¨¨¨°~*§¦§ •·.·°¯`·.·• نبذة مختصرة عن فقه وأحكام الزكاة •·.·°¯`·.·• §¦§*~°¨¨¨

[أبو أيمن المصري]

بسم الله الرحمن الرحيم

~* نبذة مختصرة عن فقه وأحكام الزكاة *~

**مقدمة**

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد:

فقد طلب مني أستاذي الكريم الفاضل سمير صيام أن أكتب نبذةً يسيرةً عن أحكام الزكاة وفقهها، لندرة مثل هذه النبذة في منتدياتنا، ولغفلة بعض المسلمين عن ذلك الركن الإسلامي

فاستعنت بالله جل جلاله، وشرعتُ في كتابة ما تيسّر من أحكام الزكاة وفقهها، وما يتعلق بمعاملاتنا المالية، ونحو ذلك

راجيًا من الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبّل مِنَّا أعمالنا، وأن يعينني على إكماله على خير، آمين آمين

[أبو أيمن المصري]

**تعريف الزكاة وحكمها**

الزكاة في اللغة: النموّ والزيادة، زكا الشيء أي: نما وزاد، ومن معانيها أيضًا الطهارة كما في قوله تعالى: {قد أفلح مَنْ زكَّاها}، ولها معانٍ أخرى تُراجع في معاجم اللغة

والزكاة في الشرع: حقٌ واجبٌ، في مالٍ مخصوصٍ، لطائفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ مخصوصٍ (وستأتي تفاصيل ذلك تباعًا)

والزكاة ركنٌ من أركان الإسلام، وفرضٌ من فروضه، وهذا معلومٌ من الدين بالضرورة، وجاحد الزكاة كافرٌ؛ لإنكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة

قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}، وغيرها من الآيات، وقد قُرنت الزكاة بالصلاة في مواضع كثيرة في كتاب الله

وفي الحديث المشهور: (بُنيَ الإسلام على خمسٍ..) وذكر منها (وإيتاء الزكاة)

ولا أريد إطالة الموضوع بذكر الاستدلال على فرضية الزكاة وركنيتها، فذاك معلومٌ من الدين بالضرورة كما أشير إليه آنفًا

وموضوعنا هذا متعلّق بالأساس بزكاة النقود (الذهب والفضة وما يقوم مقامهما، مثل العملات الورقية) وما يتعلّق بذلك، ولم أتطرّق فيه إلى زكاة الأنعام والزروع والثمار ... إلخ، ومَنْ أراد دراسة أحكام باقي الأموال التي تُزكَّى فليراجع كتب الفقه المطوّلة، وبالله التوفيق

[أبو أيمن المصري]

**حكم مانع الزكاة وعقوبته**

أمَّا الممتنع عن أداء الزكاة،

فإن كان يمنعها جحودًا لفرضيتها فهو كافرٌ كما سبق، ويُستتاب وتُقام عليه الحجة، فإن تاب وأقرّ بفرضيتها تُرك، وإلا أقيم عليه حدُّ الردَّة

أمَّا مَنْ امتنع عنها كسلاً، أو تهاونًا، أو بخلاً: فليس بكافرٍ، وإنما هو عاصٍ شديد العصيان، ومرتكبٌ لكبيرة من الكبائر

وعقوبته في الآخرة شديدة،
فقال تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}

وقال تعالى: {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم بل هو شر لهم سَيُطَوَّقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من آتاه الله مالاً، فلم يؤد زكاته، مُثِّل له شجاعًا أقرع، له زبيبتان، يُطَوِّقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك)

وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْ صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها -أي زكاتها- إلا إذا كان يوم القيامة صُفِّحت صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيُرى سبيله: إما إلى الجنة، وإما إلى النار)

وقال أيضًا: (ما مَنَعَ قومٌ الزكاة: إلا ابتلاهم الله بالسنين)

وأمّا عقوبته في الدنيا،
فهي أنّ الإمام أو وليَّ الأمر -إن وُجد! وكان مقيمًا لشرع الله!!- يأخذها من الممتنع عنها قسرًا، ويعاقبه بأخذ شطر ماله، أي نصفه كما ذكر العلماء، ففي الحديث الذي حسّنه الإمام الألباني رحمه الله: (مَنْ أعطاها مؤتجرًا: فله أجرها، ومن منعها: فإنا آخذوها وشطر ماله)

وأمّا لو امتنعت جماعة من الناس عن أدائها،
فحاكم المسلمين ووليُّ أمرهم يقاتلهم حتى يردّهم إلى دينهم، كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع مانعي الزكاة

[أبو أيمن المصري]

**الحكمة من الزكاة والصدقة، وفضلهما**

للزكاة -والصدقة- حكمٌ وفوائدُ كثيرةٌ ذكرها أهل العلم، منها:

1. قربةٌ عظيمةٌ لله رب العالمين

2. تطهيرٌ للمال وتزكيته وتنميته: لقول الله تعالى: {يمحق الله الربا ويُربي الصدقات}، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مالٌ من صدقة)

