النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع: استراتيجية الصراصير لصناديق التحوط
- 08-10-2007, 05:04 PM #1
استراتيجية الصراصير لصناديق التحوط
مقال جميل .. من فاينانشل تايمز
الأسواق المالية معقدة تعقيداً كبيراً يضر بها هي نفسها. وهذا يخلق خطر الكارثة المالية. هذه هي الرسالة الرئيسية لكتاب ريتشارد بوكستابر عفريت من صنع أيدينا، الذي نشر في أوائل هذا العام وأثار قدراً كبيراً من الاهتمام في الأوساط المالية. وخلال الأسابيع القليلة الماضية أصبحت هذه الرسالة مهمة تماماً لعدد كبير جداً من الناس يفوق قراء هذا الكتاب.
انهارت سوق الائتمان العالمي. ويرى كثيرون أنها متضخمة فوق الحد نظراً للنمو السريع لعقود المشتقات الائتمانية في السنوات الأخيرة، وهي عقود صممت لتسهل عملية توزيع المخاطر ولكنها يمكن كذلك أن تستخدم للمضاربة البحتة. والآن فإن انهيار عدد من صناديق التحوط يثير المخاوف من أن هذا الحريق الكبير في سوق الائتمان يمكن أن يتحول إلى أزمة اقتصادية حقيقية.
المؤلف أستاذ جامعي سابق ترك التدريس ليتولى إدارة المخاطر في بنك مورجان ستانلي، وهو يدير الآن أحد صناديق التحوط الكبيرة. وهو علم بموضوعه وكتب لنا كتاباً سلساً وممتعاً. وللتدليل على حججه يستعين المؤلف بالرياضيات (من برتراند راسل إلى نظرية جودل)، وبالفيزياء (خصوصاً مبدأ عدم التحديد الذي وضعه فيرنر هايزنبيرج)، وهو يستعين حتى بعلم الأرصاد الجوية.
لكن حججه الرئيسية تأتي من إدارة العمليات ومن علم الأحياء. وهو يصف لنا بمنتهى التفصيل الخطوات الخاطئة التي أدت إلى تحطم الطائرة التابعة لخطوط فاليوجيت فوق جنوبي ولاية فلوريدا، وكذلك الأحداث التي أدت إلى الحادث النووي في مفاعل تشرنوبيل. كلتا الحادثتين اشتملتا على عمليات معقدة وكلتاهما ناشئتان عن احتياطات السلامة والأمان.
القصد من ذلك هو إقامة الدليل على أنه حين يكون نظام ما معقداً إلى درجة خطرة فإن احتياطات السلامة الإضافية لن يكون من شأنها إلا أن تزيد من خطورته وتعقيده. فحين تكون الأنظمة “لها اقترانات معقدة بصورة محكمة” وترتبط بروابط لازمة لا تحصى يتزايد احتمال الخطر من أن ارتكاب خطأ واحد يمكن أن يطلق تفاعلاً متسلسلاً يؤدي إلى كارثة. وتنطبق الحجة نفسها على عمليات إدارة المخاطر المعقدة باستخدام عقود المشتقات العقيمة. وتنطبق كذلك على أية محاولة لتنظيم السوق بصورة وثيقة.
يستقي المؤلف أفكاراً أخرى من علم الأحياء ويقول إن الأنواع الحية التي تتمتع بأكبر فرصة للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل وتتجنب التغيرات الكارثية في بيئتها هي الكائنات الحية “الفجة”، التي لا توجد لديها إلا استراتيجية بسيطة للبقاء. أما الحيوانات التي أصبحت أكثر تعقيداً وتكيفت بصورة أفضل مع بيئتها فإنها تتمتع بقدر أكبر من النجاح إلى حين ولكن لا يرجح لها تحمل وقوع الكارثة.
أوضح مثال على الكائنات الحية “الفجة” هو الصرصور. ذلك أن نظام السلامة لديه يقوم على شيء لا يزيد على قدرته على الاستجابة لهبات الهواء ومع ذلك فإن بمقدوره النجاة من الحرب النووية. وبالنسبة للأنواع الحية المعقدة، يضرب المؤلف مثلاً بكائن يدعى فورو furu، وهو نوع من الأسماك كان يعيش فقط في بحيرة فكتوريا في إفريقيا وتطور إلى مئات من الأجناس الفرعية تكيفت لأداء مهام مختلفة وعاشت في مواطن بيئية ضمن البحيرة. وقضي عليها جميعاً خلال سنوات بعد أن دخل البحيرة السمك المعروف باسم فرخ النيل، وهو سمك مفترس عدواني أكبر حجماً من الفورو.
