بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي أعضاء منتدى "المتداول العربي" الرائع
سنتحدث اليوم عن:
أولا: الافتراضات المسبقة للبرمجة اللغوية العصبية:
لدينا تسع افتراضات وهي:
• احترام وتقبل الآخرين كما هم : ويشمل ذلك تقبل الديانة والعرق والشكل والأهم تقبل الفكر، ليس على الآخرين أن يتغيروا من أجلنا وان كان لابد من التغيير فلنغير أنفسنا من باب أولى (خاطب الناس بقدر عقولهم).
• الخريطة ليست المنطقة: أي أن ما نراه ليس بالضرورة هو نفسه ما يراه الآخرون وما لدينا من وجهات نظر وأفكار قد تكون صحيحة أو لأ.
• وراء كل سلوك نية أو مقصد ايجابي: أي أنه مهما كان السلوك الذي نقوم به فإن له مقصد ايجابي سواء على الآخرين أو على أنفسنا، و المقصود بذلك السلوك الحسن والسيئ على حد سواء، فحتى القتلة لو سألت كل واحد منهم لماذا قتل ستجد أن لديه مقصد إيجابي من جريمته ، وكذلك السارق ، وكل إنسان لدية نية أو مقصد ايجابي لسلوكه بغض النظر عما إذا كنا نتفق معه في مقصده ونيته أم لأ.
• لكل إنسان مستويان من الاتصال: الواعي واللاواعي: الاتصال الواعي يكون بالكلام والعبارات أما الاتصال اللاواعي فيظهر على هيئة إيماءات وإشارات وتغيرات في ملامح الوجه والصوت ونظرات العيون وغيرها من الأمور.(كلما كان هنالك مصداقية في الحديث ، كلما انسجمت مكونات الاتصال الواعي باللاواعي)
مثال: الأساليب التي يستخدمها المحققون في تحقيقاتهم مع المجرمين تعتمد دائما وبشكل أساسي على مراقبة الجزء اللاواعي في المجرم عن طريق مراقبة الإيماءات والإشارات الصادرة منه بشكل لاواعي.
• ليس هناك فشل بل نتائج وخبرات: إن العقلاء من الناس من يكون ماضيهم صفحات تطوى ولا تروى، ولذلك يجب عدم النظر للمحاولة التي يخفق فيها الإنسان على أنها فشل وإخفاق وإنما خبرة ودروس، وهناك مثل معروف يقول (بدلا أن تلعن الظلام أوقد شمعة).
• الشخص الأكثر مرونة يمكنه التحكم في الأمور: كان حبيبنا وقدوتنا النبي محمد صل الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن فيه إثم ، وقد قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)
ولو لاحظنا كل ما حولنا لوجدنا أن أكئر الأجزاء مرونة في أي شيء هي أكثرها تحكما فمثلا: مقبض الباب هو المتحكم في حركة قفل وفتح الباب ومع ذلك فهو أكثر أجزاء الباب مرونة وأهمها، وكذلك مقود السيارة هو أكثر أجزاء السيارة مرونه والمتحكم في سيرها.
• العقل والجسم يؤثر كل منهما على الآخر: فالعقل السليم في الجسم السليم والعكس صحيح.
مثال: الجلوس بطريقة صحيحة وبوضعية مستقيمة وظهر منتصب ورأس مرتفع تعطي إحساس بالثقة والتعزيز.
• نأتي للنقطة الأخيرة وهي أنه إذا كان أي إنسان قادر على فعل شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله .
أما موضوعنا التالي فهو من المواضيع المهمة التي سنتحدث عنها في هذه المحاضرة وله صلة وثيقة بما تحدثنا عنه في المحاضرة السابقة.
سنتحدث أعزائي عن مصادر البرمجة: وأعني بذلك من يبرمجنا سواء برمجة سلبية أو ايجابية.
المصدر الأول الوالدين: وهو أول وأخطر مصدر و 95% مما نحن عليه من سمات شخصية وسلوكية قد تمت برمجته من سن ولادتنا الى سن 7 سنواتhttp://www.ooo9ooo.com/images/smilies/038.gif سأحدثكم عن قصة واقعية تثبت لنا أثر التربية والوالدين في تشكيل شخصية الانسان وسلوكه، يحكي لنا دكتور بالجامعة عن يوم تكريمه لاستلام شهادة الدكتوراه ويقول أنه كان من أصعب الأوقات التي مرت عليه في حياته وأنه بدلا من أن يشعر بمشاعر الفرح والغبطة كان يشعر بالألم والحزن والخوف الشديد والغريب في الأمر أن هذه المشاعر التي كان يشعر بها الدكتور كان سببها خوفه من مواجهة حشود الناس الحاضرين ورهبته من القاء كلمة أمام كل هؤلاء الناس وخوفه من الصعود الى المنصة واستلام شهادته!!! لقد كان يعاني من رهبة شديدة من التحدث لأي شخص حتى أنه كان يتصبب عرقا وبشكل غزير جدا عندما كان يحكي قصته للأخصائي المعالج، وتخيلو أنه كان يغبط حتى عامل النظافة على جرأته في الحديث والتواصل مع الآخرين. فعلا هي مأساة أن لا يستطيع الانسان التواصل مع الآخرين والتحدث في الأماكن العامة فما بالكم بشخص مثل ذلك الدكتور الذي تتطلب مهنته كأستاذ في الجامعة أن يقف أما حشد من الطلبة ليشرح ويناقش!!! في النهاية توصل الاخصائي المعالج الى أن سبب تلك العقدة هي أن ذلك الدكتور عندما كان طفلا صغيرا كانا والديه يمنعانه من الكلام في الأماكن العامة أو التجمعات العائلية على أنه صغير ومن العيب أن يتحدث الصغار في حضرة الكبار وكان يوبخ ويهان أمام الناس اذا رفع صوته وتجرأ وتحدث في أي موضوع أو نطق بأي شيء وكان ذلك المشهد يتكرر كثيرا في عائلة ذلك الدكتور ، وحتى في عائلات أخرى يعتبر تحدث الأطفال في وسط تجمع عائلي أو أمام الغرباء من الأمور العيب والغير لائقة التي يعاقب عليها الأطفال ، لذلك نلاحظ أن أطفالنا لا يستطيعون الخوض في أي حوار أمام الغرباء أو في أي مقابلة تلفزيونية وأن الكثير منا لا يستطيعون الصعود على منصة والتحدث أما جمع من الناس أو القاء محاضرة أو حتى الاشتراك في مسابقة.
المصدر الثاني المدرسة: تقول الدراسات أنه من عمر 7 سنوات الى عمر 18 سنه يكون قد تمت برمجتنا بنسبة 100% وهذا هو عمر المرحلة الدراسية الأساسية أي مرحلة المدرسة وما أدراك ما المدرسة من منا لم يعاني من أساليب العقاب الهمجية الوحشية التي تمارس في مدارسنا ومدارس أبنائنا ، يتفنون في المدارس بأساليب العقاب الجسدي والنفسي ويبرمجوننا على العنف والتعصب والأفكار المتشددة والطاعة العمياء، وكم منا كره مادة من المواد الى هذا اليوم بسبب أستاذه وكم منا في المقابل أحب مادة معينه ومن الممكن أنه اختارها كتخصص له وتعمق فيها وأبدع ويرجع السبب الى أستاذه.
المدرسة هي من أهم المصادر التي تنمي لدينا حب الاطلاع والبحث والشغف العلمي وهي أيضا كفيلة بقتل كل ذلك بداخلنا.
المصدر الثالث الأصدقاء: قلي من تصاحب أقل لك من أنت، وهناك مقولة للدكتور طارق السويدان ( ما أن عرفت النجاح إلا وآثرت على نفسي ألا أصاحب الفاشلين)
أصدقاء السوء ليسو فقط من يعلموننا الأمور السيئه أو يشجعوننا عليها وانما أيضا من اذا شعروا بأننا ناجحين أحبطونا وانتقصو من قدرنا وحاولو أن يزعزعو ثقتنا بأنفسنا من خلال نقد غير بناء أو محاولة لتثبيط الهمة والعزيمة، لذلك قال أهل السلف (انتقي من الأصدقاء من اذا تذكرت أعانك، واذا نسيت ذكرك).
