واشنطن (ا ف ب) - اعتبرت لجنة اميركية انه "من المرجح" ان يستخدم ارهابيون اسلحة نووية او بيولوجية خلال السنوات الخمس المقبلة مؤكدة ان باكستان هي الحلقة الاضعف في الامن العالمي.
وقالت اللجنة المؤلفة من اعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في تقرير بعنوان "العالم في خطر" انه اذا لم يتم القيام بتحرك عاجل "فمن المرجح استخدام سلاح دمار شامل في هجوم ارهابي يشن في مكان ما من العالم بنهاية 2013".
وحذر التقرير الذي طلبه الكونغرس ويستند الى ستة اشهر من الابحاث ادارة الرئيس المنتخب باراك اوباما المقبلة من ان "هامش اميركا المتعلق بالسلامة يتقلص".
وقال البيت الابيض انه من المقرر ان يتم عرض التقرير على الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء وكذلك على نائب الرئيس المنتخب جو بايدن حسب ما افاد مسؤولون من فريق اوباما الانتقالي.
وقالت لجنة "منع انتشار اسلحة الدمار الشامل والارهاب" التي اعدت التقرير ان المخاطر الرئيسية هي الانتشار السريع للتكنولوجيا النووية في دول مثل باكستان وايران وضعف الامن في قطاعات التكنولوجيا البيولوجية في العالم اجمع.
ورغم ان باكستان هي حليف مقرب من الولايات المتحدة الا ان عدم قدرتها على السيطرة على قطاعات من اراضيها اضافة الى حالة عدم الاستقرار السياسي والازمة مع جارتها الهند كلها عوامل تجعل منها اخطر دولة اسلامية.
وقال التقرير انه "اذا كنا سنضع خارطة للارهاب واسلحة الدمار الشامل اليوم فسيتبين ان كافة الطرق تؤدي الى باكستان".
واضاف التقرير "هناك خطر كبير من ان تكون (باكستان) مصدرا لهجوم ارهابي على الولايات المتحدة وربما باستخدام اسلحة دمار شامل".
وفي حديث على شبكة "سي ان ان" الاخبارية وصف السناتور السابق بوب غراهام احد معدي التقرير باكستان بانها "مكان تتقاطع فيه عاصفة هوجاء".
وقالت اللجنة ان احتمال حصول الارهابيين على اسلحة بيولوجية هو اعلى من احتمال حصولهم على سلاح نووي محذرا من ان التهديدات "تتطور بوتيرة تسبق ردنا".
الا انه ورغم رسالة التقرير بان الولايات المتحدة غير مستعدة فقد رحب البيت الابيض بالتقرير الذي وصفه بانه برهان على سجل بوش الامني القوي.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزيل انه "تحت قيادة الرئيس بوش تم احراز تقدم كبير في ضمان امن اسلحة الدمار الشامل في العالم وحماية مواطنينا من هجوم باستخدام سلاح دمار شامل".
وقللت عضو الكونغرس جين هارمان الديموقراطية التي ترأس لجنة الامن القومية الفرعية لتقييم الاستخبارات ومخاطر الارهاب من اهمية هذه التحذيرات.
وجاء في بيانها "حان وقت التوقف عن الخوف" واضافت "علينا توعيه وتثقيف الشعب الاميركي لا ان نرعبه بتفاصيل مخيفة حول تهديدات محتملة على وطننا ... وقد عمل الكونغرس في الحقيقة الكثير لتقليل واضعاف خطر تهديد الاسلحة النووية".
وترأس اللجنة الديموقراطي غراهام وعضو الكونغرس السابق الجمهوري جيمس تالنت.
وفي تصريح عقب اصدار التقرير اكد غراهام توقعات اللجنة المخيفة في مقابلة مع شبكة سي ان ان الاخبارية.
وقال ان فرص منع الارهابيين من الحصول على مثل هذه الاسلحة المخيفة يصبح "اقل واقل ... وكل ما يتطلبه الامر هو تحول عدد من العلماء الى ارهابيين".
وكان الكونغرس كلف اللجنة اعداد التقرير في عام 2007 في اطار الرد الامني على هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
واشتمل التقرير على توصيات تستهدف الادارة الاميركية المقبلة من بينها تحسين حماية مخزونات اليورانيوم والبلوتونيوم وتعزيز الاجراءات ضد عصابات التهريب النووي.
كما اوصى التقرير بتشديد ضوابط معاهدة الحد من الانتشار النووية وتسهيل حصول الدول الملتزمة بتطوير التكنولوجيا النووية السلمية فقط على الوقود النووي اضافة الى منع الدول التي لديها مفاعلات نووية مثل ايران وكوريا الشمالية من الحصول على امكانية تخصيب اليورانيوم او معالجة البلوتونيوم.
كما اوصت اللجنة بتعزيز الاجراءات الامنية في المعاهد والمختبرات الوطنية التي تعمل في مجال المواد البيولوجية. ونصحت اللجنة بعقد مؤتمر دولي للدول التي لديها صناعات تكنولوجيا حيوية.
كما اكدت اللجنة على ضرورة تامين المواد النووية والبيولوجية في باكستان والحد من انتشار سباق التسلح في اسيا والاتفاق مع روسيا على تمديد الاحكام الاساسية المتعلقة بالمراقبة من معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية التي سيتنهي العمل بها في عام 2009.
كما اوصت اللجنة بانشاء منصب استشاري في البيت الابيض للحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل