النتائج 1 إلى 2 من 2
- 11-09-2009, 05:29 PM #1
فماذا نفعل لكي يصطفينا الله في ليلة القدر؟؟
فماذا نفعل لكي يصطفينا الله في ليلة القدر؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين . أما بعد
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين:
قال تعالى في سورة القدر :" إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدرِ *وَمَا أَدْراكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الملائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبهِِّم مِن كُلِّ أَمْرٍ *سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ ".
وقال تعالى في سورة الدخان :" إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ اناَّ كُنَّا مُنْذِرين * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ".
فماذا نفعل لكي يصطفينا الله في ليلة القدر؟؟
أولاً يجب علينا تفادي آفات اللسان :-
1- الخوض فى الباطل:- معناه ليس الكلام بالباطل عن شخص بعينه فقط انما عن المجتمع كله مثلاً يقول الفرد "ان المجتمع أصبح مثل الغابة أو أن الفاحشة عمَّت المجتمع كله " فكل ذلك يعتبر خوض فى الباطل.. يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضاً في الباطل في الدنيا ".
2- الخوض فى أعراض النساء أو الرجال:- و لقد حذَّر الله من ذلك فى كتابه العظيم: بسم الله الرحمن الرحيم " اِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحصَنَاتِ الغَافِلاَتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُواْ فِي الدُّنْيا وَ الآخَِرةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " وكان حُكم من يخوض في الأعراض في الاسلام و لم يأتي بأربعة شهود 100 جلدة.
3- الجدل :- لقد حثَّنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على ترك الجدل و لو كنت على حق لما له من تأثير بغيض على القلب فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك الجدل وان كان محقاً ".
4- البذاءة :- و هو ما ينطق بالألفاظ التي حرَّمها الاسلام وذلك لكي يعلو الحياء و الترفع عن بذاءة الفم فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ان الله يبغض الفاحش البذيء " و حتى ان كانت هذه الألفاظ بهدف الاضحاك فيقول أيضاً صلى الله عليه و سلم: " ان الرجل ليقل الكلمة ليضحك جلساءه يهوي بها ما بين المشرق و المغرب ".
5- السخرية و الاستهزاء
6- افشاء الاسرار :- فيقول صلى الله عليه و سلم: " لا ايمان لمن لا أمانة له "
7- الوعد الكذب :- وهو يقصد به من وعد و هو يعرف أنه لن يفي بوعده وليس من طرأت عليه ظروف معينة حالت بينه و بين الوفاء بوعده.
8- النميمة :- و هو نقل الكلام من طرف الى آخر.. يقول صلى الله عليه و سلم: " لا يدخل الجنة نمَّام".
9- الغيبة :- و هي ذِكرُ أخيك في غيبته سواء بحلو الكلام أو سوءه.. سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى و اذا كانت فيه هذه الصفة؟ فقال رسول الله: " اذا كانت به الصفة فقد اغتبته وان لم تكن فيه فقد بهتَّه" والبهتان هو ذكر المرء أخيه كذباً بما ليس فيه.
10- الكذب :- وتتضح خطورة هذه الصفة في قول رسول الله: " من علامات الساعة انتشار الكذب " و الكذب هو أي قول غير صدق.
هذه كانت آفات اللسان فمن اجتنبها فسوف يصطفيه الله فيمن اصطفاهم لليلة القدر باذنه
ففي هذه الليلة يصطفي الله بعض عباده على بعض فيصطفي الرسل من باقي البشر ويصطفي منهم محمد صلى الله عليه و سلم و يصطفي معه الصحابة ثم يصطفي من باقي الأمم أمة محمد و يصطفي من أمة محمد الشهداء و أيضاً أهل القرآن فهم أهل الله و خاصَّته، ومن بعدهم يصطفي الملائكة ومن الملائكة يصطفي جبريل وسماه روح القدس و يصطفي من الأرض مكة و من الجبال عرفة و يصطفي سبحانه وتعالى من الكلام الذِّكر ويصطفي من الشهور رمضان ويصطفي من الأيام ليلة القدر و يصطفي من الناس جميعاً من يُدركون هذه الليلة ويصطفي من الملائكة من ينزل على الناس فى هذه الليلة.
وأنت هل اصطفاك الله من باقي عباده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم فانه اصطفاك من باقي المخلوقات وجعلك بشر ثم اصطفاك من باقي البشر وجعلك مسلماً من أمة محمد ثم اصطفاك لتنطق باللغة العربية وغيرك يتمنى ذلك ليفهم القرآن و بعد ذلك اصطفاك ممَّن يُصلون ومن ثَمَّ جعلك ممن يخشون الله و بعد ذلك اصطفاك ممن يصلون فى المساجد ومن ثَمَّ جعلك ممن يصطفيهم فى ليلة القدر..
