صفحة 1 من 8 1234567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 115
  1. #1
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي من إعجاز القرآن الكريم


    جاءتني منذ قليل رسالة من تيبان الخير ، فيها عدة فقرات من إعجاز القرآن الكريم ، والأحاديث القدسية ، وأحاديث نبوية ، وفي نهاية الرسالة ينصح من أرسلها له القاريء بنشرها "أرسلها لكل من تحب وجزاؤك على الله". وهذا النوع من الرسائل هو الذي يحبذ نشره ابتغاء للأجر من الله ، فجزى الله إسلام عبد الحليم (مرسل الرسالة لتيبان ، وجزى تيبان كل الخير لنشرهما الخير بين الناس .

  2. #2
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم


    المصباح في زجاجة


    قام العالم أديسون مخترع المصباح الكهربائي، بأكثر من آلف تجربة قبل أن ينجح في اكتشافه، الذي لم يتكلل بالنجاح إلا بعد أن هداه الله إلى وضع زجاجة حول المصباح، لتغطي السلك المتوهج، وتزيد من شدة الإضاءة، ويصبح المصباح قابلاً للإستخدام من قبل الناس، ولو كان هذا العالم يعلم ما في القرآن الكريم من آيات معجزات، لعلم أن مصباحه بحاجة إلى أن يغطى بزجاجة، كي ينجح ويضئ لمدة طويلة كما يجب، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: "الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري".

  3. #3
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم


    العرجون القديم


    بذلت وكالة الفضاء الأمريكية كثيرا من الجهد، وأنفقت كثيراً من المال، لمعرفة إن كان هنالك أي نوع من الحياة على سطح القمر، لتقرر بعد سنوات من البحث المضني والرحلات الفضائية، أنه لا يوجد أي نوع من الحياة على سطح القمر ولا ماء ولو درس هؤلاء العلماء الأمريكان كتاب الله، قبل ذلك، لكن قد وفر عليهم ما بذلوه، لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز: "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم" والعرجون القديم هو جذع الشجرة اليابس، الخالي من الماء والحياة.

  4. #4
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم


    في ظلمات ثلاث



    قام فريق الأبحاث الذي كان يجري تجاربه على إنتاج ما يسمى بأطفال الأنابيب، بعدة تجارب فاشلة في البداية، واستمر فشلهم لفترة طويلة، قبل أن يهتدي أحدثهم ويطلب منهم إجراء التجارب في جو مظلم ظلمة تامة، فقد كانت نتائج التجارب السابقة تنتج أطفالاً مشوهين، ولما اخذوا برأيه واجروا تجاربهم في جو مظلم تماماً، تكللت تجاربهم بالنجاح. ولو كانوا يعلمون شيئا من القرآن الكريم لاهتدوا إلى قوله تعلى، ووفروا على أنفسهم التجارب الكثيرة الفاشلة، لأن الله تعالى يقول: "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون"

    والظلمات الثلاث التي تحدث عنها القرآن هي: ظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين وهي

    (غشاء الأمنيون، والغشاء المشيمي، والغشاء الساقط).
    ظلمة الرحم الذي تستقر به تلك الأغشية.

    ظلمة البطن الذي تستقر فيه الرحم.

  5. #5
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم


    و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا

    إنها القاعدة الصحية العريضة التي قررها الله عز وجل حين قال في كتابه العزيز (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (لأعراف:31)

    و سنبين بعض أبعاد هذه القاعدة الكبيرة .

    الغذاء في اعتبار القرآن

    الغذاء في اعتبار القرآن وسيلة لا غاية، فهو وسيلة ضرورية لابد منها لحياة الإنسان، دعا إليها القرآن (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ) [ البقرة: 168] و جعل الله في غريزة الإنسان ميلاً للطعام، وقضت حكمته أن يرافق هذا الميل لذة لتمتع الإنسان بطعامه و لتنبيه العصارات الهاضمة و أفعال الهضم، فليست اللذة و التمتع في الطعام و الشرب هي الغاية فالدين يعيشون من أجل التلذذ بالطعام والشراب شبههم الله سبحانه بالأنعام وهي صفة من صفحات الكافرين الحاحدين قال تعالى : ( و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم ) [ محمد : 12] .

    و من الوجهة الغريزية فإن " الأصل في الأغذية أنها لبناء الجسم و تعويض ما يندثر من أنسجته ولتقديم القدرة الكافية التي تستنفذ في الحفاظ على حرارة الجسم و في قيام أجهزته بأعمالها ".

    الاعتدال في الطعام و الشرب

    الاعتدال في أي أمر هو أسمى درجاته، و الاعتدال في أمر الطعام و الشرب هو المقصد الذي ذهبت الآية الكريمة و كلوا وشربوا و لا تسرفوا ) ففي هذه الآية دعوة للإنسان إلى الطعام والشرب، ثم يأتي التحذير مباشرة عن الإفراط في ذلك.

    و لقد كان الاعتدال واقعاً في حياة الرسول صلى عليه و سلم وحياة صحابته ، فلم تقتصر توجيهات على عدم الإفراط في الطعام بل حذر أيضاً من التقتير فيه، و منع أقواماً عن الصوم أياماً متتاليات دون إفطار.

    على أن الدقة في بيان الاعتدال في الطعام و الشرب تظهر جلية في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بدَّ فاعلاً ، فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه ".

    الإسراف :

    قبل أن نتكلم عن الإسراف نذكر بأن احتياجات الإنسان الطبيعي من العناصر الغذائية الأساسية ( السكاكر ، و الدسم ، و البروتينات ) ومن الفيتامينات والعناصر المعدنية تختلف حسب سنه وجنسه و عمله و حالته الغريزية ، فالرجل الكهل مثلاً يحتاج ل( 20 ـ 26 ) غ من البروتينات ، 100 غ من السكر كحد أدنى ولكمية من الدسم بحيث تؤمن 20% من طاقته اليومية ، و لكميات محدودة من الفيتامينات و المعادن، لا مجال لذكرها هنا والإسراف إما أن يكون بالتهام كمية كبيرة من الطعام فوق حاجة الإنسان : أو بازدراد الطعام دون مضغة جيداً و يسمى ذلك بالشره، و سبب الشره نفسي غالباً، و يكون إما كظاهرة للحرمان أو التدليل، أو يسبب الملل كما هو عند بعض الأطفال، أو يسبب التعليق باللذة أو يسبب التقليد، وقد يكون سبب الشره غريزي كما في الحامل أو مرضي .

    مضار الشره :

    آ ـ على جهاز الهضم : التخمة، و عسر الهضم، و توسع المعدة، و هي حالات تسبب للشخص شعوراً مزعجاً .

    ب ـ إن التهام وجبة كبيرة من الطعام قد تؤدي إلى :

    1 ـ هجمة خناق صدر وخاصة إذا كانت الوجبة دسمة، وهي حالة من الألم الشديد خلف القص يمتد للكتف و الذراع الأيسر والفك السفلي بسبب نقص التروية القلبية، تظهر هذه الحالة عادةً عند المصابين بأمراض الأوعية القلبية إثر الجهد، فالوجبة الغذائية الكبيرة تشكل على القلب عبئا يماثل العبء الناتج عن الجهد العنيف .

    2 ـ التهام كمية كبيرة من الطعام تعرض الإنسان للإصابة ببعض الجراثيم، كضمات الكوليرا و عصيات الحمى التيفية ، و الأطوار الاغتذائية للاميبا و ذلك لعدم تعرض كامل الطعام لحموضة المعدة و للهضم المبدئي في المعدة حيث أن حموضة المعدة هي المسئولة عادة عن القضاء على مثل هذه الجراثيم .

    3 ـ توسع المعدة الحاد، وهي حالة خطيرة قد تؤدي للوفاة إذا لم تعالج .

    4 ـ إنفتال المعدة ، و هي إصابة خطيرة و نادرة تحدث بسبب حركة حويّة معاكسة للأمعاء بعد امتلاء المعدة الزائد بالطعام .

    5 ـ المعدة الممتلئة بالطعام أكثر عرضةً للتمزق إذا تعرضت لرض خارجي من المعدة الفارغة ، و قد يتعرض المرء للموت بالنهي القلبي إذا تعرض لضرب على منطقة" فوق المعدة ".

    ج ـ الشره ضار بالنفس و الفكر : فكثرة الأكل تؤدي إلى همود في النفس، وبلادة في التفكير ، و ميلٍ إلى النوم ، قال لقمان الحكيم " يا بني ، إذا امتلأت المعدة ، نامت الفكرة ، وخرست الحكمة ، و قعدت الأعضاء عن العبادة " كما أن الشره يزيد الشهوة الجنسية ، و كنا نرى عموماً أن الشره يغير من نفسية الإنسان فيجعلها أقرب إلى نفسية الحيوان رغماً عنه .

    مضار الإسراف بنوع من الأطعمة :

    1 ـ السُمنة : و هو المرض الخطير الذي نجده غالباً في أبناء الطبقات الغنية و عند أصحاب الوظائف الكسولة ، و يحصل نتيجة الإكثار من الطعام ، و خاصة السكاكر و الدهون وبشكل خاص عند الأفراد الذين لديهم استعداد إرثي .

    و السمنة في الواقع مرضٌ بشع يحد من إمكانيات الفرد و نشاطاته بشكل كبير، كما يؤهب أو يشارك بعض الأمراض الخطيرة ، كإحتشاء العضلة القلبية ، وخناق الصدر ، و الداء السكري، و فرط توتر الدم و تصلب الشرايين ، و كل هذه الأمراض هي اليوم شديدة الشيوع في المجتمعات التي مالت إلى رفاهية الطعام و الشرب .

