العقود الآجلة و سندات الخزانة تسير عكس اتجاه بيانات التوظيف الأمريكية

وصل عدد الأمريكيين الذين يملأون طلبات إعانات البطالة للمرة الاولى إلى 64 ألف متقدم للحصول على خدمات التأمين ضد البطالة في الأسبوع المنتهي في 17 إبريل 2009 و هو ما جاء موافقاً للتوقعات إلى حدٍ ما حيث أشارت التوقعات في وقت سابق إلى وصول العدد إلى 635 ألف فقط. في نفس الوقت ارتفع عدد المستفيدين الفعليين من إعانات البطالة الامريكية إلى أعلى المستويات على الإطلاق و هو ما يشير إلى حالة متدهورة يعانيها قطاع التوظيف و سوق العمالة الأمريكية..

ارتفعت الإعانات الأولي بنسبة 27 ألف خلال الأسبوع المشار إليه و المنتهي في 17 إبريل 2009 و ذلك مقابل 613 ألف سجلتها قراءة الأسبوع الماضي وفقاً لتصريحات خرجت من وزارة القوى العاملة الأمريكية اليوم. بذلك يرتفع عدد العاطلين عن العمل بالولايات المتحدة بواقع 93 ألف حالة ليصل إجمالي العمالة العاطلة إلى 6.14 مليون و هي الوزيادة المتواصلة للأسبوع الصاني عشر على التوالي..

و من المتوقع أن تستمر الزيادة معدلات البطالة و فقد الوظائف على مدار الأشهر المتبقية من 2009ى نتيجة لتعرض الاقتصاد الأمريكي لأطول و أعنف ركود منذ الحرب العالمية الثانية. كما أشر تقرير وزارة القوى العاملة الأمريكية إلى أن عمليات خفض الوظائف قد اقتربت من 650 ألف حالة مما يمثل الزيادة المتواصلة للشهر الخامس على التوالي ..

بهذا الصدد، صرح "توم بروسيلي"، الخبير الاقتصادي بـ "كاسلستون" المحدودة للإدارة، بما يلي:
"لا يوجد على الساحة الاقتصادية ما يشير إلى ارتداد إيجابي تحققه معدلات التوظيف على المدى القريب" و أضاف "و من الممكن أن تواصل معدلات التوظيف و فرص العمل طريقها نحو القاع لفترة قد تمتد إلى نهاية العام الحال أو أكثر من ذلك".

يذكر أن تقديرات "بلومبيرج"،التي تم التوصل إليها من خلال مسح قامت به الوكالة تضمن مشاركة 43 من خبراء الاقتصاد و المحللين الاقتصاديين، كانت قد أشارت إلى أن تتراوح إعانات البطالة الأمريكية ما بين 610 ألف إلى 700 ألف مع الإشارة إلى أن قراءة الأسبوع الماضي سجلت 613 ألف في أعقاب مراجعة القراءة الأولية اليت أشارت إلى 610..

متوسط الأربع أسابيع:
هبط متوسط الأربع أسابيع الماضية لإعانات البطالة الأمريكية، الذي يعتبر من أقل المؤشرات تذبذباً، إلى 646،750 مقابل 651 ألف سجلها المتوسط الأسبوع الماضي. كما أعلنت 25 ولاية و منطقة زيادة الطلبات الجديدة للإعانات خلال الأٍبوع المنتهي في 11 إبريل، بينما أعلنت 28 ولاية و منطقة أخرى تقلص عدد هذه الطلبات. و من الجدير بالذكر أن إعانات البطالة تعكس مدى تفاقم أزمة سوق العمل على مدار الأسبوع و أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنمو في قطاع التوظيف علاوة على ارتباطها بتقرير الوظائف الأمريكية المتوافرة في القطاع غير الزراعي الذي يعتمد على هذه القراءات الأسبوعية في تحديد معدل الهبوط أو الانخفاض في الوظائف المتوافرة في القطاع المشار إليه أعلاه..

بناءً على ما سبق، تبين أن الوظائف الملغاة في الولايات المتحدة على مدار الشهر الماضي فقط وصل إلى 663 ألف وفقاً لحسابات وزارة القوى العاملة، كما أضافت التقارير الصادرة عن الوزارة أن معدل البطالة بالولايات المتحدة قد قفز مؤخراً إلى 8.5% أي إلى أعلى المستويات منذ 1983. يشير ما سبق إلى أن الاقتصاد الأمريكي فقد حوالي 5. مليون وظيفة منذ بداية الركود في ديسمبر 2007. كما تضمنت بعض التقارير التي أصدرتها "بلومبيرج" عقب القيام ببعض المسوح لقطاع التوظيف أن معدل البطالة من المتوقع أن يحقق ارتفاع إلى 9.5% بنهاية العام الجاري..

صناعة السيارات الأمريكية صاحبة نصيب الأسد من عمليات تسريح العمالة:
تصدرت صناعة السيارات قائمو تسريح العمالة الأمريكية في قطاع التصنيع حيث قامت "جينيرال موتورز" بإعلان تسريح 1600 من العمالة هذا الأسبوع و ذلك في أعقاب تسريح 250 من العمال و الموظفين علاوة على مجموعة من الاستقالات و التقاعدات التي قام بها الكثير من الموظفين في وقت سابق. يذكر أن "جينيرال موتورز" تخطط لإلغاء 3400 وظيفة وفقاً لتصريحات "توم ويلكنسون" الناطق باسم "جينيرال موتورز"..

الأثر المباشر على العملات:
لم يكن للخبر أثر كبير على العملات، إلا أنه أثر كثيراً على مؤشرات البورصة الأمريكية، ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية في أعقاب صدور تقرير إعانات البطالة حيث ارتفعت العقود الآجلة لـ Standard & Poor’s 500 بنسبة 0.7%. في نفس الوقت، ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 2.49%..





______________________________

المصدر: Bloomberg

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..