(السوق اليوم)

هل تسدد الصين الضربة القاضية للدولار أم يتمكن "جيثنر" من الوفاء بالتزاماته تجاه الأصول الأمريكية؟

الملخص:
في إطار لقاء أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" مع "ريتشارد فيشر"، رئيس الاحتياطي الفيدرالي بدالاس، نهاية الأسبوع الماضي، ركز "فيشر"على تزايد المخاوف في آسيا حيال مشتروات الفيدرالي من سندات الخزانة الأمريكية ..

العناوين الريئيسة:
شبه الجزيرة الكورية:
صرح مصدر مسئول بحكومة كوريا الشمالية لوكالة أنباء "يونهاب" بأن كوريا الشمالية قامت بالفعل بإطلاق صاروخين قصيري المدى في إطار التجارب التي تجريها بلاده و ذلك في أعقاب التجربة النووية التي قمت بها بالأمس..

بهذا الصدد صرح "بانكي مون"، الأمين العام للمم المتحدة بأن التجارب النووية التي تقوم بها كوريا الشمالية تُعد انتهاكاً صريحاً لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الصادر بهذا الشأن في 2006 في أعقاب التجربة النووية الأولى لهذه الدولة. كما أطلق مجلس الأمن على هذه التجارب أنها "مصدر لمخاوف كبيرة و متزايدة" متهماً كوريا الشمالية بأنها تعلن التحدي السافر للمجتمع الدولي و ما يتفق عليه من مبادئ..

في نفس الوقت، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية بكوريا الجنوبية استعداد بلاده للمشاركة المبادرة الأمريكية لتوقيف السفن و الحاملات التي يُشتبه في نقلها لأدوات أو معدات تستخدم في تصنيع أسلحة الدمار الشامل، بينما أعلنت كوريا الشمالية أن مشاركة جارتها الجنوبية في مثل هذا المخطط يُعد بمثابة إعلان الحرب..

جدير بالذكر ن مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن بنك كوريا حقق قراءة مرتفعة بلغت 105 مقابل القراءة السابقة البالغة 98 في إبريل الماضي، و هو على المستويات منذ الربع الثالث من 2007 الذي بلغت قراءته 108..

الصين:
شدد السفير الصيني لدى أسترليا، "زنج يونساي"، على أن الاقتصاد الصيني لديه القدرة على تحقيق نمو بنسبة 8% بنهاية هذا العام مرجعاً هذا التعافي إلى رتفاع مؤشر PMI بمكوناته المختلفة..

منطقة اليورو:
نشرت الـ "ديلي تليجراف" البريطانية أن هيئة الرقابة المالية الألمانية حذرت من أن الأصول المتعثرة و الديون المعدومة تمثل قنبلة موقوتة في الوقت الحالي و التي لن يبطل مفعولها إلا لجوء الحكومة إلى توفير مخططات و مشروعات لبنوك لأصول المتعثرة و الديون المعدومة الحكومية و إتحاتها أمام البنوك الوطينة الألمانية في أقرب وقت ممكن و قبل أن تتطور الأزمة وتدخل في مراحل متأخرة يصعب تداركها عندها..

كما ارتفعت قراءة مؤشر إنفاق المستهلك الفرنسي بنسبة 0.7% و هو ما تجاوز التوقعات إلى حدٍ بعيد حيث أشارت في وقت سابق إلى ارتفاع لا يتجاوز الـ 0.1% و مقارنةً بالقراءة السابقة التي سجلت 0.6% في مارس الماضي. بالتزامن مع ذلك، سجلت تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الألماني هبوط غير مسبوق إلى 3.8% في الربع الأول من 2009 في أعقاب قراءة الربع الأخير من 2008. كما هبطت الصادرات بنسبة 7.9% علاوة على هبوط الاستثمارات بنسبة 7.9% أيضاً على الرغم من ارتفاع معدل الإنفاق بنسبة 0.5%..

كما جاءت قراءة مؤشر Gfk لتوقعات ثقة المستهلك الألماني لتتوافق مع التوقعات دون أن تشهد أي تغيير على الإطلاق عند مستوى 2.5% في يونيو و هي نفس القراءة المسجلة في مايو و منذ مارس الماضي. بينما هبطت الطلبات الصناعية بنسبة 0.8% في مارس و هو ما جاء بعيداً عن التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 0.8%. على الرغم من ذلك، روجعت قراءة مارس لتسفر عن ثبات المعدلات دون تغيير عند مستوى 0.6-% ليصل هبوط المعدل السنوي إلى 26.9% و هو ما جاء أفضل من التوقعات التي أشارت إلى 30.1-%..

علاوة على ذلك، أظهرت قراءة ميزان التجارة لمنطقة اليورو تقلص العجز إلى 6.5 مليار يورو مقابل قراءة فبراير التي سجلت 7.8- مليار..

اليابان:
ارتفعت نتائج مسح رويترز لثقة المستهلك الياباني بواقع 4 نقاط ليصل إلى 16- في مايو للمرة الأولى منذ سبتمبر 2007 و هي الزيادة الأولى جاءت في أعقاب التحسن بواقع 54 نقطة و هو ما يشير إلى أكبر تحسن على الإطلاق يأتي في أعقاب الهبوط الحاد للقراءة بواقع 74-..

كما صرح وزير المالية الياباني، "يوسانو"، بأن بنك التعاون الدولي الياباني سوف يوفر قروض بقيمة 3 مليار دولار أمريكي للمؤسسات اليابانية الصغيرة العاملة على المستوى الدولي من أجل مساعدتها في توفير القدر المطلوب من السيولة اللازمة لتشغيل أعمالها..

علاوة على ما سبق، تضمنت تقارير بنك اليابان أن مؤشر أسعار خدمات الشركات هبط بنسبة 2.4% على أساس سنوي في أعقاب الهبوط بنسبة 1.2% في مارس الماضي و هو ما يُعد الهبوط للشهر السابع على التوالي..

التعليقات:
في إطار لقاء أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" مع "ريتشارد فيشر"، رئيس الاحتياطي الفيدرالي بدالاس، نهاية الأسبوع الماضي، ركز "فيشر"على تزايد المخاوف في آسيا حيال مشتروت الفيدرالي من سندات الخزانة الأمريكية و ذلك في إطار تناوله للجولة الأخيرة التي قام بها إلى الصين، اليابان، هونج كونج، سنغافورة و كوريا. كما أوضح أنه لم يُوجه إليه أي تساؤل حول السندات المدعومة عقارياً في نفس الوقت الذي يتم توجيه الأسئلة إليه حول مشتروات سندات الخزانة الأمريكية في جميع اللقاءات و المحافل و المناسبات و هو ما يعبر عن أن هذه السندات الحكومية أصبحت هي الشغل الشاغل لهولاء الذين استثمروا فائضات النقد الأجنبي لديهم في سندات الخزانة الأمريكية و هو ما يجعل هذه القضية غاية في الأهمية. و أضاف أن أحد كبار المسئولين الصينيين ألح في السؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تتوسع في إصدار سندات الخزانة، هذا و لم يقتصر الأمر على ذلك حيث أبدى "فيشر" استياءه من كثرة التساؤلات حول التوسع في إصدار سندات الخزانة الأمريكية..

كانت هذه التصريحات مجرد عرض لآخر الأحاديث التي تمثل دليلاً على تزايد المخاوف الصينية حيال استثمارات الصين في الولايات المتحدة و ما يمكن أن تتعرض له من مخاطر في ظل حالة التدهور التي يعيشها الدولار و استثماراته في الوقت الراهن. على الرغم من ذلك، لا زالت الخيارات المتاحة أمام الصين محدودة للغاية حيث لا تتوافر أمامها أي بدائل استثمارية أخرى. يدل على ذلك ما صرح به أحد المسئولين في أوروبا من أن يؤدي الحجم الهائل من الاستثمارت الصينية في الولايات المتحدة إلى صعوبة بالغة إذا ما حاولت الصين توجيه هذا الكم الضخم من الاستثمارت إلى سوق أخرى بخلاف الولايات المتحدة حيث من الممكن أن يؤدي هذا التحول إلى اضطراب السوق الجديد علاوة على ما يمكن أن تتعرض له قيمة هذه الاستثمارات من انخفاض اثناء محاولة الصين لبيعها على وجه السرعة..

