النطاقات الضيقة و الحركة العرضية: وقفة لالتقاط الأنفاس أم اتجاه جديد نحو القاع؟

حركة السعر:

-(الدولار / ين ): يتماسك عند مستوى 9500 بارتداد أسواق الاسهم الأوروبية.

-(الأسترالي / دولار): ثبات عند مستوى 7500 المرتفع اعتماداً على شهية المخاطرة في أوروبا.

-(الإسترليني / دولار): تداول بطيء في أعقاب إصدار تقرير التضخم لبنك إنجلترا بالأمس.

-(اليورو / دولار): يتعافي إلى 1.3600 اعتماداً على تحسن معنويات المخاطرة في أوروبا.



كانت ليلة التداول بالأمس خالية من الإثارة و مميزة بالنطاقات الضيقة حيث كانت السمة الغالبة على أسواق العملات هي وقف الصفقات، بينما فضلت العملات الرئيسية ممارسة عروض الحركة العرضية و ذلك على الأرجح بسبب تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية الذي امتد أثره إلى الفترة الأسيوية بالأمس و الفترة الأوروبية صباح اليوم. كانت الضحية الأولى للمستويات الضعيفة التي عرضها التقرير بالامس هي الأسهم الأسيوية التي تعرضت لهبوط حاد في أعقاب تردد الأنباء حول هبوط مبيعات التجزئة للشهر الثاني على التوالي و هو ما ظهر في هبوط مؤشر "نيكاي" الياباني بنسبة 2% و هو ما ولد بدوره موجة من تجنب المخاطرة التي اجتاحت أسواق الأسهم ليلة أمس و هي الموجة التي حاولت جاهدة وقف تقدم زوج (اليورو / دولار) عند مستوى 13500. كما أدت هذه الموجة إلى حالة من الثبات عانى منها (الأسترالي / دولار) عند مستوى 0.7500. بينما ظل زوجي (الدولار / ين) و (الإسترليني / دولار) في حالة تداول في نطاقات ضيقة حيث لم يحقق أي منهما أي تقدم يذكر ليبقى الأول عند مستوى 1.5100 بينما يثبت الثاني عند مستوى 9500. في غضون ذلك، استمر الدولار الأسترالي و الين الياباني في تلقي الدعم في نطاقات ضيقة حتى افتتاح تعاملات الفترة الاوروبية صباح اليوم و هو ما أظهر أداء ضعيف للعملتين يستمر حتى هذه اللحظة..

كما يستمر متداولو العملات في إعادة تقييم الموقف الحالي فيما يتعلق بحالة التفاؤل التي انتابتهم مؤخراً حيال العملات مرتفعة العائد و ذلك في أعقاب ظهور الكثير من البيانات التي أدت إلى إثارة الشكوك حول إمكانية تحقيق التعافي الكامل المباشر و إمكانية الاعتماد على موجة التحسن التي ظهرت مؤخراً في معظم الاقتصادات الرئيسية على رأسها الولايات المتحدة، المملكة المتحدة و منطقة اليورو و هي موجة التفاؤل التي انحسرت في الوقت الحالي ليستبدلها المتداولون و مشاركو السوق بكم هائل من الشكوك في مسألة "براعم التعافي". جدير بالذكر أن الشرارة الاولى التي أطلقت حالة الشك بين المتداولين هي انخفاض معدلات الاستهلاك و الإنفاق في الولايات المتحدة و منطقة اليورو و قد أشرنا إلى ذلك من قبل من خلال ما يلي:

"مع هبوط معدلات الإنفاق و الاستهلاك في إطار اثنين من أكبر اقتصادات العالم و استمرار حالة العزوف عن الاستهلاك و الإنفاق بين المستهلكين الامريكيين و الأوروبيين، تبقى الآمال في تحقيق الاقتصاد العالمي للتعافي المباشر و الكامل بحلول النصف الثاني من 2009 محل شك الجميع".

و على الرغم من الصين كانت تقوم بدور لاعب الارتكاز في مباراة التعافي، إلا أن اعتماد اقتصاد الصين إلى حدٍ كبير على الاقتصاد الأمريكي و اقتصاد منطقة اليورو يعتبر من أهم العوامل التي تشكل استحالة الاعتماد على الصين كمحرك أساسي ووحيد للاقتصاد العالمي نحو التعافي. و حتى الآن لا زال انخفاض معدل الإنفاق و الاستهلاك في الولايات المتحدة هو العامل الاول المسبب لحالة من الشلل تحول دون ارتفاع عملات و أصول المخاطرة مع تخلي اليورو، الإسترليني و الدولار الأسترالي عن المستويات المرتفة التي حققتها هذه العملات على مدار العام الحالي دون إحداث أي تقدم. و سواءً كان هذه العملات وقفة لالتقاط الأنفاس أو استعداداً لتكوين قمة وسيطة، فسوف يؤدي استمرار التدهور في معدل الإنفاق الأمريكي إلى أن تجد الولايات المتحدة و منطقة اليورو نفسيهما في موقف قريب الشبه بما تعانيه اليابان من البعد عن التعافي الاقتصادي مع ما يتضمنه ذلك من سلبيات تؤثر على عملات المخاطرة بمرور الوقت..

في غضون ذلك، لا تتضمن المفكرة الاقتصادية لليوم الكثير من الأحداث الهامة حيث يأتي في المقام الأول من الأهمية مؤشر أسعار المنتجين السويسري. جاءت قراءة هذا المؤشر أضعف من المتوقع لتسجل 0.6-% و كانت التوقعات قد اشارت إلى 0.2% و هو على الأرجح ما جاء نتيجة لاحتمالات ظهرت في وقت سابق لأن يدخل الاقتصاد السويسري في حالة انكماش. كانت هذه الأنباء بمثابة الشرارة التي ولدت من المخاوف لدى بنك سويسرا حيال قوة الفرنك و خطر هذه القوة على الصادرات السويسرية. و مع بقاء زوج (اليورو / فرنك) فعند مستوى 1.5000، يظل خطر تدخل بنك سويسرا في سعر صرف الفرنك قائماً..

و على الصعيد الأمريكي، فمن المتوقع أن تتوجه أنظار المتداولين إلى مؤشر أسعار االمنتجين الأمريكي في ضوء الحقيقة التي تشير إلى ارتفاع أسعار الواردات الأمريكية و هو ما يتيح الفرصة أمام عدد من المؤشرات لتحقق قراءات أفضل. و هناك بعض الشكوك التي تساور الأسواق حيال إمكانية إحداث بيانات التضخم لأثر كبير على الأسواق حيث من المتوقع أن تبتلع الأنباء عن تدفقات المخاطرة أي اهتمام ببيانات الضتخم الأمريكي. و في الوقت الحالي نجد أن (اليورو / دولار) انتقل من مستوى 1.3500 الذي وصل إليه بالأمس إلى مستوى 1.3600 بافتتاح التعاملات الأوروبية هذا الصباح. و يبدو أن الأسواق تحاول استغلال الشكوك الي تنتاب مشتريي الزوج في الوقت الحالي، إلا أن هناك احتمالات لانخفاض شهية المخاطرة في حالة فشل (اليورو / دولار) في الوصول إلى مستوى 1.3700 اليوم..




_________________________________

المصدر: Fx360

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..