تقرير منتصف اليوم : خفض الفائدة لم يضع حداً لمعاناة اليورو والإسترليني

شهد كل من اليورو والإسترليني تراجعاً حاداً إثر صدور قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي وبنك أنجلترا حيث خفض كل منهما سعر الفائدة بمعدل 50 نقطة. فلقد هبط اليورو إثر تعليقات تريشيه الذي صرح فيها أن البنك المركزي سوف يناقش إمكانية إقرار تدابير غير قياسية على السياسة النقدية. على الرغم من ذلك، لم يتعهد تريشيه بأي من هذه الإجراءات بعد. كما ذكر تريشيه أيضاً أن اللجنة لم تقرر بعد ما إذا كان سعر الفائدة الحالي هو أدنى سعر لها، مما يرجح إمكانية إقرار المزيد من التسهيلات على سعر الفائدة. علاوة على ذلك، تمت مراجعة توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لتنخفض، حيث تتراوح بين -3.2% و -2.2% في 2009 و بين -0.7% و0.7% في 2010. كما تمت مراجعة توقعات التضخم لتنخفض حيث تتراوح بين 0.1% و 0.7% في 2009، وبين 0.6% و 1.4% في 2010.

على صعيد أخر، تراجع الإسترليني بشكل حاد مقابل الدولار إثر قرار بنك أنجلترا بخفض الفائدة بمعدل 50 نقطة إلى 0.50%. على الرغم من ذلك، أشار البنك في بيانه إلى أنه حتى بعد قرار خفض الفائدة اليوم لا تزال هناك مخاطر كبيرة للوصول بمعدل التضخم إلى 2% على المدى المتوسط. في الوقت ذاته، أعلن بنك أنجلترا عن برنامج لشراء أصول تقدر بـ 75 مليار إسترليني، كخطوة مبدئية في سلسلة التسهيلات المتعددة الأخرى التي تهدف دعم المعروض النقدي والإئتمان، والذي من شأنه أن يرفع معدل نمو الإنفاق إلى مستوى يتفق مع معدل التضخم المستهدف على المدى المتوسط. هذا وسوف يستغرق تنفيذ برنامج شراء الأصول حوالي ثلاثة أشهر. كما سيتم توجيه معظم التكلفة إلى شراء سندات الخزانة البريطانية طويلة ومتوسطة الأجل، بينما يتم توجيه باقي التكلفة إلى شراء سندات القطاع الخاص. وسوف يتحمل البنك مسئولية مراقبة مدى فعالية دعم المعروض النقدي والإئتمان، كما يقوم بتحديد سرعة ومعدل هذه المشتريات.

في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر الدولار فوق مستوى 89.4، وهو يقترب من ارتفاع هذا الأسبوع عند مستوى 89.62. بوجه عام، يواصل الدولار ارتفاعه، حيث بلغ مستوى الدعم 88.35. وفي حال تعدي المؤشر لمستوى 89.62، فإنه بذلك سوف يستهدف الحاجز النفسي عند مستوى 90. هذا وتتضح قوة الين، حيث أخفق كل من اليورو والإسترليني في الصعود مقابل الين، حيث تراجعا بحدة إثر إعلان قرارات الفائدة. وبالمثل تراجع زوج (الدولار/ين) دون مستوى 99، نتيجة لاتساع قاعدة شراء الين.

وعلى صعيد البيانات الأمريكية، سجلت إعانات البطالة 639 ألف بعد النتائج التي سجلتها في الأسبوع السابق والتي تمت مراجعتها إلى 679 ألف، ومقابل التوقعات التي أشارت إلى انخفاضه إلى 650 ألف. كما ارتفعت تكاليف العمالة للربع الرابع من عام 2008 بنسبة 5.7%، بينما انخفضت الإنتاجية على عكس التوقعات إلى -0.4%.وكذلك انخفضت تصريحات البناء الكندية إلى -4.6% في يناير.

في غضون ذلك، انكمشت أسعار المنازل بالمملكة المتحدة بنسبة 2.3% في فبراير، بعد أن ارتفعت بنسبة 1.9% في يناير. وعلى الصعيد السنوي، هبط المعدل الربع سنوي لأسعار المنازل بنسبة 17.75، والذي يمثل أكبر نسبة تراجع في 26 عام. هذا وقد أشارت النتائج إلى تدهور سوق العقارات بالمملكة المتحدة.

من ناحية أخرى، انخفضت مبيعات التجزئة الألمانية بنسبة 0.6% في يناير، مقارنة بالتوقعات التي أشارت إلى ارتفاعها بنسبة 0.2%. كما هبط المعدل السنوي للمبيعات بنسبة 1.3% مقابل التوقعات التي أشارت إلى تراجعه بنسبة 0.3%. ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا التراجع إلى عمق الركود في ألمانيا وارتفاع معدل البطالة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الهابط لعدة أشهر مقبلة. كما انكمش الناتج المحلي الإجمالي بالمنطقة الأوروبية بنسبة 1.5% في الربع الرابع من عام 2008 بعد تراجعه بنسبة 0.25 في الربع السابق، نتيجة لانكماش الاستهلاك المحلي ومعدل الطلب الخارجي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

المصدر : Action Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي