النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أسرار ألصلاة

  1. #1
    الصورة الرمزية أبو بدر
    أبو بدر غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    618

    افتراضي أسرار ألصلاة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    أستغلالا للويك أند


    أخواني... عجبتني جدا هذه المقطتفات من كتاب أسرار ألصلاة...للمؤلف أبن

    قيم الجوزية...فأحببت أن تشاركوني قرأتها...وأن شاء الله تعالى تعجبكم...وتفيدكم.

    وقد نقلتها لكم من مجموعة الإسلام...جزء الله ناقلها الأخ أبو نور خير الجزاء..



    أسرار الصَّلاة



    لكل شيء ثمرة و ثمرة الصلاة الإقبال على الله



    و كما أن الصوم ثمرته تطهير النفس ، و ثمرة الزكاة تطهير المال ، و ثمرة الحج وجوب المغفرة ، و ثمرة الجهاد تسليم النفس إليه ، التي اشتراها سبحانه من العباد ، و جعل الجنة ثمنها ؛ فالصلاة ثمرتها الإقبال على الله ، و إقبال الله سبحانه على العبد ، و في الإقبال على الله في الصلاة جميع ما ذكر من ثمرات الأعمال و جميع ثمرات الأعمال في الإقبال على الله فيها.

    و لهذا لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم : جعلت قرة عيني في الصوم ، و لا في الحج و العمرة ، و لا في شيء من هذه الأعمال و إنما قال : " و جعلت قرة عيني في الصلاة ".

    و تأمل قوله : " و جعلت قرة عيني في الصلاة " و لم يقل : " بالصلاة " ، إعلاماً منه بأن عينه لا تقر إلا بدخوله كما تقر عين المحب بملابسته لمحبوبه و تقر عين الخائف بدخول في محل أنسه و أمنه ، فقرة العين بالدخول في الشيء أم و أكمل مِت قرة العين به قبل الدخول فيه ، و لما جاء إلى راحة القلب من تعبه و نصبه قال : " يا بلال أرحنا بالصلاة ".



    لماذا الراحة بالصلاة ؟



    أي أقمها لنستريح بها من مقاساة الشواغل كما يستريح التعبان إذا وصل إلى مأمنه و منزله و قرَّ فيه ، و سكن و فارق ما كان فيه من التعب و النصب.

    و تامل كيف قال : " أرحنا بالصّلاة " و لم يقل : " أرحنا منها " ، كما يقوله المتكلف الكاره لها ، الذي لا يصليها إلا على إغماض و تكلف ، فهو في عذاب ما دام فيها ، فإذا خرج منها وجد راحة قلبه و نفسه ؛ و ذلك أنَّ قلبه ممتلئ بغيره ، و الصلاة قاطعة له عن أشغاله و محبوباته الدنيوية ، فهو معذَّب بها حتى يخرج منها ، و ذلك ظاهر في أحواله فيها ، من نقرها ، و التفات قلبه إلى غير ربه ، و ترك الطمأنينة و الخشوع فيها ، و لكن قد عَلِمَ أنَّه لا بدّ له من أدائها ، فهو يؤديها على أنقص الوجوه ، قائل بلسانه ما ليس في قلبه و يقول بلسان قلبه حتى نصلي فنستريح من الصلاة ، لا بها.

    فهذا لونٌ و ذاك لونٌ آخر .

    ففرق بين مَن كانت الصلاة لجوارحه قيداً ثقيلاً ، و لقلبه سجناً ضيقا حرجاً ، و لنفسه عائقا ، و بين مَن كانت الصلاة لقلبه نعيماً ، و لعينه قرة و لجوارحه راحة ، و لنفسه بستاناً و لذة.

    فالأول : الصلاة سجن لنفسه ، و تقييد لجوارحه عن التورط في مساقط الهلكات ، و قد ينال بها التكفير و الثواب ، أو ينال من الرحمة بحسب عبوديته لله تعالى فيها ، و قد يعاقب على ما نقص منها.

    و القسم الآخر : الصلاة بستان له ، يجد فيها راحة قلبه ، و قرّة عينه ، و لذَّة نفسه ، و راحة جوارحه ، و رياض روحه ، فهو فيها في نعيم يتفكَّه ، و في نعيم يتقلَّب يوجب له القرب الخاص و الدنو ، و المنزلة العالية من الله عزَّ و جل ، و يشارك الأولين في ثوابهم ، بل يختص بأعلاه ، و ينفرد دونهم بعلو المنزلة و القربة ، التي هي قدر زائد على مجرد الثواب.



    من فوائد الصلاة القرب من الله



    و لهذا تَعِدُ الملوك من أرضاهم بالأجر و التقريب ، كما قال السحرة لفرعون : { إنَّ لَنَا لأَجراً إن كُنَّا نحنُ الغالبينَ} [الشعراء:41] ، { قالَ نَعم و إنَّكم لَمنَ المُقرَّبين} [الأعراف : 114].

    فوعدهم بالأجر و القرب ، و هو علو المنزلة عنده.

    فالأول : مَثَله مثل عبد دخل الدار ، دار الملك ، و لكن حيل بينه و بين رب الدار بسترٍ و حجاب ، فهو محجوب من وراء الستر فلذلك لم تقر عينه بالنظر إلى صاحب الدار و النظر إليه ؛ لأنه محجوب بالشهوات ، و غيوم الهوى و دخان النَفس ، و بخار الأماني ، فالقلب منه بذلك و بغيره عليل ، و النفس مُكبَّة على ما نهواه ، طالبة لحظها العاجل.

    فلهذا لا يريد أحد من هؤلاء الصلاة إلا على إغماض ، و ليس له فيها راحة ، و لا رغبة و لا رهبة فهو في عذاب حتى يخرج منها إلى ما فيه قرة عينه من هواه و دنياه.

    و القسم الآخر :مَثَلُهُ كمثلِ رَجُلٍ دخَل دار الملك ، و رفع الستر بينه وبينه ، فقرَّت عينه بالنظر إلى الملك ، بقيامه في خدمته و طاعته ، و قد أتحفه الملك بأنواع التحف ، و أدناه و قربه ، فهو لا يحب الانصراف من بين يديه ، لما يجده من لذَّة القرب و قرة العين ، و إقبال الملك عليه ، و لذة مناجاة الملك ، و طيب كلامه ، و تذلُّله بين يديه ، فهو في مزيد مناجاة ، و التحف وافدة عليه مِن كلِّ جهة ، و مكتن و قد اطمأنت نفسه ، و خشع قلبه لربه و جوارحه ، فهو في سرورٍ و راحةٍ يعبد الله ، كأنه يراه ، و تجلَّى له في كلامه ، فأشد شيء عليه انصرافه مِن بين يديه ، و الله الموفق المُرشد المعين ، فهذه إشارة و نبذة يسيرة في ذوق الصلاة ، و سرّ من أسرارها و تجلٍّ من تجلياتها.

    الفرق بين أهل السماع و أهل الصلاة



    فنحن نناشد أهل السماع بالله الذي لا إله إلا هو ، هل يجدون في سماعهم مثل هذا الذوق أو شيء منه؟ بل نناشدهم بالله ، هل يدعهم السماع يجدون بعض هذا الذوق في صلاتهم أو جزءاً يسيراً منها؟

    بل هل نَشَقُوا من هذا الذوق رائحة ، أو شموا منه شمة قط ؟

    و نحن نحلف ، عنهم أن ذوقهم في صلاتهم و سماعهم صد هذا الذوق ، و مشربهم ضد هذا المشرب.

    و لولا خشية الإطالة لذكرنا نُبذة من ذوقهم في سماعهم ، تدلُّ على ما ورائها . و لا يخفى على من له أدنى عقل ، و حياة قلب ، الفرق بين ذوق الآيات ، و ذوق الأبيات ، و بين ذوق القيام بين يدي رب العالمين ، و القيام بين يدي المغنين ، و بين ذوق اللذة و النعيم بمعاني ذكر الله تعالى و التلذذ بكلامه ، و ذوق معاني الغناء ، و التطريب الذي هو رقية الزنا ، و قرآن الشيطان ، و التلذذ بمضمونها فما اجتمع و الله الأمران في قلب إلا و طرد أحدهما الآخر ، و لا تجتمع بنت رسول الله و بنت عدو الله عز و جل عند رجلٍ أبداً ، و الله سبحانه و تعالى أعلم.