و على المدى الطويل و في ضوء ما سبق، تتحول الأنظار إلى حل فعال و بات لمشكلة المخاوف الصينية حيال مستقبل استثمارات الدولار و هو التوجه إلى استغلال قابلية رأس المال الصيني المُستثمَر في الدولار و أصوله المختلفة من سندت خزانة أمريكية و ما شابه للتحويل. يؤيد هذا الحل و إمكانية لجوء الصين إليه على المدى الطويل ما يظهر من إشارات واضحة إلى أن الصين بدأت تفكر جدياً في أن استراتيجية المدى الطويل الأنسب و الأكثر ملائمةً، في ظل الأوضاع الراهنة للأصول الأمريكية و هي تحويل رؤوس الأموال الصينية المُستثمَرة إلى وجهة مختلفة و تعزيز الدور الذي يلعبه اليوان الصيني و التوسع في استخداماته على المستوى الدولي بما في ذلك استخدامه كعملة احتياط. على الرغم من ذلك، لا يتوافر لدى الصين على المدى القصير أي وسيلة لحماية احتياطي النقد الأجنبي الكائن في صورة استثمارات الدولار الأمريكي و هو ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الزيارة القادمة لـ"جيثنر"،وزير الخزانة الأمريكية لبكين سوف تحسم الكثير من الأمور المعلقة فيما يختص باستثمارات الدولار حيث من الممكن أن يعيد المسئولون الصينيون على مسامع "جيثنر" ما صرح به نائب رئيس الوزراء الصيني، "وانج"، للـ "فينانشال تايمز" و الذي جاء كما يلي:

"ينبغي الحفاظ على استقرار سعر صرف العملات الرئيسية من خلال تفعيل سياسة نقدية تنسيقية للتعامل مع هذه المسألة"..

يُذكر أن زيارة "جيثنر" سوف تكون هي الأولى التي يقوم بها إلى بكين، و بينما لم يتم الإعلان عن المسئولين الذين من المقرر أن يلتقي بهم وزير الخزانة الأمريكية، يمكننا أن نتذكر معاً أن الوزير السابق للخزانة الأمريكية، "باولسون"، كان عادةً ما يلتقي برئيس الوزراء "وين" و محافظ بنك الصين، "زهاو"، أثناء زياراته إلى الصين. و جدير بالذكر أيضاً أنه في أعقاب زيارة "باولسون" الأخيرة للصين في إبريل 2008 حدثت بعض التغيرات الجوهرية في البيان الختامي لقمة مجموعة السبعة و الذي نقلته الـ "فينانشال تايمز" و الذي أشارت الصين في إطاره إلى أنها لا تريد المزيد من الضعف للأصول الأمريكية. في ضوء ما سبق، يتضح لنا السبب و الدافع الأساسيين وراء التصريحات الأخيرة للمسئولين الأمريكيين و التي احتلت العناوين الرئيسية للصحف العالمية و التي تؤكد على أن الولايات المتحدة تدعم سياسة "الدولار الأمريكي القوي". و يُذكر أنه أثناء شهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أكد "جيثنر" ما يلي:

"كوزير للخزانة الأمريكية، أود أن تعرفوا جيداً أن أول الالتزامات التي تقع على عاتقي هي ضمان تفعيل السياسة النقدية التي من شأنها أن تحافظ على الثقة في الاقتصاد الأمريكي و العملة الأمريكية و أن أحافظ على قوة الدولار الأمريكي و غيره من الأصول الأمريكية التي تمثل أكبر أسواق العالم سيولة على رأسها سندات الخزانة الأمريكية"

و ليس من الضروري بناءً على ما سبقت الإشارة إليه من مبارزات كلامية و تصريحات انطلقت كالقذائف من أفواه مسئولي النقد الأمريكيين و الصينيين، أن تسير الإدارة الأمريكية الحالية على خطى الإدارة السابقة حيث من المرجح أن تشهد زيارة "جيثنر" القادمة للصين اتفاق الأمريكيين و الصينيين على ألا يتفقوا حول استثمارات الدولار (على الرغم من المحدودية الكبيرة للخيارات المتاحة أمام الصين على المدى القريب ). و في مثل هذه الظروف، يبدو و أن الإشارات الأولى إلى اتجاه الصين إلى تغير توجهاتها الاستثمارية سوف تتمثل في تصريحات جديدة تبدأ الصين في إطلاقها للتعبير عن تزايد مخاوفها حيال مستقبل الأصول الأمريكية الخاصة بها. يتزامن مع ذلك بدء الصين رحلة الهروب من استثمارات و أصول الدولار بشكل مكثف مما نتج عنه تراجع الكثير من المستثمرين على مستوى العالم عن الاستثمارات الأمريكية في شكل تدفقات الاستثمار الخارجة من الولايات المتحدة منذ أوائل مايو الجاري و هو الاتجاه الذي أطاح بأغلب ما نجحت الولايات المتحدة في تحقيقه من تدفقت الاستثمار الداخلة إليها منذ أكتوبر الماضي علاوة على الأثر السلبي لهذه التصريحات المحتملة على العملة..

_______________________________
المصدر: Bank of New York Mellon
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..