فاعرِض نفسك على الله بالعبادة لعله يصطفيك فى هذه الأيام المباركة باذنه.
قيمة ليلة القدر :-
سُمِّيت هذه الليلة بهذا الاسم لأن القَدْرَ هو معناه الشَّرف أو علوُّ الشأن وعظمته.. فهي ليلة عالية الشأن عظيمة المقدرة و هذه المنزلة جاءت من نزول القرآن في هذه الليلة " وَ مَا أَدْراكَ مَا لَيْلَةًُ القَدْرِ " صدق الله العظيم..
وهي أيضاً تُقدَّرُ فيها الأرزاق واﻵجال وأنت تعلم أن علم الأرزاق والآجال عند الله منذ الأزل، ولكنه في هذه الليلة ينزل عند علم الملائكة.. " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ اناَّ كُنَّا مُنْذِرين فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ " صدق الله العظيم.. " تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا" و معنى تنزل أي بأعداد كبيرة حشودٌ تملأ الأرض تستغفر للناس جميعاً..
وقيل لأن للعبادة فيها قَدْرٌ عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه ".
أما تستحيي من فِعل الله معك؟؟ ألا تستحيي من فِعلك أنت مع الله؟؟؟
حتى العصاة وأهل الكبائر تستغفر لهم الملائكة في هذه الليلة!!!
و جبريل ينزل في هذه الليلة الى الأرض و ذلك ذكرى لليوم الذي أُنزل فيه القرآن على نبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و لكن أخي، أما تلاحظ أن هذا الدين قد بدأ بضمة.. نعم ضمة جبريل لنبي الله وذلك لسببين: أولا لأهمية هذا الدين.. وثانياً لاشتياق جبريل الى تنزيل القرآن و أيضاً ينتهي هذا الدين بضمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة ووفاته على صدرها.. سبحان الله هذه الليلة هي ليلة اتصال الأرض بالسماء..
كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور امرأةً عجوز ، أم أيمن، بعد وفاته ذهب أبو بكر و عمر لزيارتها فعندما رأتهما بكت فسألاها لماذا تبكي ان ما عند الله أفضل للنبي مما عندنا.. قالت أعلم ولكني اشتقت للوحي فقد انقطع عن الأرض بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ".. أي
سلام الملائكة في الاستغفار للناس جميعاً..
سلام لكم من الله..
سلام لذهاب الشحناء بين عباد الله..
سلام للعصاة في ليلة غفران..
فضائل و ثواب هذه الليلة :-
1- ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ".
2- ليلةمباركة ، قال تعالى: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ".
، خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى: " سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ "، ....
… تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى: " تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِاِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ".
3- يَكتُبُ الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى: " فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ".
4- خير من ألف شهر أى 84 عاماً.
قال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا حكام بن مسلم عن المثنى بن الصباح عن مجاهد قال: " كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ففعل ذلك ألف شهر فأنزل الله هذه الآية: لَيْلَةُ القَدْرِ خَيرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ .. قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل ".
وقال ابن أبي حاتم أخبرنا يونس أخبرنا ابن وهب حدثني مسلمة بن علي عن علي بن عروة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله ثمانين عاماً لم يعصوه طرفة عين فذكر أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون قال فعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فأتاه جبريل فقال يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النَّفر ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين فقد أنزل الله خيرا من ذلك فقرأ عليه: "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَمَا أَدْراكَ مَا لَيلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهرٍ " .. هذا أفضل مما عجبت أنت وأمَّتك منه.
وقال سفيان الثوري بلَغَني عن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر.. قال عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر رواه ابن جرير.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن أبي زائدة عن ابن جريج عن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر ليس في تلك الشهور ليلة القدر.. وهكذا قال قتادة بن دعامة والشافعي وغير واحد وقال عمرو بن قيس الملائي عمل فيها خير من عمل ألف شهر.. وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر هو اختيار ابن جرير وهو الصواب لا ما عداه وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: " رباط ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة فيما سواه من المنازل " رواه أحمد وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة ونية صالحة أنه له عمل سنة أجر صيامها وقيامها إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم " ورواه النسائي من حديث أيوب به
5- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال نبي الله صلى الله عليه و سلم: " من قام ليلة القدر ايمانا و احتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ".
6- الدعاء في هذه الليلة مستجاب.
7- ليلة عتق ليست كغيرها من ليالي رمضان.
