"المولد النبوي الشريف: فرصة لتعليم أبنائنا قيم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم"

[هند_دويدار]

كمسلمة وأم، أعتبر المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي أحب أن أشاركها مع أبنائي. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تمر علينا كل عام، بل هو فرصة حقيقية للتأمل في حياة النبي الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، والذي أرى أن سيرته يجب أن تكون من أهم المصادر التي نستوحي منها مبادئنا وقيمنا في حياتنا اليومية. أحاول دائمًا أن أستغل هذه المناسبة في تثقيف أبنائي عن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما حملته رسالته من نور للعالم.

منذ صغرهم، وأنا أحرص على أن أشاركهم القصص من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحب أن أروي لهم مواقفه العظيمة وكيف كان قدوة في كل جانب من جوانب الحياة. أحكي لهم كيف كان صبوراً في مواجهة التحديات، وكيف تعامل برحمة مع الصغير والكبير، المسلم وغير المسلم، حتى مع من عادوه وحاربوه. هذه القيم هي ما أطمح أن ينشأ أبنائي عليها، وأرى أن مولد النبوي هو الوقت المثالي لتذكيرهم بأن حياة النبي ليست مجرد تاريخ، بل هي درس يجب أن يتعلموه ويطبقوه في حياتهم.

أذكر في العام الماضي، عندما جلست مع أبنائي لنروي سوياً قصة مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان لديهم العديد من الأسئلة عن كيف كان حال العالم قبل بعثته، وكيف جاءت رسالته بالسلام والعدل. حاولت أن أوضح لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن رسولاً فقط للمسلمين، بل كان رحمة للعالمين، وأن كل ما فعله من مواقف وأقوال يجب أن يكون لنا مرجعًا في حياتنا.

أؤمن أن أحد أهم الأمور التي يمكننا كآباء وأمهات تقديمها لأطفالنا في هذه المناسبة هو ترسيخ حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، وجعلهم يدركون مدى عظمة رسالته وأهمية الاقتداء به. سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي درس عملي يُظهر لنا كيف نعيش بسلام مع أنفسنا ومع من حولنا.

وفي هذه الذكرى العظيمة، أدعو الله دائمًا أن يحفظ أبنائي وأبناء المسلمين، وأن يهديهم إلى طريق الحق والصلاح. نردد سوياً في هذا اليوم المبارك دعاء للمسلمين، سائلين الله أن يبارك في الأمة الإسلامية، ويغفر لنا ويرحمنا جميعاً.

اللهم اجعلنا من أتباع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واغفر لنا وللمسلمين، وارزقنا اتباع سنته والتمسك بتعاليمه. اللهم اجعل هذا اليوم المبارك يوم خير وبركة على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

ختاماً، يظل المولد النبوي الشريف مناسبة تحمل معانٍ كبيرة في حياتي كأم، فهي ليست فقط وقتًا للتذكر والاحتفال، بل هي فرصة لتعليم أبنائي القيم النبيلة التي تجسدها سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعزيز علاقتهم بدينهم وبنبيهم، كي ينشأوا على حب الإسلام والاقتداء برسوله الكريم.