مصير اليورو في أيدي تريشيه ...

[التحليلات والأخبار]

مصير اليورو في أيدي تريشيه ...

من الطبيعي أنه عندما يقرر البنك المركزي خفض الفائدة والإعلان عن بدء إجراءات التسهيل النقدي، قد يتوقع البعض أن تشهد عملة هذه الدولة عمليات بيع حادة قبل صدور القرار. على الرغم من ذلك، لا يتبع اليورو هذه القاعدة كما أن تريشيه ليس رئيساً عادياً، إنه رئيس المركزي الأوروبي. لقد أضحى المركزي الأوروبي بنكاً متشدداً للغاية ولا يشعر أنه بحاجة لأن يلحق بركب الإحتياطي الفيدرالي أو بنك أنجلترا خاصة في ظل وجود مؤشرات على استقرار الأسواق المالية. وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، كان هناك بيانات مفاجئة وأخرى محبطة. حيث انكمشت مبيعات التجزئة الأوروبية، بينما شهد النشاط الخدمي تطورات إيجابية. جدير بالذكر أن اليورو يمر بحالة من الاستقرار في ظل انتظار قرار الفائدة الأوروبية، حيث أشارت جميع التوقعات أن المركزي الأوروبي سوف يخفض سعر الفائدة للمرة الأخيرة أثناء اجتماعه القادم المقرر عقده غداً. كما أن احتمالات إعلان البنك عن بدء إجراءات التسهيل النقدي قد تؤثر سلباً على اليورو ولكن المركزي الأوروبي لن يبالغ في قراراته وسوف يسعى قدر استطاعته إلى أن يطمئن المستثمرين. كما أن قرار شراء الأصول مستبعداً في هذه المرحلة.

خفض مؤكد للفائدة بمعدل 25 نقطة

أشارت جميع التوقعات بشبكة بلومبرج إلى قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض سعر الفائدة بمعدل 25 نقطة. وبذلك سوف تبلغ الفائدة الأوروبية أدنى مستوياتها عند 1.0%. وفي ظل انخفاض سعر الفائدة على الإيداع إلى أدنى مستوياتها عند 0.5%، يعتقد البنك المركزي أنه خفض سعر الفائدة لدرجة لا تشجع البنوك على الإقراض. وعادة ما يحاول البنك المركزي الأوروبي إعداد السوق لاستقبال قرار الفائدة عن طريق التحدث والإشارة إلى نوايا البنك عبر الوسائل الإعلامية قبل أسبوع من صدور القرار. لذلك، صرح أعضاء البنك أن قرار خفض الفائدة محسوم ومحدد، وأن مساوئ خفض الفائدة إلى الصفر تفوق فوائده. بمعنى أخر، أعرب المسئولون عن عدم رغبتهم في اللحاق بنظائرهم بخفض الفائدة دون 1%. فعلى الرغم من تراجع مؤشر أسعار المنتجين في مارس إلى أدنى مستوياته في 22 عام فإن ارتفاع أسعار السلع في الأونة الأخيرة من شأنه أن يزيد من مخاوف التضخم مما يدفع تريشيه للإصرار على موقفه بشأن استقرار الأسعار.

الإجراءات غير التقليدية بالمركزي الأوروبي

وفيما يتعلق بالإجراءات غير التقليدية بالبنك المركزي الأوروبي، نتوقع أن تكون أولى إعلاناته بشأن إمداد أجل الاقتراض إلى 12 شهر. ومن السهل تطبيق ذلك، حيث أشار البنك بالفعل إلى ذلك، كما أشار إلى أن الاضطراب الذي قد ينتج عن هذا القرار في الأسواق المالية لن يكون مؤثراً. ومن المحتمل أيضاً أن يقرر البنك المركزي تقليل القيود على التمويل، والتأكيد على تعهداته بانخفاض سعر الفائدة على مدار الفترة المقبلة. على الرغم من ذلك، يرجح هذا أن البنك قرر بدء التسهيلات، كما أنه يحذر المستثمرين من أن الخفض الحاد للفائدة ليس مدرجاً ضمن قائمة أهداف البنك. وبالتالي فإذا لم يعلن المركزي الأوروبي عن أية قرارات أخرى بخلاف خفض الفائدة بمعدل 25 نقطة وإمداد فترة الاقتراض إلى 12 شهر والإعلان عن بقاء سعر الفائدة بدون تغيير في الفترة المقبلة فإن اليورو لن يجد أمامه طريقاً سوى الصعود.

شراء الأصول : ممكناً ولكنه مستبعداً

ويتمثل الخطر الأكبر غداً في الإعلان عن برنامج لشراء الأصول. فعلى الرغم من إمكانية شراء الأصول، إلا أنه قراراً مستبعداً. وعلى عكس باقي البنوك المركزية، تعد عملية شراء السندات الحكومية معقدة للغاية. حيث تضمنت اتفاقية الاتحاد الأوروبي منع تمويل العجز الحكومي، وبالتالي منع شراء السندات الحكومية لأنه يعد بمثابة تمويل للحكومات المحلية. علاوة على ذلك، فباستبعاد شراء السندات الأوروبية، على المركزي الأوروبي تحديد أي دولة سوف يشتري سنداتها. على الرغم من ذلك، ففي حالة إعلان تريشيه غداً عن برنامج شراء الأصول، فإنه بذلك قد يدفع (اليورو/دولار) إلى الهبوط حتى إذا كانت تكلفة البرنامج ضئيلة أو إذا تضمنت فقط شراء أصول القطاع الخاص مثل سندات الشركات والأوراق التجارية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

المصدر : FX 360

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي

[mostafa_anwr]

بارك الله فيكم