النتائج 1 إلى 2 من 2
- 08-01-2009, 02:00 PM #1
في الحرب على غزة مؤشرات يجب ألا نتجاهلها
في الحرب على غزة مؤشرات يجب ألا نتجاهلها
[ 08/01/2009 - 08:49 ص ]عصام علي
الحرب الإجرامية البشعة التي تقودها الدولة العبرية العنصرية على قطاع غزة وعلى مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني كل ذنبهم أنهم يريدون أن يعيشوا مثل باقي شعوب العالم في حرية وأمان ولكن العالم كله يعاقبهم على خيارهم الديمقراطي الذي طالما بشرنا به الغرب على الدوام ولكن لهذه الحرب مؤشرات يجب أن تبقى ماثلة في الأذهان خصوصا أن الذاكرة العربية والإسلامية أصبحت ضعيفة للغاية وهشة لدرجة أنها لا تستطيع حتى إدراك البديهيات. من هذه المؤشرات:
أولا: الحروب الإسرائيلية الأمريكية الحالية تتم بشراكة عربية
الحروب الإسرائيلية الحالية تتم بشراك عربية بعد أن انتهى عصر التواطؤ العربي منذ زمن ودخلنا للمرحلة الأسوأ وهي مرحلة الشراكة والتحريض على قتل المدنيين والنساء والأطفال. في السابق كانت تتم الحروب على الأمة العربية والإسلامية في ظل الشراكة الأوربية الأمريكية مع العدو الصهيوني أما الآن فحروب أمريكا وإسرائيل تتم بمشاركة ومباركة عربية إسلامية. فالحرب على أفغانستان تمت من خلال دعم لوجستي ومخابراتي وعسكري على أعلى مستوى والغريب والفاجع أن هذا التعاون وهذه الشراكة معلنة وغير خفية لدرجة أن دولا عربيا تكفلت بالأعمال القذرة مثل حبس أسرى النظام الأمريكي في حربه ضد أفغانستان والقاعدة وطالبان في سجونها تحت الأرض وقامت نيابة عن الولايات المتحدة بتعذيب هؤلاء الأسرى لنيل اعترافات ومعلومات هامة وحساسة تساهم في حرب أمريكا في أفغانستان. ثم كان التحريض العربي والإسلامي على النظام العراقي ودفع الأمريكان دفعا لإزالة النظام العراقي السابق في عهد صدام حسين. ثم كانت الطامة الكبرى في حرب تموز عام 2006 حيث كانت التحريضات علنية فجة والمواقف ليس بها مواربة بل والحرب الإعلامية على الطرف العربي والإسلامي فاجرة وعاهرة من قبل أنظمة طالما أدعت ظلما وزورا انتسابها للقومية العربية والشريعة الإسلامية وادعت جسيم التضحيات من أجل قضايا الأمة العادلة. وقُتل المسلمون بدم بارد في لبنان دون أن تحرك هذه الأنظمة ساكنا حتى بدت علامات النصر لحزب الله تلوح في الأفق فكان التغير في المواقف تكتيكيا لا عن قناعة في الرؤى والأهداف. ثم كانت الفضيحة مدوية في الشراكة العربية الفجة والتعاون المفرط والمغرق في الظهور في الحرب الخالية على غزة وما سبقها من أحداث وإظهار أقصى درجات العداء لكل ما هو إسلامي أو مقاوم ولعل تعليق أحد المعلقين الإسرائيليين على ذلك بالقول "إن من يتابع الإعلام المصري يظن أن الحرب بين مصر وحماس وليست بين إسرائيل ومصر" والموقف السعودي لم يبتعد كثيرا عن هذا الموقف ولكنه بدا خجلا بعض الشيء لكن في العمق هو نفس الموقف. إذاً تحول العرب وخصوصا دول الجوار إلي طوق نجاة لإسرائيل التي لم ينفك قادتها في الإعلان عن أنهم يؤدون المهمة القذرة في إقصاء حماس والمقاومة عن الساحة نيابة عن الدول العربية في محور "الاعتدال" من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل وهي التصريحات التي لم يرد عليها أو ينفيها الجانب العربي المذكور.
