النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع: اللغة السرية لمحافظي البنوك المركزية
- 16-04-2007, 06:16 PM #1
اللغة السرية لمحافظي البنوك المركزية
اعتذر لاننى وضعت هذه المقاله فى موضوع منفصل ونظرا لانه مقال جيد من وجهه نظرى ادرت ان يُقرأَ ممن بالمنتدى مع ان هذه المقاله بموضوع التقرير الاسبوعى لبنك اتش اس بى
اللغة السرية لمحافظي البنوك المركزية ... جيه. برادفورد ديلونج
“إذا بدا لكم أن كلامي شديد الوضوح، فلابد وأنكم قد أسأتم فهم ما قلت”. هذا ما قاله آلان جرينسبان للساسة الأمريكيين في كلمته أمام كونجرس الولايات المتحدة. كان ذلك في العام ،1987 وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي المعين حديثاً يحاول أن يوضح لهم كيف تعلم الغمغمة بكلام غير واضح ويفتقر إلى أي قدر من التماسك خلال الشهور القليلة التي مرت منذ أصبح محافظاً لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
كان جرينسبان من أشد المؤمنين، على الصعيد العملي، إن لم يكن على المستوى النظري - فمن منا تمكن من استيعاب نظريته أو فهمها؟ - بأن محافظي البنوك لا بد وأن يتحدثوا بلهجة غير واضحة ومعقدة. وإذا ما عقدنا مقارنة صغيرة على سبيل التوضيح فلسوف نجد أن نصيحة كاهن دلفي إلى ملك ليديا كانت هي الوضوح ذاته: “إذا هاجمت مملكة فارس، فإنك بهذا تدمر مملكة عظيمة”.
كانت هناك مقولة قديمة لأمثال جرينسبان: “إن الناخبين والساسة يتسمون بقصر النظر وضيق الأفق على نحو متأصل. فهم يدركون دوماً الفوائد المترتبة على انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع الضغط على الطلب بعض الشيء - المزيد من الإنتاج، والمزيد من تشغيل العمالة، وارتفاع الأجور، وارتفاع الأرباح على الأمد القريب. إلا أنهم يغفلون أو يتغافلون عن مشكلات التضخم المصحوب بالركود والتي لا بد وأن تعقب ذلك. إن وظيفة البنك المركزي في نظر سلف جرينسبان البعيد ويليام ماكنزي مارتن تتلخص في “إزالة الآثار المترتبة على انخفاض أسعار الفائدة قبل أن يبدأ الحفل بالفعل”.
إلا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، طبقاً لهذه الحجة، لا يستطيع أن يعترف علناً وبلغة واضحة وشفافة بأن هذا هو ما يفعله، وذلك لأن الناخبين والساسة إذا ما تمكنوا من فهم محافظي البنوك المركزية، فلسوف يرغمونهم على انتهاج سياسات تضخمية مدمرة بالنسبة للجميع، في المدى البعيد على الأقل. وباستخدام عبارات غير واضحة ومعقدة فإن العناصر الخارجية الوحيدة - من بين المراسلين، والسياسة، والأكاديميين - التي ستتمكن من فهم ما يقولون، لن تخرج عن هؤلاء الذين درسوا بعناية الظروف الاقتصادية واللغة التي تستخدمها البنوك المركزية. وهذا بدوره من شأنه أن يقودهم جميعاً (باستثناءات نادرة من المنتقدين المنشقين مثل ويليام جريدر) إلى الفهم والإقرار، والاتفاق على أن التحدث باللغة “الجرينسبانية” يشكل عاملاً أساسياً لتمكين البنوك المركزية من ضمان استقرار الأسعار.
كما يبدو لي، هناك اتفاق عام على أن هذه الحجة لم تعد مناسبة اليوم، هذا إن كانت قد صحت من قبل حقاً. فمن الواضح أن الناخبين والساسة اليوم يخشون التضخم، وأصبحوا على استعداد لتقبل فترات عرضية من الركود الاقتصادي وارتفاع البطالة إلى ما يتجاوز معدلاتها الطبيعية، باعتبارها عواقب غير سارة، إلا أنها محتومة، للمحاولات الضرورية والمفيدة الرامية إلى تثبيت الأسعار على الأمد البعيد. وبهذا تصبح المناقشة في شأن السياسة النقدية مثمرة وبناءة حتى ولو لم تعد مقتصرة على هؤلاء الذين تعلموا اللغة “الجرينسبانية”.
