الإسترليني أم اليورو، الأمر يتوقف على قرار الفائدة البريطانية

شهية المخاطرة على حافة الهوية

انهى الدولار الأمريكي تداوله يوم الاثنين على ارتفاع مقابل معظم العملات الرئيسية، مما أدى إلى استمرار تداول مؤشر الدولار فوق خط الاتجاه الصاعد، مما يشير إلى احتمال المزيد من المكاسب للدولار. وتخلو المفكرة الاقتصادية من الأحداث الأمريكية الهامة، وسوف يمتد هذا الأمر إلى يوم الثلاثاء. وبالفعل، لا تعتبر بيانات ائتمان المستهلك من البيانات المحركة للسوق، ولكنها تعتبر هامة كمقياس لتطور الأوضاع الاقتصادية. ومن المتوقع أن ينكمش الائتمان بنحو 3 مليار دولار في فبراير، عقب ارتفاعه بـ 1.8 مليار دولار في يناير. وكما شاهدنا انكماش ائتمان المستهلكين بحدة خلال الربع الرابع، وعلى الرغم من البداية الجيدة نسبيا خلال الربع الأول لعام 2009، إلا أننا سنكون بحاجة إلى زيادات جوهرية حتى نستطيع القول بأن توافر القروض و معدلات الطلب قد وصلا إلى الوضع الطبيعي.

أما الأحداث المثيرة عن الدولار الأمريكي فلن تأتي إلا مع حلول يوم الاربعاء، حيث ستصدر نتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي. ففي مارس، قررت اللجنة الإبقاء على سعر الفائدة في نطاق 0 -0.25%، ولكن كانت المفاجأة بإعلان سياسة التسهيل النقدي. ومع معرفة هذه المعلومات، فلن تتسبب نتائج اجتماع اللجنة في تحريك السوق، ولكنها من المحتمل أن تشير إلى استمرار البنك في الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير لمعظم عام 2009، وكذلك مواصلة البنك استخدام قوائم ميزانية البنك المركزي لتحسين ظروف الائتمان. والشئ الوحيد الذي سيستحوذ على انتباه السوق هو توقعات لجنة الاحتياطي الفيدرالي طويلة الأجل للنمو والتوظيف والتضخم، فإذا ظهرت التطلعات بعد مراجعتها بأسوأ من المتوقع سابقا، فمن المحتمل أن تتلقي شهية المخاطرة في الأسواق المالية ضربة قاسمة، ومن ثم ارتفاع عملات الملاذ الآمن كالدولار الأمريكي، ولكن إذا لم تتغير التطلعات، فمن المرجح أن يتجاهل السوق هذا الحدث.

حركة عرضية للدولار الأسترالي قبيل قرار الفائدة الأسترالية – مفاجأه محتملة

شهد الدولار الأسترالي حركة عرضية في مقابل الدولار الأمريكي بين 0.7085- 0.7200 منذ يوم الجمعة قبيل إعلان قرار الفائدة بالبنك الاحتياطي الأسترالي. ووفقا لاستطلاعات الاقتصاديين بمؤسسة بلومبرج، فمن المتوقع أن يبقي البنك على سعر الفائدة دون تغيير للشهر الثاني على التوالي عند 3.25% يوم الثلاثاء، في حين ترى كريديت سويس انخفاض بـ 25 نقطة أساس، فهناك قدر كبير من المفاجأة المحتملة. وفي أعقاب اجتماع البنك السابق صرح " ستيفنز" محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي قائلا " في ظل وجود المبادرات المالية فإن مزيد من الخفض في سعر الفائدة سوف يشكل دعما كبيرا للطلب المحلي خلال الفترة المقبلة ". ومنذ ذلك الحين أظهرت البيانات انكماش الناتج المحلي الإجمالي بشكل مفاجئ بنسبة 0.5%، ليعد الانخفاض الأول منذ 8 سنوات. وعلى وجه العموم، سوف سيؤدي الخفض غير المتوقع لسعر الفائدة إلى انخفاض زوج (الدولار الأسترالي/ دولار) دون مستوى الدعم عند 0.7085، ولكن مدى تطور هذا الهبوط سيتوقف على تصريحات ستيفنز. وبغض النظر ما إذا كان البنك سيقوم بخفض الفائدة أم لا هذه الليلة، فظهور علامات على احتمال قيام البنك المركزي بعد ذلك بخفض سعر الفائدة مرة أخرى، سيؤدي إلى انخفاض الزوج نحو الحاجز النفسي عند 0.7000، وحتى خط الاتجاه الصاعد عند 0.6950. ومن ناحية أخرى، إذا ظهرت تصريحات ستيفنز محايدة، فمن المحتمل أن يرتد الدولار الأسترالي فوق مستوى 0.7200.