ثانيا: غياب الإستراتيجية العربية
خرجت علينا الدول العربية أو بالأحرى منظرو هذه الأنظمة من المنافقين والمرجفين وعبد الطاغوت أثناء حرب لنبان بأن الحرب في لبنان ضد حزب الله هي حرب مقدسة للتصدي للمد الشيعي. ونسيت هذه الأنظمة وهؤلاء الأقزام أن المد الشيعي زاد يوم تحول النظام السني في العراق رغم كل التحفظات عليه إلى نظام شيعي ذي مرجعية إيراينة كما قال الرئيس مبارك يوما. فجأة تحولت الأنظمة الكارهة للإسلام والمسلمين والتي لا تريد "إمارة إسلامية على حدودها" ولكنها ترضى بإمبراطورية صهيونية ودولة يهودية نقية كما قال بوش وغيره تحولت في لحظة إلى داعم رئيسي لأهل السنة والجماعة وأبدت مخاوفها من مد شيعي. ولهؤلاء نقول أين الإستراتجية العربية لمواجهة هذا المد الشيعي في حين يبدو حزب الله الطرف الوحيد القادر على مواجهة إسرائيل ولا يخاف منها ولا من أمريكا ويصير حسن نصر الله بطلا قوميا إسلاميا في نظر ملايين البشر في العالم العربي والإسلامي يفي بما يقول ويقهر الصهاينة المرة بعد الأخرى بينما تنزوي أنظمة وجيوش خلف وهم السلام والخيار الإستراتيجي تحت مسمى الواقعية السياسية في وقت الاقتصاد العالمي ينهار بسبب سياسة الولايات المتحدة وفي وقت تتهاوي فيه القدرة الأمريكية والصهيونية في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين على يد جماعات وحركات صغيرة محاصرة ومضيق عليه من الصديق قبل العدو وليس من قبل جيوش وقادة وزعامات. ففي حين تسعي إيران لامتلاك السلاح النووي الذي تملكه إسرائيل لتحاصرنا كلا الجهتين بين فكي كماشة كما يبدو تبدو الدول العربية متمسكة بالرهان على الأمريكان الذين بدؤوا يترنحون تحت ضربات المال والعسكر والتخبط السياسي للإدارة السابقة. هذه الأمر الذي يطرح الثقة في قواعد اللعبة السياسية التي تنتهجها الأنظمة العربية ويدعوها لإعادة تقييم التجربة وتغيير سلسلة التحالفات آخذة في الاعتبار الكثير من المعطيات على الأرض خصوصا أن هزيمة المحور المقاوم للولايات المتحدة وإسرائيل سوف يستدعي بالضرورة تغييرا جذريا في الخريطة السياسية للعالم العربي وتغيير أنظمة وحكومات ظلت قابضة على الحكم لمدة حوالي نصف قرن أو يزيد وليت الزعماء العرب ينظرون لما حدث "لمشرف" على سبيل المثال رغم أنه كان الحليف المثالي لأمريكا في حربها على "الإرهاب".
ثالثا: تآكل قدرة إسرائيل على الردع :
المتابع للشأن الإسرائيلي وحروبها الأخيرة بدأ من خروجها من لبنان عام 2000 ثم هزيمتها المذلة في لبنان 2006 وحربها الحالية ضد المقاومة في غزة ذات الأرض المنبسطة الخالية من الجبال والمزارع الكثيفة وبعد أعوام من حصار وإنهاك ومن خلال شراكة عربية معلنة وسافرة يلاحظ أن قوة الردع الإسرائيلية في تراجع بشكل خطير وهو ما حدا بعمر موسي أن يعلن "إن عصر الجيش الذي لا يقهر ولى" وكلمات الرئيس الفرنسي "ساركوزي" ذات الدلالة بأن "المعركة في القطاع لن تُحل عسكريا". والدليل القوي على هذا وهو أمر لا يحتاج إثباتا هو أن إسرائيل تريد الآن قوات تحميها من صواريخ المقاومة وتريد أن تحقق ذلك من خلال قرارات أممية وبتعاون وتنسيق مصري فرنسي أمريكي وهو الأمر الذي سعى له الكيان الصهيوني بعد فشل الحرب على لبنان عام 2006. المؤشرات كلها تدل على أن إسرائيل التي يخاف منها الزعماء العرب غير قادرة على حماية نفسها من المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين وهو ما أعطى مؤشرا قويا على ضعف النظام الصهيوني على مستوي القدرات العسكرية ويضاف إليه تردي الحالة النفسية للجندي الصهيوني الذي يتم جره إلي المعركة جرا كما تؤكد التقارير المستقلة وما يرشح من معلومات من الجانب الصهيوني وللأسف يرى هذا العالم كله باستثناء الزعماء العرب في دول "الاعتدال العربي". نعم لدى إسرائيل قدرة كبيرة على التدمير والضرر ولكنها في النهاية غير قادرة على إنهاء الصراعات الحربية لصالحها بينما كانت تقوم بذلك في أيام أو ساعات ضد جيوش ودول ولكنها غير قادرة على خوض حروب طويلة المدى. هذا الأمر الذي يستدعي في النهاية ضرورة البدء في انتهاج سياسة جديدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل من منطلق خسائر الجانبين على الأرض وبناء أرضية مشتركة للتعامل مع الملف السياسي في فلسطين من وجهة نظر مغايرة للسياسة الحالية لكبري الدول العربية والاعتراف بالأمر الواقع على الأرض.
رابعا: محاولة الحصول من السياسة على ما لم يحققه الصهاينة من الحرب :
تحاول الدولة الصهيونية حاليا وفي ظل تراجع قوة تهديداتها بسبب ما يجري على الأرض تحقيق انتصارات في مجال السياسة مستندة إلي نفس القوى التي تساندها حربيا خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والمجموعة الأوربية والرباعية الدولية تحاول الحصول بالسياسة على ما لم تحصل عليه من خلال الصواريخ والمدفعية والقصف الجوي والهجوم البري خصوصا أن التجربة الصهيونية في جنوب لبنان لا زالت ماثلة في أذهان الصهاينة والخوف من الذهاب إلي طريق اللاعودة في فلسطين وضد حماس التي يعتقد الصهاينة أنها الطرف الأضعف في التحالف المناوئ لإسرائيل وأمريكا في المنطقة. ولهذا ظهرت على الفور تلك المبادرة المصرية المدعومة أمريكيا والمرضي عنها صهيونيا والمقبولة فرنسيا والتي تقضي في النهاية بوضع مراقبين وتضييق كل سبل تهريب السلاح إلى القطاع وهو أمر شديد الصعوبة ووقف الصواريخ الفلسطينية التي طالما نعتها الكثيرون بأنها عبثية. المطلوب حاليا هو وقف تسلح المقاومة تماما من خلال مراقبة دولية إن لم يكن من خلال قوات دولية وإعادة القطاع إلي سلطة عباس المنتهية ولايته بحلول التاسع من يناير 2009 والذي يحق له الرئاسة بعده هو الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي حسب القانون الأساسي الفلسطيني (الدستور). وعباس والنظام المصري منسجمان تماما في رفض أي نوع من أنواع المقاومة ويؤمنان بضرورة المفاوضات إلي يوم القيامة. المبادرة المصرية التي تلقى الدعم الغربي والعربي المستلم تريد الحصول بالسياسة على ما لم تحصل عليه إسرائيل ومصر وأمريكا من خلال الحرب. صحيح أن المبادرة تقترح رفع الحصار وفتح المعابر بضمانات دولية بعد فشل مصر في كسب ثقة حماس والفصائل الفلسطينية في قدرتها على إلزام إسرائيل بأي بند في التهدئة السابقة لكن هناك جهود حثيثة تسعي لإجهاض نجاحات المقاومة والعبث بكل التضحيات التي قدمها أهل غزة في العدوان الأخير. إذا الواضح أن مصر لم تستفد من التجربة الحالية كما لم تستجب من تجربة حرب تموز 2006 وأنها ضالعة بشكل أكبر في محاولة كسب الطرف الإسرائيلي للحرب ولو من الجانب السياسي وتلعب مصر هنا بورقة هام وهي الحدود المصرية مع قطاع غزة حيث تسيطر إسرائيل على كل الحدود الأخرى للقطاع وهو ما يرتهن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية للقرار المصري حيث الرئة الوحيدة والمتنفس الباقي للقطاع
خامسا: دور الشعوب لازال ضئيلا ومتناهيا في الضعف
لا زال صوت الشارع العربي والإسلامي خافتا للغاية ولا يكاد يصل إلي أذان الساسة في كثير من الدول العربية خصوصا في محور "الاعتلال" الاعتدال العربي المزعوم. فقبضة الأمن لا تزال تخيف الناس كثيرا كما أن الجماعات الإسلامية شرقا وغربا لا تجد لها معونة تذكر من الشارع في حين أنها لا تريد أن تصل إلى حد القطيعة مع الأنظمة لما قد يضر ذلك بالجماعات والأنظمة وتحميل هذه الجماعات المسئولية كما حملت الأنظمة حماس مسئولية الأحداث في غزة!!! والحقيقة التي تتأصل كل يوم في الضمير الجمعي الشعبي هي أن الحائل أمام آمآل الأمة في غد مشرق وحر وكريم هي هذه الأنظمة التي شاخت في مواقعها والتي رهنت مواقفها السياسية بأعداء الأمة ولا تكاد تفعل شيئاً سوى الحفاظ على كراسيها التي أصابنا منها لعنة جديدة هي لعنة التوريث في كثير من هذه الدول. الشارع العربي والإسلامي بات في قطاع منه لا منتمٍ لقضايا الأمة المصيرية عربيا أو إسلاميا كما تم الفصل عند البعض بين ما هو إقليمي وعربي وإسلامي وبين ما هو وطني، بمعنى أن أحد الخطوات الهامة التي نجحت فيها الأنظمة هي التركيز بل وتأجيج الجانب الوطني لدى المواطن العادي المسحوق تحت هراوة الأمن واللاهث وراء لقمة العيش وتقديمه على فكرة الجهاد والعروبة والإسلام.
