انقاذ بنك أوف أمريكا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[منير الخالدي]

إنقاذ بنك أوف أمريكا قرار الحكومة الأمريكية بتقديم دعم مالي بقيمة 20 بليون دولار لبانك أوف أمريكا و ضمان ‏الأصول المتعثرة بقيمة 118 بليون دولار ساهمت في طمأنت المستثمرين بأن مبادرات الحكومة قد تكون ‏كفيلة بتفادي انهيار الأسواق المالية مما أعادا بعضا من شهية المخاطرة اليوم...
‏بينما تنتظر الأسواق بيانات التضخم، الإنتاج الصناعي و الثقة التي في حال ظهرت بأسوأ من التوقعات ‏فهذا سيعمق من خسائر الدولار.‏

هذا و مهد أيضا الأمس مجلس النواب الأمريكي الطريق للخطة المالية بقيمة 825 بليون دولار للرئيس ‏الجديد باراك أوباما الذي سيتولى دفة القيادة الأسبوع المقبل و التي تستهدف تحفيز الإنفاق و ‏تخفيضات ضريبية من شأنها أن تمنع الاقتصاد من أن يشهد المزيد من التدهور في نشاطاته الاقتصادية ‏خاصة أن هذه الخطة من شأنها أن تقوم بتوفير ما يقارب 4 مليون وظيفة.‏

هذه المبادرات للحكومة الأمريكية قد تكون كفيلة في تحقيق الاستقرار في الولايات المتحدة التي تعاني ‏من كساد منذ أشهر و قد تعيد بعضا من الثقة التي تراجعت منذ أن تفاقمت الأزمة الائتمانية في أكبر ‏اقتصاد في العالم إذ من المتوقع اليوم أن يتعمق تراجع ثقة المستهلكين حسب مؤشر جامعة ميشيغان ‏إلى 59.0 في شهر كانون الثاني من السابق 60.1 و ذلك أن شهد الاقتصاد ارتفاعا في مستويات البطالة ‏إلى الأعلى لها في 15 عاما فيما خسر الاقتصاد في آخر شهرين من العام الماضي أكثر من 1 مليون ‏وظيفة.‏

و تبعا قرار الحكومة الأمريكية بتقديم دعم مالي لبانك أوف أمريكا ارتفعت الأسهم الأمريكية في نهاية ‏جلسة تداولات الأمس بفعل الآمال في أن الركود لن يشتد أكثر لذا فقد ارتفع مؤشر داوجونز الصناعي ‏عند الإغلاق 12.67 نقطة أي 0.15 % الى 8212.81‏‎ ‎نقطة، و صعد مؤشر ستاندارد اند بورز 1.12 نقطة ‏أي 0.13 % الى 74 .843 نقطة، فيما ارتفعت مؤشر ناسداك المجمع 22.20 نقطة أي 1.49 % الى ‏‏1511.84 نقطة‏‎.‎

الحوافز المالية للحكومة الأمريكية أسواق الأسهم الآسيوية أيضا للارتفاع هذا اليوم، حيث صعد مؤشر ‏نيكاي 225 للأسهم اليابانية بنسبة 2.58% إلى 8230.15 نقطة خاصة أنه لاقى المزيد من الدعم من ‏تراجع الين بعد ارتفاع شهية المخاطرة و زاد الإقبال على الاقتراض بالين الأمر الذي ساهم في ارتفاع ‏أسهم الشركات المصدرة، بينما ارتفاع مؤشر هانج سينج بنسبة 0.45% و ارتفع مؤشر ‏CSI 300 ‎‏ ‏للأسهم الصينية بنسبة 1.81% بعد أن تزايدت التوقعات من أن تقوم الحكومة الصينية أيضا بتبني خطة ‏مالية جديدة لدعم النمو المتباطئ منذ تراجع الصادرات.‏

عودة شهية المخاطرة ساهمت اليوم في دعم اليورو الذي حقق خسائر الأمس بعد قرار تخفيض سعر ‏الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي إلى 2.00% من 1.00% فيما أقر السيد تريشي أن المخاطر نحو ‏الأسفل على الاقتصاد تتمثل و أن الضغوطات التضخمية من شأنها أن تستمر في التراجع حتى منتصف ‏العام الحالي، و دعم الجنيه كذلك الذي ما زالت فائدة أعلى من عملات أخرى مما يشجع شرائها في ‏فترات الإقبال على تجارة العائد.‏

هذا و تترقب الأسواق إلى آخر بيانات هذا الأسبوع ففي الوقت الذي تقتصر فيه البيانات من القارة ‏الأوروبية على الميزان التجاري الأوروبي لشهر تشرين الثاني المتوقع أن يرتفع الفائض إلى 1 بليون يورو ‏من السابق 0.9 بليون يورو، و لكن التركيز سيكون على البيانات التي ستصدر من الولايات المتحدة حيث ‏سيكون تقرير التضخم ذو أهمية بالنسبة للمستهلكين لأنه كلما تراجعت الأسعار كلما تشجعوا على ‏الإنفاق.‏

حيث من المحتمل أن تتراجع تكلفة المعيشة في كانون الأول إلى -0.9% و للشهر الثالث على التوالي ‏من السابق -1.7% بينما على الصعيد السنوي قد تتراجع إلى -0.2% من السابق 1.1% و ذلك من أن ‏تراجع الاستهلاك إثر انخفاض الدخل كنتيجة لارتفاع البطالة على الرغم من موسم الأعياد الذي كان من ‏المفترض أن يحفز الإنفاق في كانون الأول و أيضا بسبب تراجع أسعار النفط التي قلل من تكلفة إنتاج ‏العديد من السلع و هذا ما تبين من خلال تقرير أسعار المنتجين الأمس عندما تبين أن الأسعار عند أبواب ‏المصانع تراجعت إلى -1.9% في كانون الأول.‏

الإنتاج الصناعي أيضا من المتوقع أن يستمر في التراجع في كانون الأول ليصل إلى -1.0% من السابق -‏‏0.6% إذ أن تراجع الصادرات و الاستهلاك يدفع بالمصانع لتخفيض إنتاجيتها و هذا و يدفعها لتقليص ‏الأيادي العاملة لديها، حيث من المتوقع أن يصل معدل استغلال الطاقة إلى 74.5% من السابق 75.4%، ‏حيث نجد أن القلق الآن متجهة نحو التباطؤ في قطاعات الاقتصاد أكثر مما هو عليه على تراجع الأسعار ‏التي قد تبدأ قريبا تسجل تقلصا في مستويات التضخم لأن الهدف الرئيس في الوقت الحالي هو تحفيز ‏الاستهلاك الذي يشكل ثلثي الاقتصاد و الذي من خلاله سيلقى النمو الاقتصادي الدعم المترقب...‏

[منير الخالدي]

هل سنرى الاسواق تتحرك للاحسن في عهد اوباما الاسبوع القادم

الرجاء الافاده من الاخوان