الاقتصادية - ارتفع النفط أكثر من خمسة دولارات أمس الثلاثاء إثر خفض حاد لأسعار الفائدة في أستراليا أنعش الآمال بأن يقتدي به مسؤولون آخرون في الدول الكبرى لتعزيز النمو الاقتصادي في خطوة من شأنها زيادة الطلب على النفط. وساهم في رفع الأسعار تقرير ذكر أن طائرة حربية أمريكية اخترقت المجال الجوي الإيراني وأرغمت على الهبوط في إيران.

وعوضت مكاسب النفط بعضا من خسائر اليوم السابق حين نزل النفط ستة دولارات متأثرا بمخاوف من تراجع أكبر للطلب على النفط بسبب الأزمة في الأسواق العالمية. ويشك تجار في استمرار الاتجاه الصعودي.

وارتفع الخام الأمريكي خمسة دولارات إلى 92.81 دولار للبرميل. وانخفض الخام في نهاية التعاملات الإثنين 6.07 دولار إلى 87.81 دولار بعدما سجل أقل مستوى في ثمانية أشهر عند 87.56 دولار.
وارتفع مزيج برنت خام القياس الأوروبي أربعة دولارات إلى 87.99 دولار للبرميل.

وفاجأ البنك المركزي الأسترالي الأسواق بأكبر خفض لسعر الفائدة في 16 عاما اليوم بلغت نقطة مئوية كاملة. ويتوقع مستثمرون أن يخفض بنك إنجلترا المركزي سعر الفائدة في اجتماعه هذا الأسبوع، كما يضعون في الاعتبار خفضا مماثلا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب. ومع ذلك يقول محللون إنه لا يزال ثمة قلق بشأن مستقبل الاقتصاد واحتمالات ضعف الطلب على النفط. وقال ديفيد مور من كمنولث بنك أوف أستراليا "مازال الناس قلقين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي".

من جهتها تراجعت أسعار سلة خامات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بمقدار خمسة دولارات تقريبا في مستهل أسبوع التعاملات الإثنين.

وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة في فيينا أمس الثلاثاء أن سعر البرميل الخام (159 لترا) سجل 81.57 دولار بانخفاض قدره 4.80 دولار عن اليوم السابق.

وبدوره قال أرفع مسؤول في قطاع النفط الليبي أمس الثلاثاء إن منظمة أوبك قد تحتاج لتطبيق خفض آخر في إمدادات النفط الخام لرفع الأسعار وذلك بعد يوم من هبوط الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ ثمانية أشهر.

وقال شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط لـ"رويترز" هاتفيا إن أعضاء "أوبك" يتابعون السوق من كثب وإن المنظمة قد تقرر عقد اجتماع لبحث الإنتاج قبل الاجتماع المقرر عقده في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

وانخفضت أسعار النفط إذ أدت الأزمة المالية المتنامية إلى إبطاء الطلب على النفط في الولايات المتحدة ودول صناعية رغم اتفاق أوبك في أيلول (سبتمبر) على تقليص الإمدادات. وقال شكري "إذا استمرت هذه التقلبات فسيتعين على أوبك أن تفعل شيئا... نعم لا يمكننا أن نسمح للأسعار بالتدهور، وعلينا أن نفعل شيئا"وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يقصد أن "أوبك" قد تحتاج لخفض الإنتاج.

وفي أسواق العملات، تمسك اليورو بمكاسب طفيفة مقابل الدولار أمس الثلاثاء بينما سجل الاسترليني أقل مستوى في عامين ونصف العام مقابل العملة الأمريكية مع تجدد المخاوف من تفاقم مشكلات النظام المصرفي البريطاني. وهوت أسهم البنوك البريطانية عقب تقارير تفيد أن بعض البنوك الكبرى ربما تحتاج إلى تمويل إضافي من الحكومة.

وقال مصدر مطلع إن أحد البدائل التي جرت مناقشتها في اجتماع عقد الليلة الماضية بين وزارة الخزانة ومسؤولين في البنوك ضخ أموال حكومية في البنوك البريطانية. وارتفع اليورو 0.6 في المائة إلى 1.3579 دولار مبتعدا عن أقل مستوى في 14 شهرا عندما سجل 1.3441 أمس وفق بيانات "رويترز"، حين أدى تصاعد المخاوف بشأن سلامة البنوك الأوروبية إلى هبوط العملة الموحدة. وانخفض الاسترليني 0.1 في المائة إلى 1.7438 دولار بعدما نزل إلى 1.7322 دولار وهو أقل مستوى منذ نيسان (أبريل) 2006.

ودعم الاسترليني توقعات بأن بنك إنجلترا المركزي سيتدخل بخفض كبير لأسعار الفائدة في ختام اجتماعه غدا الخميس للمساعدة في إنعاش الاقتصاد إثر صدور المزيد من البيانات الاقتصادية المزعجة أمس أظهرت انخفاضا أكبر من المتوقع في الإنتاج الصناعي. وفي سوق العملات تحدد سعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن أمس على 876.75 دولار للأوقية "الأونصة" انخفاضا من 881.75 دولار في جلسة القطع الصباحية.