سادسا: التطور الهائل في إمكانيات المقاومة
لكن اللافت للنظر أيضا هو هذا التطور الهائل في بنية وإمكانية المقاومة والتطوير الحادث في تقنياتها رغم ظروف الحصار وقلة التمويل. أنا هنا لا أتحدث عن قدرات المقاومة فقط على بث الرعب بين صفوف المستوطنين وسكان المدن حتى البعيدة عن تل أبيب من خلال الصواريخ ولكني أتحدث أيضا عن تكتيكات المقاومة وتعقيدها كما صرح بذلك الصهاينة أنفسهم فلم يعد هم المقاوم فقط هو إيقاع الضرر بالعدو مقابل استشهاده بل تم تطوير هذا المفهوم لمحاولة إيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو ثم الخروج سالما إن كان هذا ممكنا وهذا ما يفسر قلة الخسائر البشرية في الجانب العسكري الفلسطيني ولولا المباغتة التي ساهمت دولة عربية كبيرة فيها لما خسرت حماس هذا الكم الكبير من القوة التنفيذية (الشرطة الفلسطينية) ولما كانت الخسائر في الأرواح بهذا العدد الكبير. والدليل على التطور الهائل في أمكانيا ت المقاومة هو هذا التخبط الصهيوني والإمعان في ضرب المدنيين وخصوصا الأطفال للضغط على المقاومة ولإلحاق أكبر ضرر نفسي بها. إن فكرة الأنفاق والطريقة التي قاتل بها حزب الله في لبنان هي طريقة تمثل إرهابا شديدا للجندي الصهيوني مما يمثل عائقا كبيرا أما كسر الإرادة الفلسطينية المقاومة. كما أن التطور التقني الذي قامت به المقاومة في الدخول على بث القناة الثانية والعاشرة الإسرائيليتين والبث عليهما وعلى الإذاعة الصهيونية والتنصت على الجيش الصهيوني هو تطور هام وحساس ومؤثر نفسيا وتنظيميا وحربيا. كما أن تكتيك المقاومة الحالي من خلال الحفاظ على امكانياتها وروحها العالية وذخائرها من أجل الدخول في حرب طويلة المدى، إذا كان الأمر كذلك بل وبث الرعب في نفوس الجنود الصهاينة هو أمر مثير للإعجاب بالفعل. كما أظهرت هذا الرعب عمق ودراية كبيرة لدى جنود المقاومة بالداخل الصهيوني وبأساليبه الحربية بل تم مباغتته بطرق جديدة أعترف بها العدو علانية.
سابعا خيار المقاومة خيار لا حيدة عنه:
مما تشي به الأحداث الأخيرة كذلك هو أن المقاومة هي الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بعدما ظهر جليا للجميع أن المفاوضات عبثية تهدف إلى الركض في المكان لا أكثر وأن الوعود التي تقدمها الإدارة الأمريكية لا تساوي الورق الذي تكتب عليه. فقد مضى عام 2008 دون أن يتحقق الوعد بدولة فلسطينية حتى ولو مشوهة أو مبتورة الأوصال وسيغادر بوش غير مأسوف عليه البيت الأبيض دون أن يترك شيئا لعباس وجماعته للبناء عليه سوى ذكريات أليمة ومشاهد مفجعة لا تشي إلا بحقد كبير وأباطيل أكبر. فالمقاومة فقط هي القادرة على فك الحصار وعلى تأسيس دولة فلسطينية مؤقتة على حدود ما قبل يونيو 1967 وليس هناك أمل في أي شيء آخر حيث لا يوجد لدى المفاوضين ما يقدمونه أما أصحاب البنادق فأنهم يقاتلون ويفاوضون وهكذا.
