(CNN) -- لليوم الثاني على التوالي، واصلت أسواق المال الآسيوية وفي منطقة المحيط الهادئ، تدهورها وهبوطها الحادي في حالة باتت أشبه بأمواج المد العاتية "تسونامي"، في أعقاب يوم درامي مثير في الوول ستريت، التي شهدت انخفاضاً بأكثر من 500 نقطة.

ففي تعاملات منتصف الظهيرة في طوكيو، انخفض مؤشر "نيكاي"، الذي يعد ثاني أكبر الأسواق العالمية، مقترباً من 5 في المائة، بينما انخفض مؤشر All Ordinaries الأسترالي بحدود 4 في المائة، وهو حال مؤشر تايوان، الذي انخفض بحدود 3 في المائة.

وحتى الآن، مازال مؤشر "كوسبي" الكوري الجنوبي هو أكثر الخاسرين، مسجلاً خسائر بحدود 8 في المائة، بينما انخفض مؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ حوالي 5 في المائة.

وجاء هذا الانخفاض في الأسواق الآسيوية بعد يوم على خسارة مؤشر داو جونز الصناعي في نيويورك، الذي بلغ متوسط خسائره حوالي 514 نقطة، أو ما يعادل 5.7 في المائة، ما يعد سابع أسوأ خسارة في تاريخ المؤشر.

ولحقت داو جونز بذلك بالخسائر التي افتتحتها الأسواق الآسيوية ثم امتدت لتشمل الأسواق الأوروبية الرئيسية، حيث خسر مؤشرا فايننشال تايمز 100 البريطاني و"داكس" الألماني بنسبة 4.5 في المائة، في خسر مؤشر "كاك 40" الفرنسي 5.1 في المائة.

أما عربياً، فقد عصفت موجة تراجع جديدة بأسواق المال العربية الأربعاء، وسط مخاوف من اتجاه الاقتصاد والنظام المالي العالميين إلى مزيد من التراجع، بالإضافة إلى بيوع استعجلت جني أرباح تحققت من ارتفاع دام نحو أربعة أيام في عدد من البورصات.

وكان التراجع الأسوأ في مصر، التي فقد مؤشرها الرئيسي (كيس 30) نحو تسعة في المائة من قيمته، ليهوي إلى مستوى 5112 نقطة، فيما أظهر مؤشر "هيرميز" للأسهم المصرية تراجعا بنحو ستة في المائة.

وفي السعودية، لم تستطع أكبر بورصة عربية في هذه الأجواء مواصلة مشوار تعويض الخسائر، بل على العكس، عاود مؤشرها تحقيق خسائر كبيرة، أفقدته 3.7 في المائة من قيمته الأربعاء، لينهي جلسة التداول عند مستوى 6160 نقطة، خاسرا 236 نقطة.

وعلى صعيد آخر، كشف مصرف "واكوفيا" الأمريكي، الذي سيندمج مع مصرف "ويلس فارغو"، عن خسائر تفوق التوقعات خلال الربع الثالث من السنة المالية الحالية، مسجلاً خسائر بلغت 23.9 مليار دولار.

كذلك أعلنت عملاق صناعة الطائرات الأمريكية، شركة بوينغ، عن انخفاض أرباحها بنسبة 33 في المائة.

وفي الأثناء، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، الأربعاء أنه من المتوقع أن توافق قمة معالجة الأزمة المالية العالمية على "مجموعة مبادئ مشتركة" بهدف إصلاح التشريعات واللوائح التي تحكم الأسواق حالياً.

وكان البيت الأبيض قد أعلن الأربعاء أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيستضيف القمة الاقتصادية لقادة العالم في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لمواجهة الأزمة المالية العالمية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيس سيقوم بتوجيه الدعوة إلى قادة "مجموعة العشرين" G20، بهدف "مناقشة الوضع في الأسواق المالية والاقتصاد العالمي.