سلبيات الأزمة المالية تظهر في أميركا من خلال ارتفاع قياسي لعدد القسائم الغذائية الموزعة على الطبقات الأشد فقرا.

ميدل ايست اونلاين - بقيت اسواق المال متوترة الاربعاء خوفا من مخاطر حدوث ركود في الولايات المتحدة وكذلك أوروبا حيث سيحاول الاتحاد الاوروبي تعميم خطة التحرك التي اقرتها مجموعة اليورو على كل الدول الاعضاء.

واصبحت واشنطن اكثر من اي وقت مضى في مرمى انتقادات القادة الاوروبيين.
وصباح الاربعاء دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الولايات المتحدة الى تعاون دولي اكبر لمراقبة النظام المالي العالمي بعد الازمة.

وقال باروزو قبل افتتاح قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل "ان اولوية ملحة تقضي بتعزيز التنسيق على المستوى الدولي وخصوصا مع الولايات المتحدة".

ويعقد القادة الاوروبيون العازمون على التحرك جبهة واحدة، اعتبارا من بعد ظهر الاربعاء اجتماعات لمدة يومين للتعميم على الدول الاعضاء الـ27 خطة المساعدات المخصصة للمصارف وقدرها حوالي الفي مليار يورو والتي قررتها الاحد الدول الـ15 الاعضاء في منطقة اليورو وبريطانيا.

واقترحت المفوضية الاوروبية زيادة من 20 الفا الى 100 الف يورو على الاقل خلال سنة، الحد الادنى من الضمانة المصرفية على ودائع الافراد في دول الاتحاد الاوروبي.

وبحسب مشروع اعلان فان الاوروبيين يستعدون للمصادقة خلال القمة على تشكيل "خلية ازمة مالية" تضم رؤساء البنك المركزي الاوروبي والمفوضية الاوروبية ومجموعة اليورو ومجلس اوروبا، والتي قد تستعين بها الحكومات في اي لحظة في حال مواجهة صعوبات.

من جهته ضخ البنك المركزي الاوروبي 100 مليار دولار اضافي الاربعاء لمساعدة المصارف على انجاز عملية اعادة التمويل واطلق في موازاة ذلك للمرة الاولى عملية لضخ لمدة اسبوع في الاسواق كميات من الدولارات.

وفي خطاب في برلين قبل التوجه الى بروكسل اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان اجتماعا لمجموعة الثماني سيعقد "قبل نهاية السنة".

وفي نيودلهي تضم قمة ثلاثية الاربعاء الهند والبرازيل وجنوب افريقيا لبحث الازمة المالية العالمية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والنفط.

وفي سيدني اعلن رئيس الوزراء كيفن راد انه يريد خلال اجتماع مجموعة الـ20 في تشرين الثاني/نوفمبر تبني معايير اكثر صرامة لتنظيم عمل المؤسسات المالية.

وكان وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون عزز خطة انقاذ المصارف بقيمة 700 مليار دولار، باعلانه مساهمة الدولة الفدرالية الاميركية في رأس مال عدد من المصارف.

وخصصت واشنطن 250 مليار دولار لشراء اسهم في مؤسسات مالية منها اسماء مشهورة في وول ستريت مثل "سيتي غروب" و"جاي بي مورغن تشايس" و"بنك اوف اميريكا" و"غولدمان ساش" و"مورغان ستانلي" و"ميريل لينش".

وهذا التحرك جاء ردا على المخاوف المتزايدة من حصول انكماش.
واكدت مسؤولة في الاحتياطي الفدرالي الاميركي جانيت يلين مساء الثلاثاء ان الولايات المتحدة دخلت حالة ركود مؤكدة ان تحرك السلطات العامة سيقلل من خطورتها.

وتحدث رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الاربعاء عن ازمة "عميقة" و"استثنائية".
واعرب عن مخاوفه من حصول "شلل في النمو" في فرنسا العام المقبل مع "عواقب" على الوظائف.

وحذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في خطاب امام النواب الاربعاء من ان "النمو الاقتصادي سيتباطأ" في المانيا بسبب الازمة المالية.

وكان صندوق النقد الدولي تحدث الاسبوع الماضي عن جمود في الاقتصاد الالماني السنة المقبلة. وتوقعت المعاهد الكبرى الثلاثاء تراجع النمو في المانيا ليصل الى 0.2% من الناتج الداخلي الصافي.

ويعتبر الاقتصاد الالماني الاول بين الدول الاوروبية.
وقال مساتوشي ساتو الوسيط في مؤسسة "ميزوهو انفيستورز سيكيوريتيز" في طوكيو انه بعد الاعلان عن تعزيز خطة بولسون الثلاثاء، "اصبحت كل الاخبار السارة وراءنا الان (...) واصبحنا نركز على الاقتصاد الفعلي".

وصحيح ان الاخباء السيئة تتراكم.
وفي اوروبا تراجعت مبيعات السيارات الجديدة بـ8.2% على سنة في ايلول/سبتمبر ووصلت الى ادنى مستوى منذ 10 سنوات.

وفي بريطانيا سجلت نسبة البطالة ارتفاعا كبيرا في ثلاثة اشهر منذ 1991 ووصلت الى اعلى مستوياتها منذ العام الفين.

وفي الولايات المتحدة بدأت المؤسسات باطلاق خطط اجتماعية. واعلنت شركتا دايملر الالمانية الثلاثاء عن الغاء 3500 وظيفة في اميركا الشمالية وبيبسي الاميركية 3300 وظيفة.

والمؤشرات السلبية الاضافية هي عدد "القسائم الغذائية" القياسية الموزعة على الطبقات الاشد فقرا في الولايات المتحدة الصيف الماضي مع حوالي 29.05 مليون اميركي. وهو رقم ارتفع على الارجح منذ بدء الازمة المالية.

وفي اسيا سجلت اليابان تراجعا في فائضها بنسبة 52.2% في اب/اغسطس، لان تراجع الطلب الاميركي له آثار عميقة على الصادرات اليابانية. وفي موازاة ذلك تراجع الانتاج الصناعي الياباني بـ6.9% خلال سنة في اب/اغسطس.

وبعد تحسن دام يومين، عادت معظم الاسواق المالية الاربعاء الى التراجع.

واقفل مؤشر نيكاي في طوكيو على ارتفاع نسبته 1.06%، في حين ان اهم الاسواق المالية الاسيوية اغلقت على تراجع نسبته 1.12% في شنغهاي و4.96% في هونغ كونغ. وفي الساعة 10.15 تغ اقفلت بورصة بومباي على تراجع نسبته 5.87%.

وبحسب رئيس وزراء هونغ كونغ دونالد تسانغ فان الازمة المالية الحالية هي اخطر من تلك التي طالت اسيا في 1997 و"التسونامي المالي الذي سنواجهه هو ازمة عالمية".

وشهدت ابرز البورصات الاوروبية تراجعا ظهر الاربعاء. ففي الساعة 10,15 تغ تراجع مؤشر فوتسي بـ3.1% في لندن وداكس بـ2.5% في فرانكفورت وكاك-40 بـ2.5% في باريس.

وعلق التداول مجددا الاربعاء في بورصتي موسكو لمدة ساعة بسبب تسجيل هبوط حاد فيهما.