توقعات أداء الدولار عقب فترة الكساد اعتمادا على البيانات التاريخية

·أداء الدولار في أعقاب فترات الكساد الماضية.

·مخاوف من جانب الصين لا أساس لها من الصحة.

·أسبوع مقبل حرج للمملكة المتحدة، هل يتسم النمو بالمملكة المتحدة بالضعف مثله مثل النمو بمنطقة اليورو؟


ما هو أداء الدولار عقب انتهاء مرحلة الكساد ؟

تشير البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم إلى الاعتقاد بأن أطول مرحلة كساد منذ الكساد الكبير أوشكت على الانتهاء. هذا وقد ارتفع مؤشر ثقة المستهلك إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر، في حين تباطأ انكماش النشاط التصنيعي. كما تأكدت التطلعات الإيجابية بتصريحات المسؤولين بالاحتياطي الفيدرالي، حيث صرح " ستيرن " عضو الاحتياطي الفيدرالي باقتراب نهاية الأسوأ من مرحلة الكساد، في حين صرح " فيشر " عضو الاحتياطي أن الاقتصاد الأمريكي ابتعد عن حافة الهاوية. كما بدأت تتحرر أسواق الائتمان مع توقع " بيرنانك " رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن تتحسن شهية المستثمرين لقروض خطة إنقاذ الأصول المتعثرة الشهر المقبل. وحتى الآن، ارتفع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية ماعدا الين الياباني نتيجة ارتفاع الطلب الخارجي على الدولار و في ظل الأنباء بإغلاق شركة جنرال موتورز لمزيد من وكلائها. ومع ذلك، لم يقوض هاذين العاملين من التحسنات في الاقتصاد الأمريكي ومن ثم لا تزال قصة الانتعاش بشكل سريع مستمرة. وفي ظل اقتراب مرحلة توقف الاقتصاد عن الانهيار، فسيكون من الممتع رؤية أداء الدولار في أعقاب مراحل الركود.


أداء الدولار في أعقاب فترات الكساد السابقة

خلال 30 عام الماضية، شهد الدولار 3 فترات للكساد والتي يمكن توضيحها كالأتي:

1.تعد فترة الكساد الأكثر حداثة هى الفترة التي استمرت من مارس 2001 إلى نوفمبر 2001، كساد استمر لمدة 8 أشهر.

2.كساد في بداية التسعينيات والذي استمر منذ يوليو 1990 إلى مارس 1991، استمر لـمدة 8 أشهر.

3. الكساد الذي حدث في الثمانينيات والذي يمكن مقارنته كثيرا بالكساد الحالي ، والذي بدأ في يوليو 1981 واستمر حتى أواخر نوفمبر 1982، فترة دامت 14 شهر.

ومن الممتع أن نرى ما إذا كانت هناك اتجاهات معينة للدولار في أعقاب كل فترة كساد، وبالاعتماد على البيانات المحدودة – للأسف – لتلك الفترات الثلاث، فوجدنا أن النمط الوحيد السائد هو ضعف الدولار مقابل الين لمدة 12 شهر عقب الكساد.

·كساد عام 2001، عقب تلك المرحلة ارتفع الدولار مقابل اليورو والين الياباني لمدة 3 أشهر، ولكنه تراجع عن المكاسب التي حققها لمدة 8 أشهر لاحقة.

· في التسعينيات، ارتفع الدولار مقابل اليورو، ولكنه انخفض مقابل الين لمدة 3 أشهر بعد انتهاء الكساد، وبعد ذلك، انخفض الدولار مقابل الين إلى أبعد من ذلك ولكنه تراجع عن الخسائر التي تكبدها مقابل اليورو وذلك لمدة 8 أشهر عقب الثلاثة شهور الأولى السابق ذكرها.

·أما في الثمانينيات، هبط الدولار لمدة 3 أشهر في أعقاب انتهاء مرحلة الكساد، واستمر في انخفاضه لمدة 8 أشهر مقابل الين ولكنه تراجع عن الخسائر التي تكبدها مقابل اليورو.





مخاوف من جانب الصين لا أساس لها من الصحة

من ضمن التقارير الصادرة اليوم، والتي اتسمت بقدر كبير من التشويق هو تقرير الخزانة لتدفقات رؤوس الأموال ( صافي مشتريات الأوراق المالية طويلة الأجل). ففي الأسابيع الماضية، كانت هناك تكهنات بفقدان الدولار هيمنته كعملة ملاذ آمن. هذا وقد استغلت الصين كل فرصة ممكنة للتعبير عن استيائها من السياسات المالية والنقدية الأمريكية و أعربت عن قلقها بشأن القيمة المستقبلية للدولار. ومع ذلك، وفي الشهر نفسه الذي قام فيه رئيس الوزراء " وين" بالإدلاء بتلك التصريحات، قامت الحكومة الصينية بشراء ما يعادل 23.7 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، والتى تعد أكبر قيمة للمشتروات منذ نوفمبر. وإذا كان قد انتاب المستثمرون بالفعل حالة من القلق بشأن سلامة استثماراتهم بالولايات المتحدة، فقد كان من المتوقع أن يقوموا بتخفيض تلك الاستثمارات أو على الأقل عدم زيادتها. و إذا لم تقم الصين بوضع أموالها في الاستثمارت المحلية وليس الأمريكية ، فلن تكون لمخاوف بيع الدولار أي أساس من الصحة.


زوج (الإسترليني/ ين) : هل يتسم النمو بالمملكة المتحدة بالضعف مثله مثل النمو بمنطقة اليورو؟


تراجعت مكاسب الإسترليني التي حققها مبكرا حيث هبطت أسواق الأسهم. هذا وقد صرح اقتصادي بمورجان ستانلي اليوم قائلاً " من المحتمل بشدة أن يقوم كينج محافظ بنك إنجلترا بطلب تفويض من وزارة الخزانة للتعهد بزيادة الأموال المخصصة لبرنامج شراء الأصول. وحقيقة هذا الأمر أنه لن يعود معدل التضخم أدراجه إلا باتخاذ خطوات قوية. و لا تزال الأسواق مصدومة بتصريحات كينج بأن الاقتصاد البريطاني لن ينتعش سريعا كما كان متوقعا. و شهدت الأسواق هذا الأسبوع بعض التدهورات الاقتصادية أما من تصريحات البنوك المركزية أو فقط من البيانات الاقتصادية السلبية. و ستواجه المملكة المتحدة أسبوعا حرجا . فلن تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين فقط في الأسبوع المقبل بل ستصدر أيضا بيانات الناتج المحلي الإجمالي. وسوف يعلبا دورا كبيرا في التأثير على قرار بنك إنجلترا بطبع المزيد من النقود. وعلى الرغم من مخاوف هبوط معدل التضخم دون المعدل المستهدف إلا أن قصة النمو هي التي ستحتل الحيز الأكبر من اهتمام الأسواق الأسبوع المقبل. ففي أعقاب مشاهدة انخفاض الانتاج الصناعي بمنطقة اليورو لأرقام قياسية، ستظل المخاوف من حدوث تدهور مماثل بالمملكة المتحدة قائمة. ولكن شكرا للتحسنات في بيانات مبيعات التجزئة والتجارة خلال الثلاثة أشهر الماضية من العام والتي تشير إلى احتمال ألا يتسم النمو بالضعف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: FX360

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي