اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مكيافيلي
الاخوة الكرام شكرا على ردودكم
الأخ طارق شكرا لك اما سؤالك عن معنى اسم مكيافيلي فهو مؤلف كتاب الامير لاحد امراء القرون الوسطى في ايطاليا وهو صاحب المقولة الشهيرة (الغاية تبرر الوسيلة )
نشكر صاحب الموضوع على هذه القصة المعبره
إضافة بسيطة فى عجالة سريعة لبعض أقوال ميكافيلى فى كتاب الأمير
فى الفصل الرابع :
" لكي ينجح الأمير يجب أن يتنصل تماما من المبادئ الأخلاقية وأن يعتمد فقط على القوة والخداع "
" أن الدولة يجب أن تكون مسلحة تماما ويجب أن يكون الجيش من أبناء الدولة وهو وحده الذي يمكن الاعتماد عليه والثقة به : والدولة التي تعتمد على قوات أجنبية أو قوات مرتزقة هي دولة ضعيفة " .
وفى الفصل العاشر :
" الأمير يجب أن لا يؤمن بشئ إذا أدى ذلك إلى تعويق قدرته وسيطرته على الناس "
الفصل السادس عشر يقول " لكي ينجح الأمير يجب أن يحيط نفسه بعدد من المخلصين له شخصيا "
فى الفصل 17 يتساءل مكيافيلي أيهما أفضل للحاكم أن يكون محبوبا أو يكون مخيفا ويجيب عليها " أن يكون الإنسان محبوبا ومخيفا معا وأضمن للإنسان أن يكون مخيفا عن أن يكون محبوبا لأن الحب يلزمنا بأشياء كثيرة نقدمها للناس فإذا تحققت فإنهم ينسونه بسرعة ...... أما الخوف فهو فزع الناس من العقاب دائما وهذا لا يخيب أبدا "
ويحكى أن هتلر كان يخفي تحت وسادته كتاب "الأمير" لميكافيلي لينام هانئا فوق وصيته الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة"، وتروى ذات الحكاية عن ستالين وموسوليني وفرانكو وغيرهم من الدكتاتوريين الذين أباحوا لأنفسهم استخدام أشنع أساليب القمع والاضطهاد من أجل غايات رسموها لأنفسهم وأهداف وضعوها فوق كل اعتبار !!
فالاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها خدمة لمصالح فئة أو جماعة سياسية على حساب جموع الناس ورغما عنهم، يقتضي استعمال ما يلزم من قهر واستبداد لفرض نظام سياسي من علٍ يروج له على أنه الخير العام، وتعاد من منظور أخلاقي صياغة التسميات والتوصيفات ليصبح كل معارض لهذا النظام أو مناهض لمصالح سادته، شرا مطلقا لا يستحق الوجود وحتى الحياة.
ليقلب الاستبداد كل المثل الخيرة والقيم الإنسانية كي يديم امتيازاته ويحمي مكاسبه فيعمم أخلاق الخنوع والذل والدجل والوشاية، الأمر الذي نبه إليه الكواكبي قبل أكثر من مائة عام في نص لا يزال يحتفظ بحيويته ودفئه حتى اللحظة الراهنة "إن الاستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية والأخلاق الحسنة، فيضعفها أو يفسدها أو يمحوها, هو يقلب القيم الأخلاقية رأسا على عقب ليغدو طالب الحق فاجرا وتارك حقه مطيعا، والمشتكي المتظلم مفسدا، والنبيه المدقق ملحدا، والخامل المسكين صالحا أمينا. وتصبح تسمية النصح فضولا والغيرة عداوة والشهامة عتوا والحمية حماقة والرحمة مرضا، وأيضا يغدو النفاق سياسة والتحايل كياسة والدناءة لطفا والنذالة دماثة، وأنه -أي الاستبداد- يرغم حتى الأخيار من الناس على ألفة الرياء والنفاق، ولبئس السيئتان، وأنه يعين الأشرار على إجراء غيِّ نفوسهم آمنين من كل تَبِعة، ولو أدبية، فلا اعتراض ولا انتقاد ولا افتضاح".
إن تغييب حريات البشر واستباحة حقوقهم هي مقدمة لا بد منها لقتل بنيتهم الأخلاقية الإنسانية، وبالمقابل فإن إرساء عقد اجتماعي على أسس الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان يعتبر المناخ الأمثل لبناء علاقة صحية بين السياسية والأخلاق تضمن احتكام كلتيهما لنظام مشترك يحتويهما ويتجاوزهما.
معذره للإطالة
تحياتى وودى