الدولار يتحرك في نطاق ضيق في انتظار شهادة برنانكي

[التحليلات والأخبار]

تحرك الدولار في نطاق ضيق اوائل التعامل في آسيا يوم الخميس لكنه ظل فوق أدنى مستوى له في 15 عاما مقابل سلة من العملات مع انتظار المستثمرين شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) في وقت لاحق من اليوم بحثا عن مزيد من المؤشرات على السياسة النقدية للبنك
.
وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي خفض سعر فائدة اموال ليلة واحدة الى 4.75 في المئة من 5.25 في المئة هذا الاسبوع لتخفيف الضغوط في أسواق الائتمان
.
وارتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية الجلسة السابقة اذ راهن المستثمرون على ان الخفض الاكبر من المتوقع للفائدة الذي اجراه البنك المركزي سيساعد على تعزيز النمو المتباطيء للاقتصاد الامريكي
.
وتراجع المؤشر المرجح للدولار الى 79.230 بعد انتعاشه من 79.091 ادنى مستوى له منذ عام 1992 واستقر الدولار دونما تغير على 115.90 ين مقارنة بما كان عليه اواخر التعاملات الامريكية
.
واستقر سعر العملة الاوروبية الموحدة على 1.3970 دولار وظل قريبا من اعلى مستوى له في تاريخه 1.3989 دولار الذي سجله في وقت سابق من الاسبوع
.
وظل الاسترليني تحت ضغط بعد ان سجل ادنى مستوى له في 17 شهرا مقابل اليورو الجلسة السابقة
.

[Naceredine]

حدث جد مهم نجده في جدول اليوم ألا و هو شهادة برنانكي عن المشاكل التي يعرفها سوق القروض المرهونة أمام لجنة الخدمات المالية للكونغرس. لماذا نصف الحدث بالأهمية يا ترى؟

الجواب طبعا أننا من خلالها سنحصل على نظرة الفدرالي فيما يخص الأزمة الراهنة و نستنبط الدوافع التي كانت وراء موقفه الذي عبر عنه في قراره الأخير عن الفائدة،أو بالأحرى عن شعوره فيما يخص ظروف و شروط الأزمة الراهنة، هل هي مماثلة و متشابهة مع أزمة 1998 أم مع أزمة 2001.

أزمة 1998 تميزت بتجمد الأسواق المالية و لكن مع اعتدال التأثيرات المسكوبة منها الى باقي الإقتصاد. في هذه الحالة فإن خطوة تخفيض الفائدة ب50 نقطة مائوية لموازنة التشديد الأخير في أسواق القروض و الإحتياط من تراجع مخيف في النمو الإقتصادي المحلي منها أن تثمر و الا فإن الفدرالي يحتاج الى خطوة 25 نقطة مائوية أخرى ليكمل المهمة.

و لكن ماذا اذا كانت الأزمة الراهنة تشبه وضع سنة 2001؟ أزمة 2001 اتسمت بالإنخفاض الحاد في الإنفاقات نتيجة تفريغ فقّاعة أصول الأسهم العادية آنذاك (حاليا الرهن). في هذه الحالة فإن تثبيت دورة سياسة التخفيف بتخفيض الفائدة سيكون أمرا حتميا، مما فيه ان يؤدي بنسبة الفائدة الى أدني بكثير من ال4.0%.

احتمال نظرة الفدرالي الى الأزمة الراهنة على أنها تماثل أزمة 1998 يحظى بالترجيح نظرا لرد الفعل القوية التي جاءت من خلال قراره بتخفيض الفائدة ب50 نقطة مائوية. تجربة 1998 اتسمت بتخلف روسيا في دفع ما عليها من قروض و انهيار ادارة الرساميل في المدى الطويل في الولايات المتحدة مما أدى الى نفس العراقيل التي نراها حاليا في الرد على أزمة الرهن. رد فعل الفدرالي آنذاك لم يتميز بالحدة، حيث اكتفى بتخفيض الفائدة بنسبة 25 نقطة مائوية. أسواق الأسهم التي كانت تبني على توقعات أعلى من هذا المستوى أوشكت على الإنهيار مما اضطر الفدرالي الى استدعاء اجتماع طارئ له بعد أسبوعين من قراره ليخفض فيه نسبة الفائدة ب25 نقطة مائوية أخرى. في هذه الحالة فإن برنانكي يكون قد استفاد من تجربة "غرينسبان".

و لكن رغم هذا الترجيح في التوقعات فإن هناك ظروف كانت في 1998 تختلف كليا عن ظروف الأزمة الراهنة:

· أزمة 1998 كانت بسبب اجتماع تخلف روسيا عن الدفع و أزمة الديون الأسيوية و بالتالي فإن المشاكل آنذاك جاءت من خارج الولايات المتحدة.
· الأزمة الراهنة مشاكلها غير مستوردة بل تصدر من انهيار سوق العقار و أزمة الرهن.
· في عام 1998 كان مؤشر الدولار أقوى بكثير مما هو عليه حاليا، آنذاك كان المؤشر يسجل بمحيط ال100 و صعد الى مستوى ال120 خلال 2001/2002. حاليا يسجل المؤشر على مستوى ال80. الضعف الذي يعرفه الدولار اليوم لا شك أنه يعقد الأمور بشكل مثير، مما يزيد من احتمال دخول الإقتصاد الأمريكي في مرحلة ما يسمى ب"Stagflation" اي "الإنكماش مع التضخم".

ما الذي جعلنا نفكر بالإنكماش مع التضخم؟ نكتفي ببعض العوامل التي نلخصها فيما يلي:

· ضعف الدولار يؤدي الى التضخم و لكنه لا يساعد الإقتصاد لكون الولايات المتحدة سوقا ضخما تطغى فيه الطلبات المحلية على التصدير.
· ارتفاع أسعار السلع و تفاقم العجز الحكومي الذي يزاحم القطاع الخاص في الحصول على القروض الإستثمارية.
· انخفاض الثقة العالمية في الإستثمارات المالية الأمريكية.
· توسع عجز الميزان التجاري نظرا لتوجه المستهلكين الى الوردات الرخيصة.
منقول للفائدة