زوج (اليورو/ إسترليني) فوق مستوى دعم هام

في أعقاب ظهور البيانات المحبطة اليوم عن منطقة اليورو، و تصريحات " نوتوني " عضو المجلس الحاكم بالبنك المركزي الأوروبي والذي قال" إن الحد الأدنى لسعر الفائدة الأوروبي هو 1% "، انخفض اليورو في مقابل الدولار ولكنه لم يتغير مقابل الإسترليني. وفي الواقع، يواصل زوج (اليورو/ إسترليني) اختباره لخط الاتجاه الصاعد والذي تعود بدايته إلى 31 أكتوبر عام 2008، وكذلك المتوسط الحسابي لـ 100 يوم عند 0.9041، وتشكل هذه المستويات حالة من الاستقرار بالنسبة للزوج، وإذا انكسرت هذه المستويات فسيشهد الزوج مزيد من الانخفاض. وسيتوقف كسر الزوج لهذه المستويات أو انتعاشه على نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك يوم الخميس المقبل، وذلك لأنه لأول مرة منذ صيف 2008 يتوقع السوق قيام بنك إنجلترا بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير.

وفي الواقع، تتوقع استطلاعات بلومبرج قيام بنك إنجلترا بترك معدل الفائدة دون تغيير عند 0.50% في تمام الساعة 7:00 بتوقيت الولايات الشرقية يوم الخميس. وبالنظر إلى البيان الصادر عن اجتماع اللجنة النقدية يوم 5 مارس، فقد أظهر توقع البنك بانخفاض معدلات النمو والتضخم خلال الأشهر المقبلة، كما أعلن برنامج لشراء الأصول يقدر بـ 75 مليار إسترليني، والذي يتضمن شراء سندات خزانة بريطانية متوسطة وطويلة الأجل.
ومن هنا سيتوقف رد فعل الجنيه الإسترليني لقرار الفائدة على عاملين أساسيين هما:

·هل سيؤكد البنك على تجنب خفض الفائدة إلى الصفر أم لا؟

·هل سيشير البنك إلى التوسع في تدابير التسهيل النقدي أم لا؟

وإذا ظهرت علامات على ترك البنك المجال مفتوحا لمزيد من الخفض في سعر الفائدة أو المزيد من مشتريات سندات الخزانة البريطانية، فمن المحتمل أن يتسبب ذلك في انخفاض الإسترليني، وخلاف ذلك سوف يعزز من وضع عملة المملكة المتحدة، وعلى وجه الخصوص أمام اليورو، وذلك بسبب الحقيقة القائلة بأن البنك المركزي الأوروبي ترك المجال مفتوحا لمزيد من الخفض في سعر الفائدة بالإضافة إلى تدابير التسهيل النقدي.

ضعف الدولار الكندي مقابل العملات الرئيسية بسبب بيانات PMI

يعتبر الدولار الكندي من العملات الأضعف يوم الاثنين، خاصة في زوج (الدولار/ دولار كندي)، حيث ارتد الزوج من خط الاتجاه الصاعد الذي يمر بـ 14 أكتوبر 2008 ويناير ومارس 2009. هذا وقد بدأ الزوج اليوم على نبرة ضعيفة، ولكن بعد ظهور البيانات الكندية في تمام الساعة 10 بتوقيت الولايات الشرقية، أصبح الزوج قادر على اختراق مستوى 1.24. فقد انخفض مؤشر PMI لمدرسة ايفي على غير المتوقع ليصل إلى 43.2 في مارس من 45.2، مقارنة بالتوقعات بارتفاعه ليصل إلى 47.0. ليسجل المؤشر للشهر الخامس على التوالي قراءة دون الـ 50، مما يعكس مزيدا من الانكماش في قطاع الأعمال. وعلى وجه العموم، تقدم قراءات PMI دليلاً على أن الانخفاض في أسعار الطاقة قد أحدث خسائر كبيرة على النمو الاقتصادي الكندي، ومن المحتمل أن يقوم بنك كندا بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عندى 0.50% خلال عام 2009.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
المصدر: DailyFX

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي