هل ترغب في أن تتغير؟

[سمير صيام]

هل ترغب في أن تتغير؟ أو أن تغير شيئاً في حياتك؟ أن تتحول إلى شخص آخر؟

أي شخص منا قد يرغب بذلك, لكنني أريد منك أن تقرأ هذه الأسئلة قبل أن تبدأ:إنني راضٍ عن نفسي.. فلماذا أتغير؟

وما هو التغيير المطلوب؟ هل أغير عاداتي أم أفكاري أم أصدقائي أم عملي؟ أم حياتي كلها؟

وهل يجب أن يتغير كل شيء في حياتي؟

ثم ماذا بعد التغيير؟ وماذا سيحصل؟

وإذا لم أتغيّر وتركت الأمر هكذا.. ماذا سيحصل؟

كل الناس لا يتغيرون.. فلماذا أتغير؟

أنا أعيش حياتي بحريتي وسعادتي كما أريد.. فلماذا أغيّر حياتي؟

إن التغيير صعب.. فلماذا يجب أن أخوض تلك التجربة؟

ما الذي سأكسبه من بعد التغيير؟

إن كل شيء سيتغيّر بنفسه، وإن لم أغيّره أنا.. فلماذا أبذل الجهد؟

ما هي فوائد التغيير على المستوى العملي والشخصي.. أو العائلي؟

وإن تغيرت فإن هناك مثبطات تحبط كل المحاولات.. فلماذا التغيير؟

لقد حاولت أن أتغير ثم حاولت.. ولكن فشلت.. فلماذا؟

أريد أن أتغير وأغير حياتي إلى الأفضل.. ولكن كيف أبدأ؟

انتهت الأسئلة.. ولن تنتهي أهميتها!!كل تلك الأسئلة التي قرأتها مهمة، ولن أجيب عنها جميعها، ولكن سأجيب عن سؤال يدور في فلك السؤال الحقيقي الذي سننطلق منه معاً نحو التغيير هو (كيف أتغيّر؟)ما التغيير الذي نقصده؟(هو عملية الانتقال من حالة واقعية إلى حالة منشودة) هكذا يعرفه علماء التغيير,
فلو أنك قررت في يوم ما أن تترك وظيفتك الحكومية وتتجه نحو عمل حرّ تبني به مستقبلك كما تشاء، وقد فعلت ذلك، فإنك غيرت واقعك الوظيفي وانتقلت بإرادتك إلى مستقبلك الذي كنت تنشده من قبل. وكذلك الحـال في حياتك الاجتماعية، فلو أنك عزمت على أن تهتم بزوجتك أكثر من ذي قبل، وقد فعلت ذلك, فإنك تكون قد غيرت واقعك الاجتماعي وانتقلت بإرادتك إلى وضع أفضل قد كنت تنشده قبلاً. والآن.. ماذا عنك؟ وما التغيير الذي تنشده؟

هل يجب أن يتغيّر كل شيء في حياتي؟ وما التغييرات الأولى؟

يقول مهندس التغيير د. طارق السويدان في كتابه (منهجية التغيير للمنظمات): "هناك نوعان من التغيير (مادي وفكري)، نحن نستطيع أن نبني العمارات الشاهقة ونجهزها بأحدث الأجهزة والآلات.. ولكن ما فائدتها لو لم يوجد من يعمل على هذه الأجهزة ويستفِدْ منها في خدمة تلك العمارات؟"

فالأهم والأولى من التغيير الخارجي (الأجهزة والآلات) هو التغيير الداخلي في الإنسان صاحب الفكر والقناعات, ولكن كيف يكون التغيير؟

لماذا التغيير الداخلي أولاً؟

عزيزي القارئ أريد أن تتخيل عدداً من أصدقائك المقربين بأطيافهم المتنوعة.. وأن تحدد نقاط اختلاف كل منهم عن الآخر؟ وإذا ما واجهوا جميعهم موقفاً مشتركاً.. هل سيتصرف الجميع تجاه الموقف بالطريقة نفسها؟ أم سيختلف هذا عن ذاك؟ وربما تجد أحدهم يتصرف بحكمة أكثر من غيره..

هل فكرت لماذا؟ وما الذي دفع بأحدهم إلى أن يكتم غضبه تجاه عصبية الآخر؟

حتماً ستقول إنها الشخصية.. وأنا أتفق معك, فعلاً هي الشخصية ومكوناتها التي تشكلت في دواخلنا منذ نعومة أظفارنا واكتسبناها بحكم احتكاكنا بالوالدين، وكانت ناتج البيئة المحيطة والمدرسة والأصدقاء والأعلام وغير ذلك من المؤثرات كثير.

