ايتها المرأة العاملة ... احذري الخـــادمة


ايتها المرأة العاملة ... احذري الخـــادمة
إن موضوع الخادمات موضوع متعدد البدائل متشابك الجوانب , ولعل أخطر تلك البدائل ما يخص مستقبل أبنائنا وفلذات أكبادنا في ظل غياب الاهتمام وزيادة الإهمال , ما يخص الاستقرار الأسري والدفء المنزلي في ظل الاتكالية واللامبالاة , إن الخادمة تأتي حاملة معها ثقافة مغايرة لثقافة نود لأبنائنا أن ينشئوا عليها ويترعرعوا فيها ، ثقافة قد يعتريها الكثير من المعتقدات الاجتماعية الفاسدة عوضا عن تلك الثقافة الدينية الناقصة , ثم نأتي ونحن – وبكل بساطة – لنوكل إليها أهم مهمة عهدها الإسلام للمرأة ألا وهي الاهتمام بالبيت والزوج وتربية الأولاد .
وهذاالموضوع لا يحمل بين طياته رفضا لوجود الخادمة من حيث المبدأ , فكثير من المنازل يحتاج لوجود الخادمة لظروف معينة .. ولكن ما يرمي إليه قلمي في هذه السطور هو وجود الخادمة في ظل اتكالية مبالغ فيها من الأم ولامبالاة فائضة عن حدود المعقول لتعهد إلى تلك الخادمة الاهتمام بنظافة البيت والعناية بالزوج ورعاية الأبناء في حين انشغالها بعملها خارج المنزل , فلماذا يتبرم كثير من النساء عندما يسمعن قصة زوج تزوج الخادمة ولم يسألن من التي كانت تطعمه أو تسقيه ؟ ومن التي كانت تعد ثيابه وتهتم به وترعاه وتلبي طلباته ؟ ولماذا تتضجر الكثيرات عندما يسمعن أبنائهن يتكلمون بلغة الخادمات فيقول الطفل لأمه " أريد أندومي على الغذاء " أو\" ماما متى في روح ملاهي" ؟ ولم يسألن أنفسهن من كانت تهتم به في أخطر مراحل حياته وتبدل ثيابه وتهتم بنومه وطعامه ؟ فلماذا أيتها النساء الغضب وأنتم من أوكلتم لخادمة أسمى دور يمكن أن تقوم به الأم التي جعل الله الجنة تحت قدميها , فأسهمت تلك الخادمة في إنتاج جيل يحمل بصمتها ويقدس معتقداتها , تلك الخادمة التي استعمرت مملكتك برضاك وغزت حصونك بموافقتك , فلم التذمر وأنتي أهملتي زوجك وأهدرتي واجبات أطفالك وفرطتي مسئولية بيتك ولم تستطيعي موازنة الأمور بشكل جيد في حياتك .
إن عمل المرأة بات مهما في العصر الراهن لأنها تشكل نصف المجتمع من الناحية العددية بالإضافة إلى حاجة المجتمع التنموية إليها , ولكن يجب ألا يكون عملها على حساب مسئولية بيتها وأطفالها , فالمرأة العاملة في المنزل تعد امرأة منتجة في المجتمع مثلها مثل المرأة التي تعمل خارج بيتها لأنها بتربيتها لأبنائها التربية الصحيحة السلمية تساعد على نمو المجتمع وتطوره على المدى البعيد , وفي هذا الإطار كنت قد قرأت دراسة للأستاذة " عنبره الأنصاري " بحثت فيها أثر الخادمات الأجنبيات على تربية الطفل وكان من نتائج دراستها أن مساهمة الخادمة في تربية الطفل الجسدية من الاهتمام بالنظافة ومراعاة القواعد الصحية تعد سلبية أكثر من كونها إيجابية وخاصة إذا كانت الخادمة غير مسلمة ، واستنتجت كذلك أن الخادمة تسهم إسهاما سلبيا في تحقيق حاجات الطفل الدينية وفي تحقيق حاجات الطفل النفسية من توفير الأمان والحب وكذلك في تحقيق الحاجات المتعلقة بالتربية الخلقية والاجتماعية من خلال تعلم اللغة غير السليمة أو من خلال تعليمه بعض الأمور المحظورة اجتماعيا أو أخلاقيا في مجتمعنا الإسلامي .
إن الأمور السابقة تسترعي من المرأة العاملة الموازنة بين مسئولية عملها وحقوق بيتها وزوجها وأطفالها , فالرعاية البديلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مثل رعاية الأم , فغياب الأم يولد ضعفا عاطفيا ونفسيا خطيرا للطفل وخاصة في سنوات عمره الأولى عوضا عما يسببه من تفكك أسري وتمزق عرى الوفاق بين أفرادها .
وأختم موضوعي بقول للشيخ ابن باز – رحمه الله – في هذا المجال حيث يقول : ( إن عمل المرأة بعيدا عن الرجال إن كان فيه إهمال الأولاد وتقصير بحق الزوج من غير اضطرار شرعي يكون محرما لأن ذلك خروج عن الوظيفة الطبيعية للمرأة وتعطيل للمهمة الخطيرة التي عليها القيام بها مما ينتج عنه سوء بناء الأجيال وتفكك عرى الأسرة التي تقوم على التعاون والتكامل والتضامن بمساهمة كلا الزوجين بما هيأ الله من الأسباب التي تساعد على قيام حياة مستقرة مطمئنة يعرف فيها كل فرد واجبه أولا وحقه ثانيا ) فلا تنسي أيتها الأم أنك راعية في بيت زوجك ومسئولة عن رعيتك أمام الله
.