حين نطبق هذا الكلام على السوق فإن المقصود بذلك أن الاستراتيجية الفجة (مثل الاسترشاد بعدد قليل من المقاييس أو الاكتفاء بالأسهم والسندات والأموال النقدية) لها حظ أوفر من البقاء في حالة تغير البيئة، حتى وإن كانت استراتيجيات اليوم المعقدة للغاية لها حظ أوفر من النجاح في البيئة الحالية. إن هذه النظرات الثاقبة تبدو وثيقة الصلة على نحو ينذر بالخطر باختناق سوق الائتمان التي نشهده الآن.
ما الذي يقترحه المؤلف لإنقاذ الموقف؟ أولاً هو يستبعد الحاجة إلى المزيد من الأنظمة الرقابية، التي يمكن، على نحو ما حدث في تشرنوبيل، أن تعمق من مخاطر وقوع الحوادث. ثم إن الشفافية لن تجدي نفعاً كذلك. إذ ستتغير طبيعة الأسواق على نحو كبير إذا علمت كل جهة مقتنيات الجهات الأخرى المقابلة لها. بل إن المؤلف يستشهد حتى بمبدأ عدم التحديد لهايزنبيرج، الذي ينص على أن قيام الشخص بقياس ظاهرة معينة يعمل على تغييرها.
لذلك فليس مما يبعث على المفاجأة أن يقترح أن تترك صناديق التحوط لحالها وهو نفسه مدير لأحد صناديق التحوط. ولكنه من جانب آخر يقترح على الأقل أنه ينبغي عليها أن توقع قانوناً خاصاً بها لإنكار الذات. فهي بحاجة إلى استخدام صكوك مالية أبسط مما هي عليه الآن وليس الاختراع المتواصل لصكوك أكثر تعقيداً. وحتى تخفف من شدة “الاقتران” بين الحلقات المختلفة في السلسلة فإن صناديق التحوط بحاجة إلى أن تقلل من اعتمادها على الاقتراض المفرط والاقتراض بالهوامش. فحين لا يقترض صندوق التحوط بكثافة فإن انهياره لن يؤدي بالضرورة إلى الخسائر في كل مكان. وبالتالي يقل خطر وقوع انهيار يمس النظام الاقتصادي بأكمله. وبعبارة أخرى، فإنه يجدر بصناديق التحوط أن تتصرف كالصراصير حتى لا ينتهي بها الأمر كأسماك الفورو.
ربما يكون هذا الطلب مبالغاً فيه. فجماع الأمر كله يقوم على جني الأرباح من تصميم أدوات مالية جديدة ومن وضع استراتيجيات اقتراض تؤدي إلى جني الأرباح. ولكن أحدث هزة في سوق الائتمان ربما تفيد في التذكرة. وربما لم يكن بمقدور كتاب بوكستابر إحداث الصحوة بمفرده، ولكن وقوع خسارة مؤلمة من الأموال ربما تعمل على إقناع صناعة الاستثمار بالتوقف عن التذاكي على نحو يضر بمصالحها هي نفسها
منقول من
سمير البلوشي
- 08-10-2007, 05:24 PM #2
رد: استراتيجية الصراصير لصناديق التحوط
metab3yn ma3ak ya a7"y
المواضيع المتشابهه
-
صناديق التحوط تتجنب العملات بعد التراجع الحاد للاسترليني
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 04-12-2008, 06:57 AM -
مجلس الاحتياطي الاتحادي يقدم مساعدات لصناديق اسواق النقد
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 19-09-2008, 05:36 PM -
صناديق التحوط:اداء سيىء....لكن افضل...والمؤشرات في السلبية ...
By عثمان نشأت in forum سوق الأسهم الأمريكية وتداول عقود الخيارات والـ CFDsمشاركات: 1آخر مشاركة: 12-07-2008, 12:29 AM -
من روائع الرسم على الصراصير
By alhaidary in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 0آخر مشاركة: 29-01-2007, 05:59 PM -
أرباح قياسية لصناديق الاستثمار في الأسهم السعودية عام 2005
By رمز in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 1آخر مشاركة: 03-01-2006, 04:50 AM