المشهد الثامن..
بطلنا يعيش حالا غير حاله .. طموحات دونية .. واهتمامات حمقاء أو سمها إن شئت حمراء..
رجل يقول ..الله يخرب بيت الانترنت ..ما جابت لنا إلا المصايب ..
وآخر ..الله المستعان الآن عرفنا من هم " المتساقطون على طريق الدعوة "
وثالث : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك .
.حديث الشارع كله عن فلان ...الداعية الذي انتكس.بسبب الإنترنت.
* * *
يغلق الستار ..وتضاء الأنوار ..ويضج المسرح بالتصفيق للمسرحية الرائعة التي تفنن في إخراجها أبليس وأبدع في مباركتها الجمهور الحاقد.
يقف أبليس أمام الجمهور شاكرا لهم حسن استماعهم .. ومحرضا إياهم على الإتيان بمسرحيات أنكى .. ومسلسلات أمر وأدهى..
ثم يختم المخرج حديثه قائلا:
أحبتي ..انتهت مشاهد المسرحية ..يمكنكم الإنصراف الآن ..لا بارك الله فيكم ..
ويضج المسرح بالتصفيق إعجابا وتقديرا
مهلا......مهلا..... المسرحية لم تنته بعد ..
المسرحية لم تنته بعد..أقول لكم إن المسرحية لم تنته بعد..
لقد بقي المشهد التاسع ..
مشهدي أنا .. المشهد الذي أخرج فيه عن النص المشئوم..
لم يتبين الجمهور صاحب الصوت ..كان الصوت منبعثا من خلف الستار الأحمر الذي أغلق قبل قليل.
وفجأة فُتح الستار بحركة عنيفة ...وتبين الجمهور صاحب الصوت ..كان صاحب الصوت هو البطل.
يرتعد أبليس ..ويكاد يسقط من على خشبة المسرح ..يحاول أن يبدو متماسكا .. ولكن هيهات .. فخروج البطل عن النص قد أذهله وأرعبه.
المسرحية لم تنته بعد ..اجلسوا أيها الجمهور اللعين ..
يحاول أبليس مقاطعته .. فيرد عليه بطلنا .. أسكت لا بارك الله فيك ..
كان البطل يمسك بكتاب يجلله نور لم يعرف الجمهور كنهه ..ما إن رآه أبليس حتى صرخ : لا....
صوت البطل يرتفع .." ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم﴾"..
ويصرخ المخرج أبليس ..اسكت ..اسكت..
يواصل البطل التلاوة .." إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"
أبليس ينادي ..كفى
ويردد البطل.."﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾" ..ثم يقول
نعم أيها الجمهور .. لقد سقطت ..ولكنها كبوة فرس..يسابق بعدها الريح ..
نعم أيها الجمهور .. لقد أذنبت ..وها أنا أعود إلى الله بعد أن أدركت قبيح ذنبي..
نعم أيها الجمهور.. لقد أبصرتم جناحي كسيرا ..فصفقتم ..ورأيتموني ذليلا فابتسمتم ..ولكني أعود الآن لا جعلكم تضربون كفا بكف ندما بعد أن كنتم تصفقون ..ولأجعلكم تبكون دما بعد أن كنتم تبتسمون..
يا ويلكم مني..
سوف تعرفون من أنا .. حق لكم تدميري
..لأنكم أدركتم خطري عليكم .. حق لكم تخديري .. لأنكم أدركتم أن ساعة إستيقاظي قد حانت.. حق لكم ثنيي عن طريقي لأنكم أدركتم أنه سيكون على أجسادكم ..وأسيادكم..
كتاب الله نوري ..ومحمد صلى الله عليه وسلم قائدي.. و سأجعل الإنترنت حقل دعوتي..لن أكرر غلطتي ..
سأجعل لي هدفا أروم تحقيقه ..سأنشى موقعا ..سأكتب رسالة ..ساقرأ كتابا ..
حياتي على الإنترنت بدون هدف حقيقي جاد ..ستعيد لي مشكلتي التي ستفرحون بها
وسأتخذ صحبة تعينني على ذلك ..وسأحدد لي وقتا ..فلن يضيع وقتي بعد ذلك سدى ..يكفي ما ضاع من عمري
لن أكرر غلطتي ..سوف تندمون..
هاأنا أنتفض عليكم بعد أن أبصرت النور ..وسوف يأتي يوم بإذن الله تعرفون فيه معنى هذه الإنتفاضة..
هاأنا أخرج عن النص ..فيا حمدا لك يا رب..
* * *
وبينما كانت الجماهير تهرول باتجاه الخارج مفجوعة مصدومة من هول ما رأت .. كان البطل واقفا أمام بوابة المسرح وقد أضاء وجهه نورا يعلق بيده لوحة العنوان الجديد ..