(رويترز) - حث وزير الخزانة الامريكي هنري بولسون ورئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) بن برنانكي الكونجرس يوم الثلاثاء على التحرك بسرعة لاقرار خطة قيمتها 700 مليار دولار لانقاذ النظام المالي محذرين من ان الارجاء يعرض الاقتصاد للخطر.

وقالا في شهادتهما أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ والتي تتسم بالتشكك احيانا إن أسواق المال في حالة اضطراب شديد وبحاجة لاعادة الاستقرار اليها سريعا وتخليصها من الاصول غير الرائجة.

ويريد بولسون من المشرعين اقرار تمويل ضخم من أموال دافعي الضرائب لشراء الديون المعدومة من المؤسسات المالية للحيلولة دون اختناق اسواق الائتمان.

وكان المشرعون تعهدوا بالتحرك دون ابطاء لاقرار خطة الانقاذ لكنهم يصرون ايضا على ادخال تعديلات عليها. وتشمل هذه التعديلات ضمانات أكبر لدافعي الضرائب وقيودا على دفع تعويضات لمسؤولي الشركات التي تنقل ديونها المعدومة الى الحكومة.

وقال برنانكي "ان تحرك الكونجرس مطلوب بصفة عاجلة لتحقيق استقرار الوضع وتجنب ما يمكن أن يصبح عواقب وخيمة جدا على أسواق المال وعلى اقتصادنا."

وتسبب مد متزايد من نزع ملكية المنازل الامريكية والتخلف عن سداد القروض في اكبر ازمة مالية امريكية منذ الكساد الكبير. وفي أعقاب سلسلة من التحركات الطارئة لتعزيز شركات مالية بعينها تقول السلطات الامريكية انه يتعين الان محاولة انقاذ النظام ككل.

وفي حين اوضح قادة الكونجرس انهم يعتزمون التحرك بسرعة الا أن الخطة المقترحة لوزارة الخزانة أثارت بعض اوجه النقد الشديد من جانب المشرعين.

وقال السناتور ريتشارد شيلبي عن ولاية الاباما وهو ابرز الاعضاء الجمهوريين في اللجنة المصرفية ان الخطة "تقنن فحسب النهج المتعجل لوزارة الخزانة" في معالجة القضايا التي تعتمل منذ فترة طويلة والتي ازعجت الاسواق المالية وقال انه يخشى تبديد أموال دافعي الضرائب.

ووصف رئيس اللجنة السناتور كريستوفر دود من ولاية كونكتيكت اقتراح وزارة الخزانة بأنه "مذهل وغير مسبوق في حجمه وفي افتقاره الى التفاصيل." وعلى غرار زملائه الديمقراطيين قال دود ان الاقتراح بحاجة الى تعديلات مثل توفير حماية اكبر لدافعي الضرائب

وقال بولسون إن الاقتصاد عموما معرض للخطر ومن الضروري التحرك بشكل حاسم بعيدا عن نهج حالة بحالة الذي جرى اتباعه في استحواذ الحكومة على شركتي الرهن العقاري فريدي ماك وفاني ماي وانقاذ شركةو التأمين ايه.اي.جي.

واضاف "شهدنا اضطراب الاسواق يصل الى مستوى جديد الاسبوع الماضي ويمتد الى بقية الاقتصاد.

"علينا الان اتخاذ تدابير أخرى حاسمة لمعالجة السبب الاساسي لهذا الاضطراب على نحو جوهري وشامل."

وحاول الرئيس جورج بوش مد يد العون لبولسون وبرنانكي اللذين يتعرضان لضغوط شديدة قائلا انه يتفهم أن لدى المشروعين اسئلة وشكوكا لكن السرعة مطلوبة.

وقال بوش في تأييد نادر نسبيا لمخاوف الديمقراطيين "هناك افكار جيدة بحاجة للاستماع اليها للخروج بمشروع جيد من شأنه معالجة الوضع."

وسئل توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض عما سيحدث اذا لم تقر خطة الانقاذ هذه الاسبوع فقال "يجب أن تفكر في ذلك باعتباره غير وارد."

وقال محللون ان بولسون وبرنانكي يحاولان فيما يبدو تجنب المعارضة لخطة الانقاذ في الكونجرس بالتشديد على العواقب الرهيبة للتقاعس عن التحرك بسرعة.

واوضح بولسون ان هناك "توافقا حزبيا" على حل تشريعي سريع للازمة وحث الكونجرس على "تجنب ابطائه بشروط اخرى لا صلة لها بالموضوع او لا تحظى بتأييد كبير."
غير انه وبرنانكي قدما خيوطا قليلة فيما يتعلق بوجهة نظرهما في الشروط التي يقترح المشروعون اضافتها الى الخطة

وبالاضافة الى الحد مما سيتقاضاه مسؤولو الشركات واضافة مزيد من الضمانات لدافعي الضرائب يريد المشروعون الديمقراطيون ايضا ادراج تقديم مساعدة لاصحاب المنازل المعرضين لنزع ملكيتها.

وقال برنانكي ان الضغط الذي تتعرض له الاسواق المالية يزداد شدة وقال ان ذلك يبرز مدى الحاح خطة الانقاذ.

ومضى يقول "ما لم تتحسن الاوضاع المالية لفترة ممتدة فان الاثار على الاقتصاد عموما قد تكون غير ملائمة جدا .. وفي هذه المرحلة الفاصلة وفي ضوء التطورات المتلاحقة فان من الضروري التعامل مع الازمة سريعا