إسلام أون لاين / لم يعد تغيب محفّظ القرآن الكريم عن الدرس مشكلة لتلاميذه.. فقد دشنت شركة مصرية للبرمجيات والحاسبات برنامجا لتحفيظ القرآن بطريقة تفاعلية، هو الأول من نوعه على مستوى العالم.
وفي حفل ضم كوكبة من علماء الدين والمسئولين ورجال الفكر والأعمال، أعلنت الشركة الهندسية لتطوير نظم الحاسبات (RDI) الخميس 16-8-2007 إطلاق برنامج "حفص" المتخصص في تعليم أحكام تلاوة القرآن الكريم بطريقة تفاعلية.
و"حفص" هو برنامج متخصص في تعليم تجويد القرآن الكريم برواية "حفص عن عاصم" التي تعد إحدى أشهر الروايات في تلاوة كتاب الله.
ويعتمد البرنامج على تقنية (SpeechRecognition) أو التعرف الآلي على الصوت المنطوق، وهي تقنية سادت في تطبيقات الدراسات الصوتية في اللغات الأوروبية بهدف عقد روابط تفاعلية بين الإنسان والحاسب.
وتقوم الفكرة الأساسية لـبرنامج "حفص" على محاكاة بيئة المقرأة أو جلسات تحفيظ القرآن "الكتاتيب"، والتحقق من نطق المستخدم "التلميذ" حروف القرآن نطقًا صحيحًا؛ وهو ما يسهم بدور فعال في تعليم أحكام التجويد ومساعدة المسلمين حول العالم على حفظ القرآن وتلاوته حق تلاوته. وحصل البرنامج على براءة اختراع كأول منتج تفاعلي لتعليم التجويد.
فاعلية
وعن فاعلية البرنامج، أشار أشرف الصفتي مدير التخطيط والإستراتيجيات عضو مجلس إدارة الشركة المنتجة إلى أن (حفص) خضع للتجربة في عدد من المدارس بالمملكة العربية السعودية والكويت ومصر، مشيرًا إلى أن البرنامج هو خلاصة 20 عاما من الخبرة والتجربة المتواصلة.
وتم اختبار البرنامج على فصلين دراسيين أحدهما بمثابة "مجموعة ضابطة" يتعلم أفرادها التجويد بالطريقة العادية، والآخر يمثل "مجموعة تجريبية" يتعلم أفرادها باستخدام (حفص).
وفي ختام فترة العمليتين التعليميتين اللتين بدأتا بالتوازي، عقد القائمون على التجربة امتحانًا شمل جوانب تحريرية وسماعية وشفوية؛ لقياس مستوى الفصلين.
وأظهرت النتائج نسبة التحسن الملحوظ للمجموعة التجريبية التي ارتفع تقييمها من 38% إلى 76%، في حين ارتفع مستوى المجموعة الضابطة من 33% إلى 57%؛ وهو ما يؤكد فاعلية البرنامج في تعليم أحكام التجويد بطريقة سريعة وفعالة ومنهجية، بحسب الصفتي.
تأييد وإشادة
وأبدى المعنيون من الحضور في حفل التدشين تأييدًا للبرنامج باعتباره نقلة تكنولوجية في تعليم أحكام التجويد ومساعدة المسلمين في كافة الأقطار على الحفظ الجيد للقرآن.
فمن جهته، أشاد محسن رشوان الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة القاهرة باعتباره "خلاصة خبرة طويلة في مجال تقنيات معالجة الصوت"، ولأنه "يتيح قدرًا كبيرًا من التفاعل والتعلم البناء ويخلق جوًّا من الألفة بين المستخدم والحاسب".
ويوضح رشوان لـ"إسلام أون لاين.نت" أن برنامج (حفص) "ينفرد عن غيره من برامج تعليم التجويد.. فهو يعتمد على تقنية التحقق من الصوت؛ وهو ما يتيح للبرنامج أن يُحَكِّمَ قِرَاءة المستخدم ويوجهه برسائل واضحة تكون مكتوبة ومقروءة".
وحول إمكانية الاستغناء عن المحفظ، أكد رشوان أن البرنامج يؤدي حاليا دوره المنوط به كعامل مساعد بجوار الشيخ. كما أشار رشوان إلى أن البرنامج يقدم بديلا مناسبا في البيئات التي يندر أو يصعب فيها وجود الكتاتيب ومدارس تعليم القرآن، مضيفا: "نحن نأمل أن يتحول هذا المنتج إلى برنامج مثالي مع مزيد من الوقت والجهد والصبر".
بدوره، أشار الدكتور زغلول النجار المفكر الإسلامي إلى أن العالم الإسلامي في ظل هذا الكم من التكنولوجيا والتقدم العملي الراهن يحتاج لمثل هذا البرنامج لتعليم الأبناء قواعد الدين الحنيف، معتبرا أن (حفص) هو بمثابة "بادرة لخطوات تالية نحو العودة إلى تعليم القرآن وتجويده وقراءته قراءة صحيحة".
ووصف الدكتور محمد المهدي رئيس الجمعية الشرعية البرنامج بأنه "إعجاز متجدد" للقرآن الكريم، مضيفا أن "الله اختار من يسخر معطيات العلم الحديث في حفظ كتابه وفاء بالوعد (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون).. كما أنه وسيلة لتعلم وإيصال المعاني القرآنية الكريمة التي لا تتضح إلا من خلال القراءة الصحيحة".