هل تصبح روسيا اكبر منتجي النفط في العالم بدلا من السعودية

[التحليلات والأخبار]

هناك العديد من التكهنات رسمها الخبراء الإقتصاديون الروس توقعوا فيها أن تعود لروسيا مكانتها التي تجردت منها عقب انهيار الإتحاد السوفيتي ولكن العوده هذه المرة ليست بفضل الترسانة النووية التي كانت تمتلكها فترتي السبعينات والثمانينات ، بل يتوقع الخبراء أن تلعب الطاقة في هذا العقد دورا متميزا في إعادة مكانة روسيا عالميا خاصة في ظل الاوضاع التي يعيشها الإقتصاد العالمي نظرا لشح المعروض من امدادات الطاقة مقارنة بالطلب العالمي ، ويحلم الخبراء الروس بأن تصبح روسيا منافس قوي للسعودية في الإمدادات النفطية لافتين إلى أن أعين اعداد متزايدة من الدول ستوجه الى روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم وصاحبة أكبر احتياط من الغاز الطبيعي كمورد طويل الاجل للنفط والغاز.

بينما يرفض الأمريكيون التسليم بذلك بالرغم من ترحيب الولايات المتحده وغيرها من الدول المستهلكه بهذا النمو في الصادرات الروسية للنفط بوصفه يشكل عاملا مخففا لاي تداعيات تتمخض عن اية تقلبات محتملة في الامدادات النفطية من جانب منتجي منظمة "اوبك" في منطقة الشرق الاوسط حيث يشكك الخبراء الإقتصاديون في أمريكا في قدرة روسيا على الاستفادة من هذه الميزة دوليا حسب قول المحلل الإقتصادي في واشنطن كليفورد كوبتشان الذي كان قد أشار إلى أن هناك حالة من الغطرسة في روسيا في الوقت الراهن بسبب النفط ، مضيفا أن الروس يقولون إن النفط سيعيد اليهم مكانتهم في العالم التي حرموا منها واردف قائلا "انهم مخطئون لأن ما سيسفر عن ذلك هو لعنة النفط وليس مكانة قوة عظمى" .

بطاقة رابحة

في هذا الصدد شدد الخبراء الروس على أهمية سعي روسيا الدؤوب لكسب ود الدول المستهلكة للطاقة لافتين إلى أن سعر النفط الخام الأميركي الخفيف قد سجل مستوى قياسيا بلغ 68 دولارا للبرميل هذا الاسبوع. وأعتبر اوسوليفان أن أسعار النفط وغيرها من المستجدات قد تعطي لروسيا بطاقة رابحة لم تكن تملكها منذ خمس سنوات .أما على الطرف الاخر يحذر بعض المحللين من أن روسيا قد تعطي الاخرين صورة مشوشة عن نفسها وقد تخسر بسرعة القدرة على رؤية تقلب مصدر ثروتها فيها وسط عالم يصعب فيه التنبؤ بأسعار النفط في الاجل الطويل .

الا أن الخبراء يرون أن روسيا تقف الان بين مطرقة ارتفاع العملة (الروبل) الامر الذي سيضر بالصناعة المحلية ، ومن جهة أخرى سندان الضرائب الفادحة على عائدات النفط التي ستحد من تشجيع الشركات على الإستثمار في أعمال تنقيب وانتاج جديدة .

القضية الرئيسية المتعلقة بمستقبل النفط الروسي في نظر الخبراء هي كيفية تعظيم العائدات من الموارد القابلة للاستغلال من ناحية ، وكيفية استغلال هذه الموارد لإفادة المجتمع بوجه عام من ناحية أخرى .

منافسة السعودية

وعلى الصعيد ذاته يبدو أن سعر 60 دولارا للنفط هو كل ما تحتاج اليه روسيا لزيادة انتاجها زيادة كبيرة ومنافسة السعودية لتصبح أكبر منتج في العالم وذلك حسبما يتطلع الخبراء الروس الذين لفتوا إلى أن المشكلة الرئيسية التي قد تواجه تحقيق ذلك الهدف تكمن في أن أغلب العائدات الاضافية توجه للحكومة وليس للقطاع النفطي. ويرى الخبراء انه ليس هناك في الوقت الراهن ما يحفز شركات النفط على الاستثمار، مشددين على ضرورة وجود نظام ضريبي يوفر حوافز للمنتجين من القطاع الخاص لينتجوا كنوع من الاستجابة لارتفاع الاسعار.كما أعرب الخبراء عن اسفهم من عدم قدرة روسيا على منافسة السعودية كمنتج مرن يتحكم في انتاج النفط صعودا وهبوطا حسب ارادته للتأثير على مستويات اسعار الخام العالمية. وعزا الخبراء ذلك التغير في استخدام الطاقة الانتاجية بالدرجة المتاحة في السعودية لاعتبارات فنية ومناخية لا يمكن فيها رفع الانتاج وخفضه بسهولة. فالبرد الشديد في سيبيريا حيث تتركز أغلب ثروة روسيا النفطية يجعل من المستحيل عمليا خفض او زيادة امدادات النفط حسب الرغبة استجابة لتقلبات الطلب.

الخبراء اكدوا أنه اذا ارادت روسيا أن تكون المورد الرئيسي للنفط لاوروبا فيجب ان تمضي قدما في انشاء بنية أساسية للتوريد موجهة للاسواق التي تستهدفها.

وعلى النقيض يرى خبراء أخرون أنه رغم ارتفاع انتاج روسيا من النفط الا أن معدل نمو الانتاج ظل ضعيفا مقارنة بالنمو القوي في السنوات الاخيرة. فقد فاق الانتاج من النفط الخام الشهر الماضي المستوى القياسي المرتفع السابق في يونيو حزيران 9.43 مليون برميل بعد أن ظل راكدا عند حوالي 9.3 مليون ب-ي من سبتمبر ايلول 2004 الى مايو ايار 2005 وذلك بسبب ارتفاع الضرائب وانهيار شركة النفط العملاقة يوكوس. غير ان الانتاج في يوليو كان أعلى قليلا مما كان عليه الشهر نفسه من العام الماضي وارتفع اكثر قليلا من ثلاثة في المئة في السبعة الاشهر الاولى من العام الى ما متوسطه 9.35 مليون برميل. وفي الفترة من يناير كانون الثاني الى يوليو تموز من العام 2004 بلغ الانتاج في المتوسط 9.05 مليون برميل يوميا.

ويقل هذا كثيرا عما كان عليه الحال في السنوات الاخيرة حينما كان الانتاج ينمو بمعدل يزيد على عشرة في المئة. ويقول محللو الصناعة ان ركود الانتاج ثمانية اشهر جعل من المستحيل تحقيق حتى الهدف الاولي للانتاج. وقد تباطأ نمو الانتاج مع كل شهر منذ بداية عام 2005 حيث بلغ 3.6 في المئة في الفترة من يناير الى يونيو و3.9 في المئة في الفترة من يناير الى مايو و4.3 في المئة من يناير الى ابريل نيسان مقارنة بما كان عليه قبل عام. وفي عام 2004 كله زاد الانتاج بنسبة تسعة في المئة وفي عام 2003 بنسبة 11 في المئة

ويربط المحللون ركود الانتاج بعدة عوامل منها انهيار شركة النفط العملاقة يوكوس التي تم تأميم وحدتها الرئيسية للانتاج لدفع متأخرات ضريبية مستحقة قيمتها 27.5 مليار دولار. ولا تملك الشركة أموالا للاستثمار في حقولها الباقية. وكانت ارقام الانتاج النفطي الاقل من المتوقع في روسيا من العوامل الاساسية للارتفاع الكبير لاسعار النفط العالمية هذا العام اذ لا تستطيع منظمة اوبك زيادة امدادات المعروض النفطي كثيرا لمسايرة الطلب المتنامي ولاسيما من دول مثل الصين والهند. وكانت انتاج النفط قاطرة النمو الاقتصادي في روسيا اذ ارتفعت بنسبة تزيد على 50 في المئة منذ عام 1999 لكن تباطؤ نموه قد يفسد خطط الرئيس فلاديمير بوتين لمضاعفة حجم الاقتصاد بحلول العقد القادم. ومن ناحية أخرى أظهرت بيانات وزارة الطاقة الثلاثاء أن صادرات شركة تراسنفت الروسية من النفط عبر خطوط الانابيب الممتدة الى اوروبا والموانيء زادت بمقدار 70 الف برميل يوميا في يوليو تموز مقارنة مع يونيو حزيران لتصل الى متوسط 4.29 مليون يوميا. وتحتكر ترانسنفت خطوط انابيب النفط الروسية. ولاتزال الصادرات تقل عن أعلى مستوى على الاطلاق وهو 4.6 مليون برميل يوميا الذي سجلته ترانسنفت في مايو 2005

(محيط)

مع تحيات فريق اخبار المتداول العربي

[ابو ابراهيم]

معلومات رائعة جداً نشكركم عليها .