نشوة المكاسب تذوب تدريجيا مع حلول النظرة الواقعية

[التحليلات والأخبار]

الاقتصادية - سجلت الأسهم الأمريكية والأوروبية تراجعاً واسعاً يوم أمس في الوقت الذي تحولت فيه الأنظار من النصر الذي حققه باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى الآفاق السلبية بصورة متزايدة للاقتصاد العالمي.

قال هوارد ويلدون، وهو محلل استراتيجي أول لدى مؤسسة بي جي سي بارتنرز BGC Partners، إن الأسهم تتوقف "لإلقاء نظرة واقعية" على الأمور بعد المكاسب القوية التي حققتها يوم الثلاثاء.

وقال: "يبدو أن النشوة لم تدم طويلاً لدى أسواق الأسهم حول العالم التي تحدق فيما تعتقد بصورة متزايدة أنه فترة طويلة ممتدة من الركود الاقتصادي العالمي". وقد أعطت بيانات قطاع الخدمات على جانبي الأطلسي صورة قاتمة وعمقت من الحجة الداعية إلى المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من البنوك المركزية.

بالإضافة إلى ذلك شعر المستثمرون بفأل سيئ مع ظهور تقرير يشير إلى هبوط حاد في قطاع التوظيف في الولايات المتحدة في الشهر الماضي في أرقام العاملين في القطاعات غير الزراعية.

قال معهد إدارة العرض في الولايات المتحدة إن مؤشره للنشاط في القطاعات غير التصنيعية هبط إلى 44.4 في الشهر الماضي، بعد أن كان 50.2 في أيلول (سبتمبر). وقد انخفض مؤشر التوظيف من 44.2 إلى 41.5.

في منطقة اليورو تقلص نشاط قطاع الخدمات للشهر الخامس على التوالي في تشرين الأول (أكتوبر)، وبأسرع معدل للهبوط في تاريخ المسح الاستبياني الذي بدأ قبل عشر سنوات.

كذلك فإن مؤشر قطاع الخدمات في بريطانيا، الذي وصل إلى مستويات متدنية قياسية أصلاً، هبط مرة أخرى في الشهر الماضي.

تتوقع الأسواق أن يقوم كل من البنك المركزي الأوروبي والمركزي البريطاني بتخفيض أسعار الفائدة هذا اليوم الخميس.

قالت فيكي ريدوود من كابيتال إيكونومكس إن التدهور الحاد في التقرير البريطاني يمكن أن يكون كافياً لقلب الموازين لصالح تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس كاملة من البنك المركزي البريطاني.

وقالت: "هذه الأرقام تعطيناً دليلاً آخر على أن بريطانيا تدخل الآن في طور من الركود الاقتصادي العميق. ومهما يحدث اليوم، فإن أسعار الفائدة بحاجة إلى الهبوط إلى مستويات متدنية للغاية".

تحركت أسواق العقود الآجلة لاحتساب احتمال مقداره 40 في المائة في أن تنخفض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة لتصل إلى 3.5 في المائة.

وظهرت دلائل ذلك في أسواق المال، على شكل توسع في الفرق بين سعر فائدة ليبور على قروض الإسترليني لأجل ثلاثة أشهر وبين عقود التأمين على قروض الليلة الواحدة. هبط سعر الفائدة على قروض الدولار لأجل ثلاثة أشهر للمرة الثامنة عشرة على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى له منذ نحو أربع سنوات.

تعرضت أسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية لهبوط حاد في أعقاب المكاسب القوية الأخيرة. هبط مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 بمقدار 2.2 في المائة، وبذلك عكس خطاً من المكاسب المتصلة على مدى ست جلسات من التداول. بحلول منتصف اليوم في نيويورك هبط مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 2.1 في المائة.

في حين أن مؤشر نيكاي 225 في طوكيو ارتفع بمقدار 4.2 في المائة ليقفل عند أعلى معدل في اليوم، إلا أن معظم أسواق الأسهم الآسيوية الأخرى قلمت المكاسب التي سجلتها في الفترة الأخيرة. أقفل مؤشر هونج كونج على ارتفاع مقداره 3.2 في المائة، وارتفع مؤشر سيئول بمقدار2.4 في المائة.

في أسواق العملات ألقت البيانات المقلقة عن الاقتصاد الأمريكي بثقلها على الدولار. هبط الدولار بمقدار 0.8 في المائة في مقابل اليورو، و 0.5 في المائة في مقابل الين، وحتى أنه تراجع أمام الإسترليني، على الرغم من ازدياد الحديث حول قيام البنك المركزي البريطاني بإجراء تخفيض كبير في أسعار الفائدة اليوم.

هبطت الكرونا السويدية بصورة حادة بعد نشر محاضر اجتماع البنك المركزي الآيسلندي والتي كشفت عن التقييم المتدني للغاية للاقتصاد العالمي والسويدي.

لم تشهد السندات الحكومية الأمريكية تغيراً يذكر في الوقت الذي انشغل فيه المستثمرون بانتصار الديمقراطيين.

لم يتغير العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، حيث بقي عند 3.72 في المائة. وفي أوروبا كذلك بقي العائد على سندات الحكومة الألمانية لأجل عشر سنوات على حاله عند 3.77 في المائة.