كيف نحدد أتجاه الأسواف وتحقيق الأرباح (إعتذار)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الأخوة المضاربين الأعزاء،
في بداية الكلام دعونا لا ننسى قول الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات حيق قال: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْوَمَاتُوعَدُونَ(22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ(23)
لذلك فإنني في بداية هذا المقال أقدم أعتذاري من جميع الأخوة المضاربين وبخاصة الين فهموا من عرضي السابق أنني أعرض خدماتي في إدارة الحسابات، وهو الأمر البعيد كل البعد عن المقصود، ومن الآن فصاعداً فإنني اعتذر عن تقديم أو عرض أي توصيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حتى لا يفهم أحد من كلامي أنني أبحث عن رؤوس أموال لإدارتها، لأن من يبحث عن ذلك فالطرق إلى ذلك كثيرة ويبقى كلام الله في مسألة الأرزاق فوق كل أمر بنص الآيات الكريمة. وسأحاول بعد مقالي هذا شطب المقال السابق عليه الذي يتضمن كشف الحساب الذي أعرض فيه مخلص عمل يومي الجمعة والإثنين. مع العلم بأن الحساب للسائلين هو حساب غير حقيقي وأقوم من خلاله بفحص كل ما أتحدث به في المقالات على الرغم من أنني أقوم بذلك بشكل فعلي ولكن ليس بذات الحجم.
ونعود لنكمل في آلية تحديد اتجاه الأسواق العالمية ولماذا أصر على أن الشركات تعرف اتجاه الأسواق ليس علماً منها وإنما بسبب بنك المعلومات الذي تمتلكه، وهذه المعلومات مصدرها المضاربين أمثالنا. وقلنا فيما مضى أن السوق وبحكم قطعي يمشي الدوام بعكس الصفقات التي تشكل مركز ثقل المضاربه، فإذا كانت على منصة التداول لدى الشركة عدد وكمية عقود الشراء أكثر من عدد وكمية عقود البيع، فإن السوق بحكم القطع سيمشي نزولاً عكس عمليات الشراء التي تمثل الأغلبية، أي أن غالبية المستثمرين أو المضاربين هم بحكم الخاسر لا محالة.
وقد يسأل سائل: كيف ذلك أو كيف ينزل السوق بما أن عمليات الشراء أكثر من عمليات البيع، بمعنى أن الطلب أكثر من العرض ؟
والجواب بمختصر مفيد، أن هناك مستويات للشركات فجميع شركات الوساطة المالية التي نراها عملاقة وكبيرة لديها مصب أكبر منها بعشرات المرات لا تتعامل مع المضاربين الأفرد مهما كان رأس مال المضارب، بل تتعامل مع شركات Prim Broker.
وعلى ذلك فالشركات العملاقة التي لا تتعامل سوى مع الشركات مثل التي نتعامل معها ترى الصورة بوضوح أكثر ودقة أكبر، وتعرف أتجاه المضاربين من حول العالم، وهنا تبدأ لحظة اتخاذ القرارات على مستوى البنوك العملاقة، فإذا كان المطلوب في السوق مثلا (100) مليون يورو ، تقوم الشركات العملاقة بعرض (200) مليون يورو، بمعنى أنها تلبي حاجة السوق وتعرض أكثر من المطلوب، وهو الأمر الذي يجعل السوق يتراجع ضد جميع المضاربين الذين قاموا بالشراء والذين يمثلون الأغلبية على منصات التداول، ويبدأ مسلسل اللعب مع الكبار وتحريك الأسواق بتذبذب صعوداً ونزولاً بحسب اتجاه صفقات العملاء التي تنتهي غالباً في خزائن كبرى البنوك والشركات ذات العلاقة.
وهنا ورداً على بعض الأخوة الذين سألوا فيما مضى عن فاعلية التحليل على الشارت وقوة المؤشرات، فإننا نقول بأنه إذا صادف أن يكون تحليلك يمشي مع الاتجاه الذي سـتأخذه الأسواق بحسب توجهات البنوك العملاقة فإنك تعتقد بأن المؤشر والتحليل الذي تعتمد عليه هو تحليل قوى وفعال ويأتي بالنتائج الرائعة، وتبدأ مسيرة بناء الثقة بينك وبين المؤشرات وتحليل الشارت، وبخاصة مع تكرارات النجاح، وتبدأ بزيادة الأحجام شيئاً فشيئاً إلى أن يأتي يوم ينقلب في السوق ضد المؤشر الذي تعتمد عليه في المضاربة والذي تم بناء الثقة فيه شيئاً فشيئاً، فتتعلق صفقاتك في السوق وتبدأ بانتظار أن تعود الصفقة مرة أخرى لتحقيق الربح، ولكن السوق يبدأ بسرقة رأس مالك بالتدريج لتكتشف بأنك أصبحت أمام خيارات صعبة بالإغلاق أو عكس الصفقات بالهدج.
وفي اللحظات التي يمشي السوق بعكس بعض المؤشرات يكون السوق يمشي مع مؤشرات أخرى وهناك عملاء في مكان آخر يقعون ضحية بناء الثقة مع مؤشرات أخرى غير التي تعتمد عليها، وفي نهاية المطاف يبتلع جميعنا ذات الطعم، ويبدأ كل واحد فينا بالبحث عن أسباب فشل المؤشرات والتحليلات التي يعتمد عليها وحققت له النجاح المؤقت، ويعتقد الجميع بأن هناك شيئاً ناقصاً في التحليل وهو بحاجة إلى المزيد من القراءة والتمعن والتدريب على كيفية استخدام المؤشرات والشارت. ولكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير
فالنجاح الذي يحققه أي مؤشر ليس من المؤشر ولكنه تصادف أن يكون اتجاه المؤشر مع الاتجاه الذي ستأخذه الأسواق بناء على رغبة البنوك العملاقة، وقد يتكرر التوافق بين المؤشر واتجاه الأسواق مرات عديدة متتالية، ومن ثم تأتي مرة واحدة لتهدم جميع المرات السابقة عليها، وهكذا دواليك فالسوق في كل مرة يمشي مع مجموعة من المؤشرات ويعكس مجموعة أخرى، ويجري التبديل بينها بالصدفة لا أكثرولا أقل،،،ونحن صغار المضاربين تضيع أعمارنا ورؤوس أموالنا في محاولة لمعرفة أي المؤشرات أقوى وأفضل.
لا أريد الإطالة أكثر من ذلك في هذا المقال لأننا سنكمل في المقالات التالية تفصيلاً لكل الموضوع، ومرة أخرى أقدم اعتذاري من الجميع وبخاصة الذين فهموا أنني باحث عن رأس مال أديره، فهو الأمر البعيد جداً عن المقصود،،، وإن شاء الله لن تجدوا بين مقالاتي أي توصيات أو دعايات لشركات من أي نوع، وغير ذلك أرجو تنبيهي بالتعليقات حتى أبتعد بنفسي عن هذا المنزلق. وكل ما أهدف له هو أن أضع بين يدي الأخوة المضاربين بعضاً مما تعلمته على مر السنين من واقع علمي وعملي على أرض الواقع.
وفقني الله وأياكم
د. محمد الروسان