كيف تحدد شركات الوساطة اتجاه السوق ، طريقك نحو النجاح ومعرفة اتجاه السوق (2)

[محمد الروسان]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجميعن
الأخوة المضاربين الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

نكمل اليوم في هذا المقال شرح الطريقة التي تستطيع شركات الوساطة المالية وبخاصة الكبرى منها معرفة اتجاه الأسواق العالمية والعملات،وقبل أن أخوض في الشرح المفصل أريد الرد على الأخوة الذين قالوا بأنني عضواً في المنتدى منذ العام 2007 ولا يوجد لي مشاركات كثيرة، حيث أن السبب كان ستلخص بطبيعة عملي محللاً وخبيراً لقضايا البورصات العالمية ومحكماً دولياً بين شركات الوساطة المالية ومستشاراً لدى محكمة أمن الدولة في قضايا البورصات، حيث لم أكن أجد الوقت الكافي لكتابة المقالات إضافة إلى دراسة الدكتوراه التي كانت تأخذ مني كل الوقت المتبقي لدي بعد العمل. ولكن كان هذا المنتدى المكان الذي كنت أحبه وأشارك فيه ولا زلت من المخلصين له وإن كنت بعيداً عنه.

وعلى كل حال، فقد شرحنا في المقال السابق طريقتين تحقق شركات الوساطة المالية من خلالها الربح الكبير جداً دون أدنى جهد منها أو علم خارق يفوق ما تعلمونه أنتم، فصدقوني أنأي فرد فيكم لديه من المعرفة التي تفوق أي واحد من العاملين في شركات الوساطة المالية وبخاصة المحترفين في الكلام والتسويق لشركاتهم، ودليل بسيط على ذلك أنه لو كان أي واحد فيهم لديه علم خارق يعرف من خلاله أين تتجه الأسواق لما رأيتم وجهه ولا سمعتم صوته، ولا أتعب نفسه في محاولة استقطاب العملاء الجدد للشركة التي يعمل بها. ولكنها العمولات على التسويق فقط.

وعودة على الموضوع وبخاصة لمن كان يتابع بدقة ما قلناه في المقال السابق، فإن الشركة تعرف اتجاه السوق أو العملة المعنية من خلال عملائها، ففي ساعات الذروة التي يكون فيها العملاء ناشطون في المضاربة، تجد الآف العملاء بمختلف الطرق والوسائل الفنية في التحليل يقومون بفتح الصفقات التي تتوزع بين البيع والشراء، وما هي إلا فترة بسيطة جداً حتى تبدأ الإغلاقات وبخاصة الصفقات الرابحة، فبمجرد أن يتحرك السوق بمقدار يتراوح ما بين (15 - 30) نقطة في اتجاه محدد تبدأ الصفقات التي حققت الربح بالخروج من السوق وتبدأ عملية الفلترة الذاتية للعملاء، فلا يبقى في السوق سوى الأشخاص الذين مشى السوق بعكس صفقاتهم، وهذا هو المؤشر الأكبر والأقوى والأخطر على اتجاه حركة السوق، فنظرة بسيطة من مدير المخاطر في الشركات الكبيرة يقرأ على الفور عدد الصفقات التي دخلت السوق وصافي الاتجاه الخاص بها، فيجد مثلا أن هناك 500 مضارب قاموا بفتح ما مقداره مثلاً (60) عقد كبير شراء لليورو/دولار، بمقابل (100) عميل قاموا بفتح ما مقداره (10) عقود بيعاً لليورو دولار، فيكون صافي الصفقات لديه (50) عقد كبير شراء لليورو دولار.

على الفور يعرف مدير المخاطر في الشركة بأن اليورو سيأخذ طريق النزول لا محالة، وبخاصة أنه العشرة عقود بيع ستبدأ بالتلاشي خلال مسيرة نزول تتراوح بين (15- 30) نقطة. وتبدأ عقود الشراء بالزيادة التدريجية مع كل نزول لسعر اليورو/ دولار. وهكذا فإن مدير المخاطر الذي يعتقد الجميع بأن لديه علم ذرة لا علم له سوى أنه من الواقع العملي واليومي والمتكرر كل يوم بأن اتجاه السوق يكون على الدوام بعكس صفقات المضاربين.

غير أننا يجب أن نعرف عدة أمور منها:
1. أن هذه المعلومات غير متاحة سوى لمدير الشركة وأصحابها وذوي الصلاحية في الإطلاع على صافي صفقات العملاء، ولا تجد أن موظف المبيعات أو خدمة العملاء لديه أدنى معلومة عن هذه الأرقام، فصلاحياته على النظام تجدها محدودة جداً لا تتعدى عن الاستفسار على صفقة محددة بذاتها، أو متابعة أمور السحب والإيداع، وغير ذلك من تفاصيل العمل الإداري الداخلي والخارجي.
2. أن كثيراً من شركات الوساطة المالية التي سمعنا بأنها خرجت من السوق وتعرضها لخسارة فادحة كانت لأسباب عدم قدرة الشركة على إدارة المعلومات لديها بطريقة احترافية، وعقدها لصفقات مع شركات أخرى تقوم بابتلاعها دون وعي منها، فتعرضها لخسارة كبيرة جداً في رأس مالها.
3. أن المضارب العادي لا يمكن له بأي طريقة الوصول إلى بنك المعلومات الذي يتم بناءه ذاتياً من خلال العملاء على منصة التداول، وبالتالي فإن معرفة عدد الصفقات واتجاهها على منصة التداول لدى أي شركة عبارة عن معلومة لا يمكن للمضارب العادي أمثالنا أن يصل إليها. ولو تم ذلك وكانت هذه المعلومة متاحة للجميع فإن السوق سينهار خلال فترة زمنية بسيطة ولن يعود هناك شيء اسمه أسواق العملات إلا على نطاق البنوك والتعامل بالكاش مقابل الكاش فقط.
4. أن السوق كثيراًُ ما يتذبذب صعوداً ونزولاً لصالح كلا الطرفين ، البائع والمشتري، فكيف يمكن لنا التصرف ؟ (بحاجة إلى تفصيل).

وفي نهاية أي يوم عمل، لو قامت أي شركة وساطة مالية بحساب صافي عملها في نهاية أي يوم عمل ستجد أن حساباها يتكون من قسمين، القسم الأول وهو نتيجة الصفقات المغلقة على الربح أو الخسارة، فتجد أنها إما محققة للربح الكبير، أو أنها تعرضت لخسارة بسيطة جداً وهو الغالب في أكثر الأحيان، أما القسم الثاني فهو نتيجة الصفقات التي لا زالت مفتوحة على المنصة والتي تم فتحها في ذات اليوم، لتجد المفارقة الكبيرة جدا، حيث تجد أن ما تبقى من صفقات للعملاء على المنصة ينطوي على خسائر كبيرة جداً للعملاء والتي هي بالتالي أرباح للشركة، ولا تكون صافي الصفقات باتجاه واحد مطلقاً، حيثق نجد أن هناك كمية كبيرة من العقود المتقاطعة وتحجز كمية هائلة من الأرباح للشركة تفوق في قيمتها أي كمية أرباح حققها العملاء في ذات اليوم. وقس على ذلك لجميع العملات والمعادن والسلع ولعشرات الآف العملاء، وبخاصة في الأيام التي يكون فيها السوق نشيطاً وتحرك بمقدار كبير يتجاوز ال 60 أو 80 أو 100 بب.

وللعلم فإن جميع ما أتحدث به هو من الواقع العملي اليومي الذي مارسته على مدار (15) عاماً، وليس كلاماً نظرياً أريد أن املاء به صفحات الانترنت. وحتى يستطيع أي مضارب من الأخوة الأعزاء أن يتحقق من صدق معلومتي كل ما عليه هو أن يختار صديقاُ له لم يقرأ هذا المقال ويضارب في السوق، ويطلب منه أن لا يدخل السوق إلا عندما يتصل به ويخبره عن الصفقة التي يريد أن يدخلها والاتجاه الخاص بها، وما عليك سوى أن تفتح حساباً تجريبياً وتقوم بفتح صفقات معاكسه لأتجاه صديقنا وسترى النتيجة بأم عينيك شريطة أن يكون صادقاً معك في الدخول والخروج.

ويبقى السؤال: في ظل عدم قدرة المضارب العادي أمثالنا من الوصول إلى كنز أو بنك المعلومات الذي يعطينا تفاصيل ما يحدث في السوق الفعلي من وراء الكواليس، كيف يمكن لنا أن نصل إلى دقة المعلومة في اتجاه السوق دون أن نخوص في كمية هائلة من التحليلات الأساسية والفنية والرسومات البيانية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ؟. ويكون الجواب بأننا يجب أن نعرف كيف نقوم بتحليل السوق بطريقة رقمية صرفة وغير تقليدية على الإطلاق. بحث تعطينا نفس النتيجة وكأننا نعمل مدراء لإدارة المخاطر في أكبر الشركات العالمية.

وهذا ما اخترت أن أخدم به أخواني المضاربين العرب والمسلمين من خلال هذا المنبر، محتسباً الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
ولكن يجب أن ألفت انتباه الأخوة المتابعين أن طريق الشرح قد يكون طويلاً نوعاً ما، بسبب أن خبرة (15) عاماً لا يمكن لي أن أوجزها في مقالين أو عشرة حتى. وخلال تقديمي للمقالات أرجو من جميع الأخوة أن يشاركوني في الطرح ولو على صيغة أسئلة حتى نثري النقاش ونقدم في المقالات أكبر كم من المعلومات التي سنصل من خلالها إلى تحقيق أهداف الجميع بإذن الله، ومرة أخرى فإنني خلال الأيام القادمة سأبدأ بعرض نتائج العمل الفعلي على منصة التداول لتعرفوا أن ما أتحدث به ليس كلاماً نظرياً على الإطلاق وأنما واقع علمي ومباشر.
وفقني الله وأياكم
د.محمد الروسان

[1Scalper]

وفقك الله إلى كل خير

[Abdoroot]

موضوع مهم جدا والله
لم اكن افكر بهذه الطريقة
في انتظار باقي المواضيع
وفقك الله

[محمدي.]

أكمل كلنا عيون صاغية اقصد قارئة ههههه

[محمدي.]

لكن قولك رسوم بيانية لاتسمن..... ألاترى فيه اجحاف في حق الفنيين ومحللي التشارت. ونعرف ناس ماشاء الله ناجحين في التحليل

[تأبط خيرا]

شكرا دكتور على هذا الطرح الرائع محاولة نقل خبرتك الكبيرة ما شاء الله الى اعضاء المنتدى وكل من يمر لاحقا على الموضوع

خطر ببالي سؤال لو تكرمتم ..........

هل يستفيد مدير المخاطر وصاحب الشركة من توجهات مجمل المتداولين على زوج عملات معين ......... على سبيل المثال اذا كانت الغالبية عند عملائهم علقت بصفقات بيع لليورو آخر اليوم على سبيل المثال بمعنى ان اليورو دولار صاعد على الاغلب هنا هل الشركة تدخل السوق او صاحبها عن طريق الشراء ولكن من خلال حساب عند وسيط آخر مختلف ؟؟ بحيث تصبح صفقاتهم رابحه باحتمالية كبيرة وعالية ؟؟

[محمد الروسان]

نعم صحيح، يقومون بذلك طوال الوقت،،، حيث أن كثيراً المساهمين في شركات كبرى يقومون بعكس صفقات عملائهم لدى شركات أخرى ولحسابهم الخاص،،، من خلال حسابات بأسماء مختلفة حتى لا يتم ملاحقتهم قانونياً من قبل الشركاء الآخرين.. وكبرى البنوك العالمية تفعل نفس الشيء،،،، في المقابل ساشرح في المقالات فيما بعد كيف تقوم البنوك الكبرى بالتحكم في اتجاه السوق وكيف يقومون بالتحالف ضد بعض الشركات وإخراجها من السوق بشكل نهائي

[eng osama]

وفقك الله إلى كل خير د.محمد متابعين معك

[تأبط خيرا]

نعم صحيح، يقومون بذلك طوال الوقت،،، حيث أن كثيراً المساهمين في شركات كبرى يقومون بعكس صفقات عملائهم لدى شركات أخرى ولحسابهم الخاص،،، من خلال حسابات بأسماء مختلفة حتى لا يتم ملاحقتهم قانونياً من قبل الشركاء الآخرين.. وكبرى البنوك العالمية تفعل نفس الشيء،،،، في المقابل ساشرح في المقالات فيما بعد كيف تقوم البنوك الكبرى بالتحكم في اتجاه السوق وكيف يقومون بالتحالف ضد بعض الشركات وإخراجها من السوق بشكل نهائي

ممتاز بانتظار باقي مقالاتكم دكتور ......... متمنيا ان تتسارع فما تطرحونه يشجع التفكير بالتعامل مع هذا السوق باسلوب مختلف قد يكون ناجعا ان شاء الله

[Depth_market]

أعتقد انك تقصد .. ان 60 عقدا ستبدأ في التلاشي خلال مسيرة صعود تتراوح من 15/30 نقطة و تبدأ عقود البيع في التزايد مع كل نزول للسعر

[Depth_market]

ما فهمته في المثال أعلاه هو أن الــ 60 عقدا شراء ستسيطر على السوق لأنها الفئة الأقوى ، و لكن هذه السيطرة لن تدوم اكثر من 30 نقطة حيت ان هذه الصفقات ستغلق في المجمل على ربح بسيط و بالمقابلتبقى تبقى صفقات البيع الخاسرة في مكانها الى حين تلاشي صفقات الشراء ثم يعكس السعر لصالح البيع صحيح ؟

[محمد الروسان]

لا يا أخي العزيز، السوق يمشي بعكس العقود الكبيرة وليست العقود المسيطرة، فبما أن العدد الأكبر من الصفقات كانت شراء، فالسوق يبدأ بالنزول لمصلحة الأقلية وخسارة الأغلبية

[Depth_market]

اه
حاليا انا ادرس التحليلات الحجمية على العملات في اسواق العقود الاجلة و اضع مقارنات مع الفوركس
حسب هذا المنطق فان السيولة و الحجوم لا تنفع اللهم اذا كان المتداول سيدخل عكس التمركزات .. ما رأيك ؟

[محمدي.]

لكن قولك رسوم بيانية لاتسمن..... ألاترى فيه اجحاف في حق الفنيين ومحللي التشارت. ونعرف ناس ماشاء الله ناجحين في التحليل

لا أعلم لم تركت الاجابة عاى سؤالي

[محمد الروسان]

كلا يا صديقي لم أترك الإجابة ولكن أحياناً أكون بعيداً عن الجهاز، وعلى كل حال أنا احترم جميع المحللين الأساسسين والفنيين، ولا أنكر أن الكثير من المضاربين حققوا نتائج ممتازة من تحليل الشارت، ولكن ثق تماماً أن ما يخفيه أي محلل ناجح يفوق ما يعرضه للعامة،،، مثل ما يقولون (سر المهنة)، وعلى كل حال فقد درست الغالبية العظمى إن لم يكن جميع المؤشرات على الشارت، وجميعها لا تفيد ولا تعطي الاستمرارية في تحقيق النجاح، وبهذا الخصوص لا أريد أن أقول لك أنني عالم ولكني استطيع أن أضع بين يديك اتجاه الأسواق بشكل يومي اعتمادا عل المؤشرات والشارت، ولكنها لا تفيد في المضاربات اليومية فهي تحتاج إلى متابعة السوق بمعنى مضاربات طويلة الأجل. وهذا النوع من المضاربات لا يفيد صغار المضاربين فهو يحتاج إلى جني الأرباح القليلة بشكل مستمر. ولك مني كل الاحترام والتقدير