    2 ـ نخر الأسنان : و هو أيضاً من الأمراض الشائعة بسبب الإكثار من تناول السكاكر الاصطناعية خاصة التي تسمح بتخميرها للعصيات اللبنية بالنمو في جوف الفم .

    3 ـ الحصيات الكلوية : و هي أكثر حدوثاً عن الذين يعتمدون بشكل رئيسي على تناول اللحوم و الحليب و الجبن .

    4 ـ تصلب الشرايين : و هو داء خطير يشاهد بشكل ملحوظ عند الذين يتناولون كميات كبيرة من الدسم ، حيث يصابون بفرط تدسم الدم .

    5 ـ النقرس " داء الملوك ": و هو ألم مفصلي يأتي بشكل هجمات عنيفة و خاصة في مفاصل القدم و الإبهام و يشاهد أكثر عند اللذين يتناولون كمياتٍ كبيرة من اللحوم .

    و يجب أن لا ننسى أن نسبةً كبيرة من شعوب البلاد المتخلفة لا يحصلون على راتبهم الغذائي وأنهم مصابون بواحد أو أكثر من أمراض سوء التغذية ، و خاصة الأطفال ، إذ تشير التقديرات العالمية أن سوء التغذية يشكل السبب الأول غير المباشر للوفيات عند الأطفال .

  6. #6
    الصورة الرمزية غازى الحربى
    غازى الحربى غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم

    احسنت وجزاك الله خير الجزاء

  7. #7
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غازى الحربى مشاهدة المشاركة
    احسنت وجزاك الله خير الجزاء
    وجزاك الله خيراً أخي غازي .

  8. #8
    الصورة الرمزية zid
    zid
    zid غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الإقامة
    مصر / القاهرة
    المشاركات
    606

    Arrow رد: من إعجاز القرآن الكريم

    أخي أبو عبدالله
    جزاك الله خيرا علي نشر صور الاعجاز القراني ونحن في قمة الحضاره

  9. #9
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zid مشاهدة المشاركة
    أخي أبو عبدالله
    جزاك الله خيرا علي نشر صور الاعجاز القراني ونحن في قمة الحضاره
    وجزاك الله خيراً على الاهتمام والمتابعة ،
    وكلما تقدم العلم اكتشف الإنسان جوانب في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم لم يصل إليها أسلافه .

  10. #10
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم


    أضرار الخمر على القلب والأوعية الدموية

    لنتعرف قليلا على بديع الباريء جل في علاه في القلب هذا العضو الذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما يجعل الإنسان يقف خاشعا أمام عظمة الخالق العظيم لا يملك إلا أن يقول: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} (النمل: 88)، وأسوق هنا بعض الحقائق عن القلب بالأرقام حتى يتبين لنا عظم صنع الخالق العظيم، وتتجلى مقدرته، قال تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الذاريات: 21)

    ويبلغ طول القلب (12,5) سنتيمترا، وعرضه (8,5) سنتيمترا. ويبلغ وزنه عند الولادة (25.20) جراما، ويصل في الذكر عند البلوغ إلى (310) جراما وفي الأنثى نحو (225) جراما.

    ـ يضخ القلب في الدقيقة الواحدة خمس لترات من الدم من خلال سبعين نبضة في الدقيقة، ويصل مجموع ما يضخه في اليوم الواحد (7200 لتر) من خلال (100,000 نبضة) وبحسابات بسيطة نستطيع القول: إن الإنسان الذي يبلغ من العمر (75) سنة يكون قلبه قد قام بنحو (3) مليارات نبضة، ضخ خلالها كمية من الدماء تصل إلى (200) مليون لتر.. فسبحان الخالق العظيم.

    يوجد في المتحف البريطاني بلندن نموذج فريد للقلب، يوضح المسار الذي يقطعه الدم خلال الأوعية الدموية من جراء ضخ القلب له، حيث تصل تلك المسافة إلى ما يعادل (100,000 كيلومتر) يوميا. يستغرق الدم في قطع المسافة من القلب إلى الرئة ثم إلى القلب زمنا يقدر بست ثوان، بينما يقطع الدم المسافة إلى الدماغ ثم إلى القلب مرة أخرى في ثماني ثوان، في حين أن الدم يقطع المسافة من القلب إلى أصابع القدم ثم العودة إلى القلب في ثماني عشرة ثانية.

    وكلها أرقام محددة وموزونة، قال تعالى: {إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر} (القمر: 49)، فلا طبيعة ولا صدفة، بل إله بديع خالق حكيم مدبر ـ جل جلاله ـ.

    هذا العضو الحساس في جسم الإنسان ـ والذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما شاء سبحانه ـ لا يسلم من شر ذلك السم الخبيث (الخمر) الذي يؤدي إلى تعطيل وظيفته وإصابته إصابات بالغة، والمعلوم أن أي عطب ولو كان بسيطا في هذا العضو قد يؤدي إلى الوفاة.

    إن كل قطرة من الكحول يحتسيها الشارب تمر عن طريق القلب، ومع هذا الاجتياز يزداد تأثر القلب، فيزداد نبضه ليعمل فوق طاقته، مما يؤدي في النهاية إلى إرهاقه وتعبه.

    ولقد كان الاعتقاد السائد إلى عهد قريب أن الخمر تنفع في علاج بعض أمراض القلب مثل الذبحة الصدرية (خناق الصدر) (Angina pectoris) وارتفاع الضغط وغيرها. ولكن بفضل الله بدأ يتكشف زيف تلك الأوهام مع تطور الأبحاث الطبية الحديثة، ففي القرن الماضي بدأت تتكشف العلاقة الوطيدة بين الإدمان على الكحول والإصابة بأمراض القلب المختلفة. وقد كان العالم (وود) (wood) في عام 5581م هو أول من أثبت أن الكحول يعتبر عاملا رئيسيا في الإصابة بهبوط القلب، وهكذا توالت الأبحاث إلى أن ظهر في عام 1960م مرض جديد يعرف باعتلال عضلة القلب الكحولي (Alcoholic cardiomyopathy) كأحد الأمراض الناتجة عن الإدمان على تعاطي الخمور.

    فكيف يؤثر الكحول على الوظائف الحيوية للقلب؟

    يظهر تأثير الكحول على عضلة القلب من خلال عدة عوامل مجتمعة منها:

    1. التأثير السمي المباشر للكحول على عضلة القلب.
    2. تزامن الإدمان على الكحول مع الإفراط في التدخين.
    3. تأثيره على تغذية المدمن وعمليات الاستقلاب.
    4. نمط الحياة الذي يعيشه المدمنون، حيث تجدهم لا يعيرون اهتماما كبيرا لصحتهم ولغذائهم ولا للعلاج الذي يعطى لهم.

    إن تناول الكحول يتسبب في إحداث تغيرات في الوظائف الميكانيكية والخواص الكهربائية والكيميائية للقلب.

    أما ما يحدثه الكحول من تغيرات في الوظائف الميكانيكية للقلب فتبرز من خلال الأمور التالية:

    1. تأثير الكحول على الاستقلاب في القلب

    أ ـ تأثيره على استقلاب الدهون:

    أثبتت التجارب العلمية بأن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة يؤدي إلى زيادة فورية في محتوى خلايا القلب من الجليسرين (Glyceride)، والتي تمر بعدة مراحل: حيث يبدأ القلب أولا باستقطاب الدهون ثلاثية الجليسرين (Triglycerides) من الدم، ثم تحفز خلايا القلب لتكوين هذا النوع من الدهون بنفسها فيكثر بذلك مخزون القلب من الدهون.

    كما وجد أن الكحول يساعد على امتصاص الدهون من الأمعاء فترتفع بذلك نسبتها في الدم وخصوصا الكوليسترول (Cholestrol). وكل تلك العوامل تساعد على تصلب الشرايين، حيث تتجمع الدهون وبخاصة الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلبها ومن ثم تضيقها وتكون جلطة دموية (Thrombus)، والتي تؤدي إلى فقدان العضو لكمية الدم التي يحتاجها فيصاب بالاحتشاء ثم الموت (Necrosis).

    ويحتج بعضهم بأن الكحول يزيد من نسبة الدهنيات عالية الكثافة في الدم (High Density Lipoproteins) (HDL)، والتي تقلل من نسبة الإصابة بفقر التروية القلبية (Ischemic heart disease)، إلا أن المخاطر الجمة التي تتعرض لها بقية أعضاء الجسم ومن بينها القلب نتيجة للتأثير السمي الكحولي تجعل من عدم الحكمة أن يوصف الكحول كعلاج وقائي من الإصابة بفقر التروية القلبية.

    ب ـ تأثيره على استقلاب المعادن في القلب:

    إن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة يؤدي إلى انسحاب عنصري البوتاسيوم والفوسفات من خلايا عضلة القلب، كما يزداد تركيز الصوديوم داخل هذه الخلايا مما يؤدي لاختلال في وظيفة القلب، وكل تلك الاضطرابات تعود غالبا لحالها الطبيعي بمجرد الإقلاع عن شرب الخمر.

    كما وجد أن الإدمان على الكحول يتسبب في نقص عنصر الزنك مما يؤدي إلى اختلال في وظيفة القلب كذلك.

    جـ ـ تأثيره على استقلاب البروتينات:

    بالرغم من التأثير المباشر للكحول على المصورة الحيوية (الميتوكوندريا) مما يؤدي إلى تحطيمها ومن ثم إحداث خلل كبير في عمليات الاستقلاب، إلا أن تأثير الكحول على الحزمة المحفزة لانقباض العضلات (Excitation contration couping) والبروتينات التي تساعد في عملية انقباض عضلة القلب (Contractile proteins) يؤدي إلى إصابتها إصابة بالغة كذلك، ويرجع سبب ذلك إلى تأثير الكحول وخصوصا مادة الاسيتالدهايد (Acetaldehyde) الناتجة عنه على عملية تكوين البروتينات مما يؤدي إلى نقص البروتين عن هذه العضلات الانقباضية.

    2. تأثير الكحول على وظائف القلب وخصائصه:

    أ ـ تأثيره على قدرة القلب على الانقباض (القدرة الميكانيكية):

    لقد ظهر من خلال العديد من الدراسات أن الكحول يحدث خللا في قدرة القلب على الانقباض ومن ثم انخفاض معدل ضخه للدم حتى في حالة عدم وجود أي أعراض مرضية في القلب. وهذا التأثير التثبيطي (depressant effect) يزداد إذا صاحبه وجود اعتلال في عضلة القلب وخصوصا فقر التروية القلبية.

    وقد قام العلماء بدراسة مستفيضة لمعرفة دور الكحول في التأثير على عضلة القلب، ومن ذلك ما وجده بعض الباحثين من أن شرب كمية قليلة من الويسكي (أوقيتين إلى ثلاث أوقيات) تؤدي إلى انخفاض كمية الدم التي يضخها القلب في الضربة الواحدة (Stroke volume) مع انخفاض إجمالي لكمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الواحدة (Cardiac output) وخصوصا عند المصابين باعتلال عضلة القلب. يقول الدكتور (برون وولد): (يتسبب الكحول في تثبيط قدرة عضلة القلب على الانقباض بشكل حاد أو مزمن حتى لو أخذ بكميات معتدلة).

    ب ـ تأثير الكحول على منعكسات القلب (Cardiovascular reflexes):

    لقد أجريت تجارب على متطوعين أصحاء، طلب منهم شرب كمية من الكحول ثم قام الأطباء بتعريضهم لأنواع من التوترات (Stress) حتى يتعرفوا على مدى تأثير منعكسات القلب، فكانت النتيجة ارتفاع معدل ضربات القلب وانقباض شديد في الأوعية الدموية الطرفية بزيادة ملحوظة تفوق استجابة غيرهم من الذين لا يشربون الخمور.

    وقد يعتبر هذا الأمر بالنسبة للأصحاء غير ذي بال، إلا أن خطورته تزداد عند الذين يعانون من اعتلال في قلوبهم.

    جـ ـ تأثير الكحول على الخواص الكهربائية للقلب:

    من المعلوم أن فاعلية القلب الكهربائية يمكن تسجيلها بشكل رسم بياني على ورق من نوع خاص يتحرك بسرعة محددة وثابتة فتحصل على مخطط كهربائي لهذه الفعالية، وهذا ما يعرف بتخطيط القلب الكهربائي (E. C. G,).

    ويؤدي تناول الكحول إلى اضطرابات في نظم القلب (Dysrrhythmias) قد يكون بعضها مميتا. كما أنها تعتبر من أهم أسباب موت الفجأة عند شاربي الخمر.

    وقد قام (اتينجر وزملاؤه) بدراسة نوبات الاضطرابات في نظم القلب لدى (42) مدمنا على الكحول، والتي تكثير في العطل الأسبوعية حيث يكثر تعاطي الخمور، لذا أطلق عليها متلازمة إصابة القلب في أيام العطل (Heart Syndrome The Holiday)، ومن تلك الاضطرابات: تسارع النظم الأذيـني الاشتدادي (Paroxysmal Atrial Tachycardia)، وخوارج الانقباض الأذينية والبطينية المنشأة (Atrial & Ventricular Ectopic Beats)، وتسارع النظم الجيبي (Tachycardia Sinus)وتسارع النظم البطيني (Ventricular Tachycardia)، والرجفان الأذيني (Atrial Fibrllation) وهذا الأخير يكثر حدوثه عند شاربي الخمور حيث يشعر المريض بخفقان شديد وعدم انتظام في ضربات القلب قد يكون سببا في هلاكه.

    كما وجد أن للكحول تأثيرا مثبطا للتوصيل الكهربائي للقلب (Conductive system) والذي يزداد حدة إذا كان المدمن يعاني من اعتلال في عضلة القلب. ويؤكد الدكتور (سيجل وزملاؤه) بأن الدراسات قد أثبتت أن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة تحدث خللا في ميكانيكية القلب وخواصه الكهربائية. وقد لا يكون ذلك الخلل بتلك الدرجة من الخطورة عند شاربي الخمور الذين لا يعانون من أمراض أخرى في القلب، إلا أنه دون شك يكون خطيرا عند أولئك المصابين باعتلال في قلوبهم. وقد وجد العلماء أن الإنسان إذا تناول ست أوقيات من الكحول في خلال (42) ساعة فإن عدد دقات قلبه تزيد عن المعدل الطبيعي بمقدار اثني عشرة دقة في الدقيقة.. وهذا العمل الإضافي الذي يؤديه القلب لابد وأن يضعفه على مدى الأيام، ويؤثر على عضلته وفي أعصابه، الأمر الذي يؤدي ـ إن عاجلا أو آجلا ـ إلى عدم قدرة القلب على مقاومة أي جهد زائد عن المعتاد، مما يؤدي في النهاية إلى استرخاء تلك العضلة وتمددها، ومن ثم عدم قدرتها على الضخ، فتقل بذلك كمية الدم التي يحتاجها كل عضو من أعضاء الجسم.

    اعتلال العضلة القلبية الكحولي: (Alcoholic Cardiomyopathy):

    وهو مرض خطير يكثر عند الرجال المدمنين على شرب الكحول لفترات طويلة تمتد من (10) إلى (15) سنة، ويمثل الإفراط على تعاطي الكحول نحو (20٪) من الأسباب المؤدية للإصابة باعتلال عضلة القلب.

    وقد وجد الباحثان (ألدرمان) و(كولتارت) في عام 1982م، أن تناول نصف قارورة من الويسكي يوميا ولعدة أشهر يؤدي إلى اعتلال القلب عند أولئك الذين لا يعانون من أمراض سوء التغذية. كما لاحظ الباحثون في كندا في عام 1960م انتشار نوع من اعتلال عضلة القلب عند مدمني شرب البيرة (Beer drinker's cardiomyopathy)، ويعود ذلك لما يضاف إلى البيرة من مواد للتثبيت مثل الكوبلت.

    كما وجد أن بعض المشروبات الكحولية مثل شراب (Moon shine) تؤدي إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب نظرا لاحتوائها على الرصاص الذي يضاف عادة إلى هذا المشروب. وتصاب عضلة القلب في هذا المرض بالضعف والاسترخاء فتتوسع حجيرات القلب وخصوصا البطين الأيسر مما يؤدي إلى انخفاض قدرته على ضخ الدم إلى بقية أجزاء الجسم، فيصاب المريض بالإعياء الشديد، ويفقد القدرة على الحركة البسيطة. كما يشعر بضيق في التنفس وأحيانا بآلام في الصدر، وقد تضطرب ضربات قلبه، وقد تكون النهاية بإصابة القلب بما يعرف بالهبوط الاحتقاني (Congestive heart failure)، فتتجمع السوائل في رئتي المريض ويكبر حجم كبده وتتورم قدماه.

    والعاقبة في هذا المرض وخيمة خلال أيام معدودات إذا لم يتوقف العاصي عن شرب الخمر ويعطى العلاج المناسب.

    وقد وجد أن نحو (80٪) من المرضى قد توفوا في خلال ثلاث سنوات من بدء اكتشاف المرض إذا هم أصروا على الاستمرار في تعاطي الخمور. وعند تشــريح قلوب المصـابين بهذا المرض بعد الوفاة، وجد أن حجــرات القلب كلها تتسع بينما يزداد سمك البطين الأيسر، كما تتكــون جلطات (Thrombi) على جدار القلب، مما يكون له أعظم الخطر إذا انفصل جزء من هذه الجلطة وسار إلى أماكن من الجسم وخصوصا الدماغ. فإنها حينذاك تسد الأوعية الدموية ومن ثم يقل إرواء ذلك العضو من الدم فتكون العاقبة وخيمة.

    مرض بري بري (Beri beri):

    يكثر هذا المرض عند مدمني الخمور، ويعود سبب هذا المرض إلى ما يحدثه الكحول من نقص في فيتامين (ب1) المعروف بالثيامين (Thiamine)، والذي يوجد بكثرة في قشر القمح والأرز كما يوجد في الحليب واللحوم وبعض الخضروات والفواكه. والكحول شره في استهلاك هذا الفيتامين في الجسم، حيث وجد أن احتراق جرام واحد من الكحول يحتاج إلى ثمانية ملليجرامات من هذا الفيتامين الحيوي، مما يؤدي إلى نقصه من جسم شارب الخمر، أضف إلى ذلك سوء التغذية التي غالبا ما يعاني منها مدمنو الخمر.

    أما نقص هذا الفيتامين فيؤدي إلى ما يلي:

    1. عدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة. وأكثر الأجهزة تأثرا هو الجهاز العصبي حيث إن الجلوكوز يمثل بالنسبة له المصدر الوحيد للطاقة، فلذا يصاب المدمن بحالة من الهذيان وفقدان التركيز والترنح وغيرها. وهذا ما يعرف بداء فيرنيكيه (Wernickes encephalopathy). كما تصاب الأعصاب الطرفية بالاعتلال (Peripheral Neuropathy).

    2. تتراكم كمية كبيرة من حامض البيروفيك (Pyruvic acid) وزيادة في ضخ الدم من القلب بكميات كبيرة مما يؤدي إلى إرهاق القلب وفي الأخير هبوطه (Heart failure).

