القاعدة السابعة عشرة : نسـتخدم اسـتراتيجية ناجحة (متابعـــة)
قد يســأل سـائل: كيف نعرف الاستراتيجية الناجحة ؟
ولكي نجيب على هذا السـؤال ينبغي أولاً أن نتعرف على أنواع الاستراتيجيات:
- حسـب نوع التحليل الذي تعتمد عليه الاستراتيجية: فمن الاستراتيجيات ما يعتمد على التحليل الفني (مثل معظم الاستراتيجية التي تستعمل المؤشرات) أو الأساسي (مثل استراتيجيات الأخبار) ،
- حسـب القالب الزمني (التايم فريم): إذ نرى استراتيجية تقوم على متابعة شمعات الربع ساعة ، أو النصف ساعة ، أو أكبر من ذلك ، حتى نصل إلى استراتيجيات تستخدم الشمعات اليومية في بنائها ،
- حسـب الوقت من اليوم: فنرى استراتيجية تتفعل عملياتها في التوقيت الأسـيوي ، وأخرى ينصح باستخدامها بعد الافتتاح الأوروبي ، وهكذا ... ،
- حسـب فرضيات حركة زوج العملات: مثل الشراء والبيع عند خط دعم أو مقاومة ، مع وضع وقف خسارة يغلق العملية التي تغاير اتجاه الزوج ،
- حسـب أسلوب إغلاق العقود: وهذا النوع هو ما يسمونه باستراتيجيات الهيدج ، ولها تقنيات كثيرة تعتمد على فنيات إبرام العقود في كل اتجاه (شراء أو بيع) ، ووقت إنهائها.
هذه هي الأسس التي تبنى عليها الاستراتيجيات ، وهي مختلفة فيما بينها كما نلاحظ ، غير أن هناك استراتيجيات أثبتت كفاءتها وأصبحت جزءاً من التراث الفوركسي ، ومنها ما هو لازال قائماً يحقق المكاسب ، ولم تتغير معه الظروف ، ولم يضعف من طول الاستخدام. وحين يقنعنا صانع استراتيجية بأن استراتيجيته ناجحة ، عليه أن يطبق عليها الشروط التالية:
- أن يجري عليها اختبار التطبيق الافتراضي في مدة زمنية سابقة (باك تيست) ،
- أن يصبر على تجربتها لمدة لا تقل عن 6 شهور ،
- أن يحدد الأزواج التي نجحت مع الاستراتيجية في الخطوتين السابقتين ، فمن غير المقبول مثلاً أن يجري صانع الاستراتيجية الاختبارات على زوج من العملات أو أكثر ، ثم يسحب حكمه على أزواج أخرى معه دون تجربة لمجرد تشابهها مع هذا الزوج (مثل أزواج الين) أو تعارضها (مثل اليورو/دولار و الدولار/فرنك) ، بل لابد أن تجري التجارب كاملة على كل زوج تشمله الاستراتيجية ،
- يقدم نسبة النجاح لاستراتيجية وفقاً للدراسة التي استخلصها من الاستراتيجية واختباره لها ، وتكون النسبة مقبولة إذا زادت عن 50% حتى قد تصل إلى 90%. غير أن النسبة المئوية الشائعة والمقبولة هي بين الـ 60 و الـ 80%. كذلك يجب أن ننتبه إلى أن النسبة المئوية لنجاح الاستراتيجية ترتبط بمعدل الربح إلى الخسارة ، أو مقدار نقطة الهدف إلى نقطة الوقف. فلو قلنا أن الاستراتيجية تحدد معدل الهدف إلى الوقف 1:1 ، فإن أي نسبة أكثر من 50% تكون مقبولة ، أما إذا كان المعدل 2:1 فإن 50% في هذه الحالة تساوي 75% في المثال السابق ،
وينبغي أن نستبعد من استراتيجيات الناجحة :
- الاستراتيجية التي لا تستكمل شروط الاختبار السابق ذكرها ،
- وأضع شرطاً إضافياً هنا بكل اطمئنان ، وهو أن نستبعد كل من يدعي تحقيق نسبة نجاح 100% مهما كان ، ومهما كانت أهمية استراتيجيته ، لأنه ستكشف فيها بعد ذلك على التجريبي أو الحقيقي نقائص أو عيوب لم يكن قد لاحظها من قبل ، أو أن يكون قد جد في السوق مستجدات أبطلت الاستراتيجية أو قللت من نسبة نجاحها. ومثل هذا المدعي نرفض استراتيجيته دون تفكير ، لأنه بإدعائه هذا يثبت أنه لم يختبر استراتيجيته اختباراً كافياً.
وبهذا نصل إلى نقطة معرفة الاستراتيجية الناجحة ، وأظن أنه قد صار واضحاً أن الاستراتيجية الناجحة هي تلك الاستراتيجية التي تحققت فيها الشروط التي ذكرناها ، وأثبتت نجاحها في التجربة وعلى مختلف ظروف وملابسات السوق.
وفي الفقرة التالية سنتحدث عن نماذج للاستراتيجيات الناجحة. وأرجو أن أرى مشاركاتكم حول هذا الموضوع.
يتبع ...