ثامنا: سياسة المحاور والأحلاف:
من تجليات العدوان الحالي هو تجلي سياسة المحاور والأحلاف حيث يبرز محور الاعتدال العربي "مصر والسعودية والأردن" من جهة ومحور الممانعة "سوريا وإيران وحزب الله وحماس". الحلف الأول يبقي دائما أسير السياسة الأمريكية وحليفتها المفضلة إسرائيل وهو يقدم كل الخدمات المجانية لهما بينما يبقي الحلف الآخر يقدم للمقاومة في لبنان ما يتيسر من عون ودعم سياسي ومالي وربما عسكري لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة. وفيما يبدو في المدى المنظور أن الهوة سوف تزداد بين الفريقين طالما رضخ الطرف الأول للإملاء الإسرائيلي والأمريكي ورضي بنزوات أمريكا وإسرائيل التي لا تنتهي والتي لا تجر على هذا الحلف سوى مزيد من التباعد عن شعوبه وهو ما يضع هذه الأنظمة في خطر شديد من رياح التغيير الداخلي. وتركيا التي تدخل كوسيط جديد في المنطقة والتي هرعت إليها مصر عندما بدأ الزمام يخرج من يديها وفقدت الثقة الحمساوية بعد صدمة الضربة الجوية في أول أيامها وبعد التحميل الظالم لها من قبل الإعلام المصري الرسمي للمسئولية عن المجازر الإسرائيلية تركيا تجد لنفسها دورا هاما في النزاع وتحيطها حماس بثقة كبيرة وتتعاطف تركيا أردوغان مع غزة في حين تتعاطف مصر مع إسرائيل وتبدو كلمات تركيا أقوى من كلمات كل الدول العربية في التنديد بالمجازر الصهيونية بل تجد تركيا ترحيبا من قطاع كبير من المثقفين والعلماء الشرفاء في الأمة ودعوة للتدخل بدلا من الإدارة المصرية التي وضعت كل بيضها في السلة الأمريكية والإسرائيلية مما يفقد النظام المصري قدرا كبيرا من الحيوية على الصعيد الفلسطيني وهو الأمر الذي قد يفقد مصر البريق أمام السيد الأمريكي فتخسر الورقة الأساسية المتبقية لها بعد أن حصلت السعودية وقطر على النصيب الأوفر من القضايا العربية في المنطقة في ظل تراجع كبير للدور المصري ..
فصل الخطاب:
إن العدوان السافر على غزة هو دليل إدانة جديد للنظام العالمي والأممي وهو ما يحدو بنا أن نبحث عن بدائل جديدة وآليات أخرى للتعامل مع قضايانا كما أن العدوان على غزة أسقط الأقنعة عن الوجوه فبدأ كل طرف على حقيقته وظهر المرجفون والمنافقون في ثوبهم الحقيقي ولم يعد ممكنا سوق التبريرات على تخاذلهم وهوانهم على أنفسهم وعلى الناس. كما سمح العدوان الأخير على غزة للمقاومة بالتعبير عن نفسها وبيان قدرتها على البناء السياسي والإصلاح إذا أُتيحت لها الفرصة وتم رفع الحصار كما ظهرت قدراتها على الصمود كما وضح العدوان الأخير للمرة المليار حجم الحقد الذي يكنه الصهاينة لكل ما هو فلسطيني وعربي وإسلامي فلم ينج من عدوانهم الحجر ولا الشجر ولا الأطفال والنساء والشيوخ ولم تنج دور العبادة ولا المدارس ولا حتى سيارة الإسعاف والأطباء حقا أنهم أعداء البشر والبشرية. كما أظهر العدوان التعاون السافر والشراكة الدنيئة بين الغرب وبين أنظمة عربية إسلامية ضد الخيارات الديمقراطية للشعوب بدافع الحقد الصليبي في الغرب والخوف من عدوي الديمقراطية في الدول العربية. كما تدل هذه الهجمة التترية الهمجية على القطاع عن تآكل قوة الردع لدى إسرائيل بعد أن تجرعت الهزيمة في لبنان وبعد أن فشلت أمريكا في العراق وأفغانستان.
- 08-01-2009, 05:43 PM #2
رد: في الحرب على غزة مؤشرات يجب ألا نتجاهلها
صح لسانك أستاذ طاهر
المواضيع المتشابهه
-
ــــــــــ الحرب بينك و بين صانع السوق ، و الحرب بينك و بين صانع خسائرك ــــــــــ
By خالد الفهد in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 15آخر مشاركة: 12-06-2008, 02:21 AM -
سؤال للخبراء:يعني أيه مؤشرات الارتداد,مؤشرات الترند,مؤشرات الفلتره ؟
By magedology in forum برمجة المؤشرات واكسبرتات التداول - Experts Advisor EAمشاركات: 2آخر مشاركة: 13-10-2006, 12:03 AM -
سؤال للخبراء:يعني أيه مؤشرات الارتداد,مؤشرات الترند,مؤشرات الفلتره ؟
By magedology in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 2آخر مشاركة: 13-10-2006, 12:03 AM