حيفا تئن أما سمعت حنين حيفا
وشممت عن بعد شذى الليمون صيفا
تبكي فإن لمحت وراء الأفق طيفا
سألته عن يوم الخلاص، متى وكيفا؟
هي لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا
فوراءك الأرض التي غذّت صباك
وتريد يوماً في شبابك لو تراك
لم تنسها إياك أهوال المصاب
ترنو ولكن ملء نظرتها عتاب
* * * *
إن جئتها يوماً وفي يدك السلاح
وطلعت بين ربوعها مثل الصباح
فاهتف سلي سمع الرّوابي والبطاح
إني أنا الأمس الذي ضمد الجراح
لبيك يا وطني العزيز المستباح
أولست تذكرني أنا ذلك الغلام
من أحرقوا مأواه في جنح الظلام
بلهيب نار حولها رقص الذئاب
لفّت صباه بالدخان وبالضباب
* * *
سيحدّثونك يا بنيّ عن السلام
إياك أن تصغي الى هذا الكلام
كالطفل يخدع بالمنى حتى ينام
لا سلم أو يجلو عن الوجه الرغام
صدقتهم يوماً فآوتني الخيام
وغداً طعامي من نوال المحسنين
يلقى إليّ إلى الجياع اللاجئين
فسلامهم مكر وأمنهم سراب
نشر الدمار على بلادك والخراب
* * * *
لا تبكين فما بكت عين الجناة
هي قصة الطغيان من فجر الحياة
فارجع الى بلدٍ كنوز أبي حصاه
قد كنت أرجو أن أموت على ثراه
أمل ذوى، ما كان لي أمل سواه
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق الى غدك
فاذكر وصية والدٍ تحت التراب
سلبوه آمال الكهولة والشباب