وبناء على ذلك بادرت البنوك المركزية في كافة بلدان شمال الأطلنطي، التي تشكل قلب الاقتصاد العالمي، إلى تبني “الشفافية” بهدف جعل الأهداف، والتخمينات، والإجراءات، والسياسات التي تعمل منظماتهم وفقاً لها، أكثر وضوحاً وعلى أوسع نطاق ممكن. وتعتمد مثل هذه البنوك على نزعة أساسية لدى خبراء الاقتصاد تدفعهم إلى الإيمان بأن المزيد من المعلومات أفضل دوماً من الافتقار إليها، وأن الأفراد قادرون على تحديد ما يحتاجون إلى معرفته، وقادرون على تقييم ما توصلوا إليه من معلومات ووضعه في منظوره السليم.
إلا أنه في الآونة الأخيرة - وبصورة متزايدة خلال الشهور الأخيرة - تعاظمت شكوك محافظي البنوك المركزية في الجدوى من الشفافية أو المنافع المترتبة عليها. فكلما زادت أحاديث البنوك المركزية وكلما كانت لغتها أكثر وضوحاً، كلما بدا أن الأسواق قد تتفاعل على نحو مبالغ فيه وغير ملائم مع تصريحاتهم التي قد لا تشكل في الواقع أنباءً جديدة على الإطلاق. والحقيقة أن المزيد من المعلومات قد لا يؤدي إلى اطلاع أفضل، بل إلى المزيد من الارتباك.
إن خبراء الاقتصاد يجدون صعوبة كبيرة في فهم الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذا الجمود في خطوط الاتصال. فما الذي دفع هذا العدد الكبير من العاملين في أسواق المال إلى ذلك اليقين الجازم بأن البيان الصادر عن اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أواخر مارس/آذار يبشر باحتمال ارتفاع أسعار الفائدة قريباً، بدلاً من اعتبار ذلك البيان ببساطة (كما أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي بوضوح) إقراراً بأن ما كان بعيد الاحتمال من قبل أصبح الآن أمراً محتملاً؟ وما سبب لهفة الشخصيات التي تستضيفها قنوات الكابل إلى المغالاة في تقدير السرعة التي قد تغير بها البنوك المركزية نظرتها إلى المستقبل المحتمل؟ ولماذا يتاجر المشاركون في الأسواق المالية بناءً على نصيحة الشخصيات التي تستضيفها قنوات الكابل حين يتبين أن الفوائد لابد وأن تكون أقل انخفاضاً من تكاليف الصفقات الناجمة عن الإفراط في المضاربة؟
لا نملك أية إجابات عن هذه الأسئلة. لذلك فنحن حقاً لا ندري ما إذا كان علينا أن نطلب من محافظي البنوك المركزية أن يستمروا في استخدام اللغة “الجرينسبانية”.
* أستاذ علوم الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، والمقال ينشر بالتعاون
مع “بروجيكت سنديكيت
- 17-04-2007, 08:32 AM #2
رد: اللغة السرية لمحافظي البنوك المركزية
للرفع
موضوع قيم يستحق القراءة .... شكرا على النقل يا هادى
ودى تقديرى
- 17-04-2007, 03:36 PM #3
رد: اللغة السرية لمحافظي البنوك المركزية
الموضوع جيد وبإذن الله نقرأه ونعلق عليه
المواضيع المتشابهه
-
أوقات فترات عمل البنوك المركزية مع معلومات بالداخل
By FOREX SA in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 17آخر مشاركة: 15-12-2009, 06:14 PM -
أوراق اللعب في أيدي مسئولي النقد بالبنوك المركزية الرئيسية
By محمد العزب in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 6آخر مشاركة: 29-09-2009, 11:37 AM -
البنوك المركزية الكبرى تعزز السيولة الدولارية
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 3آخر مشاركة: 29-09-2008, 06:21 PM -
البنوك المركزية العالمية تضخ المزيد من السيولة في الأسواق
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 24-09-2008, 03:41 PM -
مواقع البنوك المركزية على الإنترنت
By البرق الخاطف in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 4آخر مشاركة: 08-01-2006, 02:22 AM