النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1
    الصورة الرمزية jamal_2022
    jamal_2022 غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الإقامة
    في اتون العاصفة
    المشاركات
    895

    افتراضي قراءة في رسالة الى ملك الليلك.

    قراءة في قصيدة أيمن اللبدي ( رسالة إلى ملك الليلك) بقلم: محمود فهمي عامر


    نتعامل خلال هذه القصيدة المنشورة في دنيا الرأي: 8-6-2009م مع أسلوب التشفير والأزقة، وهذا يضعنافي مأزق السؤال، ما قصة هذه الرسالة؟ ومن هو هذا الملك الليلكي؟ ومن هم هؤلاء الذين (راوَدوهُ عنِ المهمةِ)؟... أسئلة ثلاثة قد تجد إجابة عنها، ولكنها في النهاية ربماتكون غير مقنعة، وعندما تعيد القراءة تجد نفسك في كل مرة مع إجابة جديدة تعيدك إلى متاهة الطريق المسدود، أو إلى لغز أيمن اللبدي في هذه القصيدة.
    وهذه تعد فنيةواعية في الخطاب الشعري الموجه لطبقة خاصة من القراء، وما مال الشاعر إلى هذاالأداء الحلزوني في التعبير واحتمالية المجاز بمده وجزره؛ إلا لأنه يحاكي تركيبةالأصل والأثر، وما نتج عنها من اختلاف في الواقع لغياب الأصل الذي يصدع أي حضور أوأثر يحاول سد فراغه، حتى مال الأثر إلى التكرار؛ فزادت الأخطاء والتجاوزات؛ لأنالنسخة لن تحاكي الأصل أبدا، (والزاجل النبوي) لا صوت في الحاضر يضاهيه، وشتان مابينه وبين (والصَّارخونَ آثروا أنْ يهبطوا عنْ سترةِ الجبلِ الجريحِ)، والمُمْتَطِيلا يُمْتَطَى.
    إنها متعة الشعر أن ترى المعنى يتكاثر بكلماته الموحية المتناسلةفي حركة مستمرة تفيض حيوية بإشاراتها السيميائية التي تضعك في توقعات دلالية لا تصلإلى درجة اليقين في تحليل الخطاب اللبدي.
    لله درك أيها الشاعر لقد جعلتنيبعبارتك الشعرية المتبخترة (والممتطي ظهرَ الزَّوابعِ) اتخذ النقد البنيوي مطية فيمناقشة تجربتك الليلكية؛ لأن هذا النظام الكلي المتكامل المعتمد على وساطة اللغةوقدسيتها قد يقرب البعيد من المعاني المتناسخة في حضرتها.
    نحن في هذه القصيدةمع رسالة شخصية متفتحة، تحمل دلالات تعكس رقتها وجمالها الفني، وتثير في ذاكرتهاأحلام الماضي، وتعبر خلال حاضرها القلبي عن مأساة ملك ليلكي أو زهرة ملكية شعبيةالعطر والأثير، زيتونية الملامح، وليست باريسية الأثر؛ بعبير (الزاجل) وما تحويهالكلمة من معان زجلية، وهو نجم سابح، وملاح مغامر، تعرض إلى مصادرة حقه المشروعوحلمه في الالتصاق بقضيته ووطنه ونشر أريجه (والسّابحُ الليلَ الوحيدُ جرَّدوهُ منالزَّعانفِ)، والزعانف تمثل تلك الأطراف المتصلة بالشيء، وعملية التجريد تعنيالمصادرة وكبش الفداء؛ حتى أصبح المكان بعده فضاء لا نبت فيه، وسماء لا غيم فيها،هي باختصار عملية تعرية للأصل والاحتفاظ بأثر أو ببقية تشبهه؛ لتبرهن على ولائهاوانتمائها للمكان:
    الزاجلُ النّبويُّ سافرَ في إجازةْ
    والممتطي ظهرَالزَّوابعِ راوَدوهُ عنِ المهمةِ
    كلَّ يومٍ في وليمةْ
    والسّابحُ الليلَالوحيدُ جرَّدوهُ من الزَّعانفِ
    فانتهى لا يحسنُ الآنَ سوى نثرِ ابتساماتٍعجوزٍ
    كلَّما ظفرتْ بهِ فلاشاتُ الجريمةْ
    والصَّارخونَ آثروا أنْ يهبطوا عنْسترةِ الجبلِ الجريحِ
    فلا حوافزَ أوْ إضافاتِ انتدابٍ في الجنازةْ