مازال علماء النفس يؤكدون ذلك، لكن ما أعنيه هو أعمق من تلك المكونات، .. إنها الأفكار والقناعات التي هي أصل تلك المكونات ونواتها.. وما أريده منك هو أن تستعد لسؤال غريب لكنه أساس التغيير البشري.. وبه تبدأ رحلة التغيير..كيف نتغير؟
يؤكد د.طارق السويدان في كتابه (صناعة القائد) أن هناك خمسة أمور لو تغيرت في الإنسان لتغيرت شخصيته وأصبح ذلك الشخص الجاد في حياته، وهذه المؤشرات الخمسة هي ( القناعات الفكرية, والعلاقات الشخصية, والمهارات والمواهب, والاهتمامات, والقدوات والأمثال العليا).

أولاً: القناعات والأفكار:وهي البوصلة والمحرك الأول لسلوكياتك وتعاملاتك اليومية. كيف تفكر في الأمور والأحداث من حولك؟ وبم تشغل تفكيرك؟ وإذا ما واجهتك مشكلة مَّا، فكيف تبدأ بالحل؟ وكيف تحلل المسببات الأخرى المتعلقة بالمشكلة الأساسية, وغيرها من تعاملات الحياة اليومية مع النفس التي تترجمها أحاديث الإنسان الذاتية؟لقد أولى علماء النفس في المدة الأخيرة هذا الجانب اهتماماً كبيراً،

من خلال البحوث العلمية التي طرحوها حول مهارات التفكير وطرق حل المشكلات والتفكير الإبداعي وغيرها من العناوين العلمية التي بدأت تتصدر المكتبات ودور النشر العالمية، وأشهرها (سلسلة مهارات التفكير لتوني بوزان, القبعات الست لإدوارد دي بونو). فهل تأملت يوماً في أفكارك؟ وكيف تفكر؟

ثانياً: العلاقات:هم أصحابك وزملاؤك الذين تأنس بهم ويأنسون بك على اختلاف مشاربهم وتنوع في الثقافة،
وقد قيل قديماً: قل لي من تصاحب أقل لك من أنت، واعلم أن تأثير الأصحاب يتجاوز تأثير الوالدين والزوجة!فمن هم أصحابك؟ وهل تتأثر بهم؟ثالثاً: المهارات:
كلما تعددت مواهبك ومهاراتك، زادت فرصة نجاحك وتميزت عن الأصحاب والزملاء الذين لا يتجاوزون المهارات العملية المتواضعة: كالاستخدام العادي للكمبيوتر، وتصفح الإنترنت.. هذه المهارات التي أصبحت مكررة في السِّيَر الذاتية التي يبحث أصحابها عن وظيفة بسيطة..

فهل تتقن إدارة فرق العمل، مثلاً ؟ هل تعرف فنون التفاوض مع المنافسين؟ هل تتقن فنون الإبداع والابتكار؟ وهل تتحدث أمام الناس بطلاقة؟
تلك هي المهارات الذكية.ماذا تتقن من المهارات؟ وما هي مواهبك؟

رابعاً: الاهتمامات:
باهتماماتك يعرفك الأصدقاء ويصنفك الزملاء من حولك، ويستشيرك المقربون منك في المواضيع التي تستحوذ على اهتمامك وتركيزك، فلو أن جُلّ تفكيرك واهتمامك منصب في كرة القدم، فلن تشغلك مواضيع السياسة والاقتصاد كثيراً.. أوسبل تطوير الموارد البشرية في الدولة؟

وإذا ما شعرت بالفراغ فلن تتصفح مجلة علمية في الإدارة والتطوير، ولن تتابع برنامجاً حوارياً سياسياً، بل ستقرأ الملحق الرياضي من الجريدة اليومية، وستتابع برنامجاً رياضياً تحليلياً يدور الحوار فيه حول التفاوض لشراء لاعب جديد لينضم إلى تشكيلة فريقك المفضل. ما الذي يستحوذ على تفكيرك؟ وكيف تشغل وقت فراغك؟

خامساً: القدوات:
وهم كل من تستنير بهم في حياتك، وتتأثر بأفكارهم وقراراتهم، وترجع إليهم إذا ما احتجت إليهم في أمر ما، وفي كثير من الأحيان قد تجعلهم مَثَلَك الأعلى ، وقد يكون هذا المثل أباك أو أحد أصحابك المخلصين، أو رئيسك في العمل. وإن إعجابك ببعض الشخصيات والرموز التاريخية يجعلك تتعلق بهم وبمآثرهم حتى يستولي أحدهم على قلبك وعقلك، وذلك عندما تقرأ قصصهم أو تسمع عن حِكَمِهم ومواقفهم، وقد يكون هذا المثل شاعراً, أوكاتباً, أو داعية إسلامياً أو سياسياً. وذلك حسب اطلاعك واهتمامك.

فمن هم الرجال الذين اتخذتهم مثلك الأعلى في القديم أوالحديث؟

[galal37]

انا قلت لك قبل كده انت دارس علم نفس

[سمير صيام]

انا قلت لك قبل كده انت دارس علم نفس

انا بحب علم النفس والبرمجة اللغوية العصبية وابراهيم ماشاء الله رائد التنمية البشرية احب اتابعه
لكن انا بنقل اللى بشوفه كويس وممكن يفيدنا جميعا