ميعادها :-
يقول النبي صلى الله عليه و سلم: " التمسوها في الوتر من العشر الأواخر "
وقال ابن حجر: " هي ليست ثابتة انما ينقلها الله بين الوتر فى العشر الأواخر "
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم: " اذا دخلتِ العشر الأواخر أحيا الليل (أي لا ينام مطلقاً) وأايقظ أهله وشد المأزر وطوى فراشه و اعتكف "
لماذا أخفاها الله ؟؟؟؟؟؟
لقد عَلِم الرسول الكريم ميعاد ليلة القدر من جبريل عليه السلام.. وعندما خرج ليخبر بها الناس وجد رجلان يتشاحنان في المسجد فأنساه الله اياها!!
عن أبي سعيد الخدري قال: اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان فقال: " إني أُريتُ ليلةَ القدر فأُنسيتُها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ".
ولله سبحانه وتعالى حكمة من اخفاء ميعاد ليلة القدر عنَّا.. فسبحانه ستر هذه الليلة عنَّا لكي يجتهد جميع العباد للوصول اليها وادراكها.. وذلك كما ستر ساعة تقبُّل الدعوة في يوم الجمعة للاجتهاد طوال اليوم.
علامات ليلة القدر :-
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة..
العلامات المقارنة :-
1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.
2- الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح صدر المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.
3- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل يكون الجو مناسبا.
4- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.
5- أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.
العلامات اللاحقة :-
1- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم.
ماذا نفعل اذاً ؟؟؟
1- صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل.. يقول الامام الشافعي: "على قدر اجتهادك فى النهار يفتح عليك بالليل".
2- قراءة القرآن بتدبُّر.
3- الدعاء.. وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلَّم في ليلة القدر:" اللَّهُمَّ انَّكَ عَفُوُّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عني "
و الاعتكاف يعين على كل ما سبق
أحد الصحابة، تميم الدارى، اشترى عباءة بألف درهم لا يلبسها الا في العشر الأواخر من رمضان.. قال الصحابي "كنا نغتسل ونتطيب اذا دخلت العشر الأواخر"
عباد الله.. في هذه الليلة أُنزلت أول كلمة في القرآن الكريم، وهي: "اقرأ".. فهيا بنا جميعا نقرأ في الكتاب العظيم.. القرآن ونصلي لله لعله يصطفينا من عباده..
أسألُ اللهَ العفُوَّ الكريمَ أنْ يعفوَ عنَّا
ويُبَلَِّغنا ليلةَ القدرِويجعلَنا من عُتقائِهِ مِن النَّار.. آمين
لطائف قرآنية :: تأملات جديدة في قوله تعالى "ليلة القدر خير من ألف شهر"بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الاخوة الكرام:
يقول المولى عز وجل في سورة محمد الآية 24 "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
وهذا الموضوع يقع بداخل هذا الاطار فهو تدبر في كتاب الله وبحكم أننا الآن في العشر الاواخر من هذا الشهر الكريم فلقد رأيت أن هذا هو وقت مناسب لنشرالموضوع .
وقد يروق للبعض أن يصنف هذاالموضوع تحت الاعجاز العددي أو الاعجاز الحسابي إلا أني لاحظت نفور بعض الناس من موضوع الاعجاز الحسابي فرأيت أن أصنفه تحت لطائف قرآنية.
وهو نظرة فاحصة جديدة وليس تكرارا لما هو معروف من أن ثواب قيام هذه الليلة أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا .
فهذه الليلة تبدأ من غروب الشمس حتى طلوع فجر اليوم التالي لها.
أي انها في المتوسط سيكون طولها 12 ساعة
صحيح أن طول الليل يتغير من فصل لآخر فيصل إلى 14 ساعة في الشتاء ويتناقص حتى يصل إلى عشر ساعات في الصيف .
وقد يجادل البعض من أن الليل يطول ويقصر أكثر من ذلك عند الاقتراب من القطبين، ولكننا لغرض هذا الموضوع سنعتبر أن طول هذه الليلة هو 12 ساعة.
وللعلم فإن العرب قديما وحتى قبل الاسلام كانوا يقسمون الليل إلى 12 ساعة ولكنها لم تكن مرقمة بل كانت تعطى كل ساعة إسم خاص بها وعدد هذه الساعات لا يتغير بتغير الفصول بل طول الساعة فقط هو الذي يتغير وبعض هذه الاسماء لساعات الليل قد ذكر في القرآن الكريم.
