النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية محمد معمو
    محمد معمو غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الإقامة
    سـوريا __ قـطـر __
    المشاركات
    542

    افتراضي هذا جزء من كتاب تذكير المؤمنين بأقوال الصالحين

    هذا جزء من الكتاب الذي أجمعه من مدة وسوف أنشره حين أن أنتهي من جمعه بإذن الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    761. لما حضر الموتُ الحسنَ دخل عليه رجال من أصحابه فقالوا له: يا أبا سعيد زودنا منك كلمات تنفعنا بهن، قال: إني مزودكم ثلاث كلمات ثم قوموا عني ودعوني ولما توجهت له: ما نهيتم عنه من أمر فكونوا من أترك الناس له، وما أمرتم به من معروف فكونوا من أعمل الناس به، واعلموا أن خطاكم خطوتان: خطوة لكم وخطوة عليكم، فانظروا أين تغدون وأين تروحون.


    قال الحسن: رحم الله امرءاً عرف ثم صبر ثم أبصر فبصر، فإن أقواماً عرفوا فانتزع الجزعُ أبصارَهم فلا هم أدركوا ما طلبوا ولا هم رجعوا إلى ما تركوا؛ اتقوا هذه الأهواء المضلة البعيدة من الله التي جماعها الضلالة وميعادها النار، لهم محنة، من أصابها أضلته، ومن أصابته قتلته؛ يا ابن آدم دينك دينك فإنه هو لحمك ودمك، إن يسلم لك دينك يسلم لك لحمك ودمك، وإن تكن الأخرى فنعوذ بالله، فإنها نار لا تطفى وجرح لا يبرأ وعذاب لا ينفد أبداً ونفس لا تموت؛ يا ابن آدم إنك موقوف بين يدي ربك ومرتهن بعملك، فخذ مما في يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك الخبر، إنك مسؤول ولا تجد جواباً؛ إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه.


    767. قال الحسن بن حماد: سمعت أبي حماداً يقول: دخلت البصرة فسألت مرحوم العطار: هل بقي من جلساء الحسن أحد؟ فقال: بقي شيخ، فأتيته، فقلت له: رحمك الله إن رأيت أن تحدثني بعض كلام الحسن فأتعظ به، فقال: كان الحسن كثيراً ما يقول في كلامه: يا ابن آدم نطفة بالأمس وجيفة غداً، والبلى فيما بين ذلك يمسح جنبيك؛ كأن الأمر يعنى به غيرك؛ إن الصحيح من لم تمرضه الذنوب؛ وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا؛ وإن أكثركم ذكراً للآخرة أنساكم للدنيا؛ وإن أنسى الناس للآخرة أكثرهم ذكرا للدنيا؛ وإن أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر؛ وإن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه؛ وإن العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب.

    770. قالَ أبو عمران الجوني: ما من ليلة تأتي إلا وتنادي: اعملوا في ما استطعتم من خيرٍ فلن أرجعَ اليكم إلى يوم القيامة


    قال قتادة: مكتوب في التوراة ابن آدم أرزقك وتعبد غيري! ابن آدم تعمل بعمل الفجار وتبتغي ثواب الأبرار! ابن آدم تجتني من الشوك العنب! كما تدين تدان، كما تزرع تحصد، ابن آدم كما ترحم ترحم، ابن آدم كيف ترجو رحمة الله وأنت لا ترحم عباده؟! ابن آدم تدعو إلي وتفر مني؟!



    777. قال مالك: أتيت على قبر فإذا عليه مكتوبٌ:
    يا أيها الركب سيروا إن غايتكم
    أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
    حُثُّوا المطايا وأَرْخُوا مِن أزمتها
    قبل الممات وقَضُّوا مـا تقضونا
    كنـا أناساً كمـا كنتـم فغيَّـرنا
    دهرٌ فسوف كما كنـا تكونـونا



