النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع: أنت عاجز حتى تقض أسوار نفسك
- 15-08-2021, 01:28 AM #1
أنت عاجز حتى تقض أسوار نفسك
السلام عليكم
كتب شخص اسمه محمد زيدان على إحدى تجمعات مواقع التواصل ويسمى مجتمع فضول - Fodool هذه المقالة التي احببت نقلها إليكم:
(( لو أنك مُتخصص في مجال الحاسب فلربما تكون على دراية بموقع codeforces. هذا الموقع يُعد أحد أهم مواقع الـ competitive programming، والتي -لمن لا يعرفها- برمجة تُعنى بحل المُشكلات، وما يُشبه "الألغاز"، والتي تُصاغ في هيئة برمجية للحل. علَّك أيضًا على دراية بهذا المُستخدم، إذ أن اسمه دائم الظهور في لائحة شرف الموقع التي يضع فيها أسماء العشر الأوائل. هذا الشخص -حاليًا- هو السادس على العالم. مُستواه الحالي يُعادل مُستوى grandmaster في الشطرنج. هذا الشخص ألَّف أكثر من 150 مسألة برمجية يتسابق الآخرون في حلها. هذا الشخص يُطلق على نفسه اسم "300iq"
ماذا ينتظر الفرد بعد كل ذا ليشهد أننا الآن في حضرة "عبقري" بالفطرة؟
هناك حيلة طريفة في موقع codeforces: لو أخذت رابط صفحة مُستخدم أيًا كان، (والتي في حالتنا ههنا مثلًا ستكون هكذا: codeforces.com/profile/300iq)، وقمت بتبديل كلمة "submissions" في مُنتصف الرابط بكلمة "profile"، وفتحت الرابط، فستجد نفسك أمام "سيديهات" المُستخدم حرفيًا. هذا الرابط يفتح لك تاريخ مُحاولاته السابقة في المسائل كافة، مُنذ أول واحدة قام بحلها.
تُرى، ماذا سنجد في حالة عبقريِّنا ذاك؟ مسائل صعبة محلولة من المرة الأولى؟ مُحاولات خاطئة معدومة، أو حتى قليلة؟
خطأ.
ما سنجده هو عدد يُجاوز الخمسة آلاف مُحاولة ككل في المسائل التي قام بحلها. بُدئت أولًا بمسائل سهلة للغاية (قد تُحل من طالب حاسبات في كود بسطر واحد)، فشل في أغلبها من المرة الأولى. بل وصلت محاولاته الخاطئة في بعضها قبل الحل الصحيح لما يفوق العشرة. ظل صلدًا مع ذلك، كثيف الحل والتدرب، يصارع مُستوًى ثابتًا يهبط أحيانًا، فترة طويلة، دامت لأكثر من أربعة أشهر.
وبعدها؟
بدأ مُستواه "أخيرًا" يتحسن، واستمر في التحسن بخطًى خطِّيَّةٍ ثابتة، حتى ارتقى إلى ترتيبه السادس على العالم، وما زال في صعود.
طريق النجاح لكُثُر لا يكون مُمهدًا على الإطلاق، لكنه يكون عاثرًا عسيرًا مليئًا بما يؤرِّقهم. ذلك ما يجعل سالكيه قلة، إذ أن أغلب البشر أبناء البُكاء والشكوى: إن ووجهوا بالصعاب إما استكبروها مُقرِّين بضآلة أنفسهم، وإما استكبروا عليها رفضًا لمواجهة حقيقة قصورهم. وفي كلتا الحالتين يقفون مكتوفي الأيدي، تتزايد الأرقام في خانات أعمارهم وقيمتهم ثابتة عند الصفر لا حراك فيها.
وهنا، لا يبقى من الأفراد الذين يسبلون أغوار النجاح سوى قلة من البشر، نجد أنهم أولئك الذين نظروا للأمر بموضوعية شديدة، فكفوا عن الشخصنة وأزالوا أنفسهم من طرفي المُعادلة غير تاركين فيها سوى طرفيها الأصليين: اجتهاد مُوجه = نجاح. ذلك أن القاعدة التي تحكم العالم تقول أن النفس البشرية، أي نفس، أي كيان غير عاقل حتى، إن بُذل منه من الجهد ما يكفيه، فسيصل إلى مُبتغاه حتمًا.
في كل ما سبق لست أُحاول أن أُضارع إبراهيم الفقي لاُخبرك أنك قادر على كل شيء، في الحقيقة أنت عاجز، أنت عاجز حتى تقض أسوار نفسك. ))
- 17-08-2021, 10:25 AM #2طريق النجاح لكُثُر لا يكون مُمهدًا على الإطلاق، لكنه يكون عاثرًا عسيرًا مليئًا بما يؤرِّقهم. ذلك ما يجعل سالكيه قلة، إذ أن أغلب البشر أبناء البُكاء والشكوى: إن ووجهوا بالصعاب إما استكبروها مُقرِّين بضآلة أنفسهم، وإما استكبروا عليها رفضًا لمواجهة حقيقة قصورهم. وفي كلتا الحالتين يقفون مكتوفي الأيدي، تتزايد الأرقام في خانات أعمارهم وقيمتهم ثابتة عند الصفر لا حراك فيها.
- 17-08-2021, 11:09 AM #3نعم
"وهنا، لا يبقى من الأفراد الذين يسبلون أغوار النجاح سوى قلة من البشر، نجد أنهم أولئك الذين نظروا للأمر بموضوعية شديدة، فكفوا عن الشخصنة وأزالوا أنفسهم من طرفي المُعادلة غير تاركين فيها سوى طرفيها الأصليين: اجتهاد مُوجه = نجاح. "
- 28-12-2021, 09:00 AM #4
ابو العابد
---------------------
happy new year
نشوفك في الافراح مرة اخرى