فساعة الليل الاولى كانت تسمى الشاهد أو الشهادة أو الشفق
وساعة الليل الثانية كانت تسمى الغسق أو العتمة
وساعة الليل الثالثة كانت تسمى العتمة أو الغسق
وساعة الليل الرابعة كانت تسمى الفحمة أو السدفة
وساعة الليل الخامسة كانت تسمى الموهن أو الجهمة
وساعة الليل السادسة كانت تسمى القطع أو الحذوة
وساعة الليل السابعة كانت تسمى الجوشن أو الزلفة أو الجوسم
وساعة الليل الثامنة كانت تسمى الهتكة أو النهزة أو العبكة
وساعة الليل التاسعة كانت تسمى التباشير أو السحر
وساعة الليل العاشرة كانت تسمى الفجر الاول أو الفجر
وساعة الليل الحادية عشر كانت تسمى الفجر الثاني أو الصبح أو المعرض
وساعة الليل الثانية عشر كانت تسمى الفجر المعترض أو الصباح أو الاسفار
والنهار أيضا كان يقسم إلى 12 ساعة أشهرها ربما البزوغ والزوال والضحى والعصر والاصيل
فلو اعتبرنا أن متوسط طول الليلة هو 12 ساعة
فهذه الساعات الاثنى عشر هي خير من ألف شهر
أي أنها خير من 30,000 يوم إذا اعتبرنا الشهر الكامل يساوي 30 يوم
والتي تساوي 30,000 * 24 = 720,000 ساعة
أي أن 12 ساعة من ساعات ليلة القدر هي خير من 720,000 ساعة مما سواها
ومعنى هذا ان ساعة واحدة من ساعات ليلة القدر هي خير من 60,000 ساعة مما سواها ( بقسمة 720,000 على 12 )
ولو أخذنا الامر أكثر
فإن هذه الساعة تتكون من 60 دقيقة
فالدقيقة الواحدة من ليلة القدر هي خير من 1000 ساعة مما سواها
ولنستمر أبعد من هذا
فهذه الدقيقة من ليلة القدر تساوي 60 ثانية
فالثانية الواحدة من ليلة القدر هي خير من 1000 /60 = 16.666 ساعة أو 16 ساعة و40 دقيقة ولنقل لغرض التقريب انها 16 ساعة ونصف
ومن المعروف أن الاطباء ينصحون البالغين بالنوم من 7 إلى 8 ساعات
ولنأخذ متوسط ساعات النوم المطلوبة ب 7 ساعات ونصف
فلو أننا نضيف ساعات النوم المطلوبة للشخص البالغ للرقم السابق الذي حصلنا عليه وهو 16 ساعة ونصف تكون النتيجة 24 ساعة
ومعنى هذا ان العبادة بثانية واحدة من زمن ليلة القدر هي خير من عبادة يوم كامل مما سواها مضافا إليها ساعات النوم بإعتبارها ضرورية.
أليس هذا فضل كبير يمن به علينا المولى عز وجل ؟
وأليس في هذه العمليات الحسابية البسيطة لطائف قرآنية تخشع القلوب وتخاطب العقول بمنطق سليم ودقة حسابية فائقة ؟
فسبحان من قال "أفـلا يتـدبرون الـقـرآن ولـو كـان من عـند غيـر اللـه لوجـدوا فيه إخـتـلافـا كثـيرا "
أسأل الله تعالى أن يبلغنا ليلة القدر وأن يمكننا من إحياءها وأسأله تعالى أن يوفقنا جميعا الى فهم كتابه والتدبر فى آياته والامتثال لاوامره وإجتناب نواهيه والصلاة والسلام عليك يا سيدى يا رسول الله وعلى آلك وصحبك ومن والاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهمحمد خالد الكيلانى (بنغازى ليبيا)
- 12-09-2009, 07:28 PM #2
رد: فماذا نفعل لكي يصطفينا الله في ليلة القدر؟؟
بارك الله فيك اخي الكريم
المواضيع المتشابهه
-
ليلة القدر ........
By احمد ابراهيم in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 2آخر مشاركة: 03-09-2010, 01:44 PM -
××× ليلة القدر ×××
By أحـمـد عـزام in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 5آخر مشاركة: 14-09-2009, 10:31 PM -
هذا ما فعله ثعلبه ... فماذا نفعل نحن ..؟؟
By ابو الصلاح in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 3آخر مشاركة: 16-10-2008, 09:42 AM -
الليلة ليلة فردية قد تكون ليلة القدر
By سمير صيام in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 2آخر مشاركة: 05-10-2007, 04:23 AM -
ليلة القدر هل هذه علاماتها ؟ سبحان الله
By aelmasry in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 4آخر مشاركة: 23-10-2006, 06:43 PM