    779. دخل سليمان بن عبد الملك المدينةَ حاجاً فقال: هل بها رجلٌ أدركَ عِدّةً من الصحابة؟ قالوا: نعم، أبو حازم، فأرسلَ إليه، فلما أتاه قال: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟! قال: وأيُّ جفاءٍ رأيتَ مني يا أميرَ المؤمنين؟! قال: وجوه الناس أتوني ولم تأتني! قال: والله ما عرفتَني قبل هذا ولا أنا رأيتُكَ فأي جفاءٍ رأيتَ مني؟! فالتفتَ سليمان إلى الزهري فقال: أصاب الشيخُ وأخطأتُ أنا! فقال: يا أبا حازم ما لنا نكرهُ الموتَ؟! فقال: عمَّرتم الدنيا وخرَّبتم الآخرة فتكرهون الخروجَ من العمران إلى الخراب! قالَ: صدقتَ؛ فقال: يا أبا حازم ليت شعري ما لنا عند الله تعالى غداً؟ قال: اعرض عملَك على كتاب الله عز وجل، قال: وأين أجده من كتاب الله تعالى؟ قال: قال الله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) ، قال سليمان: فأين رحمة الله؟! قال أبو حازم: قريبٌ من المحسنين؛ قال سليمان: ليت شعري كيف العرضُ على الله غداً؟ قال أبو حازم: أما المحسن كالغائب يَقْدم على أهله، وأما المسيء كالآبق يُقْدَمُ به على مولاه؛ فبكى سليمان حتى علا نحيبُه واشتد بكاؤه! فقالَ: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح؟ قال: تدعوأ عنكم الصلَفُ وتمسكوا بالمروءة وتقسموا بالسوية وتعدلوا في القضية، قال: يا أبا حازم وكيف المأخذ من ذلك؟ قال: تأخذه بحقه وتضعه بحقه في أهله، قال: يا أبا حازم من أفضل الخلائق؟ قال: أولوا المروءة والنهى، قال: فما أعدل العدل؟ قال: كلمة صدق عند من ترجوه وتخافه، قال: فما أسرع الدعاء إجابة؟ قال: دعاء المحسن للمحسنين، قال: فما أفضل الصدقة؟ قال: جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها منٌّ ولا أذى، قال: يا أبا حازم من أكيس الناس؟ قال: رجلٌ ظفرَ بطاعة الله تعالى فعمل بها ثم دل الناس عليها، قال: فمن أحمق الخلق؟ قال: رجلٌ اغتاظ في هوى أخيه وهو ظالم له فباع آخرته بدنياه، قال: يا أبا حازم هل لك أن تصحبنا وتصيب منا ونصيب منك؟ قال: كلا، قال: ولمَ؟ قال: إني أخاف أن أركنَ إليكم شيئاً قليلاً فيذيقني الله ضعفَ الحياة وضعفَ الممات ثم لا يكون لي منه نصيراً؛ قال: يا أبا حازم ارفع إليَّ حاجتَكَ، قال: نعم، تدخلني الجنةَ وتخرجني من النارِ، قال: ليس ذاك إليَّ! قال: فما لي حاجة سواها؛ قال: يا أبا حازم فادعُ الله لي؛ قال: نعم، اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا والآخرة، وإن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى

    دخل أبو حازمٍ على أميرِ المدينةِ فقالَ لهُ: تكلَّم، فقالَ لهُ: أُنظرِ الناسَ ببابِكَ، إنْ أدنيتَ أهلَ الخيرِ ذهبَ أهلُ الشرِّ، وإنْ أدنيتَ أهلَ الشرِّ ذهبَ أهلُ الخيرِ.


    800. دخل سابقٌ البربريُّ على عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ فقالَ لهُ: عظني يا سابق وأوجز، قال: نعم يا أميرَ المؤمنينَ، وأُبْلِغُ إن شاءَ الله، قال: هاتِ، فأنشده:
    إذا أنتَ لم ترحلْ بزادٍ مِن التُّقى
    ووافيتَ بعـدَ الموتِ مـَنْ قد تزودا
    ندمتَ على أن لا تكونَ شـركتَه
    وأرصدتَ قبلَ الموتِ ما كانَ أرصدا
    فبكى عمر حتى سقط مغشياً عليه.

    806. قال بلالٌ بن سعد: أربعُ خصالٍ جارياتٌ عليكُم منَ الرحمنِ مع ظلْمِكم أنفسَكم وخطاياكم: أمّا رزقُهُ فدارٌّ عليكُم؛ وأما رحمتُه فغيرُ محجوبةٍ عنكم؛ وأما سترُهُ فسابغٌ عليكم؛ وأما عقابُه فلم يعجَّلْ لكم؛ ثم أنتم على ذلكَ لاهونَ تجترئون على إلهكم؛ أنتم تَكَلَّمونَ ويوشكُ اللهُ تعالى يتكلمُ وتسكتون ، ثم يثورُ من أعمالِكم دُخَانٌ تسوَدُّ منه الوجوه، فـ(اتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) ؛ عبادَ الرحمنِ لو غفرتْ لكم خطاياكم الماضيةُ لكانَ فيما تَستقبلونَ شغلٌ، ولو عملتم بما تعلمونَ لكنتم عبادَ الله حقاً.