    والذينقاموا بهذه المهمة (الأثر) هم من أصحاب البطون (شلة) وتمثلوا في قوله (راودوه)، وفيالمروادة صداقة، وتكرار في المحاولة من أطراف متعددة، تسعى إلى إنجاز المهمة التيتستحق العناء والمداولة، وتظن أنها ستحقق في النهاية (التكرارية) كأساس أو أصل فيهويتها الجديدة التي تجيز لها مشرعية السيطرة واللعب بعواطف المشاهدين، وهذا يدفعنيإلى القول: وهي من هذا الباب تدخل في معنى الإرادة، أي هذه المجموعة (الأثر) قامتبهذا العمل بإرادتها الكاملة بعد المروادة، ولا نتهم أحدا:



    والصَّارخونَآثروا أنْ يهبطوا عنْ سترةِ الجبلِ الجريحِ
    فلا حوافزَ أوْ إضافاتِ انتدابٍ فيالجنازةْ
    والماسِحُ الضوَّئيُّ مختومٌ عليهِ بــ" لا تحاولْ"
    والبؤبؤُالسحريُّ في شبّاكها العاري تداعى فوقَ ظلِّهْ
    ويدانِ ساقطتانِ منْ خَصْرِالروايةِ عندَ سَقْطِهْ
    يا سيِّدي
    الحاضرونَ الآنَ في قدّاسِ شُقوتِها
    خليطٌ لا تواكِبهُ الفراسةْ
    والمستريحونَ الذينَ تخفَّفوا منْثَديها
    كانوا كما كانوا مزيجاً ذا شجونْ
    والماكرونَ اليومَ أكثرُ بينَخطوتِها
    وأسرابِ القوافلِ في حوانيتِ النّخاسةْ
    والسّاقطونَ منَ الترابِ همُالخديعةْ
    لمْ يفتحوا الغيمَ المحاصرَ بالسّياطِ اللولبيةِ إنما زادوا عليهِ فيالشّرَكْ



    وتقويم الضلوع يعني انكسارها، وعلى الرغم من جمالها الفطري الأعوج، إلا أنهم أرادوها أصلا مكسورا، وشربوا نخب خيانتهم حتى تتضلعوا، ولكن الليلكالشعبي (الأصل) يبقى أرجواني التأثير في النفوس والعيون، وهؤلاء (الأثر) هم الذينباعوا كل شيء فـ:



    ماذا تبقّى كيْ نقدِّمهُ مجازاً أو جوازا ؟
    لاشيءَ،والباقي اليقينُ المستريحُ فيكَ وحدكَ
    سيّدي ملكٌ على أضلاعِليلَكْ......