المصدر الرابع الإعلام: وهو أيضا من أخطر المصادر وهناك احصائية تقول أن عدد ساعات جلوس الشخص العادي أمام التلفاز حوالي 35 ساعة في الأسبوع تقريبا !!
الاعلام يا أخوتي يؤثر على الكبار الراشدين كما يؤثر على الأطفال ، وما من فكرة يتقبلها عقلك ويؤمن بها فإنه لن يعود كما كان.
علينا أن ننتقي ما نشاهد وما يشاهده أبنائنا فحتى الاعلانات التجارية ممكن أن يكون لا أثر سلبي أو ايجابي في أسلوب حياتنا ونمط تفكيرنا وكذلك البرامج الدينية والحوارية وحتى الثقافية والترفيهية كلها تؤثر بشكل كبير ومخيف على عقولنا اذا لم نتنبه لفحواها ومضمونها، فالاعلام هو من يصنع الفكر ويروج له.
المصدر الخامس والأهم ((( أنت نفسك))): هل تعلمون أن الاحصائيات أكدت أن 80% تقريبا مما يقوله الانسان لنفسه رسائل سلبية !!! قبل أن أخوض في هذا المجال من المهم جدا أن نعرف جميعا أن من لا يتقبل نفسه لن يتقبله الآخرون. http://www.ooo9ooo.com/images/smilies/26.gif اذن كيف تخاطب نفسك؟؟؟ مستويات التحدث مع الذات: لدينا ثلاث مستويات
المستوى الأول: الارهابي الداخلي أو القاتل الصامت: وهو ذلك الصوت الداخلي الذي يثبط من عزيمتك ويقلل من شأنك وامكانياتك . مثلا عندما تقول لنفسك أنا دائما سيء الحظ أو أنا خجول ولا أستطيع مواجهة الناس أو أنا عصبي أو أنا تعيس وشؤم على من حولي أو أنا غير محبوب وغيرها من الرسائل السلبية التي توجهها أنت بنفسك الى نفسك.
المستوى الثاني: كلمة "لكن" و " أحاول" السلبيتين: وأعني تحديدا السلبيتين لأننا ممكن أن نستخدم هاتان الكلمتان في أمور ايجابية ولكن المقصود هنا هو عند استخدامها في أمور سلبية.
مثلا : عندما يقول أحدهم أنا أريد أن أهتم بجسمي ولكن ليس لدي وقت لممارسة الرياضة.
أو أريد أن أطور من مهاراتي ولكن لا أجد من يساعدني .
أو أريد أن أواظب على الصلاة أو على أن أتحجب ولكن الله لم يرد بعد.
كلها أمثلة لكلمة لكن السلبية.
أما بالنسبة لكلمة أحاول فهي بالطبع أفضل من كلمة لا أعرف ولكن المقصود هنا بكلمة أحاول السلبية.
بمعنى استخدامها في عبارات مثل سأحاول أن أنجح، سأحاول أن أتغير للأفضل، سأحاول أن أنقص وزني، سأحاول أن أواظب على صلاتي.
المستوى الثالث: التقبل الإيجابي: وهو بالطبع المستوى الصحيح لمخاطبة الذات ، أي أن نخاطب ذاتنا بأسلوب إيجابي وذلك بارسال رسائل ايجابية للدماغ، وسنتعلم قواعد ارسال تلك الرسائل للذات.
هناك مقولة تقول ( لاحظ أفكارك لأنها ستتحول الى أقوال، ولاحظ أقوالك لأنها ستتول الى أفعال، ولاحظ أفعالك لأنها ستتحول الى عادات، ولاحظ عاداتك لأنها ستحدد مصيرك).
القواعد الخمس لبرمجة الذات:
1- يجب أن تكون رسالتك لذاتك واضحة ومحددة، مثلا: أنا سعيد، أنا جريء، أنا متميز في كذا وكذا، أنا أستطيع القيام بكذا وكذا وغيرها.
