السيناريوهات المحتملة لنتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة


بيع الدولار بين التفاؤل و التشاؤم:

عرض أحد التقارير المنشورة هذا الأسبوع الاتجاهات الأساسية للمستثمرين نحو الدولار الأمريكي على مدار الأشهر القليلة الماضية. أشار التقرير إلى أن عمليات بيع الدولار الأمريكي تشير إلى انتشار التشاؤم بين المستثمرين و نعتقد أن التقرير قد أصاب في ذلك إلى حدٍ كبير حيث قدم وصفاً تفصيلياً لحركة السوق في إطار سوق العملات. و اليوم نشاهد الدولار و هو يهبط مقابل جميع العملات الرئيسية عدا الين الياباني. و هي حالة الضعف التي من الممكن أن تشيرإلى حالة من التفاؤل في أسواق المال حيث ترتفع أسواق الأسهم بينما تنخفض أسعار الذهب..

بيانات اقتصادية أكثر قوة و تطلعات أكثر تحسناً للقطاع المصرفي:

كما يمكن تفسير حالة التفاؤل التي شهدتها الأسواق في ضوء بيانات الإسكان التي أظهرت قدراً غير متوقع من القوة علاوة على التصريحات التي أطلقها "أوباما" حول إطلاق برنامج ضمانات السيولة المؤقتة الذي يعتمد على موارد التمويل الخاصة بمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية مع تركيز التصريحات على التخفيف من حدة الضوابط الصارمة المنظمة للتصرف في رؤوس الأموال. يذكر أنه في أعقاب الهبوط الحاد المتواصل الذي شهده قطاع الإسكان على مدار الأشهر الماضية منذ يونيو، حققت تصاريح البناء و بدايات الإسكان ارتداداً إيجابياً. و على الرغم من أن التحسن في بدايات الإسكان و تصاريح البناء الأمريكية يعتبر من الأمور المشجعة التي تبعث على التفاؤل، إلا أنه لابد و أن نتذكر أن هذين المؤشرين قد حققا انخفاضات حادة سجلتها القراءة السابقة لكل منهما. كما انخفضت قراءة مؤشر أسعار المنتجين مما جعل ضغوظ انخفاض الأسعار تمثل أخطر المخاوف التي تشغل بنك الاحتياطي الفيدرالي، أما أسعار المستهلك الأمريكي فعلى الرغم من أنها لا تتمتع بنفس القدر من الأهمية، إلا أنها حققت ارتفاعاً أعلى من التوقعات حيث أشارت القراءة الفعلية إلى الارتفاع بنسبة 0.2% مقابل 0.1% متوقع. في المقابل بدأت الأسواق في إصدار استجابة إيجابية لإعلان الحكومة عن المزيد من الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على الاستقرار في القطاع المالي. كما يمكن تفسير التحسن الذي تعرضت له شهية المخاطرة في ضوء الاحتمالات التي تؤيد عودة الحياة لعدد كبير من أكبر البنوك الأمريكية من خلال إمكانية تحقيق معدلات أعلى من الأرباح، كما يُرجَح أن شهية المخاطرة قد اعتمدت فيما حققته من تحسن على إعلان التوسع في برنامج ضمانات السيولة المؤقتة و التخفيف من حدة الضوابط الصارمة المنظمة للتصرف في رؤوس الأموال من أجل الحفاظ على معدلات الربحية المحتملة للقطاع المصرفي الامريكي..

الأنظار تتوجه إلى "برنينك":

في غضون ذلك، تستمر حالة من التفاؤل لدى المستثمرين حتى إعلان قرار الفائدة الفيدرالية و التي من المحتمل أن تتبع أحد السناريوهات الثلاثة التالية؛ الأول أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على معدل الفائدة كما هو، بينما يشير السيناريو الثاني إلى إعلان اللجنة الفيدرالية شراء المزيد من السندات المدعومة عقارياً التي تمثل مديونية المؤسسات المصرفية المختلفة في الولايات المتحدة، أما السيناريو الثالث و الأخير لنتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة فيمكن أن يتمثل في الإعلان عن الالتزام بشراء المزيد من سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل. على كلٍ، يتوقع أن ينعكس اختيار الاحتياطي الفيدرالي لأي من السيناريوهات المشار إليها على مدى إقدام البنك على القيام بالمزيد من الإجراءات الاستباقية التي تستهدف التصدي لأي من المشكلات الجديدة التي من الممكن أن يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن أو في المستقبل القريب. على الرغم مما سبق، تجدر الإشارة إلى أن هناك احتمال كبير لأن تتراجع قوة تأثير بيان اللجنة الفيدرالية على سوق العملات و أن تقلع الأسواق عن قناعتها بإمكانية توليد بيان اللجنة لقدر كبير من التذبذب في حركة سعر العملات. يؤيد ذلك أنه لم يعد هناك مجال أمام الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة. كما لا نعتقد أن يسير الاحتياطي الفيدرالي على خطى بنك إنجلترا الذي أعلن في وقت سابق البدء في شراء المزيد من سندات الخزانة البريطانية و هو ما يؤيد التطلعات السيئة للدولار الأمريكي. و ختاماً، نشير إلى أن اتباع بنك الاحتياطي الفيدرالي و بيان اللجنة الفيدرالية لأي من السيناريوهات الموضحة أعلاه من المحتمل أن يودي بالدولار الأمريكي إلى نفس المصير أي إلى الاتجاه الهابط..












___________________________
المصدر: Gftforex
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..