3. تطهيرٌ لنفس الغنيِّ: من البخل والشح

4. تطهيرٌ لنفس الفقير: من الحقد والحسد والتطلّع لما في أيدي غيره

5. إعانةٌ للفقراء والمحتاجين

وفضائل الزكاة كثيرة، ومما جاء فيها،
قول الله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}

وقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم}

وقوله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ما من عبد يتصدق بصدقة مِنْ كَسْبٍ طيبٍ -ولا يقبل الله إلا طَيِّبًا، ولا يصعد إلى السماء إلا طيب- إلا كان كأنما يضعها في يد الرحمن، فيًربيها له، كما يربي أحدكم فلوَّه، حتى إن اللقمة لتأتي يوم القيامة, وإنها لمثل الجبل العظيم), ثم قرأ: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} رواه الشافعي في كتابه الأمَّ

وعند البخاريّ: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل)

والآيات والأحاديث في فضل الزكاة كثيرة، لعلّنا نفرد لها موضوعًا آخر بإذن الله تعالى

[سمير صيام]

بارك الله فيك ياغالى

ومتابعين معاك

[hadi75m]

بارك الله فيك

[أبو أيمن المصري]

**شروط الزكاة**

تجبُ الزكاة على:
الحرِّ،
المسلم،
إذا ملك نصابًا من الأموال التي تجب فيها الزكاة ملكًا تامًّا،
وحال عليه الحوْل

فلا زكاة على العبد، لأنه لا يملك، بل هو نفسه ملك لسيِّده

ولا زكاة على غير المسلم

ولا زكاة على مَنْ ملك مالاً لم يبلغ النصاب (النصاب: الحد الأدنى الذي تجب الزكاة فيه، وسيأتي بمزيد من التفصيل إن شاء الله)

ولا زكاة على مَنْ ملك مالاً من الأموال التي لا تجب فيها الزكاة (وسيأتي ذلك بمزيد من التفصيل إن شاء الله)

ولا زكاة حتى يحول الحوْل على المال (الحول: السنة القمرية أو الهجرية، وسيأتي ذلك بمزيد من التفصيل إن شاء الله)

طيّب هل يُشترط البلوغ في وجوب الزكاة؟ وهل يُشترط العقل؟

عند الجمهور لا يُشترط، فتجب الزكاة في مال الصبيّ غير البالغ، وفي مال المجنون غير العاقل، ويُخرجها عنهما الوليُّ

وهل تجب الزكاة في الديون؟

إن كان المدين موسرًا، فيجب على الدائن أن يزكِّي عن هذا الدين، فيجمعه إلى ماله ويزكّي عنه

وأمّا إن كان ذا عسرة، أو أنكر الدَيْن: فلا زكاة على الدائن، والله تعالى أعلم

ولا تصحّ الزكاة بغير نيّة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيّات)، فلو تصدق إنسان بجميع ماله، ولم ينوِ زكاة الفريضة: فلا يجزئه، ويجب عليه إخراج الزكاة المفروضة

[أبو أيمن المصري]

**الأموال التي تُزكَّى**

النقود (الذهب والفضة وما يقوم مقامهما)،
وعُروض التجارة،
والمعادن والركاز،
والزروع والثمار،
والأنعام (الإبل والبقر والغنم)

وموضوعنا كما قلنا متعلّقٌ بالأساس بزكاة النقود، وربّما تطرّقنا إن شاء الله إلى زكاة عروض التجارة، ثم المعادن

[alhaidary]

ماشاء الله تبارك الله
موضوع مُبارك من أخٍ مُبارك
إستمر بارك الله فيك وعلى بركة الله
جزاك اللهُ خيراً أخي العزيز أبوأيمن

[سششي]

بارك الله بك أخي الكريم
و جعله في ميزان حسناتك

[أسامه عبده]

.
ما شاء الله تبارك الله

موضوع جميل وشيق ويحتاج له الكثير خاصة في هذا الزمان

واصل عطاءك كتب الله لك الأجر والمثوبة

تحياتي

[Ashraf Salah]

موضوع قيم
بارك الله فيك

[أبو أيمن المصري]

ماشاء الله تبارك الله
موضوع مُبارك من أخٍ مُبارك
إستمر بارك الله فيك وعلى بركة الله
جزاك اللهُ خيراً أخي العزيز أبوأيمن

وجزاكم بمثله أستاذي الحيدري

ولا نستغني عن تصويباتكم وملاحظاتكم

[أبو أيمن المصري]

بارك الله بك أخي الكريم
و جعله في ميزان حسناتك

وفيكم بارك المولي عز وجل

جزاك الله خيرًا

[أبو أيمن المصري]

بارك الله فيك ياغالى

ومتابعين معاك

بارك الله فيك

موضوع قيم
بارك الله فيك

وفيكم بارك الله تعالى

وجودكم ينوّر الموضوع