    809. قال الحسن: اذا كنت آمراً بالمعروف فكن من آخذِ الناس به، وإلا هلكت؛ واذا كنت ممن ينهى عن المنكر فكن من أنكر الناس له، والا هلكت

    815. جاء رجل من مراد إلى أويس القرني [المرادي] فقال: السلام عليكم؛ قال: وعليكم [السلام]؛ قال: كيف أنت يا أويس؟ قال: بخير، نحمد الله؛ قال: كيف الزمان عليكم؟ قال: ما تسأل رجلاً إذا أمسى لم ير أنه يصبح وإذا أصبح لم ير أنه يمسي؟ يا أخا مراد إن الموت لم يبق لمؤمن فرحاً؛ يا أخا مراد إن معرفة المؤمن بحقوق الله لم تُبْقِ له فضة وذهباً؛ يا أخا مراد إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقاً؛ والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداء، ويجدون على ذلك من الفساق أعواناً ، حتى والله لقد رموني بالعظائم؛ وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق.

    829. قال صالح بن زنبور: سمعت أم الدرداء تقول: من وعظ أخاه سراً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.

    869. روى هشام بن حسان عن الحسن ومحمد قالا: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم. (الطبقات 7/172)
    870. عن سعيد بن عامر قال: سمعت جدي أسماء يحدث قال: دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء فقالا: يا أبا بكر نحدثك؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومن عني أو لأقومنه؛ فقام الرجلان فخرجا. (الشريعة 2047)
    871. قال صالح المري: دخل رجل على ابن سيرين وأنا شاهد ففتح باباً من أبواب القدر، فتكلم فيه؛ فقال ابن سيرين: إما أن تقوم، وإما أن نقوم.

    900. قال مجاهد: ما من مرض يمرضه العبد إلا ورسول ملك الموت عنده حتى إذا كان آخر مرض يمرضه العبد أتاه ملك الموت فقال: أتاك رسول بعد رسول فلم تعبأ به؛ وقد أتاك رسول يقطع أثرك من الدنيا.

    902. قال الحسن البصري: اللهم لا تجعلني ممن إذا مرض ندم، وإذا استغنى فُتِن وإذا افتقر حزِن.

    عن عبد الله بن المبارك عن سفيان قال: كان يقال: ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة

    909. قال وهب بن منبه: ينزل البلاء ليستخرج الدعاء. (الشكر ص46)
    910. قال عونٌ بن عبد الله: إنَّ الله ليُكرِهُ عبدَهُ على البلاءِ كما يُكرِهُ أهلُ المريضِ مريضَهم وأهلُ الصبيِّ صبيَّهم على الدواءِ ويقولونَ: اشربْ هذا فإنَّ لكَ في عاقبتِهِ خيراً.

    911. قال الحسن: كان داود النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم لا مرض يضنيني ولا صحة تنسيني، ولكن بين ذلك

    قالت الحكماء: كفاك بصحتك سقماً وبسلامتك داء.
    وقال حميد بن ثور في بعض قصائده:
    أرى جسدي قد رابني بعد صحة وحسبك داء أن تصح وتسلما
    وأنشد بعض الأدباء:
    كانـت قناتي لا تلين لغامـز وألانها الإصبـاح والإمساء
    ودعوت ربي بالسلامة جاهداً لمعيشـتي فإذا السلامة داء
    وردت هذه المنقولات الثلاثة في (عقلاء المجانين) (ص7).

    922. قال رجل للحسن: مات فلان فجأة! فقال: لو لم يمت فجأة لمرض فجأة ثم مات.
    931. قال الربيع بن صبيح: قلنا للحسن: يا أبا سعيد عظنا فقال: إنما يتوقع الصحيح منكم داء يصيبه والشاب منكم هرماً يفنيه والشيخ منكم موتاً يرديه؛ أليس العواقب ما تسمعون؟! أليس غداً تفارق الروح الجسد؟! المسلوب غداً أهله وماله، الملفوف غداً في كفنه، المتروك غداً في حفرته، المنسي غداً من قلوب أحبته الذين كان سعيه وحزنه لهم؛ ابن آدم نزل بك الموت فلا تُرى قادماً ولا تجيء زائراً ولا تكلم قريباً ولا تعرف حبيباً، تنادَى فلا تجيب، وتسمع فلا تعقل؛ قد خربت الديار وعطلت العشار وأيتمت الأولاد؛ قد شخص بصرك وعلا نفسك واصطكت أسنانك وضعفت ركبتاك وصار أولادك غرباء عند غيرك.
    933. كان الحسن يقول في موعظته: المبادرة عباد الله المبادرة؛ فإنما هي الأنفاس، لو قد حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تقربون بها إلى الله عز وجل؛ رحم الله امرأ نظر لنفسه وبكى على ذنوبه ثم يقرأ هذه الآية (إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً) ؛ ثم يبكي ويقول: آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخولك في قبرك.

    934. قال عبد الواحد بن صفوان: كنا مع الحسن في جنازة فقال: رحم الله امرءاً عمل لمثل هذا اليوم، إنكم اليوم تقدرون على ما لا يقدر عليه إخوانكم هؤلاء من أهل القبور، فاغتنموا الصحة والفراغ قبل يوم الفزع والحساب.

    الحذر والمبادرة والمداومة على العبادة، وأخذ الدين بقوة
    941. قال الحسنُ: رحِمَ اللهُ رجلاً لم يَغُرَّهُ كَثرَةُ ما يرى من كثرة الناس، ابنَ آدمَ إنكَ تموتُ وحدَكَ، وتدخُلُ القبْرَ وحدكَ، وتُبعثُ وحدكَ، وتُحاسبُ وحدكَ، ابنَ آدمَ وأنتَ المَعْنِيُّ وإياكَ يُراد.
    992. خطب عمر بن عبد العزيز فقال: إن الدنيا ليست بدارِ قرارِكم؛ دارٌ كتب الله عليها الفناءَ، وكتب على أهلِها منها الظعنَ؛ فكم عامر موثَّق عمّا قليلٍ مخرَّبٌ، وكم مقيم مغتبِط عما قليلٍ يظعنُ؛ فأحسنوا رحمكم اللهُ منها الرحلةَ بأحسنَ ما يحضركم من النقْلةِ، وتزودوا فإنَّ خيرَ الزاد التقوى؛ إنما الدنيا كفيءِ ظلالٍ قَلَصَ(أي ارتفع) فذهبَ؛ بينا ابنُ آدمَ في الدنيا ينافسُ فيها وبها قرير العينِ إذ دعاه اللهُ بقدَرِهِ ورماه بيومِ حتفِه، فسلبَه آثارَه ودنياه، وصيَّر لقومٍ آخرينَ مصانعَه ومَغْناه ؛ إنَّ الدنيا لا تسرُّ بقدَرِ ما تضرّ؛ إنها تَسُرُّ قليلاً وتجرُّ حزناً طويلاً.
    997. قال الأوزاعي: سمعت بلال بن سعد يقول: أيها الناس إنكم لم تخلقوا للفناء وإنما خلقتم للبقاء وإنما تنقلون من دار إلى دار كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام ومن الأرحام إلى الدنيا ومن الدنيا إلى القبور ومن القبور إلى الموقف ومن الموقف إلى جنة أو نار.
    1016. قال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبة قل: لا إله إلا الله، فقال: يا بني خلِّ عني فإني في وردي السادس أو السابع

    1017. قالَ رجاء بن حيوة لعَدِيٍّ بنِ عدي ولمعنٍ بنِ المنذرِ يوماً وهو يعظُهما: انظرا الأمرَ الذي تحبّانِ أن تلقيا الله عليهِ فخذا فيه الساعةَ، وانظرا الأمرَ الذي تكرهانِ أن تلقَيا اللهَ عليهِ فدعاه الساعة

    1018. قال خالد بنُ معدان: إذا فُتِحَ لأحدِكم بابُ خيرٍ فليسرعْ إليهِ فإنه لا يدري متى يُغلقُ عنه.

    1020. قال عمر بن عبد العزيز في خطبته: لا تغرنكم الدنيا والمهلة فيها، فعن قليل عنها تُنقلون، وإلى غيرها ترتحلون، فاللهَ عبادَ اللهِ في أنفسكم، فبادِروا بها الفوت قبل حلول الموت، فلا يطولنَّ بكم الأمد، فتقسو قلوبكم، فتكونوا كقومٍ دُعوا إلى حظهم فقصروا عنه بعد المهلة، فندموا على ما قصروا عند الآخرة، ثم نحب وهو على المنبر.