    ثانيا: الأوعية الدموية

    ويقصد بها الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.. وهي شبكة المواصلات المعقدة في الجسم حيث يصل طولها إلى نحو (000000, 1) كيلو متر، ويتم بواسطتها إيصال الأكسجين والغذاء المحمول في الدم إلى جميع أجزاء الجسم. وكما علمنا سابقا من تأثير الكحول على دهنية الدم، فإن هذه الأوعية تصاب بالتصلب والضيق نتيجة لتراكم الدهون عليها فتفقد بذلك مرونتها التي وهبها الله إياها فتصبح جدرانها كثيفة وصلبة وقابلة لأن تنقصف لأول وهلة، كما يحدث للأنابيب المطاطية عندما تجمد وتجف. كما يسبب الكحول ارتفاعا في ضغط الدم، وقد تم تفصيل ذلك في فصل تأثير الخمر على الجهاز البولي.

  11. #11
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم


    { بابا من السماء }

    تضمن القرآن الكريم العديد من الحقائق العلمية التي أثبتها العلم الحديث ولا يزال يثبتها يومًا بعد يوم، من ذلك ما جاء في قوله تعالى:{ ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون } (الحجر:14-15) .

    وقد وردت هاتان الآيتان الكريمتان في سياق الحديث عن عناد ومكابرة كفار قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكذيبهم لما جاءهم به من البينات والهدى .

    وتمثل هاتان الآيتان نموذجًا صارخًا لمكابرة أهل الباطل وعنادهم في مواجهة الحق؛ إذ إنهم حتى لو فتح الله تعالى عليهم بابًا من السماء، وأعانهم على الاستمرار بالعروج فيه بأجسادهم، كي يطَّلعوا ويقفوا على بديع صُنع الله سبحانه، وعظيم قدرته في إبداع خلقه..لشكوا في تلك الرؤية المباشرة، ولكذبوا أبصارهم وعقولهم، ولاتهموا أنفسهم بالعجز التام عن الرؤية، ولخُيِّل إليهم أنهم في حالة من السحر!! كل ذلك محاولة منهم لإنكار الحق من فَرَط مكابرتهم وتكبرهم وعنادهم .

    ولسنا في مقام تحليل موقف المعاندين والمشركين من قريش ومَن كان على شاكلتهم، بل كل ما نرمي إليه الوقوف على بعض ملامح وجوه الإعجاز العلمي في هاتين الآيتين الكريمتين، وَفْقَ ما يسمح لنا المجال .

    وأول مَلْمَحٍ إعجازي علمي في الآية الأولى، قوله تعالى: { بابا من السماء } فقد أثبت العلم بما لا يدع مجالاً للشك أن السماء ليست فراغًا، كما كان يعتقد الناس إلى عهد قريب، بل هي بناء محكم، لا يمكن ولوجه إلا عن طريق باب يُفتح يتم الدخول منه .

    وإلى سنوات قريبة، لم يكن في علم أحد من الناس أن السماء - على اتساعها - ليست فراغًا، ولكنها مليئة بالمادة على هيئة رقيقة للغاية، تشكلها غازات مخلخلة، يغلب على تركيبها غازا الإيدروجين والهليوم، وقليل من الأوكسجين والنيتروجين، وبخار الماء، والنيون، مع انتشار هائل للأشعات الكونية بمختلف صورها .

    ويعود السبب الرئيس في تصور أن الكون فراغ تام هو التناقص التدريجي لضغط الغلاف الغازي للأرض مع الارتفاع عن سطحها، حتى لا يكاد يُدرك بعد ألف كيلو متر فوق سطح البحر .

    وكما سبق القول، فقد أثبت العلم مؤخرًا أن السماء بناء محكم، تملأه المادة والطاقة، ولا يمكن اختراقه إلا عن طريق أبواب تفتح، وهذا ما ذكره القرآن من خلال الآية التي نحن بصدد الحديث عنها، وغيرها من الآيات، وفي هذا شهادة على صدق هذا القرآن، وأنه تنـزيل من رب العالمين، وأن كل ما في الكون { صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون } (النمل:88) .

    وثاني ملمح علمي إعجازي في هذه الآية يتجلى في قوله تعالى: { فظلوا فيه يعرجون } و( العروج ) لغة: سير الجسم في خط منعطف منحنٍ، وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن حركة الأجسام في الكون لا يمكن أن تكون في خطوط مستقيمة، بل لا بد لها من التعرج والانحناء، نظرًا لانتشار المادة والطاقة في كل الكون. فأي جسم مادي - مهما عظمت كتلته أو تضاءلت - لا يمكنه التحرك في الكون إلا وَفْقَ خطوط منحنية .

    وقد أصبح من الثابت علميًّا أن كل جرم متحرك في السماء - مهما كانت كتلته - محكوم بكلٍ من قوى الجذب والطرد المؤثرة فيه، وهذا ما يصفه القرآن الكريم بالعروج. ولولا معرفة حقيقة عروج الأجسام في السماء لما تمكن الإنسان من إطلاق الأقمار الصناعية، ولا استطاع كذلك ريادة الفضاء .

