبحث عن الجمال فقط ، لان الجمال ينتهي بعد ما يقضى الرجل وطره من المرأة و يبقى الدين و الأخلاق
ماذا بقى إذا ؟؟ بقى الدين ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) أي تعلقت يداك بالبركة .
_ أول من علمنا صناعة الرجال هو النبي صلى الله عليه و سلم فانه لما دخل المدينة بنى المسجد ثم آخى بين المهاجرين و الأنصار
و لا تكون صناعة الرجال إلا هكذا , فأول خطوة تقوية الصلة و الرابط بين العبد و ربه , ثم يأتي بعد ذلك أن يكون المرءحميد السيرة مع الناس
لهذا بدا النبي صلى الله عليه و سلم بالمسجد ليكون العبد موصول بربه عز و جل , ثم ثنى عليه الصلاة و السلام بالمؤاخاة و سهل عليه التقريب بينهم , و وجدنا في قصص المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار قصص عجيبة في البذل والعطاء
_ كان المسجد يشكل حياة المسلمين جميعا , يدخل العبد المسجد محملا بالخطايا و يخرج منه متطهرا , حيث كان المسجد يؤدى دوره كاملا و رسالته بوضوح , لكن نحن من قصرنا في فهم دور المسجد و جعلناه قاصرا على الصلاةفقط و بالتالي أهملنا في صناعة الرجال
هذه الصناعة محتكرة لنا عندنا أصولها و لكن ينقصنا الصانعين المهرة
أفضل دعوة في تامين المجتمع و تامين صناعة الرجال هي الدعوة العلنية
_ أبى حمزة السكري ( محمد بن ميمون ) رجل مغمور بالنسبة لنا لكنه عملاق وسط رجال الحديث , أراد جاره أن يبيع داره بأربعة آلاف درهم , فجاءه مشترى و استكثر هذا الثمن على هذه الدار , فوضح له الجار أن ثمن الدار ألفى درهم والألفين الأخرى ثمن جيرة أبى حمزة , لما علم أبى حمزة بالموقف أعطى الجار الأربعة آلاف درهم و قال له لا تبع الدار حيث كان معروفا عنه البذل و الكرم
يقول : ما مرض جار لي حتى قومت مصاريف مرضه و تصدقت بها شكرا لله أن عافاني مما ابتلاه به
_ العالم قيمه كبيرة , فبجانب العلم يمتاز بالحكمة , فإذا مات العالم احتاجت الأمة زمنا طويلا لوجود عالما أخر مثله
_ فطرة الناس التفافهم حول رأس , إذا كان التفافهم حول عالم ربانى كان في ذلك الفلاح , لكن لو فقدوا العالم التفواحول أي رأس تجذبهم , و قد يكون التفافهم حول جاهل فيفسد فيهم كثيرا
يقول الأوزاعي : حيثما كنت فكن بقرب فقيه
المواضيع المتشابهه
-
اكسبيرتاتي My expert advisors (متجدد بإذن الله)
By wajdyss in forum برمجة المؤشرات واكسبرتات التداول - Experts Advisor EAمشاركات: 118آخر مشاركة: 27-07-2020, 09:22 PM -
50 نقطه مضمونه يوميا بإذن الله
By mustafa26 in forum توقعات وتوصيات سوق العملاتمشاركات: 15آخر مشاركة: 16-05-2009, 09:06 AM -
مؤشراتي My Indicators (متجدد بإذن الله)
By wajdyss in forum برمجة المؤشرات واكسبرتات التداول - Experts Advisor EAمشاركات: 101آخر مشاركة: 22-03-2009, 03:38 PM -
خطبة الجمعة ( متجدد كل جمعة بإذن الله تعالى )
By ahmed22 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 4آخر مشاركة: 07-11-2008, 05:41 PM