النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع: اليورو هش؟؟
- 31-05-2005, 07:45 AM #1
اليورو هش؟؟
من الصعب قبول اليورو الهش
لاري إليوت
30/05/2005 في منتصف الثمانينيات احتدمت حرب هائلة بين ''بيبسي'' و''كوكا كولا''، حينها عمدت شركة كوكا كولا، التي كانت تخشى من أن تفقد سيادتها في سوق المشروبات الفوارة العالمية، إلى تغيير مشروبها وجاءت بمشروب الكوكا الجديد.
كانت شركة الكوكا متأكدة من أن ذلك كان بالضبط ما يريده الزبائن، لكنها كانت مخطئة في الواقع، إذ أصبح مشروب الكوكا الجديد كارثة، وبالتالي تم سحبه خلال ثلاثة أشهر. استمعت شركة كوكا كولا إلى زبائنها وتصرفت بسرعة، لتعيد الصنف القديم إلى السوق.
وما لم تفعله الشركة هو الادعاء أن المشكلة الحقيقية كانت أن الزبائن ببساطة لم يفهموا أن مشروب الكوكا الجديد كان أفضل من الكوكا القديم. وأعاد بول أورميرود في كتابه الجديد، ''لماذا تفشل أكثر الأشياء'' رواية القصة، مشيرا خصوصا إلى صلة هذه القصة بالاستفتاءين اللذين سيجريان في فرنسا وهولندا على الدستور الأوروبي الجديد.
تخيل للحظة بأن هؤلاء الذين يخططون لمستقبل أوروبا كانوا يديرون ''كوكا كولا'' في الثمانينيات، كيف كانوا سيردون على الأزمة الناجمة عن عدم رغبة الجمهور الواضحة في مشروب الكوكا الجديد؟ هل كانوا سيتلقون الإشارات الواضحة من الجمهور وبالتالي يسحبونه من السوق، أم سيواصلون إنتاج الكوكا الجديد على افتراض أن المستهلكين سيفهمون الرسالة في النهاية؟
الجواب واضح جدا، فبقدر ما يتعلق الأمر بالنخبة في أوروبا، الزبون ليس على صواب أبدا أو على الأقل ليس كذلك إلا إذا كان الزبون يرغب فيما تريده له الشركات المنتجة. وهذا هو السبب الذي أصبح لدى أوروبا مشكلة سياسية ضخمة، إضافة إلى المشكلة الاقتصادية.
حجة أورميرود مقنعة، فهو يقول يجب علينا أن نتعلم من علم الأحياء بأن الفشل يحيط بنا من كل جانب. فمنذ بزوغ فجر التاريخ، انقرضت 999 في المائة من كل الأنواع التي وجدت على كوكب الأرض؛ ولم تبق غير تلك التي تستطيع أن تتكيف مع تغير الظروف. بالطريقة نفسها، يحدث التآكل في عالم الأعمال التجارية بشكل مدهش. ففي كل عام تتلاشى واحدة من كل عشر شركات في الولايات المتحدة.
وليس هناك ضمان أيضا في أن تبقى النظم السياسية. لنعد إلى الوراء قبل 100 سنة لنجد أن خريطة العالم تبدو مختلفة جدا. كانت هناك الإمبراطورية البريطانية، الإمبراطورية النمساوية المجرية، والإمبراطورية العثمانية؛ كلها اختفت الآن. والاتحاد السوفياتي ـ مثال مدهش لفشل نظام ـ كان موجودا قبل ما يزيد قليلا على عقد من الزمان. إذن من الخطأ الافتراض بأن هناك قانونا قويا يؤكد أن الاتحاد الأوروبي سيبقى دائما، كما سيكون من الخطأ الاعتقاد في بقاء حزب المحافظين أو شركة جنرال موتورز.
وكما يقول أورميرود، ليس هناك قانون للنجاح لكن هناك قانونا للفشل، وذلك القانون بسيط جدا: عليك أن تكيف نفسك مع الظروف وإلا فستموت. ويقول مؤيدو الدستور الجديد إن هذا القول مفهوم جدا وهو السبب الذي يجعل من اللازم مصادقة اثنين من الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوروبي على الدستور.
أوروبا المكونة من 25 بلدا تواجه منافسة قاسية ومتزايدة من آسيا، وبالتالي لا تستطيع العمل بالطريقة نفسها التي كانت تعمل بها عندما كان هناك ستة أعضاء فقط يعملون في بيئة اقتصادية محصورة في الخمسينيات والستينيات.
ويقال إن أوروبا لا تستطيع الوقوف بلا حراك؛ فإما أن تذهب إلى الأمام وإما ترجع إلى الوراء. ظلت أوروبا حصنا ضد الفاشية، ومشعلا للديمقراطية الاجتماعية ولها تأثير موازن لهيمنة الولايات المتحدة. كل هذا النجاح سيتعرض للخطر إذا رفض الدستور.
واحدة من إشارات النجاح للاتحاد الأوروبي هي أن مزيدا من الدول ترغب في الانضمام إليه. وعلى الرغم من هذا، فهو يعد سيئا بشكل واضح، تظهر فيه إشارات الفشل أكثر من إشارات النجاح.
أولا، هناك الدستور نفسه. لا أحد متأكد جدا عما إذا كان مشروع الدستور الجديد حصان طروادة أنجلوساكسوني أو أداة لتقديس الضرائب العالية وغير المرنة عبر القارة. ثانيا، هناك فجوة حقيقة بين ما يريده الناس ويتمنونه ويتوقعون أن تقدمه لهم أوروبا وما هو موجود فعلا.
في الستينيات، كانت البطالة في فرنسا وألمانيا نحو 2 في المائة، أي نصف ما كان عليه الوضع في الولايات المتحدة. أما اليوم في اقتصاد منطقة اليورو تزيد نسبة البطالة في الدولتين على 10 في المائة، بينما معدل البطالة في أمريكا تغير قليلا. إذ أثبتت المستويات العالية والدائمة للبطالة أنها تربة خصبة للمتطرفين اليمينيين: فالفاشية أصبحت أكثر وضوحا الآن في أوروبا من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية.
أما بالنسبة إلى الحجة بأن أوروبا ستكون قوة عظمى أكثر تعاطفا مع الآخرين، فليس هناك ما يشير إلى ذلك خاصة من ناحية التجارة. فعلى الرغم من كل البيانات البلاغية المؤيدة للتنمية، لدى أوروبا الأنانية نفسها تجاه العالم تماما كما تفعل الولايات المتحدة.
ثالثا، هناك دليل ثابت من ماضي أوروبا الأخير. أصلا، كانت هناك منطقة تجارة حرة، لكن لم يكن ذلك المشروع مثيرا بما فيه الكفاية. لذا، جاءت فكرة السوق الموحدة. وعندما ظهر أن ذلك كان يعمل بصورة حسنة، تقرر بأن أوروبا تحتاج إلى عملة موحدة لنجاح السوق الموحدة.
وبعد أن أصبح لأوروبا عملة موحدة، أصبحت تحتاج الآن إلى تكامل سياسي أعظم لضمان نجاح اليورو. وما يحدث فعلا هو أن مجموعة من المخططين المركزيين تجتمع وتقرر ماذا يجب أن يحدث بعد كل خطوة تخطوها. ليس من العبث أن تعقد مقارنة بالاتحاد السوفيتي؛ في كل مرحلة من هذه العملية، نما الاتحاد الأوروبي ببطء أكثر من الولايات المتحدة.
والمقارنة ببن ولادة الدولار واليورو تبدو مثيرة. استغرق ظهور الدولار كعملة موحدة للولايات المتحدة أكثر من قرن؛ كانت الولايات والبنوك في القرن التاسع عشر حرة في إصدار عملتها الخاصة بها. وظهر الدولار من خلال عملية حيوية عضوية، وليس لأن مجموعة من السياسيين قرروا أنه يجب أن يكون كذلك. أما أولئك الذين حذروا من فرض اليورو على الاقتصادات التي لم تكن جاهزة فثبت الآن أنهم على صواب، لأن الإشارات الحقيقية من الإجهاد بدأت في الظهور.
ويعني النمو البطيء والبطالة العالية أن الإنفاق الوطني يتعرض للضغط. وألمانيا هي أكثر حالة يستشهد بها في فشل هذه السياسة، لكن في الحقيقة إيطاليا هي الدولة التي بها أكبر المشاكل، فهي في حاجة ماسة الآن إلى تخفيض عملتها لكن ذلك الخيار لم يعد متوافرا لها طالما هي منضوية تحت إطار اليورو.
والعملة الموحدة هي مشروب الكوكا الجديد لأوروبا؛ وهو صنف فاشل. إلا أنه على خلاف شركة كوكا كولا، يتظاهر الاتحاد الأوروبي بأن كل شيء يسير على ما يرام وأنه لا حاجة إلى اتخاذ إجراء سياسي. هل يعني ذلك أن انهيار الاتحاد الأوروبي أصبح أمرا حتميا؟ لا، على الإطلاق: لا شيء حتميا. لكن الواضح، هو تزايد إشارات الخطر. وظهر ذلك لبعض الموالين لأوروبا منذ وقت طويل.
- 03-06-2005, 05:57 AM #2
مشاركة: اليورو هش؟؟
مقال اكثر من رائع يحمل رأي ووجهة نظر ..
.
.
اذا كان هناك من يعارض وجود العملة الموحده والدستور لاسباب ما فهناك من يحمل الرأي الاخر لاسباب اخرى ......... فالتعمق اكثر .... يبني الرأي للقارئ ........
.
.
تحية لك على الموضوع الاكثر من رائع ..........
- 03-06-2005, 08:19 AM #3
مشاركة: اليورو هش؟؟
شكرا على المشاركة الشاملة .
فشل التصويت لانه لم يقدم بشكل جميل للشعب الفرنسي وخلق لديهم حالة من الذعر .
اعتقد سيتم سحب الكوكا كولا واعادة انزالها مرة اخرى بعد تغيير الملصق الخارجي وسيشريها الشعب الفرنسي والشعوب الاوروبية هذه المرة .
كوكا كولا ههههههههههه اندمت مع القراءة ونسيت اننا نتكلم عن اليورو .
تحياتي واحترامي
المواضيع المتشابهه
-
قلق زعماء منطقة اليورو من ارتفاع اليورو، وزوج (اليورو/ إسترليني) اللاعب الأكبر اليوم
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 1آخر مشاركة: 03-06-2009, 04:09 AM -
تراجع اليورو مقابل الدولار مدفوعا ببيانات الركود بمنطقة اليورو
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 14-11-2008, 04:33 PM -
الدولار يرتفع أمام اليورو وسط توقعات بخفض الفائدة في منطقة اليورو
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 02-10-2008, 12:55 AM -
صعود الاسترليني أمام اليورو بفعل مخاوف من ضعف اقتصاد منطقة اليورو
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 17-01-2008, 02:20 PM -
صعود اليورو الى اعلى مستوياته امام الين مع شائعات حول شراء اليورو
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 04-04-2006, 04:21 PM