(( لا للعصبية : دعوها فإنها منتنة ))

[طاهرالمصرى]

روى أبو داود عن النبى قال :
( ليس منا من دعا إلى عصبية ، و ليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ).

إن من الأمور المسلمة التى لا يختلف عليها اثنان أن الإخوة الإسلامية الصادقة حينما تتحقق معالمها فى مجتمع من المجتمعات فإن هذا المجتمع يصل فى بناء العزة و المجد إلى أفضل الثنرات ، و أعظم النتائج..

و أظهر هذه الثمرات و أميزها تحقيق الوحدة و نبذ الفرقة و العصبية.
ذلك لكونها مرتبطة بالعقيدة الربانية ، و قائمة على آصرة التقوى ، لأن شعار الإسلام الدائم الذى لا يتبدل ( إنما المؤمنون إخوة ) و مبدأه الثابت الذى لا يتغير ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).

و من المعلوم أن الإسلام بنظامه المتكامل ، و تشريعاته العالمية .. يعتبر كل دعوة إلى رابطة الجنس أو النسب أو العشسرة أو المصاهرة أو الوطنية أو المصالح المشتركة .. دعوى جاهلية.

و إليكم الدليل على ذلك : قال تعالى فى سورة التوبة ( قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين ).

- ففى قوله تعالى : ( إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم ) إشارة إلى رابطة الجنس و النسب.
- و فى قوله : ( و أزواجكم ) إشارة إلى رابطة المصاهرة.
- و فى قوله : ( و عشيرتكم ) إشارة إلى رابطة القومية.
- و فى قوله : ( و أموال اقترفتموها و تجارة تخسون كسادها ) إشارة إلى رابطة المصالح.
- و فى قوله : ( و مساكن ترضونها ) إشارة إلى رابطة الأرض و الوطنية.
- و فى قوله : ( أحب إليكم من الله و رسوله .. ) تقرير لمبدأ العقيدة الإسلامية ..

و الآية بمفهومها و معناها تقرر للمسلم هذه الحقيقة : فى حال اعتبار أى رابطة من روابط الجنس أو المصاهرة أو القومية أو المصالح الاقتصادية أو الوطنية .. فوق رابطة العقيدة الإسلامية زيغ و ضلال ، و خروج عن ملة الإسلام ، و انتظار لوعيد الله و عذابه .. و الله لا يهدى القوم الفاسقين !!.

و مما يؤكد هذا ، هذه الأحاديث النبوية الشريفة :

- روى أبو داود و غيره أن النبى قال : ( من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه و لا تكنوا ) ، أى أسمعوه من الكلام القبيح الصريح ما يكره.

- و روى أبو داود و الترمذى عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال : ( إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية - أى نخوتها و كبرها - و فخرها بالآباء ).

فمن هذه الأحاديث النبوية يتبين أن كل من دعا إلى عصبية نسبية ، أو آصرة وطنية ، أو عقيدة مذهبية ، أو رابطة قومية ، ... و تعصب لها ، و جعلها أصلا فى الموالاة أو المعاداة و أساسا فى التناصر أو التخاذل .. يكون داعيا إلى العصبية ، و متعزيا بعزاء الجاهلية خارجا عن سنن الإسلام !!.

و مما يؤكد أن الرابطة الإسلامية هى فوق الروابط جميعا تبرئ القرآن الكريم من أبى لهب الحسيب النسيب عم رسول الله لكونه صد عن الهدى ، و أعرض عن الحق ، فسيصلى نارا ذات لهب ، و يدخل جهنم مع الداخلين ، بينما يعتبر الرسول صلى الله عليه و سلم سلمان الفارسى رضى الله عنه من أهل البيت لكونه استجاب للحق و اتبع سبيل الهدى ..

و ما أحسن ما قال بعضهم فى هذا المعنى :

عليك بتقوى الله فى كل حـــالة و لا تترك التقوى اتكالا على النسبفقد رفع الإسلام سلمان فارس و قد وضع الشرك الشــــريف أبا لهب

و لله در من قال :

دعىً القوم ينصـــر مدعيه ليلحقه بذى الحسب الصميمأبى الإسلام لا أب لى سواه إذا فاتخروا بقيس أو تمـــيم

و كم يكون ظلما للإسلام ، و نكرانا للأخوة ، و محاداة لله و الرسول أن يقول القوميون : إن المسلم الهندى أو الفارسى أو الكردى أو البربرى أو الإندونيسى أو التركى ... ليسوا من قومنا ، و لا يعتبرون من إخواننا .. لأنهم لا ينتسبون للعرب ، و لا ينتمون إليهم ؟
و الإسلام كما نوهنا و ألمحنا جعل المؤمنين إخوة متحابين مهما تباعدت أقطارهم ، و تباينت أجناسهم ، و اختلفت لغاتهم .. للشعار الذى لا يتبدل : إنما المؤمنون إخوة ، و للمبدأ الذى لا يتغير : إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

و نحن هنا فى منتدانا المتداول العربى نجتمع إخوة من كل قطر عربى ، بل و غيرعربى.
اجتمعنا ننهل من بعضنا البعض ، نتعلم و نعلم.

فلنرفع هذا الشعار دوما :

لا للعصبية : دعوها فإنها منتنة

منقول مع بعض التصرف من كتاب
الأخوة الإسلامية / عبدالله ناصح علوان
أستاذ الدراسات الإسلامية
بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

[(عدي)]

بارك الله فيك ،،،،
فعلا العصبية اساس انهدام المجتمعات

[أحمد السعيد]

بارك الله فيك
ولك جزيل الشكر

[طاهرالمصرى]

بارك الله فيك ،،،،
فعلا العصبية اساس انهدام المجتمعات

بارك الله فيك
ولك جزيل الشكر

شرفنى مروركما يا أحباب

جزاكما الله خيرا

[HICHOUR]

السلام عليكم ورحمة الله
موضوع رائع بارك الله فيك
ولا فض الله فاك
واحد من اسباب انحطاط المسلمين اليوم هو البعد عن هذا المبدأ العظيم
نسال الله أن يوفقنا إليه

[وليد الحلو]

بارك الله فيك أخى طاهر
و جزاك الله الف خير

فعلا لا للعصبية

ودى و تقديرى

[أبومحمود]

[amr alaa]

صدقتم أخونا الحبيب جزاك الله خير

[صقر بغداد]

الحمد لله على نعمائه
اللهم ارزقنا العفو والعافيه والحلم عند الغضب
بارك الله فيك على النقل المفيد
جزاك الله خير