2- يجب أن تكون رسالتك إيجابية ، أي مثبتة وليست مسبوقة بحروف النفي، مثلا: تقول( أنا شجاع) أو( أنا جريء) ولا تقول( أنا لا أخاف)
لأن العقل سوف يتجاهل كلمة لا ويخزن كلمة أخاف.
4- يجب أن تدل رسالتك على الوقت الحاضر، أي أن تكون خالية من عبارات التسويف مثل سوف أكون رشيقا، أو سوف أكون مبدعا في كذا أو سأكون مميزا في كذا أو سأكون جميلة اذا فعلت كذا .
5- يجب تكرار الرسالة عدة مرات حتى تبرمج مع الايمان بمضمونها وفعاليتها. ولدينا تقريبا خمس أوقات هي من أفضل الأوقات لممارسة عملية البرمجة هذه والأوقات هي: 1/ نكررها على مدار اليوم 14 مره في 21 يوم أو 21 مره على مدار اليوم في 14 يوم. 2/ تكررها قبل النوم مباشرة بالعدد الذي تريد. 3/ تكررها عند استيقاظك من النوم وأيضا بالعدد الذي تريد. 4/ في حالة (Lciud Dreaming) وهي احدى مراحل النوم وتعرف باليقظة بين نومتين وغالبا تحدث عندما تحرك جسمك أثناء النوم وتنقلب الى وضعية أخرى أو تشعر قليلا بوعيك لما حولك وفي هذه الحالة تعود الى جزء من الوعي وهناك أشخاص يسبحون ويذكرون الله في تلك اللحظات ، ومن الأفضل تكرر رسالتك الايجابية لذاتك في هذا الوقت لأنك ستستفيد من اتصالك الواعي واللاوعي بشكل أكبر. 5/ هذه الطريقة تستخدم لارسال رسائل ايجابية للآخرين ولا تستطيع تطبيقها على نفسك لأنك ستقوم بعملها لشخص نائم وقد دخل في نومه لمرحلة ( R.E.M) وهي دورة من دورات النوم نميزها بحركة عين النائم، حيث يتحرك البؤبؤ حركات سريعة داخل الجفن. في هذا الوقت كل ما عليك هو أن تهمس في أذن النائم بعبارات ورسائل إيجابية، وقد استخدمتها احدى الأمهات لتعويد طفلها على دخول الحمام واستجاب بالفعل ونجحت معها الطريقة ، واستخدمها أب لمعالجة سلوك معين عند أبنائه وكانت النتائج مذهلة. (بدأت تطلع أسرار البرمجة عشان تعرفو قد ايه انتو غاليين عندي ، بعلمكم حركات تخليكم تاخدو من غيركم كل الي تبغوه، شكله كل واحد فيكم حيرجع البيت ويستنى زوجته تنام ولما البؤبؤ يبدأ يتحرك يهمس في إذنها زوجيني وحدة تانية وانتي راضية ومبسوطه ههههههههه ).http://www.ooo9ooo.com/images/smilies/112.gif
اليكم أعزائي هذا التدريب والتطبيق العملي
1- دون على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية لها تأثير عليك، مزق الورقة والق بها بعيدا.
2- دون خمس رسائل إيجابية تعطيك قوة وابدأها بكلمة " أنا ".
3- والآن خذ نفسا عميقا واقرأ الرسائل واحدة تلو الأخرى الى أن تستوعبهم جيدا.
4- ابدأ مره أخرى بأول رسالة وخذ نفسا عميقا واطرد أي توتر داخل جسمك، اقرأ الرسالة الأولى عشر مرات بإحساس قوي، أغمض عينيك وتخيل نفسك بشكلك الجديد ثم افتح عينيك.
5- دون رسائلك الإيجابية في مفكرة صغيرة واحتفظ بها دائما معك.
6- ابتداءا من اليوم احذر مما تقوله لنفسك ، وما تقوله للآخرين ، وما يقوله الآخرون لك ، ولو لاحظت أي رسالة سلبية قم بإلغائها واستبدالها بأخرى إيجابية.
أكتفي بهذا القدر من الأسرار في محاضرة اليوم وانتظروني غدا مع المزيد والمزيد