    1069. قيل لابن يزيد الرقاشي: أكان أبوك يتمثل من الشعر شيئاً؟ قال: كان يتمثل:
    إنا لنفرح بالأيـام نقطعــها وكل يوم مضى يدني من الأجل

    1078. ذُكرت الدنيا عند الحسن فقال:
    أحلامُ نوْمٍ أو كظلٍّ زائلِ إنَّ اللبيبَ بمثلها لا يُخدَعُ

    1102. قال الحسن: كان يضرب مثل ابن آدم مثل رجل حضرته الوفاة فحضر أهله وعمله فقال لأهله: امنعوني قالوا إنما نمنعك من أمر الدنيا فأما هذا فلا نستطيع أن نمنعك منه فقال لماله: أنت تمنعني؟ قال: إني كنت زيناً زينت في الدنيا أما هذا فلا أستطيع أن أمنعك عنه، قال: فوثب عمله فقال: أنا صاحبك الذي أدخل معك قبرك وأزول معك حيثما زلت؛ قال: أما والله لو شعرت لكنت آثر الثلاثة عندي؛ قال الحسن: فالآن فآثروه على ما سواه.

    1104. قال الحسن: ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها إلا كرجلٍ نام نومةً فرأى في منامه ما يحب ثم انتبه. (ذم الدنيا 249)

    1118. قال عون في قوله عز وجل (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) قال: إن ناساً يضعونها على غيرِ موضعِها؛ إنما هيَ: أقبِلْ على طاعة ربِّك وعبادته . (4/247)

    1119. قال مجاهد في قوله تعالى (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) قال: عمرك أن تعمل فيه لآخرتك. (اقتضاء العلم العمل ص97)

    1122. قال الحسن: إذا رأيتَ الرجلَ ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة. (ذم الدنيا 465)

    1123. قال الحسن: علامة حب الدنيا أن يكون دائمَ البطنة قليلَ الفطنة، همه بطنه وفرجه؛ فهو يقول في النهار: متى يدخل الليل حتى أنام؟ ويقول في الليل: متى أصبح من الليل حتى ألهو وألعب وأجالس الناس في اللغو وأسأل عن حالهم؟ (فيض القدير 2/78)

    1130. قال الحسن في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ) : والله ما ضربهم بعصا ولا قهرهم على شيء إلا أنه دعاهم إلى الأماني والغرور. (زاد المسير 6/450)

    1131. قال الحسن: ما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس. (دقائق التفسير 2/136)

    1147. قال مالك: إن الله جعل الدنيا دار مفر والآخرة دار مقر فخذوا لمقركم من مفركم وأخرجوا الدنيا من قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم؛ ففي الدنيا حييتم ولغيرها خلقتم؛ إنما مثل الدنيا كالسم أكله من لايعرفه واجتنبه من عرفه، ومثل الحية مسها لين وفي جوفها السم القاتل يحذرها ذوو العقول ويهوي إليها الصبيان بأيديهم. (صف3/285)

    1156. قال شميط: كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن، وكل يوم تستوفي من رزقك؛ قد أعطيت ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك! لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع! فكيف [لا] يستبين للعالم جهلُ من قد عجز عن شكر ما هو فيه وهو مغتر في طلب الزيادة؟! أم كيف يعمل للآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقضي فيها رغبته؟! فالعجب كل العجب لمصدق بدار الحق وهو يسعى لدار الغرور. (3/129)

    1157. كان محمد بن كعب القرظي يقول: الدنيا دار فناء ومنزل بلغة، رغبتْ عنها السعداء، وأسرعت من أيدي الأشقياء، فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها، هي المعذبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علْمها جهل، وغناؤها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دول. (3/213)

    1163. قال سفيان بن عيينة: سمعت أبا حازم يقول: أوحى الله عز وجل إلى الدنيا من خدمك فأتعبيه ومن خدمني فاخدميه. (الزهد الكبير ص65)

    1166. قال وهْبٌ بن منبه: مثَلُ الدنيا والآخرة مثلُ ضرتينِ: إنْ أرضيتَ إحداهما أسخطتَ الأخرى . (4/51)
    1167. قال ميمون بن مهران: الدنيا كلها قليل، وقد ذهب أكثر القليل، وبقي قليل من القليل . (ذم الدنيا 80 وانظر رقم 99 منه)
    كراهةُ الموتِ وحبُّه
    1181. قال رجل للحسن: إني أخاف الموت وأكرهه؟! فقال: إنك خلفت مالك، ولو قدمته لسرك اللحاق به. (أدب الدنيا والدين ص220-221)

    1202. قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يحدث عن الحسن قال: أربع من أعلام الشقاء: قسوة القلب وجمود العين وطول الأمل والحرص على الدنيا . (ذم الدنيا 36)

    1206. قال الحسن: الدنيا ثلاثة أيام؛ أما أمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلك أن لا تدركه، فاليوم لك فاعمل فيه. (الزهد الكبير ص196)

    1209. قال الحسنُ: ابنَ آدمَ إنما أنت أيامٌ، كلما ذهب يومٌ ذهبَ بعضُك. (2/148 ومختصر منهاج القاصدين ص77)

    1212. بينا سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أتيَ بحجرٍ منقوشٍ فطلبَ من يقرأه له، فأتي بوهب بن منبه فقرأه فإذا فيه: ابنَ آدم إنك لو رأيتَ قربَ ما بقي من أجلِكَ لزهدتَ في طويل أملِكَ ولرغبتَ في الزيادة من عملك، ولقصَّرتَ من حرصِك وحيلِك، وإنما يلقاكَ غداً ندمُكَ وقد زلت بكَ قدمُكَ وأسلمَكَ أهلُكَ وحشمُك، فبانَ منك الوليد القريب، ورفضك الوالدُ والنسيب، فلا أنتَ إلى دنياكَ عائد، ولا في حسناتك زائد، فاعمل ليومِ القيامةِ قبلَ الحسرةِ والندامة؛ فبكى سليمان بكاء شديداً. (4/69)

    1215. عن سويد الكلبي أن زر بن حبيش كتب إلى عبد الملك بن مروان كتاباً يعظه فيه، فكان في آخر كتابه: ولا يطمعنك يا أمير المؤمنين في طول الحياة ما يظهر من صحة بدنك فأنت أعلم بنفسك واذكر ما تكلم به الأولون:
    إذا الرجال ولدت أولادها وبليـت مـن كبر أجسادها
    وجعلت أسقامها تعتادها فتلك زروع قد دنا حصادها

    1220. قال صلة بن أشيم لمعاذة: ليكن شعارك الموت فإنك لا تبالين على يسر أصبحت من الدنيا أم على عسر. (صف3/219)
    1221. قال شميطٌ بن عجلان: مَن جعلَ الموتَ نصْبَ عينيهِ لم يبالِ بضيقِ الدنيا ولا بسعتِها. (3/129)

    1226. قال الحسن: ما أكثر عبد ذكر الموت إلا رأى ذلك في عمله ولا أطال الأمل عبد قط إلا أساء العمل . (الزهد ص269)

    1227. قال الحسن: ما ألزم عبدٌ قلبَه ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عنده وهان عليه جميع ما فيها. (شرح الصدور ص22)
    1228. عن الأوزاعي قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رحمه الله برسالة لم يحفظها غيري وغير مكحول: أما بعد فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ومن عد كلامه من عمله قل كلامه فيما لا ينفعه. (الصمت ص61)

    1231. دخلَ عنبسةُ بنُ سعيدٍ بنِ العاص على عمرَ بن عبد العزيز فقال: يا أميرَ المؤمنينَ إنَّ منْ كانَ قبلَك منَ الخلفاءِ كانوا يُعطونَ عطايا منعتناها! ولي عيالٌ وضيعةٌ أفتأذنُ لي أن أخرجَ إلى ضيعتي وما يُصلِحُ عيالي؟! فقال عمر: أحبُّكم إلينا من كفانا مؤنتَه! فخرجَ مِن عندِه فلما صار عندَ الباب قالَ عمر: أبا خالد، أبا خالد! فرجعَ فقالَ: أكثرْ مِن ذكرِ الموتِ فإنْ كنتَ في ضيقٍ من العيشِ وسَّعه عليكَ، وإن كنتَ في سعةٍ من العيشِ ضيقَه عليك. (5/265)


    انتظروني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    6,347

    افتراضي رد: هذا جزء من كتاب تذكير المؤمنين بأقوال الصالحين

    موضوع رائع بارك الله فيك .

  3. #3
    الصورة الرمزية تاكايا
    تاكايا غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الإقامة
    UK
    المشاركات
    1,679

    افتراضي رد: هذا جزء من كتاب تذكير المؤمنين بأقوال الصالحين

    احسن الله اليك واعانك على انهاء ما بدات به

المواضيع المتشابهه

  1. تفضلوا اجمل كتاب(رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين)
    By pipsniper in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-01-2009, 11:15 PM
  2. فاستحقوا لقب الصالحين
    By إبراهيم الســــويفي in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-12-2007, 06:56 PM
  3. ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين
    By جابر عثرات الكرام in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-07-2007, 03:35 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17