    ويأتي المقطع الثاني من القصيدة ليعلن في حكمته الأخيرة الفرقبين الأصل والأثر (فالفرقُ بينَ العشقِ والذلِّ رضاعةْ........)، ونعمت المرضعة،وبئست الفاطمة في الإمارة؛ لأن المرضعة تجلب المنافع، وفيها أخوة من وجه، والفاطمةتهدم لذة المنفعة من وجوه، ودخول الهاء في المرضعة يشير إلى الفعل، فعل الأصلوالأثر، وهذا يقودني إلى من يرضع عشقا، ومن يرضع لؤما وجشعا.
    ويعود الشاعر أيمناللبدي بناء على ما تقدم في فهمي لتجربته الليلكية إلى مخاطبة (الأصل) بما يثبت حقهوالرأي فيه الذي لا يتغير مهما حاول (الأثر) تشويه صورته المبجلة في النفوس،والكلمة تشير إلى شيخ كبير في السن أو كهل ترى له هيئة وتبجيلا، والشاعر يطلب إليهأمرين الأول: أن يطلق بتسكين الطاء وتضعيفها سنابل زرعه (برها وشعيرعا وذرتها)، فلاحاجة لتقييدها، والثاني يتصل بتجاهلها بعد إطلاقها أو تطليقها، لتبقى هي في أبراجهاالعاجية وتأويلاتها، وتتابع أنت المشوار دون لفتة لا تليق بحضرتك؛ لأنهم يعتقدونأنهم المحض الخالص الذي لا يشوبه شيء يخالطه، وهم يريدون الكعكة لهم وحدهم دون أنيخالطهم أحد فيها، إنهم يا سيدي وسيدهم يحسبون أنهم المخاض الوحيد في الحسبوالكرامة مهما محضتهم نصحك ومودتك؛ لأنهم محض خسة ووضاعة:



    ولكَ القرارُ ماتحوَّلْ
    يا أيُّها العالي المبجَّلْ
    أطلقْ سنابلَكَ العجيبةَ لا تغامرْبانتظارٍ
    لا يزيدُ على المشاهدِ غيرَ زائدةٍ رخيصةْ
    صلَّيتَ من أجلِ الفطورِفآثروا أن يأكلوكَ
    لأنهم محضُ وضاعةْ
    ما زلتَ سيِّدَنا وسيِّدَهم ومحرابَالشّفاعةْ
    لا حلْمَ في الموتِ البطيءِ ولا شجاعةْ
    يا أيّها العاليالمبجّلْ
    لا وقتَ للقولِ المؤجّلْ



    ومن هنا فلا بد من وضع النقاط علىالحروف مهما كانت النتائج؛ لأن الحال مائلة، ولا تحتمل الزيادةوالمزايدات:



    لا بدَّ منْ فصلٍ جديدٍ دونَ حدٍّ واختصارٍ
    واضحٍ لا لبسَفيهِ منْ صياغاتِ حريصةْ
    فاللّصوصُ غدتْ مدارسَ في العقوقِ والخيانةِ
    تستزيدُمن البراعةْ
    همْ سارقوا الزيتِ المقدّسِ للحوانيتِ المباعةْ
    أوْ نابشواالقبرِ المدنَّسِ ،لدغةُ الأفعى وقنطرةُ المجاعةْ
    يا أيّها العاليالمبجّلْ
    لا وقتَ للقولِ المؤجّلْ
    لا حدَّ في العشقِ النبيلِ ولااستراحةْ
    انثرْ زهوركَ كلَّ ساعةْ
    واعشقْ كما شئتَ الحياةَ ألفَ ألفٍ
    إنمالا تخطيء العدَّ المكرَّرَ في الوجوهِ
    والمساحاتِ المشاعةْ
    فالفرقُ بينَالعشقِ والذلِّ رضاعةْ........



    هذه هي رسالة الشاعر أيمن اللبدي لملك الليلك (الزاجل النبوي، والممتطي ظهر الزوابع، والسابح الليل، والعالي المبجل، والسيد،وصاحب القرار...) في الماضي والحاضر◄ (الأصل) وهؤلاء هم في حاضره وماضيه (الصارخون،ومحض الوضاعة، واللصوص، والسارقون، ونابشو القبور، ولدغة الأفعى، وقنطرةالمجاعة...)◄ (الأثر) .



    محمود فهمي عامر
    آخر تعديل بواسطة jamal_2022 ، 20-06-2009 الساعة 09:58 AM

المواضيع المتشابهه

  1. هتتعمي قراءة
    By mahmoudh7 in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 10-08-2009, 04:17 PM
  2. قراءة الأفكار
    By السوهاجى in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-01-2008, 09:39 AM
  3. قراءة ما بعد الاقفال***
    By صاحب سمو المشاعر in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 17-11-2007, 10:22 PM
  4. قراءة الكف
    By محمد 999 in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26-04-2006, 04:47 AM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17