    فمتى تجئ الأذواق الصحيحة المستقيمة إلى قلوب قد انحرفت أشد الانحراف عن هدي نبيها صلى الله عليه و سلم ، و تركت ما كان عليه هو و أصحابه و السلف الصالح ، فإنهم كانوا يجدون الأذواق الصحيحة المتصلة بالله عز و جل في الأعمال : الصلاة المشروعة ، و في قراءة القرآن ، و تدبره و استماعه ، و أجر ذلك ، و في مزاحمة العلماء بالركب ، و في الجهاد في سبيل الله ، و في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في الحب في الله و البغض فيه ، و توابع ذلك ، فصار ذوق المتأخرين ـ إلا من عصمه الله ـ في اليراع و الدف ، و المواصيل ، و الأغاني المطربة من الصور الحسان و الرقص ، و الضجيج ، و ارتفاع الأصوات ، و تعطيل ما يحبه الله ، و يرضاه من عبادته المخالفة لهوى النفس .فشتَّان بين ذوق الألجان و ذوق القرآن و بين ذوق العود و الطنبور ، و ذوق المؤمنين و النُّور ، و بين ذوق الزَّمر و ذوق الزمر ، و بين ذوق الناي و ذوق { اقتربت السَّاعة و انشق القمر } [القمر : 01] و بين ذوق المواصيل و الشبَابات و ذوق يس و الصافات ، و بين ذوق غناء الشعر و ذوق سورة الشعراء ، و بين ذوق سماع المكاء و التصدية و ذوق الأنبياء.

    و بين الذوق على سماع تُذكر فيه العيون السود و الخصور و القدود ، و ذوق سماع سورة يونس و هود ، و بين ذوق الواقفين في طاعة الشيطان على أقدامهم صواف ، و ذوق الواقفين في خدمة الرحمن في سورة الأنعام و الأعراف ، و بين ذوق الواجدين على طرب المثالث و المثاني ، و ذوق العارفين عند استماع القرآن العظيم و السبع المثاني ، و بين ذوق أولى الأقدام الصفات في حظيرة سماع الشيطان ، و ذوق أصحاب الأقدام الصافات بين يدي الرحمن.

    سبحان الله هكذا تنقسم و المواجيد ، و يتميز خُلق المطرودين مِن خُلق العبيد ، و سبحان الممد لهؤلاء و هؤلاء من عطائه و المفارق بينهم في الكرامة يوم القيامة ، فوالله لا يجتمع محبو سماع قرآن الشيطان و محب سماع كلام الرحمن في قلب رجل واحد أبداً.

    كما لا تجتمع بنت عدو الله و بنت رسول الله عند رجل واحد أبداً.



    أنت القتيل بكلِّ مَن أحببته ** فاختر لنفسك في الهوى مَن تصطفي

  2. #2
    الصورة الرمزية نايف اللحياني
    نايف اللحياني غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    294

    افتراضي مشاركة: أسرار ألصلاة

    اخوي مهام

    جزاك الله خير و اسال الله العلي القدير بأن يثقل ميزان حسناتك...



    تقبل تحيات اخوك نايف

  3. #3
    الصورة الرمزية أبو أثير
    أبو أثير غير متواجد حالياً مـتداول مـميـز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الإقامة
    المدينة المنورة
    العمر
    44
    المشاركات
    2,123

    افتراضي مشاركة: أسرار ألصلاة

    جزاك الله الف خير وتقبل الله منك صالح العمل

  4. #4
    الصورة الرمزية راعي البقالة
    راعي البقالة غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    30

    افتراضي مشاركة: أسرار ألصلاة

    جزاك الله خير أخوي : mahm

المواضيع المتشابهه

  1. اجمل نغمة منبه للصلاة قمة الروعة
    By حياتى لله in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-09-2010, 05:03 PM
  2. موقع للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم
    By ads in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-07-2010, 02:52 PM
  3. إغلاق المتاجر للصلاة هدي النبي وأمراء الإسلام
    By حلم السنين in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-04-2010, 12:14 AM
  4. 13 فوزًا إذا بكرت للصلاة
    By محمد معمو in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-10-2009, 10:53 PM
  5. دعوة للصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
    By wajdyss in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 13-03-2007, 07:24 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17