تعليقات فرانكفورت وسط السيناريو الأسود لاقتصاد منطقة اليورو

[التحليلات والأخبار]

تعليقات فرانكفورت وسط السيناريو الأسود لاقتصاد منطقة اليورو


خفض بنك أوروبا معدل الفائدة 50 نقطة أساسية في محاولة للتصدي لأسوأ ركود تشهده المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية. تعليقاً على قرار البنك المركزي الأوروبي بخفض معدل الفائدة إلى 1.5%، أشارت مجموعة من المحللين الاقتصاديين تضمنت 55 محلل في إطار مسح أجرته "بلومبيرج" إلى أن القرار أوصل معدل الفائدة الأوروبية إلى أدنى المستويات منذ تولي بنك أوروبا لشئون السياسة النقدية بمنطقة اليورو عام 1999. و بذلك لن يُقدم البنك المركزي على أي خفض آخر قبل حلول مايو القادم وفقاً لأحد المسوح التي تضمنت توقعات المحللين..

يأتي قرار المركزي الأوروبي في ظل حالة من التراجع الشديد في اقتصاد المنطقة تخيم على اقتصادات الـ 16 دولة المكونة للاتحاد الأوروبي منذ ثلاثة أشهر حيث بدأ زحف الاتجاه الهابط على الاقتصاد العالمي مما أدى إلى هبوط الطلب على الصادرات و قيام العديد من الشركات بعمليات تسريح العمالة. و كان قد بدا على الرئيس "جين كلود تريشيه" الميل إلى تجنب السير على خطى بنك الاحتياطي الفيدرالي و بنك إنجلترا نحو الصفر فائدة مما دفعه إلى تفعيل الكثير من آليات و أدوات السياسة النقدية و ذلك لتخوفه من أن يكون بالاتجاه نحو الصفر قد يغرس بذور أزمة مستقبلية جديدة أكبر حجماً..

كما جاء من بين التعليقات على قرار الفائدة أن "البنك المركزي الأوروبي قد أخطأ تقييم الأوضاع الاقتصادية و تقدير خطورة الاتجاه الهابط الذي يسلكه اقتصاد منطقة اليورو" و هو التعليق الذي جاء على لسان كبير المحللين الاقتصاديين ببنك باركليز في لندن، "جوليان كاللو"، الذي أضاف أن "موقف السياسة النقدية الأوروبية يعمل على تأخير التعافي من الأزمة حيث نتوقع ألا نخرج من خضم أزمة اقتصاد المنطقة حتى عام 2012 بمعنى أنه لا أمل في التخلص من الانكماش قبل هذا التاريخ"..

بهذا الصدد عقد "تريشيه" مؤتمراًصحفياً في الثانية و النصف بتوقيت جرينتش لتفسير خلفيات القرار. بعيداً عن ذلك، خفض بنك إنجلترا الفائدة البريطانية إلى 0.5% و هو أدنى المستويات منذ تأسيس البنك عام 1694 معلناً طباعة المزيد من النقد لشراء الأصول..

السيناريو الأسود:

شهد اقتصاد منطقة اليورو إلى انكماش بنسبة 1.5% عن الربع الرابع من 2008 مما يرجح أن المنطقة تعاني من درجة قاسية من الركود. كما انكمش القطاع التصنيعي إلى أدنى المستويات و بسرعة فائقة خلال في الشهر الماضي علاوة على تسجيل مستويات الثقة لأرقام غير مسبوقة فيما يتعلق بالهبوط و القفزات المتتالية التي شهدتها معدلات البطالة و غير ذلك من نوبات هبوط انتابت جميع القطاعات و العناصر المكونة للاقتصاد الأوروربي و التي جاء على رأسها انخفاض معدل التضخم ليصل إلى 1.1% أي أضعف المعدلات منذ 1999.

و من بين الأمثلة على الآثار المدمرة للركود في منطقة اليورو ما أعلنته شركة "BASF SE"، أكبر شركة كيماويات في منطقة اليورو، من خسائر فادحة أدت إلى إغلاق المصانع التابعة للشركة و إلغاء ما يزيد على 1500 وظيفة. بينما تعرضت شركة مجموعة KLM للطيران الفرنسي، مجموعة "فولكسفاجن AG" أكبر صانع سيارات في في المنطقة إلى أزمات خطيرة دفعت بالمجموعتين إلى تسريح آلاف العمال..

نظراً لما سبق لم يجد البنك المركزي الأوروبي بداً عن خفض توقعات النمو و التضخم حيث أشار ت توقعات المحللين إلى إمكانية خفض التوقعات فيما يتعلق بالنمو و التضخم الأوروبيين لتتحول تطلعات النمو إلى تطلعات انكماش بنسبة 2.2% خلال العام الجاري، بينما توقع البنك المركزي في ديسمبر الماضي انكماش لا يتجاوز نسبة الـ 0.5%..


إجرءات غير عادية:

إن مجرد خفض الفائدة وحده لا يكفي على الإطلاق للخروج من دوامة الركود، بل تظهر الحاجة الملحة في الوقت الحالي إلى إجرءات غير مألوفة من شأنها العمل على زيادة تدفقات الائتمان. كما صرح "أثانازيوس أورفانيديز"، عضو مجلس إدارة المركزي الأوروبي بأنه من الممكن أن يقوم البنك بالسير على خطى الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بإصدار أوراق مالية و سندات مما من شأنه العمل على دعم الاقتصاد و هو ما يتعارض مع منظور "تريشيه" الذي يقضي بأن مثل هذه الإجراءات من شأنها جذب الاقتصاد إلى الخلف لذا ينبغي تجنبها. كما أعلن عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، "أكسل فيبر"، أن البنك المركزي يختبر صلاحية جميع الخيارات المتاحة أمامه بما فيها شراء الأوراق التجارية مؤكدا على اتفاق أعضاء مجلس الإدارة على ذلك.





________________________________

المصدر: Bloomberg

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..

[رمضان غنيم]

مقال رائع يعرض وجهات نظر مختلفة ....

جزاكم الله خيراً