الاقتصادية - قال محللون ومساهمون أمس، إن الهبوط الحاد في أسعار أسهم بانك أوف أمريكا وبنك ميريل لينتش هذا الأسبوع لا يتوقع له أن يوقف جهود الاندماج بين هذين البنكين الأمريكيين، التي أعلن عنها الشهر الماضي، على اعتبار أن الاندماج يعتبر منطقياً تماماً من الناحية الإستراتيجية.

وأثناء جلسة التداول الصباحية أمس، هبطت أسهم بانك أوف أمريكا بنحو 2.5 في المائة ليصل سعر السهم إلى 21.55 دولار، أي أنه هبط بنسبة تزيد على ثلث السعر الذي كان سائداً حين أعلن في الشهر الماضي الصفقة التي اشتملت على شراء جميع الأسهم. في ذلك الحين كان سعر سهم بانك أوف أمريكا يبلغ 33.74 دولار، وكان تقييم بنك ميريل لينتش على أنه يبلغ 50 مليار دولار. ولكن إذا أبرمت الصفقة بسعر السهم الذي كان سائداً في جلسة التداول الصباحية (أي 21.55 دولار للسهم) فإن قيمة بنك ميريل لنتش ستهبط إلى 32 مليار دولار.

والنتائج المخيبة للآمال من بانك أوف أمريكا، التي صدرت هذا الأسبوع عن نتائج الربع الثالث من العام، إلى جانب السعر الغريب المعروض لسهم بنك ميريل لنتش، لا يفترض فيها أن توقف صفقة الاندماج مع "ميريل لينتش"، كما يقول رتشار بوف، من البنك الاستثماري لاندنبورج ثالمان.

"ولاحظ أن بانك أوف أمريكا في وضع قوي لا يستهان به، ليس لأنه استطاع جمع رأس المال، ولكن لأن الودائع تصب الآن صباً في الشركة، وتزداد الودائع على نحو أسرع مما لو كانت الأمور في وضعها الطبيعي. البنك الآن من الناحية الفعلية في وضع افتراسي. أظن أنه يبحث عن مزيد من عمليات الاستحواذ التي من هذا القبيل، حتى في الوقت الذي ضم فيه البنك تحت لوائه اثنين من كبار البنوك، هما "كانتري وايد" و"ميريل لينتش". الأوقات التي على هذه الشاكلة تخلق فرصاً ليس من السهل أن تتكرر. من غير الوارد نهائياً أن تتعطل هذه الصفقة".

وفي "بانك أوف أمريكا" تجري الاستعدادات على قدم وساق لإتمام عملية الاستحواذ. قدم البنك طلباً لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات عرضاً للتفويض عن البنك، وهو بانتظار الموافقة عليه. ويمكن أن يتم التصويت على الاستحواذ من قبل المساهمين في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، ويتوقف ذلك على مدى سرعة الهيئة في الموافقة على الطلب.

وقال بانك أوف أمريكا: "نشاطات الانتقال بدأت بمنتهى الحماسة والجد هذا الأسبوع. لقد شكلنا فرقاً للانتقال، تضم في عضويتها ممثلين من مختلف أقسام الموظفين، الذين أوكلت إليهم مهمة وضع البنكين للعمل معاً كوحدة واحدة".

وقال البنك أمس إن العمليتين السابقتين اللتين قام من خلالهما بشراء "كانتري وايد فاينانشال" وبنك لاسال أعطتا البنك "قدراً كبيراً من الخبرة" في إبرام الصفقات.

وكان البنك قد قال من قبل إن جون ثين، كبير التنفيذيين في "ميريل لينتش"، سيحتل منصباً في الإدارة العليا للشركة الجديدة الناشئة عن الاندماج. ومن المتوقع أن يصدر مزيد من الإعلانات عن دور كبار التنفيذيين الآخرين في "ميريل لينتش" في نهاية تشرين الأول (أكتوبر).

وقال جاري كلاود، المدير المشارك لصندوق "إيه إف بي إيه"، إنه يرى أن الصفقة مع "ميريل لينتش" ستتم، ويساند ذلك الحقيقة القائلة إن بانك أوف أمريكا لا يزال يتمتع بتكاليف تمويل متدنية.