قبيل إفلاس "ليمان براذرز "خطأ فني" يكلف بنك ألماني مئات الملايين"

[التحليلات والأخبار]

يبدو أن بنك "كيه.إف.دبليو" الألماني قد وقع ضحية إفلاس بنك "ليمان براذرز" الأمريكي ،حيث كلف تحويل "عن طريق الخطأ" البنك الألماني 300 مليون يورو يوم الاثنين الماضي، قبيل ساعات من الإعلان عن إفلاس البنك الأمريكي.

و حاول البنك المملوك للدولة إيقاف عملية التحويل ، لكن دون جدوى، ويعود هذا الخطأ "التقني" إلى كون التحويلات ( المبادلات المالية) تتم عن طريق جهاز الكمبيوتر، حيث تكون مبرجمة بشكل مسبق وتنفذها أنظمة الكمبيوتر فى التوقيتات المحددة دون تدخل بشرى.

وأكد البنك الألماني هذا الأمر، لكنه نفى على لسان متحدث باسمه، أن يهدد ذلك وجود البنك أو قدرته على تقديم الدعم، كاشفا عن وجود تعاون بينه وبين بنك "ليمان براذرز" في إطار اتفاقية مقايضة، نافيا التكهنات بأن بنك "كيه.إف.دبليو" سوف يتأثر بما حصل لشريكة الأمريكي.

وذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألجمانية تسايتونج" أن "كيه.إف.دبليو" قد يأمل في استرداد نصف المبلغ المحول على الأكثر، حيث يتوقع بنك ليمان التمكن من رد 50% لدائنيه إذا ما تحسن حاله.

يذكر أن بنك "كيه.إف.دبليو" كان قد اضطر العام الماضي إلى إقراض بنك "إيه.كيه.بي" مليارات لمساعدته على مواجهة خسائره نتيجة أزمة قطاع الرهن العقاري في الولايات المتحدة، وتسري تكهنات بأن تسجل مجموعة "إيه.كيه.بي" خسائر في عام 2009.

ومن جانبها أعربت الحكومة الألمانية عن غضبها من هذا الخطأ ، مطالبة بسرعة القيام بتحقيقات حول هذه التحويلات،و متسائلة " لماذا لم يتم إيقاف عملية التحويل في الوقت المناسب".

ونقل موقع التلفزيون الألماني على شبكة الإنترنت عن المتحدث باسم وزارة المالية الألمانية، وهي الجهة التي يتعبها البنك الحكومي، عن إجراء تحقيقات لمعرفة المسؤول عن هذا الخطأ الذي أدى إلى تحويل تلك المبالغ الضخمة، مؤكداً أن هذا الخطأ سيكون له عواقبه.

وكشف وزير المالية الألماني بير شتاينبروك أن خسائر البنك وصلت حتى الآن إلى 1.5 مليار يورو، لكنه استدرك قائلا إن هذه المبالغ ليست من أموال دافعي الضرائب الألمان، بل من عوائد المشاريع الاستثمارية التي شارك فيها البنك الألماني.

و سارع السياسيون في الأحزاب الألمانية الكبرى إلى مطالبة بنك "كيه.اف.دبليو" بتوضيح كيفية التصرف في أموال الضرائب، وطالب الائتلاف الحاكم المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي برئاسة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وكذا أحزاب المعارضة (حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر) بإخضاع البنك لإشراف البورصة مثل أي بنك خاص، فيما أكد شتيفان موريتس، المتحدث بإسم وزير الاقتصاد الألماني، أن الوقت مازال مبكراً للتحدث عن الإجراءات ضد الأشخاص أو فيما يتعلق بهيكلية البنك وتبعيته، مضيفاً أنه يجب في البداية كشف أسباب هذا الخطأ، قبل مناقشة النقاط التي يجب تحسينها في المستقبل.

الجدير بالذكر أن بنك المؤسسة الائتمانية للإنشاء والتعمير "كيه اف دبليو" تأسس عام 1948 في إطار مشروع مارشال لإعادة بناء ألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية حيث عمل كمؤسسة إقراض للقطاعين العقاري والصناعي ,وأن وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوز هو رئيس مجلس إدارته.

وعلى الجانب الأخر أعرب مسئولون عالميون عن مواقف متباينة تشي بمدى تأثير إشهار بنك "ليمان براذرز" ،الذي يعد أكبر ضحية للأزمة الأئتمانية العالمية، على الأسواق العالمية.

فقد أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش أن إدارته تعمل من أجل الحد من تأثير إفلاس بنك "ليمان براذرز" وتداعياته على أسواق المال، مبديا تفاؤلا بشأن مرونة هذه الأسواق، فيما رفض وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون أي مساعدات حكومية للبنك، واتفق معه في الرأي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي المتقاعد ألان غرينسبان حيث أبدى عدم ترحيب بمطالب البعض لإنقاذ ليمان من الإفلاس عبر تدخل الدولة.

وعلى مستوى أوروبا ووجهت الأزمة بحذر كبير فقال وزير المالية البريطاني أليستر دارلنغ "إنه ينبغي على الحكومات والأجهزة الرقابية والبنوك المركزية، التعاون لمنح النظام المالي استقرارا وسط الاضطراب المستمر بالأسواق"، بينما طالب وزير المالية الألماني بير شتاينبروك عدم التهويل والمبالغة فيما يتعلق بالوضع في أسواق المال.

وفي دول الخليج العربية قلل مسئولون من آثار الأزمة على دولهم، فقال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) حمد بن سعود السياري إنه لا يرى في الوقت الحالي أي مخاطر.

وعلق محافظ بنك الإمارات المركزي سلطان ناصر السويدي ومحافظ البنك المركزي العماني حمود بن سنجور الزدجالي بتصريحات مماثلة عند سؤالهما عما إذا لحقت المؤسسات المصرفية في بلديهما أية مخاطر.

وقال محافظ مصرف قطر المركزي عبد الله بن سعود آل ثاني إن البنوك في بلاده ليست لها أموال لدى البنك الأمريكي المنهار في إشارة إلى عدم تأثر بلاده بالأزمة المالية الأخيرة، وفي الكويت شكك رئيس اتحاد المصارف في أن تتأثر بنوك بلاده بالأزمة، مرجحا أن ليس لها أية أموال مستثمرة في بنك "ليمان براذرز".

[THE BIG BOSs]

وفي دول الخليج العربية قلل مسئولون من آثار الأزمة على دولهم، فقال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) حمد بن سعود السياري إنه لا يرى في الوقت الحالي أي مخاطر.

وعلق محافظ بنك الإمارات المركزي سلطان ناصر السويدي ومحافظ البنك المركزي العماني حمود بن سنجور الزدجالي بتصريحات مماثلة عند سؤالهما عما إذا لحقت المؤسسات المصرفية في بلديهما أية مخاطر.

وقال محافظ مصرف قطر المركزي عبد الله بن سعود آل ثاني إن البنوك في بلاده ليست لها أموال لدى البنك الأمريكي المنهار في إشارة إلى عدم تأثر بلاده بالأزمة المالية الأخيرة، وفي الكويت شكك رئيس اتحاد المصارف في أن تتأثر بنوك بلاده بالأزمة، مرجحا أن ليس لها أية أموال مستثمرة في بنك "ليمان براذرز".

أحر ما عندهم ابرد ما عندنا