    وبيان ذلك أن حركة أي جسم مندفع من الأرض إلى السماء لا بد وأن تكون في خطوط منحنية، وذلك تأثيرًا بكل من الجاذبية الأرضية، والقوى الدافعة له إلى السماء، وكلتاهما تعتمد على كتلة الجسم المتحرك، وعندما تتكافأ هاتان القوتان المتعارضتان يبدأ الجسم في الدوران في مدار حول الأرض مدفوعًا بسرعة أفقية تُعرف باسم "سرعة التحرك الزاوي" أو "سرعة العروج" .

    وهذا التوازن الدقيق الذي أوجده الخالق سبحانه بين كل من قوى الجاذبية والقوى الدافعة الناتجة عن عملية الفتق هو الذي حدد المدارات التي تتحرك فيها كل أجرام السماء، والسرعات التي تجري بها في تلك المدارات التي يدور بها كل منها حول محوره .

    ولما كانت الجاذبية الأرضية تتناقص بزيادة الارتفاع عن سطح الأرض، فإن سرعة الجسم المرفوع إلى الفضاء تتغير بتغير ارتفاعه فوق سطح ذلك الكوكب، وبضبط العلاقة بين قوة جذب الأرض للجسم المنطلق منها إلى الفضاء والقوة الدافعة لذلك الجسم أي: ( سرعته ) يمكن ضبط المستوى الذي يدور فيه الجسم حول الأرض، أو حول غيرهما من أجرام المجموعة الشمسية أو حتى إرساله إلى خارج المجموعة الشمسية، ليدخل في نطاق جرم أكبر يدور في فلكه .

    وأقل سرعة يمكن التغلب بها على الجاذبية الأرضية في إطلاق جرم من فوق سطحها إلى فسحة الكون تسمى "سرعة الإفلات من الجاذبية الأرضية" ولها حساب تُعرف به .

    وقد وصف القرآن الكريم عروج الأجسام في السماء في مواضع من القرآن - غير الآية التي بين أيدينا - منها:

    - قوله جل وعلا: { يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها } (سـبأ:2) .

    - وقوله تعالى: { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } (السجدة:5) .

    - وقوله: { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون } (الزخرف:33) .

    - وقوله سبحانه: { تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } (المعارج:4) .

    وبعدُ: فلا يخفاك أخي الكريم أن هذه الآية الكريمة اشتملت على ملامح إعجازية علمية غير الذي ذكرنا لك، وقد اقتصرنا في هذا المقام على ذكر ملمحين إعجازيين علميين في هذه الآية، وسوف تكون لنا وقفة ثانية مع الآية الكريمة الثانية، لنعرف ما تضمنته من ملامح الإعجاز العلمي .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الإقامة
    الجزائر
    العمر
    40
    المشاركات
    1,555

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم

    سبحان الله
    وشكور على ايضاح بعض الاعجاز
    الذى حقيقتا يعجز السان عن التعبير
    تحياتى لكم والسلام عليكم

  13. #13
    الصورة الرمزية سليم
    سليم غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    121

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم

    جزاك الله خير الجزاء ابو عبدالله ، لعل ما اكتشف وعرف عن الاعجاز العلمي في كتاب الله
    هو الشي اليسير بل الضئيل بالنسبة لما لم يكتشف بعد ، فسبحان الله

    لا حرمك الله اجر ماكتبت

  14. #14
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيرالدين مشاهدة المشاركة
    سبحان الله
    وشكور على ايضاح بعض الاعجاز
    الذى حقيقتا يعجز السان عن التعبير
    تحياتى لكم والسلام عليكم
    وعليكم السلام ،
    حيا الله أخي مهدي ،
    وجزاك الله خيراً لمرورك الكريم على موضوعاتي .

  15. #15
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: من إعجاز القرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير الجزاء ابو عبدالله ، لعل ما اكتشف وعرف عن الاعجاز العلمي في كتاب الله
    هو الشي اليسير بل الضئيل بالنسبة لما لم يكتشف بعد ، فسبحان الله

    لا حرمك الله اجر ماكتبت
    جزاك الله خيراً ،
    وأنا من الذين يؤمنون بأن القرآن الكريم فيه إعجاز بياني وعلمي
    والآيات فيه زاخرة بأسرار يكشفها الإنسان كل يوم ، بينما هي
    بين أيدينا من قرون وحياً موحى إلينا به عبر خير البشر صلى الله عليه وسلم .

صفحة 1 من 8 1234567 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مايكروسوفت office تكشف عن إعجاز جديد في القرآن
    By أبو الطيب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-12-2008, 02:11 PM
  2. مايكروسوفت office تكشف عن إعجاز جديد في القرآن
    By أبو الطيب in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-05-2007, 01:53 AM
  3. من إعجاز القرآن الكريم ...
    By نســـاي . . . in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-01-2007, 02:24 PM
  4. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 21-10-2006, 11:51 AM
  5. القرآن الكريم
    By shark net in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-06-2006, 04:06 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17